الثلاثاء، 7 يناير 2025

نشيج..في هدأة الليل بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 نشيج..في هدأة الليل


تصدير : في الحياة قد تخسر حلما،وقد تفقد أملا..وقد تتنازل عن أمنية..لكن كن حريصا ألا تخسر نفسك..


في الرجوع الكبير إلى البدايات،في الذهاب الكبير إلى مهرجان اللغة،شيء من  الصوفية المنفلتة من العقال..في الرجوع المربك إلى الوراء هنالك شيء من المحاججة العنيفة للذات وجلدها بقسوة..في الإنفلات من عقال الأزمنة الفاسدة هنالك شيء من التحرير والإقتراب الجليل من الله..

الآن عليَّ أن أعود إلى خالقي، وأعيد إليه ما تبقى من لحمي وحلمي ودمي،فأنا لست أنا كما كان يعرفني قومي وعسس الليل وكل الذين تعفّروا بالهدم والرّدم وتشظوا في الرّعد دمدمة ودويا..لم أعد أمير المنابر يا رفاقي.ومثلما أوحيت لكم ذات يوم:أنا ذاهب في صحاري دمي..أنا ذاهب في زهدي ..وقد لا نلتقي..

سأحاول أن أنبجس من ذاتي إلى ذاتي ،وأدوّن معاناة بني البشر أجمعين،وما ذررفوه من دموع في نهر الأبدية..

سأكتب على سديم الدنيا تواريخ رجال أتقياء ما هادنوا الدّهر يوما..رجال تشرق مكارمهم وتتجلى ورعا و وإيمانا..من المؤكّد أنّ والدي منهم..والدي الذي خاض تجربة الحياة بمهارة..ظلاله مازالت ممتدة من الجغرافيا إلى ارتعاشات القلب..مازالت هنا على عتبات الرّوح مثل رفّ جناح..

مرّ غيم الموت،ولم يمرّ جوع الأرض..ظلّ جاثما على الرقاب..والدي كذلك لم يمت..ظلّ يرتّل صلواته جهرا وأنا أسمعها كلّما مرّت رياح الجنوب بحذوي..

أحاول جاهدا إعتلاء عرش المحبّة والدّعاء..أجاهد كي أتدرّج بتقوايَ من مقام الدهشة الأولى إلى الإشراق في آيات الله وأهمّ بالنجوى،حديث الرّوح في أسفاره الكبرى،حصى التسبيح.

ها أنّي أسبّح ،لكنّ أسماء اللّه لا تعدّ..

هل هرمت كثيرا أم ارتطمت بجدار الأفق المسدود،لأعيش في هذا الهزيع الأخير من كل شيء مهوسا بفوبيا الكتابة،متوجسا خيفة من غدر الأزمنة الفاسدة..أم أنّ خشية الله تظلّ المصدر الأنبل والأرقى للتماسك والسلام مع النّفس على هذه اليابسة المزدحمة..

"..يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يُواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خيرُ ذلك  من آيات اللّه لعلّهم  يذّكّرون  (الآية 26 من سورة الأعراف)

"..وابتغ فيما آتاك اللّه الدّارَ الآخرةَ،ولا تنسَ نصيبَك من الدّنيا وأحسن كما أحسن اللّه إليك ولا تبغ الفسادَ في الأرض إنّ اللّه لا يحبّ المفسدينَ (الآية 77 من سورة القصص )


سلام اللّه عليكم..وعلى الرسل والأنبياء والصالحين


محمد المحسن



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق