الأربعاء، 24 يوليو 2024

تحية من خلف الشغاف إلى الشهيد ناجي العلي..في ذكرى استشهاده. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 تحية من خلف الشغاف إلى الشهيد ناجي العلي..في ذكرى استشهاده.


(مناضل اختزل  بقلمه ورسومه وابداعه..قضايا الامة العربية جميعاً بعنوان فلسطين..)


في مثل هذا اليوم (22 جويلية) من سنة  1987،تعرض رسام الكاركتير الفلسطيني ناجي العلي إلى إطلاق النار في لندن،ومات بعدها بشهر، متأثرا بجراحه. 

هو ناجي سليم حسين العلي (ولد سنة 1937 توفي في 29 اوت 1987)،رسام كاريكاتير فلسطيني،تميز بالنقد اللاذع الذي يعمّق عبر اجتذابه للاتنباه الوعي الرائد من خلال رسومه الكاريكاتورية، ويعتبر من أهم الفنانين الفلسطينيين وله أكثر من أربعين ألف رسم كاريكاتوري،اغتالته مخابرات الموساد في لندن عام 1987.

* حنظلة شخصية ابتدعها ناجي العلي تمثل صبياً في العاشرة من عمره، وقد ظهر رسم حنظلة لأول مرة في الكويت عام 1969م في جريدة السياسة الكويتية، "أدار ظهره في سنوات ما بعد 1973م وعقد يديه خلف ظهره" وأصبح حنظلة بمثابة توقيع ناجي العلي على رسوماته.

- لقي هذا الرسم وصاحبه حب الجماهير العربية كلها وخاصة الفلسطينية،لأن حنظلة هو رمز للفلسطيني المعذب والقوي رغم كل الصعاب التي تواجهه فهو شاهد صادق على الأحداث ولا يخشى أحداً.


مثل كل مبدع أنعش صباحاتنا بالسخرية من تقاعسنا وثبوط همتنا في مقاومة حكم الظلم والظلام ومعهما الاحتلال الاسرائيلي المغطى بالهيمنة الاميركية.

مثل حسين بيكار وجورج البهجوري والمبدع بهجت عثمان المعروف بـ”بهاجيجو”، والشاعر ـ الكاتب ـ الفنان الممثل المتميز في الكاريكاتور والفنون الشعبية صلاح جاهين، كان ناجي العلي مقاتلاً بريشته الساخرة إلى حد الجرح.

هو صاحب قضية يؤمن أن تحرير فلسطين هو موعد الوطن العربي مع الحرية والاستقلال والوحدة وسائر رموز الغد الافضل.

ناجي العلي كان الضمير الذي يحاسبنا كل يوم، في “السفير” او في “القبس” لا فرق عنده بين أن تصدر في الكويت ام في لندن، المهم أن تبقى له مساحة للتعبير عن وجعه والايمان بحقه في ارضه التي غادرها صبيا ليعيش في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين،في بعض ضواحي صيدا.

ولقد عاش ناجي العلي في قلب التحدي، تحدي الاحتلال الاسرائيلي والاستسلام العربي والمساومة التي انتهت اليها المقاومة الفلسطينية فجرأت عليها من صرعه برصاص الغدر في لندن..

ناجي العلي رمز النضال من اجل التحرر والتحرير، لم يمت..فما تزال صرخاته المدوية عبر ابداعاته في فن الكاريكاتور تهز الوجدان، يمر بها الزمان فتزداد توهجاً ولا تنطفئ..

تحية لهذا المبدع الذي كان يختصر بقلمه ورسومه وابداعه قضايا الامة العربية جميعاً بعنوان فلسطين.


محمد المحسن



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق