الحب من عمقٍ آخر ...
الحبُّ سجنٌ ... والغرامُ إسارُ ...
فَلِمَ التحَيِّرُ أيها المحتارُ !؟!؟!؟
أوَ ما علمتَ بأنَّ قلبَ المرءِ في
تركيبهِ الإقدامُ والإدبارُ !؟
أم هل أتاكَ حديثُ قيسٍ في الهوىٰ
إِذْ كلُّ ماقدْ قالَهُ إشْعارُ ...
فَاهْجُرْ خيالَ القلبِ وابْحرْ فوقَهُ
فمداهُ ليلٌ قد رماهُ نهارُ ...
واخترْ لقلبِكَ جوهراً تسمو بهِ
فالقلبُ في عُمْقِ العُلا أسرارُ ...
واملأْ مداكَ زوابعاً لاتنتهي
فالأفْقُ برقٌ والمدىٰ إعصارُ
واسْرِجْ جبابرةَ الجَناحِ مُحَلِّقاً
فلأنتَ أنتَ الطائرُ الجبارُ ...
شعر : يونس عيسى منصور ...
ملحوظة : العُلا تُكتب بالألف الممدودة في المدرسة البصرية أي هكذا : العُلا ... لانقلاب ألفها عن واو ...
أما في المدرسة الكوفية فتُكتب بالألف المقصورة أي هكذا : العُلىٰ ...
وبما أنني بصري فقد كتبتها وفق ماكتبها أسلافي العظام وهم :
الفرزدق التميمي الذي ولد في بادية البصرة ، وهو الذي عده عبدالله بن سلام في الطبقة الأولى من الشعراء الإسلاميين الذين لم يدركوا الجاهلية إضافةً إلى جرير التميمي والأخطل التغلبي والراعي زعيم مضر ...
الخليل بن أحمد الفراهيدي صاحب معجم العين وهو أول معجم وضع في التأريخ العربي فضلاً عن اكتشافه لأوزان الشعر ووضعه لعلم العروض ...
أبو الأسود الدؤلي وهو واضع علم النحو ...
سيبويه وهو إمام النحو ...
الأصمعي وهو أشهر من نار على علم في الأدب العربي ...
الجاحظ وهو كعبة العلم والأدب ...
عاصم بن دلف وهو من علماء الأدب العربي ...
يونس النحوي وهو من أشهر علماء النحو ...
أبو عمرو بن العلاء وهو سيد علماء اللغة والنحو وقد هجاه الفرزدق بيت شعر وهو :
ولو أنَّ عبدَ اللهً مولىً هجوتُهُ
ولكنَّ عبدَ اللهِ مولىٰ مواليا ...
فقال له عبدالله بن العلاء :
موالٍ وليس مواليا ...
فكان خطأ نحوياً فادحاً وقع فيه الفرزدق ...
تماماً كخطئه في رفع مفردة ( مثلُهمْ ) في قوله في مدح عبدالملك بن مروان :
فأصبحوا قد أعادَ اللهُ نعمتَهمْ
إِذْ هُمْ قريشٌ وَإِذْ مامثلُهمْ بشرُ ...
حيث رفع خبر ما المقدم وحكمه النصب إذ هو من أخوات ليس ترفع المبتدأ وتنصب الخبر وكانت تميم تجعل ما غير عاملة بخلاف قريش فظنَّ الفرزدق أن قريشاً لاتعملها أيضاً ولذلك رفع خبرها المقدم ...
أبو نؤاس وهو الذي تعجب الناس من كثرة علومه ...
عبدالله بن سلام الجمحي صاحب كتاب طبقات الشعراء الجاهليين والإسلاميين وهو أشهر كتاب في تأريخ الشعر والشعراء ... حيث جعل الشعراء الجاهليين عشر طبقات تضم كل طبقة أربعة شعراء فكان المجموع أربعين شاعراً من فحول الجاهلية وكذلك فعل بالشعراء الإسلاميين الذين لم يدركوا الجاهلية ...
وغيرهم الكثير الكثير ...
وفي زماننا الحديث كان بدر شاكر السياب مخترع الشعر الحر ( شعر التفعيلة ) ...
أُولَئِك آبائي فجئني بمثلِهمْ
إذا جمعتْنا ياجريرُ المجامعُ ...
( الفرزدق ... )
يونس عيسىٰ منصور ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق