الأحد، 26 يناير 2025

بين فن أدب الاختلاف و الاعتذار و القانون ٠٠!! بقلم الكاتب : السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر ٠

 ( بين فن أدب الاختلاف و الاعتذار و القانون ٠٠!! )

بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر ٠


وَمَن ذا الَّذي تُرضى سَجاياهُ كُلُّها     

كَفى المَرءَ نُبلاً أَن تُعَدَّ مَعايِبُهْ 

( الشاعر العباسي : علي ابن الجهم  )

-------

وَإِذا أَتَتكَ مَذَمَّتي مِن ناقِصٍ   

فَهِيَ الشَهادَةُ لي بِأَنِّيَ كامِلُ · 

( أبو الطيب المتنبي )


عزيزي القارىء الكريم ٠٠

في البداية هذه ثلاثية منظومة فلسفة جماليات  فن أدب ( الحوار و الاعتذار و القانون ) و التي تسيطر علينا بلا شك ٠٠

و لنا في رسول العظيم القدوة والأسوة الحسنة قولا و عملا ٠٠

و من ثم يجب علينا عندما نتناول أي موقف باختصار أن نطرح و نسرد ملاحظتنا في رؤية حيادية بعيدا عن روح الخصومة المصطنعة و التعصب و الانحياز دوماً ، بهذه الأساليب و التي لا تُرق َ إلى الإنسانية قط ، و لذا نتمنى أن تسود فلسفتها في المجتمع بعيداً عن مسلسل المصالح الشخصية و عن الكراهية و الحقد و الغل و تصفية الحسابات و تشويه السيرة الذاتية في أنانية وسط غياب الضمير ٠٠

أولا و أخيرا سبحان مرضي العباد ٠٠!٠

فيما يتمنونه من حق أو من غير حق مع الفرد و المجتمع تلقائيا ٠٠

كلنا أصبحنا قضاة و شرطة و نقاد و أولياء أمور  على الناس بعيدا عن القضايا العامة ، بل على الأمور الشخصية، و التي ليس لنا الحق فيها بتاتا في أن نتناول خصوصيات البشر من قريب أو بعيد ٠٠

و حتى بعص المتحدثين عن الدين كأنهم يمتلكون صكوك و مفاتيح الإيمان و الكفر بل و الجنة و النار و الوصاية و إنهم المخولون بالعصمة و الرأي الصواب و السمع و الطاعة دون غيرهم و هذا غُبن ٠ 

 ثمة قنوات شرعية لأخذ حقك أو تعفو عندما يكون لك معضلة شخصية ٠

الناس الآن بلا ضوابط تتطاول على كل أرباب المجالات في الأدب و الفن و السياسة و الدين و التربية و التعليم و الرياضة و الإعلام في كل مكونات الحياة الحديثة ٠

نعم حرية الرأي و التعبير و الديمقراطية لها ضوابط حيث حريتك تنتهي عند حرية الأخرين هذا مبدأ لا تحيز ٠

ثم من فوضك في ان تتهم الناس جزافا دون دليل مجرد شائعات و لا سيما السوشيال ميديا و التواصل الاجتماعي بأنواعه دون بينة و الهدف أغراض باتت معلومة المقاصد ٠٠

النقد مكفول لكن بضوابط و معايير و مقاييس علمية موضوعية منهجية استنباطية و ليس كلام مرسل يدغدغ المشاعر ٠

و نركز بعد هذه المقدمة و العرض الموجز تمهيدا على النقاط الثلاثة عنوان مقالي سابق الذكر على النحو التالي هكذا ٠٠


بين فلسفة : الاختلاف و الاعتذار و القانون ٠٠!


من المعلوم أن ( الاختلاف ) سنة الحياة لكن لا يتحول إلى خلاف يؤدي إلى جدل مقيت عقيم ذات نتائج سلبية مشوهة تصيب الأخر في مقتل و في نفس الوقت عكسية ، و لها مردود سيء و سلبي على الفرد و المجتمع و الواقع بعد فساد الود لقضية ما أو رأي بعينه حيث التعصب و الجهل و غياب الحقيقة و عدم تناوله بموضوعية و الزج بالشائعات و الأغراض  من أجل جهة و ذلك بهتانا وظلما لا إنصافا ٠

ثانيا ( الاعتذار ) يجب بعد فن الحوار المتأدب و المتبادل على أُسس وقيم ثابتة لا تمس و لا تضر المختلف معه من بعيد أو قريب في لطف و شياكة في بحث الموضوع و سرده منطقيا لا عاطفيا من الجهة الرسمية لوزن الأمور بدقة فائقة على بصيرة و هدى لا عجرفة و عنجهية و تتسبب في ضياع الحقوق و الواجبات فلسنا عصا سحرية أو لدينا حصانة أو معصومين من الزلل و الخطأ في التصرفات و التعاملات بأشكالها و ألوانها و دون مراقبة بعيدا عن الوصاية الفكرية و المحاسبة و إطلاق العنان في الطعن في ذمم و نوايا البشر خارج منظومة المجتمع في فوضي و انسيابية جرداء و غوغائية تفرق الوحدة و تدمي القلوب و تجرح المستور ٠٠


ثالثا ( القانون ) و يبقى القانون الفاصل و الضامن للحقوق و الواجبات في تقيم الأمور و الحكم عليها لبيان مدى الضرر الناجم عن السب و القذف و التطاول دون وجه حق و عدم إتباع القنوات الشرعية للوصول إلى التمكين من حق ظاهر يعوض المتضرر ماديا و معنويا معا ٠

و يبقى لنا روح القانون طالما لا يمس ثوابت القانون و لا يؤثر على صاحب الحق الأول ممن له الولاية و السماح في التقبل و التنازل ٠٠

هذه خلاصة تجربة فلسفة ثلاثية التعامل بداية من ( فن الحوار ) في أدب و تقبل و عندما تظهر الحقيقة يكون ( فن الاعتذار ) في حكمة بالغة و هو من شيم الكرام  و لا ينتقص من صاحبه شيئا بل يضيف له عزا وودا جديدا ، و أخيرا يأتي( القانون ) لتنظيم العلاقات و الحكم على النزاع ، و هو تطبيق العدل و الحق و التعويض المادي و المعنوي جراء الإصابة من وراء الاتهامات و التبرئة و الإنصاف و التوضيح و جلاء الأمور بعد عرض النتائج بكافة زواياها و مقاصدها ٠

و ربما يكون هناك تزيل بروح القانون عندما لا يتعلق بالآثار المترتبة و الناجمة عن حجم وفداحة الضرر و التشهير ٠٠

تكون المسامحة و يكون العفو و الصفح و التنازل حتى تعود الأمور إلى نصابها بعيدا عن الشعارات و الإساءة و رمي الناس بأساليب مغرضة تنتقص من مكونات الشخصية فلا يعوضها أي تصليح فيما بعد ٠

و من هنا نوطن أنفسنا و نعلمها و نلزمها الأدب في طرح أي حوار و في التعبير عن مشكلة ما و لا نخرج عن اللياقة و النظام القانوني المتبع و العرف المتعارف عليه و عدم إغفال العادات الطيبة و التقاليد المنصفة ٠

هذه كانت بعض النقاط التي شغلتني عند متابعة الحوارات غير الهادفة ٠

و على الله قصد السبيل ٠

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق