الاثنين، 29 يوليو 2024

جبروت و تعنت ـــــــــ محرز مبروك


 ___________جبروت و تعنت_________

صفعتني الساعة، و كأنها رصاصة أصابني بين عيناي... ككل الشباب، اغدقت مالا كثيرا منه تشيد البيت السعيد و منه ليوم الفرح، والانتقال من العزوبية إلى بيت الزوجية.. بتلك المحبوبة التي عشقتها دون سواها، فثراها لا يهمني حتى وإن كانت تمتلك الألماس بقدر محبتي لها... ها قد حل اليوم الموعود، يوم الفرح، في القاعة تنبعث روائح العطور، رجالا ونساء... و مما زاد البهاء و الجمال حضور العروسة في أبهى حلة... أنغام الموسيقى متناغمة مع رقصات ألمدعوات... عدسات المصورين تبرق كليالي شتوية، حضنت امها فاباها، صورا للذكرى... وعند انتهاءها ناديت أمي لأخذ صور و أخواتي الثلاثة... نظرت الي بنظرة حاقدة اخترقت فؤادي... حتى صار جبيني يتصبب عرقا.... نزلت من ركحها المخصص..... أشرت لأعضاء الفرقة الموسيقية بالكف، كل الحضور في صمت رهيب، ناديت بأعلى صوت.... اليوم سابيع امي هل من مشتري؟؟؟ _وتقسيم آلة القانون تنبعث منه نغمات حزينة، مثل طقس الخريف _تتبع كلماتي الأليمة.... طبعا لا أحد يقدر على شراء أمي.... كررتها ثانية و ثالثة لا من مجيب.... ضجيج خافت و تساؤلات بين الأقارب.... أما العروسة في دهشة واستغراب... فقلت نعم حتى العروسة وكل أهلها لا يقدرون على شراء امي.... اليوم سوف اشتري امي و أمام الجمع.... اتجهت نحوها و جثوت على ركبتي و قبلت رجليها، احتضنها و اخواتي البنات.... ثم ناديت : أمي ولا غيرك يااا أمي....
بقلم محرز مبروك
تونس 🇹🇳
في 27 جويلية 2024

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق