الأربعاء، 17 يوليو 2024

تغريدة الشعر العربي الشاعرة الليبية د٠ سلوى الحاج بقلم الكاتب. السعيد عبد العاطي مبارك الفايد مصر ٠

 تغريدة الشعر العربي 

السعيد عبد العاطي مبارك الفايد مصر ٠

*******************

((( بوحٌ صَموتْ ٠٠!! )))

الشاعرة الطبيبة الليبية د٠ سلوى الحاج - ١٩٨٨ م ٠

غِبْ عن فؤادي وابتعدْ

غِب للأبدْ

و دع الذي مابيننا 

فالشوقُ نحوك قد خمدْ 

والحبُّ مات ولن يُعدْ 


غِب عن فؤادي وارتحلْ

خاب الأملْ 

و أخافُ أن يدنو الأجلْ

وأنا لديك رهينةٌ

ترجو الوصالَ بلا مللْ 


غِب عن فؤادي دائمَا

كن سالمَا 

بين الذين أخترتهم 

وأنسى بأنك كنت لي 

وطنًا و حُبًّا مُلهمَا ٠

( من قصيدة : نهايةُ النهاية )

٠٠٠٠٠

مازال مسلسل الشعر العربي يجري رقراقا في ربوع بلادنا الذي بات الشعر ديوانها منذ نشأته الأولى الغنائية فهو علم العرب و صناعتهم التي سجلت بطولاتهم و تاريخهم و حياتهم حتى اليوم هكذا ٠٠

و من ليبيا الشقيقة ذات الأدب و الشعر و التراث  نتوقف مع تغريدة الشعر العربي كي نلقي بظلال الكلمات حول تجربة الشاعرة و الطبيبة الليبية بنت الجبل الأخضر سلوى الحاج ، و التي تقرض الشعر عمودي و تفعيلي في ثنائية التفاعل مع واقع تجربة الحياة ٠٠


و من ثم فقد نشأت في بيت يحب العلم والتعلم والتفوق وكانت محبة للغة العربية منذ نعومة أظفارها ٠٠


و ربة الشعر تسكنها و تناديها صباح مساء لكن بسبب انشغالهت بدراسة الطب والتخصص حاليا لم يكن لديها الوقت الكافي للتفرغ لموهبتها الشعرية ٠

و لها معجمها الذي يجمع مفردات طبية ملازمة لمشاعرها في إطار تجربتها التي تحول القبح إلى جمال بأسرار التجميل و ترسم الأوجاع حلما بالكلمات ٠٠

فعلاقة الطب بالشعر روح وجسد مشروع إنسان متكامل الخصائص ٠٠

كما نتذوق كلمات الطبيب الشاعر إبراهيم ناجي صاحب الأطلال ، وذلك عندما سُئل عن كيفية جمعه بين الطب والشعر فقال:

الناس تسأل .. والهواجس جمة   طب وشعر كيف يتفقان


الشعر مرحمة النفوس وسره   هبة للسماء ومنحة الديان


والطب مرحمة الجسوم ونبعه   من ذلك الفيض العلي الشأن ٠


* نشأتها :

======

وُلدت الشاعرة و الطبيبة الليبية د٠ سلوى بكار الحاج عام ١٩٨٨ م بمدينة شحات الجبل الأخضر ٠

حاصلة على بكالوريوس طب وجراحة عامة 

جامعة عمر المختار 2014\2015 م ٠

تعمل طبيبة أمراض جلدية و تناسلية وتجميل ٠

وفي مرحلة التخصص حالياً للحصول على درجة الدكتوراة ٠

و تستعد لجمع قصائدها المتعددة في ديوان كبير حيث الدراسة العلمية سرقت وقتها فلم تجد الوقت الكاف ِ لخروج ديوانها إلى نحو النور مطبوعا ٠

لكنها تواصل نشرها المكثف لشعرها في زوايا كثيرة ٠ 

و تجمع بين البحوث العلمية و الأدبية في توئمة تجسد لنا ملامح رؤيتها ٠


* مختارات من شعرها :

-----------------------------

تقول شاعرتنا الحبيبة سلوى الحاج في قصيدتها تحت عنوان ( على كرسي الانتظار ) حيث تبدأ في حوارية النداء و التمني مع  استجداء أيام الهوى و الصبا وروعة المكان و حنين الأوطان بين صراعات أضرت حتى الحمامات في أعشاشها تستلهم الزمن الجميل الذي جمع كل الناس بعيدا عن التفرقة في دوحة الحب الذي يرسم الحلم في أمان من خلال مفردات لها دلالات و صور فنية وخيال واسع يعكس إيقاع النغم مع سلامة الروح في تصالح :

عِدْني بأنْ تأتي ويُجمعُ شملنا

مهما ابتعدت فسوف تلقاني هُنَا


يا آسري طالَ ابتعادك وانتهى

صبري ،فهَلَّا عُدت يا بدرًا سنا


إنَّ الليالي في غيابك ظُلْمَةٌ

ساد الظلامُ بها وصار مُهَيْمِنا


والشمسُ تأبى أن تُطلّ بنورها

حتى الصباحُ بدا حزينًا ساكنا


يامن سكنتَ بمُقلتيا وأضلعي

والعشقُ منهُ من الفؤادِ تَمَكَّنَا


لا تختفي عن ناظريّا وخافقي

لملِم شتاتَ الرّوحِ ، كُن لي موطنا


كم حاول الْعُذالُ بل وتنافسوا

من ذا الذي فيهم يُشَتِّتُ شملنا


لكنهم ما فرقونا لحظةً

فالحبُّ من قلبي وقلبك قد دنا ٠


***


و تنتقل بنا شاعرتنا الطبيبة سلوى الحاج في قصيدة أخرى تحت عنوان ( بوحٌ صَمُوتْ ) تحمل مشاعر الغزل الذي هو عنوان الحياة ببوح يكشف لنا عهد ولى و معه أحلى الأمنيات و يعكس أحاسيس تراقب الواقع في ثنائية الوجود ذات الدفقة الجمالية بعيدا الأنانية في حضرة النجوم المضيئة و تحلق بنا بعناصر البيئة متخذة الظبي رمز الفلاة حيث الجمال و الحب و الحرية و الشجاعة و الكرم ٠٠٠ فتقول فيها :

عَيناهُ تُخبِرُ بِالهَوى وتبُوحُ

وفُؤادُهُ خلفَ الضّلوعِ ذبيحُ


عَشِقَ الجمالَ وعلّقتهُ صَبِيّةٌ

فِيها البهاءُ مُعتَّقٌ وصَريحُ


فِي ثغرِها تقِفُ النّجومُ مُضيئةً

وجبِينُها زهرٌ شَذاهُ يفوحُ


فِي لحْظِها غسقٌ أطالَ مُكُوثَهُ

ظَبْيُ الفلاةِ مُهذّبٌ ومَليحُ


لِدلالِها غنّى القصيدُ مُعبّرًا

فرسٌ يُعانقُها الجمالُ جَموحُ


يخْشى إذا أبْدَى لها ما يشتكِي

مِن لوعةٍ يَبكِي لها ويَنوحٌ


يَجدُ الصُّدودَ لأنّهُ من حُسْنِها

أضْحَى سقيمًا تَعْتريهِ جُروحُ


فاختارَ أنْ يُخفِي الغرامَ وقلبُهُ

كَتمَ الهَوى ، لكنّهُ مَفْضوحُ ٠

*** 

و نختم تلك المختارات بهذه القصيدة للشاعرة الطبيبة الليبية سلوى الحاج تحت عنوان ( أمنيات مؤلمة ) ذات نبرات حزن و شجن يلف المسار مع صدى المستقبل المجهول فقد تساوت روعة الحياة بظلمة اللحود تضادية تشاؤمية بعد أن سيطر على الواقع المشهد الضبابي فترسم لوحاتها الثكلى على ضفاف وادي الرحيل في صمت بين ذهول و أنفاس محترقة ترثي العمر في غربة و منفى في شتات فتقول فيها :

سَأدعُو اللهَ أنْ أََمضِي

وأتركَكم بِلا عوْدِ


وألاّ تكتُبَ الأيامُ

لُقيانا إلى الأبدِ


كرِهتُ العيشَ ، والدُّنيا

بدتْ لي مثلما اللحدِ


على أيديكُمُ السّوداءُ

أُزهِقَ حُلميَ الوردي


وذقتُ الظُّلمَ ممزوجًا

بطعمِ القهرٍ والكَمَدِ


فباتَ العمرُ مَلحمةً

من الآلامِ و الكَبَدِ


فيا أحبابيَ الباقينَ

في عينيّا كالرّمد ِ


وفي قلبي كمقبرةٍ

يُظللُ سُورَها وجْدي


ويامن تزرعون البُغضَ

في رُوحي وفي كبِدي


كرِهتُ وُجودَكم حتّى

وددتُ النفْيَ عن بلدي ٠


و بعد هذا العرض الموجز و القراءة السريعة في عالم الشاعرة الطبيبة الليبية سلوى بكار الحاج التي جمعت في رحلتها ثنائية الطب و الشعر بمثابة الروح و الجسد الذي يكون الإنسان في إطار عنوانه المطرز بمشاعر تنطق بجماليات النص مع الحياة دائما ٠

مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي إن شاء الله ٠



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق