صراخ بلا صوت
لا تسألني من أنا، أنا بقايا بشر تراقصت على جسده أقدامُ الألم، ما عاد منه موضع يُعدُّ مَعْلَما من وطئها عليه حين ترقص، سهام الحزن تصيب مُهجتي تجمعت لا تفترق، أقسمَتْ على أمر واحد أن الإصابة دون مَقْتل؛ حتى تظل تنزف وصوتك يعلو بصراخ الألم، أنت تتوجع وهي تَعدّ آلامك أنشودة عليها الآمال تطرب، نسجت الليالي من معاناتي رداء يستتر به الألم، شربت الحزن خمرا فما غفوت ولا انقطع عني السهر، ناديت معاتبا، والكل آذان أصابها الصمم، فلا أنيس في طريق ليلي ولا ضوء للقمر، غيوم أحاطت سمائي لا ترى في رباعها ماء ولا حتى ظلا للشجر، ارتشفت الخلوة دواء حتى عمي منه البصر، فلا أرى دونها إنسا ولا حتى ما يُسمى بالبشر، آه على عمر قضيته في مضمار عدوت فيه سنين وبالنهابة لا ظفر، جراحات تواصل بعضها فلا الكلوم تنتهي وما زادها الطبيب إلا الكدر، شتائي دفء لكنه دفء اللهيب المستعر، رأيت الحب فيه سكران لا يفرق بين شمس ولا قمر، شرعت للحب مهاجرا فلا حمل شراع الحب بحر ولا نَهَر، تلهو بنا الحياة ويسخر من جهلنا القدر، رأينا الحياة دهرا فكانت أٌنسا بلا سهَر، عاتبتُ الزمان حُبًّا يدلني؛ فما استجاب لي ولا أمر، بَدَّل الحب داره قَفْرا والطيور أبت لموطني إلا هجرا، أواه منك يا زماني ما تركت لي شيئا أذكره إلا مرارات البشر، نتجرع الصبر علقما ، فلا يجدي ولا يزيدنا إلا السهر. عذرا عليَّ فلا تلوموني، فمنا من به الآلام ولكن يعجزه عن الإفصاح الحذر، خائف أن يُلام لو قال ما في قلبه ويظل به على سفر.
كتبه
محمد حسان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق