الأربعاء، 29 يناير 2025

حصار بين الجوع و الخذلان بقلم الكاتبة أسماء الحاج مبارك

 حصار بين الجوع و الخذلان 

يحاصرنا الموت جوعا 

فقد داست الدارسات قمح أرضي 

و اغتالت يد الإجرام روحي 

يحاصرنا الموت خذلانا 

حين اعتلى الخونة كواكب عرشي 

و تآمروا لبيع رغيف سنابلي 

فصاحت الطفولة فينا 

أين جدران مدرستي 

و جرفتنا سيول دمع أمي 

حين أضحيت شهيدا 

فبكت عيون السماء لغروب شمس حاضري و أمسي 

و أمست جذور عروبتي عنوان 

قصيدة الخذلان 

هم لا يعلمون دمي فداء قدسية وطني 

و أني مقاوم لن أخضع مهما ناطحت الأثمان السحاب 

هم على أوتار وجعي يتراقصون 

و زهق روحي يتنافسون 

و يتجاهلون أنهم الرجس من الأوثان 

و نحن لهم لمجتنبون 

جذور عروبتي عنوان قصيدة الخذلان 

أبياتها من حجر غرفة سجني 

عالية الأسوار و تفعيلاتها زخات عين أمي 

و زحافها منفى خافقي 

حين يسرد مأساتي 

و عللها مسرى الأنفاق 

و إطلالة أشعة نور الحرية 

فلا تجزعي يا أمي فهول العذاب لا يضعفني 

و لا يحزنني فأنا شبل غضنفر قد لفظ أنفاسه و هو ينافس النخيل شموخا 

و تحديا للطغاة 

سجين أنا يا أمي و لكني أغزل من شهيقي البقاء 

و من زفيرك منبع الحياة كي يكفيني أنس دربي 

 لأهيئ سبيل عودتي عودة عكا 

فالزيداني أتقن و أحكم حصونها الأبية 

و ولى نابليون الدبر و ذاق حرقة الهزيمة 

حين تحطمت أحلامه على أسوارها 

و أيقن عدم اللقاء 

سجين انا يا أمي و من حبال صبرك اشتدت أواصري ليأخذني حنيني إلى يافا و بيارات البرتقال الحزين 

عهدا يا يافا ستمحو براءة التاريخ كل الآلام 

فعودتنا هي الامال يا عروسا دنسها العدو 

عهدا يا يافا طهرا و تطهرا على عاتقنا و سيحقق الرجاء 

و نستعيد فردوسنا المفقود 

و يزهر ربيع حيفا و الرملة و اللد و بيسان و الناصرة و طبريا و صفد 

سجين أنا يا أمي و من ظلام غرفتي ستشرق شمس جنين لتضيء العتم 

فمن رائحة البارود يُزف شهيد و يولد ألف جنين 

و من رائحة الدم ينبعث الصمود ليوثق نيسان ٢٠٠٢ مجزرة جنين و حب الحياة من مخيم جنين و ميدانية أبو جندل و مدرسة أحمد ياسين لتبقى رمز الصالحين 

و لنرفع راية النصر المبين 

و لتشهد سجلات الخلود عن ثورة الأسود 

و لتروي الحكايات ملحمة النضال و الصمود 

أمام وابل المجازر و الهدم و الدمار بجنين و القدس و رام الله و الجليل و غزة و كل ربوع فلسطين 

على عاتق الشرفاء و من منبع الثورة نهتف باسم كل شهيد 

ترفرف روح القسام و خالد نزال و منتهى الحورائي و شهيدة الكلمة أبو عاقلة و غيرهم من شهدائنا الابرار نرصع تاج المجد و العزة و الشموخ 

ليتواصل امتداد خضرة خطنا و يعانق مرج ابن عامر وصولا إلى قرية برقين فمرتفعاتها دلالة رفعة و سمو و نخوة شعب مضطهد لسنين بإمضاء جنين نواة المقاومة حين دونت كتابا فحواه مستمد من بريق عيون الأطفال عصي معناه لا تفك رموزه الا بنبض أم ملتاعة شيعت بالزغاريد الجثمان 

أسماء الحاج مبارك



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق