من وصايا المشيب
احتسبنا الايام ادعاء
قد مرت علينا بالامس رجاء
كانها درعة تساكن رحيل الخريف ملساء
تضامم الالفة بين احضان الاحبة في فصل الشتاء
ترهن الازاهير ببكل الاشكال فتجعل الباقات خباء
تضامم جراح المنسيين ان هجرهم بالبرية الاحباء
يفيض الامل كالينابيع بين الهواجس يلتحم البقاء
ابيض اللون مزهو به الرأس يعانق بالاعمار الحياء
واعمارنا الراحلة ببال سنينا تقاطر رحيلها اختفاء
ايهجر الحبيب حبيبه ويطوي الايام كانها رعناء
وعلى مضض نجز الاضراس صاغرينها بالافتداء
ياليت دولابنا وقف عند صيوان الشباب بانحناء
وبقي مصافحا وهج الطفولة التي رهنها بالعطاء
فالصبابة من الكنوز للسعادة حين يغزوها انطواء
هلم نعزف كالافراد وجماعات كالعارفين النشطاء
نغني افراح العمر بمهرجاناتنا كما كنا سويا بسطاء
نلون مروج باللحظات كما نشتهي والقلوب بيضاء
كالاطفال نسامر الحكايا مع الجدات نعشق الضياء
نشعل شموع البهجة ونوقد سراج المودة بالرضاء
نهب الحزانى مواسم تعزية نراقص معهم الابتداء
نلجم بيهم كل كره وحقد وضغينة نفصل الاعتداء
دعونا نحب الناس نصافح الشروق نماسي المساء
عسانا ان نتقن الجلوس مع المعلمين لنبقى حكماء
يكبر وطن عروبتنا وتخضر كرومه بالرونق والبهاء
حتى يفاخر سهل حوران بسنابل حنطته الخضراء
ويصدح جيل الطفولة في مدارسهم بالعزة والاباء
غدا سنبقى ذكرى عابرة بدون رسم للسطور وجهاء
لا يعانقنا ميراث ولن تعاصر كرومنا نبائذ الاشتهاء
هذا حرف يودع صناديق الكلمات من قصيد رجاء
كما قال المثل طول عمرها تسبق الغنم عنز عرجاء
اوصيكم وصيتي لا تهملوا الاقلام فانها تعلي البناء
الجهل هدام للاوطان والاجيال يذهب ريحها هباء
كلما مررتم بضاد على طرق العشق نقوشها عصماء
وصية لا تهجروا الوطن وحروفه فتمسونه الغرباء
المفكر العربي
عيسى نجيب حداد
موسوعة نورمنيات العشق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق