الجمعة، 24 يناير 2025

قبلةٌ تُعلّمني دلالكِ | بقلم الشاعر حسين السياب

 قبلةٌ تُعلّمني دلالكِ | حسين السياب 


مثل طفلٍ

أتعلّمُ قراءة شَغفكِ 

على أوتارِ القلقِ، أُبصرُ الدنيا

أنا الذي أجهلُ تفاصيلَ حروفكِ...

أحملُ روحي إليكِ ترياقاً

يُشعلُ قيامةَ النهدِ..

في ظلمةِ الشتاءِ أحضنُ ذكريات اللحظة، 

وظِلّانا في نشوةِ القبلةِ الأولى

كنهرٍ يجري إلى مستقرٍّ بعيدٍ...

في أنفاسي أخبِّئ لكِ الشِعرَ، الذي يمورُ بصدري..

أُلقِّنُ الصمتَ عذبَ الكلام 

وفي خلايا القلبِ صهيلُ الحرف يخرسُ أفواهَ الليل...

لا يمكنني أن أرى الأشياءَ

إلا من نافذةِ عينيكِ المدهشتين،

تلك النظراتُ التي تمتصُّ الألوانَ من سمرةِ وجهي..

في عمقِ ضياعِ الوجوهِ بي

أرنو لتفاصيلِ وجهكِ المعقدة..

بريشةٍ سوداءَ ترسمُ الحياة طريقاً للحالمين 

وعصفوراً فوقَ شجرةٍ ميّتة

 تخلّى عن قدميهِ في وطنِ المرايا الجاحدة..

على هذه السجيَّةِ أمضي

من دونِ ظلّي، المنتشي من أثرِ القبلةِ الأولى!



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق