العزف
بقلم الأديبة والشاعرة والكاتبة الصحفية
حنان فاروق العجمي
سأعزف على أوتار الماضي تارة
وعلى أوتار الحاضر تارة
وما بينهما سأرقص
والمستقبل ينتظر مني إشارة
يَتَحَضَّر لأحكي وأَقصُص
سأكتب عن بؤسٍ عمَّنْ أَشقى
عن سِعدانٍ أَبكَى
عن جلمودٍ أخرس
عن مُتَدَنِّي الشأنِ
عمَّنْ قَبَّلَ حذاءً أخمص
قدَرُك أوْقَعَكَ بيدي
وطأتَ قلبي الطاهر
وبِغِلِّك تَدَنَّس
تلكَ القيثارة تناديني
تتألَّم ولأوتار الحزن تَحرُس
ريمٌ على قاع روحي
سأنزعه سألفظه وأَخلُص
لم أقصد يوماً حيرتَكم في شتاتي
فقط أسكُب قهوتي السوداء
لِتُدَوِّنَ عهدَه ووعدَه ونكوصه
مِحبَرَتي هي دائي ودوائي
وفزع يَلُفُّ حياتي
يتَرَقَّبني الجاني
ومني ومن حبري يتَوَجَّس
هل أُسدِل ستاري على ظُلماته؟
أم أَكشِف رداء ساعديْه ؟
هل أجرؤ على إظهار حقيقته؟
أم أكتفي بتشفير رسالاتي؟
وأُجَمِّد بمُقلتي عبراتي
وأستُر عيوبَه وفضائحَه
وأمحو تاريخَه
تلك العضلة الرخوة بفمي تعصاني
وتَحَوَّل لساني لغولٍ عدواني
رغم أني شَذَّبت نتوءاته
ووعَدَ بعدمِ البوح وأخلَص
ولكن حَرَّضَه فِسقُ سجاني
ألَّا يُطاوعني
ويثور على إجرامه
ومن ظُلمه وجَوْره يَتَخَلَّص
ينطق بهجاءٍ بكل لغاتي
بما يُفهَم وما لا يُعرَف
بسحري سأُرَتِّبه فلا أزيد ولا أنقُص
سأُسمع ذرَّاتِ الكون حديثه البائس
وتخلِّيه عن مبادئه واعتناقه دينه الأحوص
قد أصبغت عليه صفةَ كائن أسطوري
فتحدَّى نقائي وسعى لِيُلَوِّثَه
فتناثرت أنواري تحرق وجهه وترقص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق