الاثنين، 6 يناير 2025

بحانوت الاسكافي بقلم أ٠حمد حاجي

 بحانوت الاسكافي

ا=============

.

.وأذرع الدرب… 

حولي مسارب مثلجة، 

وبجوفي مجامرُ شوق تُؤجّجُها نشوةُ الشغفِ..

.

.

وتحملني في الطريق إليها الرياحُ 

وترمي بشوقي 

وتُسقِطُنِي في مهاوي الصبابة واللهفِ..

.

.

على قلقٍ.. 

مثل من بالمساميرِ يمشون فوقه 

أو مثل من كركروه على الشوك والسَّعَفِ.

.

.

ويا صحبُ كم طال بي الانتظار ..!

 وكم كنت أنظر في ساعتي كل ثانية 

سارح الطرفِ

.

.

.

وجاءت وعجتُ بها في المدى٠٠

 يَدُهَا في دَفِــــيءِ يَدِي، 

وضَفَائِرُهَا كالدَّوَالي، عريشََا على كتفي... 

.

.

نسير حثيثا 

وريح الصباح تُقَطّرُ فوح الشذى في الدروب 

فتلفحنا نسمة الثلج بالنتفِ

.

.

تخاف يراها الرقيبُ ويسمعها العابرون 

فتخفي خطاها 

كما رقّ نفخ بشبابة أو أناملُ في معزَفِ

.

.

 وكنتُ أخبئُ 

حبي وشوقي بظلماء قلبي…

 وهلْ يُفسِدُ الدُّرَّ سُكناهُ في بَاطنِ الصَّدَفِ..

.

.

.

وتجري وتدهسُ في برك الماء كعبين،

 غير مبالية، 

كالعصافير فرحانة بالهطول ولم تقفِ.

.

.

ويحدثُ تعثرُ قُدّامَ رجلي 

فأعفسُ منها الحذاء

 ويوشك يفضي إلى التلفِ .. 

.

.

ولم يبق لي غير

 أحملها متشبثة فوق ظهري..  

وخوفا من النوء ألبستُها معطفي..

.

.

 وحين وصلنا 

وأنزَلْتُها عند سكّافَ،

 قلتُ: ترفق بنعل الحبيبة يا سيد الحرف

.

.

وظل يعالجه بالمخارز ثقبا 

ويثنيه طيّا إلى أن تماسك في الكعب

 شيئا عجيبا من التُّحَفِ٠٠

٠

٠

 وفي لحظة ما ترى 

غير أطباقَ طائرةٍ ومساميرَ

 يا ويحَ حَذَّاءَ مني ومن صَلَفِي

٠

٠

سليل الكلاب٠٠٠

 لقد مال يبغي يمسّدُ كاحلها٠٠ 

قد جَرَرْتُهُ ضربا وسحلا على المذهب الحَنَفِي٠٠

.

.


ا======= أ٠حمد حاجي ====

.

.


‏لوحة الإسكافي أو "صاحبة الحذاء"

للفنان الإيطالي أنطونيو روتا 1828

‏وقد اعتبرها النقاد أعمق ماجاء بالتعبير الفني..

.

.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق