الأربعاء، 29 يناير 2025

إشراقة شمس = 15 = بقلم الكاتب يحيى محمد سمونة

 إشراقة شمس 


= 15 =


بضعة توثيقات لأحداث /1980- 1981/ في حلب، مدينة العزة والكرامة والمجد والشموخ 

 

و بعد ظهر اليوم الثاني من تمركز عناصر الأمن داخل بيتنا، و فيما كانت أختي تقف في حديقة البيت، إذا ب عمار ابن أختي الكبرى يأتي مسرعا من بعيد و على وجهه علامات استفهام و توتر و قلق و بيده جريدة [ كان عمار آنذاك في الرابعة عشر من عمره ] و قبل أن يتكلم بشيء و هو لم يزل خارج سور الحديقة أشارت إليه أختي الوسطى بعدم الاقتراب و أن يبتعد، فهم عمار من ذلك وجود أمر غير طبيعي و رمى بالجريدة داخل الحديقة و ولى هاربا 


التقطت أختي الجريدة بسرعة و فتحتها و كاد أن يغمى عليها إذ وقعت عيناها على صورة أخيها رضوان مقتولا 😢😢😢 


نعم أيها السادة و السيدات ../رضوان/ التقي النقي الطاهر الذي أخلص التوجه إلى الله، شهيدا، شاهدا يوم القيامة على نذالة الطغمة الحاكمة و خستها و الظلم الذي مارسته بحق شعبها الأعزل دونما وجه حق أو عدالة   


تحدثت الجريدة المحلية عن مصرع ثلاثة من المجرمين و على رأسهم رضوان الذي يعد العقل المدبر في الطليعة المقاتلة و ذلك بعد مداهمة وكرهم في حي الفردوس  [ذاك هو تعبير الجريدة التي تتلقى تعليماتها و مادة النشر فيها من الأفرع الأمنية، و كل ذلك يصب في خانة حرية الرأي والتعبير و الثقافة ]


و الرواية التي وردتني من الشباب آنذاك أنه تم الكشف عن مكان اختبائهم هو و بقية الشهداء معه و تمت مداهمة المكان حيث تم استشهادهم

و حين قمت أنا بمعاملة توفيته في دائرة الأحوال المدنية كان من الواجب علي إرفاق تقرير الطبيب الشرعي ضمن الأوراق المطلوبة 

و قد حصلت على هذا التقرير من سجلات الطبابة الشرعية و جاء فيه أنه بعد أن تم إحضار  الطبيب الشرعي إلى مكان الحادث كتب يقول : بعد معاينة الجثة و تأكيد الوفاة

1 - قتل أمني

2 - نفاذ طلق ناري 9 أعيرة 


أيها الأحباب: الأحداث التي جرت آنذاك تحكي قصة شباب أخلصوا التوجه إلى الله، و خشيت الطغمة الحاكمة من استفحال أمرهم و من تهديدهم لوجودها فذهبت إلى ملاحقتهم في كل مكان عساها تجتثهم و تستأصلهم من الوجود ( و الله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون ) [يوسف21]


كيف و متى تم إعلام أمي باستشهاد ولدها رضوان؟ هذا ما أبينه لكم في منشوري القادم بعون الله تعالى 


- وكتب: يحيى محمد سمونة - حلب. سوريا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق