مغازلة
ا=============
قصيد: حلوة من كل الزوايا..!
ا=============
.
.
تجيء.. فضَاوِيَةً في غمام،
وتطوي لها الريحُ أعطافَها،
مثلما شمعة في سواد وفي ناصع اللهبِ..
.
.
تفيّشتُ لمّا رأيتُ خطاها لموعدنا في الدروب
يخط حنين اللقاء
وقد كنتُ أدفنُ سرّ الغرام وجهره كالتبر في الترب
.
.
تجيءُ فقامتُها الرمحُ وسط الفضاء
كما إبرةٌ والطريق لميعادنا خيطها
والسماء على وسعها ارتعاشُ أناملِ كَفَيّْنِ في مخرزِ الثّقَبِ..
.
.
تجيءُ .. وتحجب قامتها خلف صاحبتها.. وتطل
وأبقى ألاطفها مثلما أرنب البرّ :
يا بنت قلبِيَ... يحفظك الرب من كل عادٍ ومغتصب...!
.
.
أريني بقية خدّك .. نَحْرُكُ، أصدق من نجمة ما نظرتُ...
وأصفى من النحر والخدّ لم تَرَ عَيْني...
ومن نوره خلق الله كل الكواكب والشهبِ...!
.
.
وتهمز صاحبتها.. خفيةً، من خلاف...
ترى اسأليه: لماذا يجيء إلينا؟
فأطنب بالمدح ..أهل المكارم والحسبِ..!
.
.
" وَأطيبُ من فيك لم تشتهِ شفتي عسلا..
أتْقن الرّب اهراقه قطرة قطرة...
خصّه الربُّ لي بعدُ لم يُسْكَبِ.."
.
.
وأحنيتُ ظهري ..
وقد كنتُ أخفي لها وردة خلف ظهري..
وقلتُ أحبك جدا أحبك يا بنتُ سيدة النبل والأدَبِ
.
.
وحين تجمع حولي الصديقات
والقرويات..
ومِــــلْـــنَ يُرَشِرِشْنَ ماءً على دائخ يابس كالحطبِ
.
.
وقفتُ وقلتُ لهنّ: هي النبض في خافقي
وَهِيَ النفسُ والروحُ
لَم تَلدْ النِّسْوَةُ الحُمْرُ شَبْهََا لَهَا.. فِي المَحَاسِن والنسب ...!
ا====== أ. حمد حاجي ======
.
.
لوحة "المغازلة" للفنان الإيطالي النمساوي يوجين دي بلاس..
تقدم "الرجل، بقبعته الريفية وملابسه البسيطة، وكأنه ينحت لحظته بعفوية وجرأة، يقدم في صمته حكاية حبّ قد تبدأ أو تنتهي هنا."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق