الأربعاء، 29 يناير 2025

طريق العودة بقلم الكاتبة زهراء شاكر الركابي

 طريق العودة


في وسط أرض شاسعة مليئة بسنابل القمح يرى المرء بدايتها ولكن انى له أن يدرك نهايتها ، تستيقظ غيداء في ذهول ! من الذي اتى بسريرها إلى هذا الحقل الفارغ الا من سنابل القمح الظلام كان حالكًا لا صوت له شعرت بالخوف الشديد فهي الآن تواجه الوحدة والضياع أنها تائهة ولا تعرف السبيل ليس من أب ولا أم ولا أخ ولا أخت وهي في هذا الحقل لوحدها فكيف ستدرك طريق العودة إلى بيتها الكائن بمدينه كبيرة اعتادت أن ترى بنايتها الشاهقة وقصورها الضخمة فبيت والدها هو واحد من هذه القصور الكبيرة " 

ومن الذي اتى بسريرها فكرت في نفسها فلا يعقل أنه مارد سليمان الذي اتى بعرش الملكة بطرفة عين هو نفسه الفاعل " 


رفعت غيداء الغطاء عن جسدها النحيل وانطلقت تبحث عن سبيل كما يفعل التائه .. 


ظلت تتخبط في العتمة وهي تسير بين السنابل العملاقة التي كان طولها يفوق طول غيداء بمئات السنتيمترات !

شعرت غيداء بضعفها وقلة حيلتها وظلت تشق طريقها بين السنابل في ذلك الحقل وعلى غير هدى كان الطريق طويل للغاية ولم ينتهي معها "

حتى انقشع الصبح وبزغت الشمس وحلقت الطيور عاليا في السماء وبزوال الظلام زال جزءا عظيما من الرعب الذي امتلئ به قلبها في تلك الليلة الحالكة لكنها شعرت بالإعياء ثم جثت على ركبتيها وتمنت أن تمني جسدها بقسط من الراحة بعد ليلة شاقة ومتعبة استلقت بجسدها المنهك على الأرض واسبلت جفنها للنوم وهم ايجاد طريق العودة جاثم على قلبها لتفتح عينها في اللحظة ذاتها لتجد نفسها قد عادت إلى سريرها وسط غرفة نومها وقد تبدد الهم والقلق من قلبها أدركت أن هذا مجرد منام . 


زهراء شاكر الركابي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق