المعتكفان المجهولان.
سرد تعبيري
كيمامتين متعانقتين تنشدانِ الدّفءَ عند مفترقِ طريقٍ بهتَ امتدادُه، هما هذان المعتكفانِ المجهولان، كلٌّ منهما يتدثرُ جليدا من بعاد. ألا ليتَ الشوقَ يوقدُ كوانينَهُ الخامدةَ لعلّهُ يذيبُ جفاءَ المسافاتِ، لعلّهُ يقتحمُ تلابيبَ السّدودِ فلا حدود تقامُ لتفصلَ ما بين العينِ والعين.!!
كأنّما تمتدّ عبرَ الزّمنِ مركبةٌ تأجّلَ يومًا إقلاعُها لتقتلعَ عينَ الصّقرِ كي لا يمعنَ النّظرَ في خريطةِ خيبةٍ خائرةٍ متهالكةٍ على تضاريسِ إنسانيّة نهشتْها ذئابُ الكراهيةِ، سأبقى أغنّي بملء الشّدقين رغم أن لا نجاةَ وسفينةُ نوحٍ لم تتسعْ لهذين المجهولين المنبوذين وهما السّلامُ والمحبّةُ، إلا أنه سيأتي اليوم الذي ستتفجّرُ منه ينابيعُ المحبّةِ المتسلّلة من قطبها لتغمرَ كلَّ بقعةٍ من بقاعِ الأرضِ، حينها لا مخافةَ على السّلامِ من أن يفردَ أجنحتَهُ ويبسطَها على كل ركنٍ من أركانِ البسيطةِ.
سامية خليفة- لبنان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق