عائدون من زمن الدخان
شعر : جلال باباي( تونس )
يسترجعون شريان دمهم القديم
يعودون على رصاص بوارج
من نشروا الدخان في سماءهم
يزحفون بألوف الأقدام
ِمِن خيام مَن شرٌدتهم الأماكن
إلى ديار البيت العالي
يحملون صهيل الطريق
يدكٌون الأرض بالأهازيج
يصنعون من غبار قلقهم
ملحمة الحياة
يزرعون من الموت في حدقات السماء
أنجما لليتامى وقمرا للأرامل
يبثون هدير الموجةٌ بعد الأخرى
فوق التلال المهجورة
تسير بهم صباحات يناير
إلى أمل بعد حريق الأسئلة
سلام على طللٍ هذا الطريق
تغزوه أهاليه
سلام على الأخضر بعد الحريق
هم هنا أو هناك ينحتون نوم الملائكة
يكتبون ذاكرة الوطن ومن افتداه
سقطت المهزلة
واحتفظ العائدون من موتهم
بالأمكنة الأولى
ها همُ عائدون زُمراً
يمجٌدون البلاد
بالأناشيد الحافيةٌ
يقفون فوق رماد المدارس العارية
هم التلاميذ يحصون أقمارهم
واحداً واحداً
يصعدون بكبرياء أحلامهم
ويحتطبون نار شتاءهم
حول مقاعد فصلهم الباردة
إنهم عائدون
صاعدون إلى خلاصهم صامدون
يدينون هذا الزمن العقيم
لهم ما تبقى من الأغنيات
يطوفون بزغاريد النسوة
بين شمال غزة و يافا الجنوب
هناك يتدلى بياض القلوب
ننبشها بتؤدة حكايات جرحنا
ويبكي الشهيد أمِّهِ وأبيه
فسلام على البلد زمن الجراح
أنا الفتى ما ظللت بوصلة الكفاح
سوف أعتصر من عناقيد القلب
كوب ماء
ليكبر هذا الولد
ويقاتل حتى الأبد
كي يعود أهلِهِ إلى البلد
عائدون و في أياديهم البرتقال
وفوق جبين الصومعة الواقفة
يعتليها أذان الواحد الصمد
عائدون بالشعاع
من مخالب هذا الضياع
لن تموت الأرض المقدسة
هم حُمَاتها
.. حتما لن نخسر المعركة.■
☆ ٢٩ يناير ٢٠٢٥
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق