الثلاثاء، 7 يناير 2025

تسكنينَ القلب بقلم الكاتب حسين جبارة

 تسكنينَ القلب

تملكينَ الذِّهنَ صيفًا أو شِتاءَ

تسكنينَ القلبَ حُبًّا فاشْتِهاءَ

إن تغيبي عن عيوني، من فؤادي لن تغيبي

في دروبي كنتِ سهمًا واهتداءَ

في خريفي بتِّ عصفًا بتِّ ريحًا

تعزِفينَ العَودَ نصرًا

تبعثينَ اللَّحنَ بوقًا

ينفخُ البوقُ الرَّجاءَ

في شتائي أنتِ غيثٌ فاضَ طُهْرًا

طابَ كأسًا فاحتساءَ

تحتَ حقلِ الثَّلجِ مرجٌ

نالَ منهُ النَّومُ قسطًا

حينَ يصحو مطمئنًّا

يرسلُ الأزهارَ بُشرى

يانعًا يبغي ذُكاءَ

يا حياتي أنتِ دفءٌ مُتْرعٌ نعماءُ بحرٍ

واهبٌ شُطآنَ رملٍ

حاضنٌ نَسْمًا وماءَ

أنتِ قيظي وربيعي

حلمُ فجري

ضوءُ شمسي كرمُ لوزي

حُمْرَةٌ زانتْ حياءَ

أيكةٌ أحيتْ ظلالًا

مسرحٌ يؤوي الظِّباءَ

أنتِ حُبٌّ في فؤادي راحَ ينمو

فاضَ بذلًا وابتلاءَ

تسكنينَ الرّوحَ منّي

سِحرَ إنسيٍّ وجنّيْ

تسكبينَ العشقَ شهدًا في عروقي

صارَ للدّاءِ الدَّواءَ

تسكنينَ النَّفْسَ وجدًا

تغمرينَ الوعيَ تسنيمًا زكيًّا

وفراتًا طابَ رشفًا

كان للصّادي ارتواءَ

أنتِ جمرٌ

يوقدُ الأشواقَ طاقاتٍ وبوحًا

همسةٌ بثَّتْ حنينًا

جرْسُها أعلى النِّداءَ

صرخةٌ شقّتْ مكانًا

أقلعتْ خضَّتْ زمانًا

وبها طبتُ انتماءَ

أنتِ حرفي ويراعي

قبضتي يحمي ذراعي

والهوى أضحى الغذاءَ

تحضنينَ العشقَ في حدْسي فقدسي

بالفِدى أضحيتِ بدءًا لا انتهاءَ

حسين جبارة                                          آب 2016


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق