التخلف يلازم واقع أمتنا
يقصد بالتخلف في دول العالم التأخر في التنمية الاقتصادية و الاجتماعية
و الثقافية إذا ما قارناه بالتنمية في البلدان المتقدمة و يتجلى التخلف في انهيار البنية التحتية و نقص الخدمات الصحية و التعليمية و ارتفاع معدلات الفقر
التخلف في مجتمعاتنا العربية نابع من عوامل تاريخية و سياسية اقتصادية ثقافية تميزها أنظمة التعلم و التعليم التي تفتقد إلى كثير من الجودة مما يؤدي إلى عدم اكتساب كفاءات و امتلاك مهارات مما ينجب أجيالا منهارة غير قادرة على خدمة الأوطان على أسس قوية هذه الأخيرة تكون بدورها عاجزة على مواكبة التطور الاقتصادي والازدهار الاجتماعي والثقافي الذي تتميز به بلدان العالم المتقدمة . الأنظمة السياسية في أغلب الدول العربية في غياب الديمقراطية و الاستقرار في الحكم واستمرار السياسات تتحلى بالفساد فالحكومة هي المسؤولة أمام البرلمان و تعتمد في إدارتها للمجتمع على أسس سلطوية مما يؤثر على التنمية و يعيق التطور الاجتماعي والاقتصادي في جميع المجالات . كما أن الاستعمار له الدور الكبير في تخلف الدول عير التاريخ و وقف زحفها نحو التقدم كثير من الدول العربية عانت من الاستدمار الأجنبي الذي حطم البنية التحتية لاقتصادها. ثقافة الشعوب و أقصد بها الفنون و الآداب و العادات و الاعتقادات و التقاليد حيث أن الثقافة و المجتمع يشكلان نسيجا مترابطا تتفاعل فيه التقاليد و الدين و اللغة والقيم الاجتماعية و المبادئ الوطنية و تأثير هذا النسيج على واقع الأمة يكمن في كيفية تداخل بعض المفاهيم و تفاعلها كالدين و الأخلاق
و القيم الروحية العادات و التقاليد والثقافة نفسها لكونها هي الرافد للتراكم القيمي و المعرفي الذي يتحلى به أفراد المجتمع، العرب يتمسكون بالأعراف والقيم الاجتماعية بشكل مبالغ فيه خارج شريعة الدين الإسلامي كعدم المساواة بين الجنسين، كما أن تفسير النصوص القرآنية المقدسة حسب أفكار و آراء الأئمة و رجال الدين يؤدي إلى التنوع في فهمها و منه الاختلاف في الممارسات مما يدفع للتنازع و التضارب الاجتماعي و التصادم السياسي . بما أن اللغة العربية تمثل هوية أمة فهي التي تعزز الانتماء و هي الحلقة الذهبية التي تربط الشعوب العربية لكن تحديات اللغة العربية الفصحى مع اللهجات المحلية يعيق التواصل الفعال و يؤثر سلبا على التعليم و الإعلام و يعكس صعوبات في الهوية والثقافة. الصراعات القبلية العائلية و النزاعات الداخلية العشائرية الإقليمية حيث أن الأسرة هي الخلية الأساسية لضبط الهوية الفردية والاجتماعية
و القاعدة المحورية لبناء المجتمع تربط أفرادها أواصر القرابة و التراحم والتعاضد يشكل مصدر قوة لكن الصراعات و النزاعات بين العائلات هي جزء من التاريخ الاجتماعي و الثقافي في كثير من الدول العربية و تأثيرها لافت على الأمن و الاستقرار و التطور و التقدم، بسبب كل هذه المناقضات بات التخلف يلازم واقع أمتنا.
إعداد: زهراء كشان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق