الخميس، 18 يوليو 2024

حادثات الدّهر.. بقلم الشاعرة رفا الأشعل

 حادثات الدّهر..


حادثاتُ الدّهر طوفان أتاني 

وضبابٌ لفّ دربي واعتراني


عمّتِ  البهجة إِذْ  حلّ  ربيعٌ

كان وهمًا من أكاذبب الأماني 


كان لي بالأمس أوطانٌ وأهلٌ 

كيف غابوا في متاهات الزّمانِ


إنّ  للغدر  أيادي  فرّقتهم 

بعثرتهم في شطوطٍ ومواني 


والرّدى قدّامهم حينا وحينا

خلفهم والهول في كلّ مكانِ


ودياجٍ خلت لمع الشّهبِ فيها

دمع ليل قد بكاهم وبكاني


فتنة والحرب إذْ دارت رحاها 

جرّعت قومي كؤوسًا من هوانِ


يا زمانا كثرت فيه المآسي

أترع الكأس دموعا وسقاني


أسفي مجدُ جُدودي ضاع منّا 

كضياع السّيف في كفّ الجبان


مجد قومي قَدْ طواه ليل دهرٍ

ليته لمّا طواه قَدْ طواني  


وأقمنا العمر في صحراء قفرٍ

وعلى البعد سرابٌ من أماني 


يا زمانا كان لي فيه رفاق

وأراهم حسدوا اليوم مكاني 


كم صديقٍ رفعتي قد بهرته

أظلمت عيناه غَيْظًا فرماني


في فؤادي فيض أنوارٍ وسحرٍ 

من مدامٍ يملأ الحبّ دناني


كم سقاني في كؤوس من أثيرٍ

خمرة الحبّ كذوب الأرجوان 


وخيالي أسْرجُ الحرف إليه

فإذا الكون لحون وأغاني 


وشموس تسكبُ النّور رذاذًا

وربيع من زهور البيلسانِ


أسكب الحرف على السّطرِ قوافي

مثل عقدٍ من عقيقٍ وجمانِ


              بقلمي / رفا الأشعل 

              على تفعيلات الرمل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق