الأحد، 28 يوليو 2024

أُعفِیکَ مِنِّي...؟. بقلم الشاعرة سعیدة باش طبجي☆تونس

 ☆《أُعفِیکَ مِنِّي...؟》☆


           ☆《1》☆   

● أُعفِيكَ مِنْ عَذابِي..

وشَوْقِيَ المَحمُومِ واؔغْتِرَابي

أُعفِيكَ مِنْ مَدَامِعِي وَ حُرْقَتِي

وكُلِّ مَا فِي خَافِقِي المُلْتاعِ مِنْ عِتَابِ

أُعفِيكَ مِنْ تغْرِيبَتي فِي مُدُنِ اليَبابِ

أُعفِیکَ مِنْ سَذاجَتي

تُصَدِّقُ الوُعُودَ مِنْ تَکْشِیرةِ الذّٸابِ

وَمِن قَذًی فِي نَاظرِي

 يَظُنُّ فَيْضَ النُّورِ و الأنْداءِ فِي تَرْکیبَةِ السَّرَابِ


● أعِیذُ نَاظرَیْکَ مِن عَتْمي ومِنْ ضَبابِي

مِنْ شَجَرِ الأحزَانِ عَرَّشَتْ ظِلَالُهُ الغَبْراءُ فِي جِدَارِي

و سَکَنَتْ أغصَانُهُ العَجْفَاءُ عِندَ بَابِي

وافتَرَشَتْ أورَاقُهُ وِسَادَةَ السَّقَامِ فِي أعتَابِي

أعِیذُ ذَوْقَکَ الشَّفيفَ مِنْ قَصَاٸدِي

مِدَادُها  قِنِّینَةُ العَذَابِ

مَسْنُونةٌ  أقلَامُها.. تُمَزِّقُ السُّطُورَ کالحَرَابِ 

مَشْحُونَةٌ حُرُوفُهَا 

بالرّعدِ والإعصَارِ و اللَّظَى

وخُلَّبِ البُرُوقِ والسَّحَابِ

أعِیذُ  عَقلَکَ المَوزُونَ مِنْ جُنُونِي

مِنْ هَلْوَسَاتِ ضَجَرِي

مِنْ قَلقِي المَعجُونِ بالعَجْزِ وبالرُّهَابِ

مِنْ نَبْضَةٍ مَثْلُومَةٍ 

قُرُوحُها سَالتْ بِقَيْحٍ نَازِفٍ

يَنِزُّ بالصَّدِیدِ  مِثلَ بَحَّةِ النَّشِیجِ 

فِي حُنْجُرَةِ المِزْرابِ


● أَحمِیکَ مِنْ خَیالِي...

یَخُوضُ بَحرَ السِّنْدِبَادِ طَامِيَ العُبَابِ

یَجُوسُ في جَزاٸرٍ 

ناتِٸَة صُخُورُها ..جَارِحَة طیُورُها

إذا أنَا وَطِٸتُها 

تَکَسّرَتْ مَسَارِجُ الجَمَالِ في قِبابِي

واؔنتَحَرَ المَجَازُ عِندَ بابِي

و سَکَنَ الإمْلَاقُ والإمْحَالُ خافِقِي و نَبْضَتي

و رَفّةَ النّسِیمِ في ثِیَابي

ونَفْحَةَ الأَشْذَاءِ  والأنْداءِ في رُضَابِي


● أعفِیکَ مِنِّي....مِن دَمِي المَحمُومِ ...مِن أوْصَابي

من عَالَمي  تَحکُمُهُ عِصابَة الأوهَامِ و الأزلاَمِ

والهَواجِسِ الهَوْجاءِوالمَظالمِ الرَّعناءِ و الخَرَابِ

لا تَقتَرِبْ....

  فوطني   

       وغُرفَتِي

          و مُهجَتِي 

               و نَبْضَتِي

                     وأحرُفِي

                         مَوعُودَةٌ  للرِّیحِ و الکِلَابِ                                   ●أُعفِيكَ مِنِّي؟؟؟

ياتُرَى إذَا أنا أعفَیتُ

هلْ یُعفِیکَ مَوْسِمُ الأشْوَاقِ والوِِصَالِ والهَوَى 

و ذِکرَیَاتُ غَابةِ اللَّبْلَابِ؟

هَل صَدَّقَتْ صَبَابتِي ولَهْفَتي

و بُهْرةُ الحُلمِ الرّحِیبِ والمَدَی

و لازَوَردُ نشْوتي وجذْوتي

ما جَاءَ في خِطَابي؟

بأنَّنِي فِي لَحْظةٍ حَمْقاءَ قَد طَلَّقتُها؟ ...

و أنَّنِي أعلَنْتُ فِي سِفْرِ القَریضِ والهَوَى 

نِهايَةَ الأشْعَارِِ

                 والغَرامِ 

                         والشَّبَابِ؟


               ☆《2》☆


● يا قَارِئي..يا رَفّة الضِّياءِ في أهْدابي

يا نَفْحةَ العَبيرِ في جَلْبابي

يا وَدقَ مُزْنٍ عَابقٍ ينْثالُ في مِحبرَتي

ليُنْبِتَ الوُرودَ فِي القرطاسِ و الأقلامِ

والنّسْرينَ  عنْد بابِي


● إذَا أتَت قَصَاٸدِي إلَیْکَ تَحمِلُ الأوْجَاعَ في الجِرَابِ

لا تَقرَأْ الحُرُوفَ واَحْسُ نَبضَها

واَبحَثْ عنْ المنْضُودِ في سِلالِها 

و اؔنْشَقْ شَذَا سُلافِهَا

واؔرشُفْ لَمَی بَیَانِهَا

وضُمَّهَا...

بِضَمَّةٍ من عِشْقكَ المَمْهُورِ بالحَنينِ والطِّلَابِ

وَضَمَّةٍ مِنْ مُقلَةِ الأشْوَاقِ

تُرجِعُ  الضّيَاءَ للغَریبِ في زَنزَانةِ الغِیَابِ

و ضَمَّةٍ ثَالثَةٍ مِنْ كَفِّكَ المَطليِّ بالنَّدَى والشَّهْدِ والعِنَّابِ

فَأحرُفِي مُشْتَاقَةٌ لدِفْءِ راحَتَیْکَ

یَزْرَعُ الجَمالَ في سُطُورِي

فَتَنتَشِي سَنَابِلُ البَدِیعِ

فِي بَيَادَرِ الرَّبيعِ

و يُزْهِرُ المَجَازُ فِي خَماٸِلِ الرَّوابِي

ومُقْلتِي ظَمْاؔنةٌ لرَفّةِ الهُيامِ مِنْ عَيْنَيكَ تَسْكُبانِ الخَمْرَ في قِنينَةِ المِدَادِ 

وارْتِجَافةِ اليَراعِ و الكِتَابِ

فتَسْكَرُ الحُروفُ مِنْ سُلافِها

و تَعزِفُ الأوتارُ في سَماءِ لَازَوَرْدِهَا

أهزُوجَةَ الإيَابِ


● إذَا أتَتْ قَصَائِدِي إلَيكَ...

لا تُصَدِّقِ البَوْحَ الّذِي يُعفيكَ مِنْ عِتَابِي...

كَاذِبَةٌ قَصَائِدِي

وأعذَبُ الأشعَارِ مَا ارتَدَی في صِدْقِهِ

غِلَالةَ الكِذابِ


●أنَا هُنا اليَوْمَ أَشِي بِأحرُفِي

فَلَا تُصَدِّقْ بَوْحَها

كاذِبَةٌ والثَّلجُ فِي صَقِيعِها عَلامَةُ اِلْتِهَابِي..

و مُنْتَهَى صَبابَتِي.. و جَذْوتِي...و نَشْوةَ اِسْتِلَابِي

بِذَوْقِكَ الجَنِيِّ مِثْلَ الشّهْدِ في أوْرِدَةِ الدَّوَالِي

و نَبْضِكَ الرَّيَّانِ مِثلَ الخِصبِ في أنْسِجَةِ السََحَابِ ☆


《سعیدة باش طبجي☆تونس》

            جويلية 2020


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق