الاثنين، 29 يوليو 2024

قراءة الأديب سوف عبيد لقصيدة الشاعرة زهرة الحواشي

 شكرا وتقديرا للأستاذ سوف عبيد على الاهتمام  بالشعر التونسي المحكي  وإدراجه كركن من أركان الشّعر التّونسي الذي يتوجّب علينا أن نأخذه بعين الإعتبار ونوليه مكانته الحقّة .

وأدعو في هذا الصّدد الأدباء الأكاديميبن إلى احتضان هذا النّمط الشعري بدراسات جدّية ومراجعة مواقفهم من مسألة المفاضلة بين الشعر في اللغة العربية الأدبية وفي اللغة التّونسية المحليّةالتي هي شئنا أم كرهنا لغتنا الأمّ وحمّالة  ذاكرتنا وملاحمنا وموروثنا الشعبي الزّاخر بالمحطّات الوطنيّة النّضالية والرومنسيةالبديعة وهي المرايا العاكسة لمختلف المراحل التي مرّ بها شعبنا ووطننا..

كتب الأديب الشاعر سوف عبيد ما يلي:

  قصيدة الشاعرة زهرة الحواشي

الشاعرة زهرة حواشي شاعرة تكتب الشعر بالعربية والفرنسية وباللهجة التونسية بالإضافة إلى أنها مترجمة ولها نصوص قصصية أيضا فهي من عائلة أدبية من الشمال الغربي التونسي وهذا ما أكسبها الاطلاع على تراث الأدب الشعبي الثريّ الذي عرفت به تلك الجهة الضاربة في التاريخ وإن هذا التجذّر في البيئة التونسية الأصيلة قد أكسبها الاعتزاز بتونس التي نجدها في قصيدتها هذه تمثّل العشق الأكبر بما فيه من وله وهيام فتونس حاضرة في وجدانها من شمالها البحري إلى جنوبها الصحراوي وتجوبها حافية غير عابئة بحرّ الصيف وبقرّ الشتاء وتحملها بحنان في أحضانها تماما كالأمّ ورضيعها

القصيدة وردت في خمسة مقاطع وخاتمة وعلى نفس الإيقاع تقريبا بترديد لازمة ـ لو كان ـ مما أكسب القصيدة موسيقى ذاتية تمضي مع تمنيات الشاعرة إلى أقاصيها في عشقها لتونس الذي تبدو عوائق عديدة تحول دون تحقيقه على الصورة التي تريدها وتصبو إليها بمهجتها العارمة …ماهي هذه العوائق ؟ وماهي هذه الموانع التي تجعل الشاعرة عاجزة عن تحقيق أمانيها التونسية ؟

تقول الشاعرة في القصيدة إنها لو منحوها الفرصة لكتبت لتونس أحلى قصة !!….لا بأس عليك أيتها الشاعرة فقد كتبت لتونس قصيدة جميلة على كل حال

لَوْ كانْ جَا عَاكيفِي


لوْ كانْ جَا عا كيفيِ

نِتْحمِّلكْ في الٌحُضنْ شْتايَا وْ صِيفِي

مِنْ عالياتْ بنزرتْ لْصحْرا اللِّيزي

تَصويرتك عا شْراعِي وِ مْجاديفي

وِ نْدرِّقِكْ عا الْعينْ في تْلافيفيِ

وْ فِي شِدّتي ياالٌخضْرا تْكونِي حْليفِي

.

لَو كانْ عْطونِي فُرصَه

نكتبْ حِكايةْ عشقْ …أحْلى قصّه

نْحطِّك عَروسَه فوقْ أَحلَى مْنَصّهْ

وْ مِ الْهندْ تاجكْ بالّزّمُرْدْ مْرَصّعْ

وْ َمهركْ نْجوم ْالكونْ للِّي ما تُحْصَى

وْ عْدُوك مالْقهرهْ … يموتْ بْغُصَّه

.

لو كان جا في حِيني

نْعلِّيكْ فُوقْ الْهِلّه يا لِلاَّ

و نَزرع ْجْناينْ مْسكْ وردَة وْ فلِّهْ

وْ نْكونْ حارسْ ما تْهزَّهْ غَفلهْ

وْ عِنْد الْفَجِرْ نَرتاحْ

ما بِينْ خُضْرْ هْذوبِكْ تْدِسِّيني

.

لوْ كانْ في مقدوري

نِجْعلْ مْقامِكْ في حْبابْ عْيونِي

وْ نِفْرشْ حَريرْ مْخَالفاتْ الْوانْ

وِسْطْ ْجفونِي

و تتِدَّلِّلي يَا خَضرا

اَصْلْ مْحبّْتي وِ مْحونِي

انتِ الْحبيبة الغاليه

وْ لاعْدا فيك حِْسدوني

.

لو يفسحولي مْكان

نِمشيك بكري عا اللَّقدامْ حَفيانْ

وْ ما بِينْ خَطْوة وْ خَطوه

نَزْرع الٌرّيحَان ْ

وْ لمّا الِّرجِلْ تِتْعبْ نْسخِّرْ إيدَيّا رْهانْْ

وْ نْظلْ عِندِكْ ذِكرى يا الْخضْرَا

وْ بالْخيرْ تُذكْريني منْ زْمانْ لِزْمانْ

لوْكانْ جا عا كيفِي .

زهرة الحوّاشي

من كتاب رأسي في قفص الاتّهام.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق