الخميس، 30 يناير 2025

قراءة بقلم مشترك للاستاذ الشاعر محمد الوداني والشاعرة الأديبة غزلان البوادي حمدي قصيدة "خطو قريضتي" للشاعر طاهر مشي

قراءة بقلم مشترك للاستاذ الشاعر محمد الوداني والشاعرة الأديبة غزلان البوادي حمدي 

قصيدة "خطو قريضتي" للشاعر طاهر مشي هي نص شعري متفرد يعكس العلاقة العميقة بين الشاعر وشِعره، حيث يصوره كروح تتجسد حضورًا وغيابًا، وكمعشوقة يتوق إليها حين تبتعد، ويستعيد ذاته حين تعود. يقوم الشاعر بإضفاء طابع وجداني خاص على القريض، فيجعله كائناً حيًّا، يتنفس، يتحرك، ويؤثر في وجدانه، فتتحول الحروف إلى أبواب تطرق، والمحراب إلى موطن يلجأ إليه الحنين، والروح العليلة تتوق إلى شفائها بين أبيات القوافي.


اللغة في هذه القصيدة تحمل طابعًا موسيقيًا عذبًا، حيث تأتي مشبعة بالتشخيص والاستعارات القوية، فنجد الشعر ككيان يتحرك ويبتعد، والضاد تستنجد لاستعادته، والعاشقون يجدون في دروبه مآبًا. هذه الصور تمنح القصيدة عمقًا إنسانيًا وروحانيًا، حيث يسلك الشاعر طريقًا في عالم القريض لا يخلو من التحديات والمكابدة، لكنه في الوقت نفسه طريق يبعث النور والسكينة.


ويأتي البحر الكامل في هذه القصيدة ليضفي عليها قوة إيقاعية تناسب تدفق المشاعر، فيمتزج الحزن بالأمل، والغياب بالحضور، والمرارة بالشغف. القافية المتناغمة والسجع يعززان من جمالية النص، فينثال اللحن في الأذن كما تتهادى المشاعر في القلب، ليعيش القارئ تجربة وجدانية خاصة.


في عمق النص، نجد أن الشاعر يخوض رحلة لا تتوقف في عالم الشعر، بحر الضاد الذي يركب أمواجه بلا ارتياب، حتى وإن واجه الصعاب وذاق مرارة الغياب. ينسج من كلماته لوحة فنية تجمع بين التأمل الفلسفي والتجربة الحسية، فيعكس صورة الشاعر الذي يذوب في فنه، ويجعل من القريض وطنًا لا بديل له.


يا لهذا البهاء المتدفق في كلمات طاهر مشي! قصيدة تفيض جمالًا وتوهجًا، تأسر القلب والعقل، وتؤكد أن القريض ليس مجرد كلمات، بل روح تنبض، ووجدان يتجلى، وشوقٌ لا يبرح النفوس. إن هذا النص شهادة على عبقرية الشاعر وقدرته على تطويع اللغة والموسيقى لصياغة تجربة شعرية متكاملة، تليق بأن تُحفر في ذاكرة الشعر العربي.


مع تحيات ادارة مجلة غزلان للأدب والشعر والابداع الفني العربي للنشر والتوثيق والقراءة النقدية التحليلية الثقافية العربية

القصيدة 

خطو قريضتي 

ااااااااااااا ااااااااااااا 

كم شًاق خُطو قريضتي وغيابها 

فسلت حروف الضاد تطرق بابها


فبدا ضئيل النور طيف نجومها 

وغدت دروب العاشقين مآبها 


كم ناشدتني والقوافي صغتها 

لحنا عزفنا فانجلى  محرابها 


واشتاقت الروح العليلة للهوى

وانثالت الأوجاع تكشف نابها  


ظني بلقياها تطيب جراحنا 

وتعود بدري في سماء رحابها 


ويغني طيري من شذا ألحانها 

ويطيب جرحي والغياب يهابها 


ما كنت أدري إنني فارقتها 

روحي التي أسرجتها جلبابها 


ورتقت في درك الظلام سجيتي 

وركبت بحر الضاد لا أرتابها 


وسبحت رغم الموج أهدر فاقتي

وشربت طعم المر يا أترابها 


وهجرت كل مكامني في لوعة 

مشتاق لا شوقي نأى أو جابها 

ااااااااااااا 

طاهر مشي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق