قصة قصيرة
الدبورة
للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل
بعد التخرج من كلية الشرطة بتفوق ، استلمت العمل بأحدي المحافظات النائيه بدأت في استغلال الراحات التي تمتد لأسبوعين للسفر و السياحه حتي اخفف من ضغط العمل و الاستمتاع بفترة الشباب مع اصدقائي من خريجي الكليه ،كل اجازه نختار أحدي المدن السياحيه لقضاء جزء من الاجازه بها حتي أتي اليوم الذي تلقيت فيه مكالمه هاتفيه من مكتب مدير أمن محافظتي التي أقطنها يطلب مني ضرورة الحضور و بأقصي سرعه إلي المديريه
قطعت الاجازه تاركا زملائي في القريه السياحيه و ظللت طوال الطريق أضرب أخماس في اسداس محاولا الوصول إلي سبب تلم المكالمه المبهمة و الاستدعاء من مدير امن المحافظه خاصه أنني لا اعمل تحت قيادته
اتصلت بالمنزل للاطمئنان علي ابي و امي و استقرت نفسيتي قليلا عندما أخبرتني امي انا كل شئ علي مايرام
و بمجرد وصولي إلي المدينه توجهت إلي مديريه الامن متوجها إلي مكتب مدير الأمن شخصيا حسب التعليمات
و بمجرد وصولي إلي المكتب و بعد لحظات سمح لي بالدخول حينها أخرج مدير الأمن الطبنجه الخاصه بي
مدموغه برقمها و أخبرني أن هناك شخصان اتي بها إلي المديريه و اصىرا علي مقابله مدير الأمن و سلماه الطبنجة
بعد أن أخبراه أن أحد الأشخاص المعروف لديهما سلمهما الطبنجه للتصرف في بيعها و بمجرد أن تسلمت الطبنجة من هذا الشاب توجها بها إلي مديريه الامن لتسليمها للمدير شخصيا وحرصا من المديريه علي ابنائها لم يتم تحرير محضر بالواقعة مع صدور قرار اعتقال الشاب الذي سرق الطبنجه
حينها طلبت من السيد اللواء معرفه الشخص الذي سولت له نفسه اقتحام عرين الاسد و المفاجاه في كونه ابن بواب الذي عطف عليه كثيرا و كم من مرات أمده بالمال و الملابس فقد غافل الأم عند قيامه بمساعده والدته في تنظيف المنزل و دس الطبنجه بين طيات ملابسه و لم يكمل العمل بحجه مغص اصابه
في هذا الوقت لم افكر في الانتقام منه لأنه الان علي قوه الاعتقال وربما سيوضع في قضيه تخص الأمن العام لن يخرج منها
و لكن ماذا عن من قاموا باستلام الطبنجة و تسليمها إلي مدير الأمن من هم و لماذا وثق فيهم هذا الشاب الطائش
استلمت الطبنجه من مدير الأمن بعد تنبيه منه بالمحافظه علي السلاح و كذلك الحرص من الدخلاء و انتقاء المقربين
وبعد أن أنتهي من نصائحه هرولت إلي السكرتير لأخذ بيانات الشخصين و تفأجات أنهما من ابناء المنطقه و زملاء دراسه في مراحل التعليم ماقبل الجامعي حيث أنتهي بأحدهم المطاف بالعمل في ورشه خراطه و الآخر سباك بعد حصولهما علي دبلوم متوسط
خرجت من المديريه متجها إلي قسم الشرطه الخاص بمنطقتي و كم كانت سعادتي عندما استقبلت بحفاوه من الملازم أول حسن عصفورة الذي استقبلني في الكلية حيث كان يدرس حينها في السنه النهائيه
و لما شرحت له الموقف طلب من المخبرين إحضار المدعوين حسين سكس الخراط و احمد صيعه السباك
مضت ساعه و حضر حسين و احمد مع المخبر نعيم
أصيبا بالظهر عندما وقع نظرهما علي و لم يتوقعا أنه لم يتم فصلي بسبب ضياع الطبنجه
اخرج الملازم أول مجدي عصفوره قطعه من الحشيش
و أخري من البانجو و بدأ في كتابه محاضر اتجار
و في النهايه أمر كل منهما علي التوقيع علي المحاضر
مع التحفظ عليهما في الحجز مع توصيه المخبر نعيم بحسن الاستقبال
عدت إلي البيت في ساعه متأخرة و زال قلق ابي و امي من قطع الاجازه حيث أنهما لا يعلمان شئ عما حدث حتي لحظه وصولي المنزل و اخبرتهما أنني أريد قضاء باقي الاجازه معهما حيث أن الرحله الاخيره لن تكن ممتعه
حينها بدأت والدتي في قصه حكايتها لي عن الشارع و ما حدث فيه خلال غيابي و من ضمن الحكايات هروب ابن البواب من اسرته منذ أمس
رددت ببرود تعليقا علي الحدث و مش هيشفوه تاني
و استأذن ابي و امي في الذهاب إلي حجرتي الراحه طالبا منهما عدم دخول أي شخص البيت مهما كانت الأسباب في غيابي
نظر إبي لي في استنكار يعني أنا مش مالي عينك
ابتسمت في خجل قائلا العفو ياحاج بس انا مستهدف
انقبض قلبهما و تغيرت ملامح الوجوه بعدما ألقيت هذا التعليق
وردت امي بقلق خلاص يابني محدش هيدخل من الآن وربنا يحفظك انت و زملائك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق