الجمعة، 26 يوليو 2024

أدب أعرج واعوجاج فكري مزعج بقلم الكاتبة الأديبة زينب بوتوتة الجزائر

 أدب أعرج واعوجاج فكري مزعج

نخبة بلا أدب يكتبون للناس الأدب حرفهم  زاني يشبهون ذلك الذي يدخل الى ماخور والخبز تحت إبطه لأطفاله الصغار بعد ارتكابه لفاحشة الزنا وأمام الناس يرتدي برنيطة وبدلة أنيقة وإبتسامة عريضة مانفع شهرة هؤلاء وهم بلا مواقف يحاولون تقزيم الاخر في نفخة كاذبة كفقاعات ترتفع في السماء وتنتهي في الهواء بدون أثر يذكر والكبر والتعالي  لم يحدث ذلك في زمن العباقرة والمخترعين والكتاب الذين تركوا لنا أدبا عالميا ينعش القلب ويسمو به نحو علو أدبي وفكري لا مثيل له .

كنت دائما أتسائل لماذا لم أقرأ لبعض الصعاليك عندنا زناة الحرف بغاة الكلمة حفاة الفكر ولم أجد إجابة ربما لأنني كنت ومازلت متيمة بالنبي الملهم والفيلسوفالعاشق جبران خليل جبران أكثر من أي كاتب أخر فهو الذي علمني كيف أحلق كالطيور الحزينة بأجنحتها المبللة والمجمدة بصقيع الحياة وكيف أشاهد الشمس وهي تشرق في ثبات مهيب وكيف أعزف  بخيوطها الملتهبة وهي تعانق الغروب في لوحة متناسقة دامية الوجه يكرمها البحر وتغوص في جناح الليل حتى الصباح التالي .تعلمت من جبران خليل جبران كيف أكون قديسة في زمن الشياطين والقحط الفكري والأدبي و كيف أطير بأجنحتي البيضاء المكافحة ومهما ذبلت أو تكسرت أجمعها وأعيدها للحياة وتعود رغما عن الظلم والظلام وكيف تكون الكتابة الحقيقية التي لا يمكن لأحد أن يتهمها في شرفها ولا يمكن لأحد أن يحكم عليها بالإعدام بين الصفحات مادامت تحاكي الواقع بصفة جليلة وأدب راقي وحبكة سردية وفنية متميزة فهو لم يكتب ليمت بل كتب ليخلد .

ومن الكتاب العالميين الذين قرأت وأقرأ لهم ارنست كلارنس ميلر همنغواي صاحب المؤلفات العديدة (العجوز والبحر ,ثم تشرق الشمس ,لمن تقرع الأجراس ,وداعا للسلاح, سيول الربيع )وغيرها وهو الذي كتب رواياته بحب كبير حيث كان يقول في كل بداية لرواياته سأكتب جملة وبعدها تنساب الكلمات تباعا ومعظم رواياته كتبها تحت ضغط نفسي والحزن الداخلي وهذا ما جعل منه كاتبا عبقريا توصف كتاباته بالأدب  الشامل وحصل على جوائز كثيرة وأهمها جائزة نوبل عن روايته العجوز والبحر التي أتقن فيها فن السرد بتقنية فنية عالية الى درجة تسميته (البابا) ارنست كلارنس ميلر همنغواي إنتحر من الإكتئاب ولكنه لم ينتحر في صفحات رواياته .أما من يستشهدون بأقوال بوكوفسكي  فما كتبه الأديب والمفكر والشاعر تشارلز بوكوفسكي وهو سكران من روائع شعرية وأدبية ولغة باذخة مجيدة خلدت في كتاباته لم تكتبه انعام بيوض التي وطنت توطينا ممسوخا وأضعافا مضاعفة من الوقاحة والبغي في كتاب قل ما يقال عنه أنه حجة بهيمية ساقطة من قلة الأدب وقلة الحياء وهي على قيد الوعي وهو على قيد السكر .

فشتان بين أدباء كبار وبين من يفرشون شهواتهم وغرائزهم على الورق لجمع مال فاني وشهرة وسخة وإفشاء فاحشة فكرية داخل المجتمع الجزائري المثقف وعندما نفتح على رواياتهم وكأنك فتحت على مرحاض عمومي ويشبهون من أعلنوا عليهم ثورة أدبية وقالوا لهم لا لهذا الفكر المنحط والأدب المضلل الذي يسوق لصورة الأدب الجزائري على أنه أدب غير أخلاقي وأن هذه هي الصورة النمطية لمجتمع محافظ ويشوهونصورة وطن بين الأجناس وينعتون من كشفوا زيفهم بالإنكشاريين والإرهابيين  وبالمليشيات والكلاب .

وهل من الأدب قلة الأدب..…؟

يقول ارنست كلارنس ميلر همينغواي (لا تظن أبدا أن الحرب مهما كانت ضرورية أو مبررة ليست جريمة ما أعرفه هو أن الفعل الأخلاقي هو الذي تحس بعده بالراحة وغير الأخلاقي هو ما تحس بعده بعدم الراحة

الأديبة زينب بوتوتة   الجزائر



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق