بحانوت الاسكافي
ا=============
.
.وأذرع الدرب…
حولي مسارب مثلجة،
وبجوفي مجامرُ شوق تُؤجّجُها نشوةُ الشغفِ..
.
.
وتحملني في الطريق إليها الرياحُ
وترمي بشوقي
وتُسقِطُنِي في مهاوي الصبابة واللهفِ..
.
.
على قلقٍ..
مثل من بالمساميرِ يمشون فوقه
أو مثل من كركروه على الشوك والسَّعَفِ.
.
.
ويا صحبُ كم طال بي الانتظار ..!
وكم كنت أنظر في ساعتي كل ثانية
سارح الطرفِ
.
.
.
وجاءت وعجتُ بها في المدى٠٠
يَدُهَا في دَفِــــيءِ يَدِي،
وضَفَائِرُهَا كالدَّوَالي، عريشََا على كتفي...
.
.
نسير حثيثا
وريح الصباح تُقَطّرُ فوح الشذى في الدروب
فتلفحنا نسمة الثلج بالنتفِ
.
.
تخاف يراها الرقيبُ ويسمعها العابرون
فتخفي خطاها
كما رقّ نفخ بشبابة أو أناملُ في معزَفِ
.
.
وكنتُ أخبئُ
حبي وشوقي بظلماء قلبي…
وهلْ يُفسِدُ الدُّرَّ سُكناهُ في بَاطنِ الصَّدَفِ..
.
.
.
وتجري وتدهسُ في برك الماء كعبين،
غير مبالية،
كالعصافير فرحانة بالهطول ولم تقفِ.
.
.
ويحدثُ تعثرُ قُدّامَ رجلي
فأعفسُ منها الحذاء
ويوشك يفضي إلى التلفِ ..
.
.
ولم يبق لي غير
أحملها متشبثة فوق ظهري..
وخوفا من النوء ألبستُها معطفي..
.
.
وحين وصلنا
وأنزَلْتُها عند سكّافَ،
قلتُ: ترفق بنعل الحبيبة يا سيد الحرف
.
.
وظل يعالجه بالمخارز ثقبا
ويثنيه طيّا إلى أن تماسك في الكعب
شيئا عجيبا من التُّحَفِ٠٠
٠
٠
وفي لحظة ما ترى
غير أطباقَ طائرةٍ ومساميرَ
يا ويحَ حَذَّاءَ مني ومن صَلَفِي
٠
٠
سليل الكلاب٠٠٠
لقد مال يبغي يمسّدُ كاحلها٠٠
قد جَرَرْتُهُ ضربا وسحلا على المذهب الحَنَفِي٠٠
.
.
ا======= أ٠حمد حاجي ====
.
.
لوحة الإسكافي أو "صاحبة الحذاء"
للفنان الإيطالي أنطونيو روتا 1828
وقد اعتبرها النقاد أعمق ماجاء بالتعبير الفني..
.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق