الثلاثاء، 16 أبريل 2024

غربه بقلم الأديبة آمنه المحب لبنان

 غربه

يا حمام الأيك

طر بي مرة

إلى بلادي

إلى الأهل والصحب ،

اشتقت إلى 

حضن الزهور

إلى الزيتون والعنبٍ

لا تلوميني يابلادي

فقد هجرتك قسرًا

لمّا اشتعلت

فيك النيران

وقرعت طبول الحرب

ولم أدرك يومًا

أن الهجرة من الأوطان

أشد مرارة،

وأقسى  على النفس

من الموت في الديار

بين الاحبة والحب...

ذقت المذلةً 

وأنا  أموت كل يوم

في بلاد الشرق والغرب

فالغربة قاتلة

 ونار الشوق والحنين

تتأجج في القلب،

تحن إلى وطن جريح 

نزلت به لعنة الحرب،

فمن يداوي جراح الغربة

ومن يداوي قلوبًا

تفطرت من الرعب

ومن يوقف  قطار الموت

في بلدي لأعود

إلى   دياري

أعانق النسيم

وأقبل الترب...

    آمنه المحب  لبنان



على هامش العرس الشعري التونسي : (الملتقى العربي لشعر المقاومة-دورة أولاد احمد) بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 على هامش العرس الشعري التونسي : (الملتقى العربي لشعر المقاومة-دورة أولاد احمد)


حين تصاغ علاقة جدلية واعدة..بين الشعر والمقاومة


كيف يمكن ايجاد مصالحة بين الإنسان والفرح،في خضم التداعيات المؤلمة التي يشهدها الوطن العربي في محنته “الإغريقية”..؟

وكيف يستطيع الشاعر صياغة هموم وتطلعات أمته شعريا ؟

أليس بإمكان الشاعر الآن..وهنا تطريز المشهد الشعري بزلازل من الأسئلة الحارقة والمقلقة لهذا الواقع الممجوج والمتخم قلقا وألما،وذلك عبر لغة شعرية صافية تعتمد الأصالة والإضافة،وتنأى عن المحاباة والوصولية..تصالح ذهنية المتلقي وترتقي بحسه في هدأة الطريق إلى عوالم النص ؟

ألسنا إذا وضع يتسم بالقتامة والإنكسار،أفرزته ظروف تاريخية ما فتئت تمر بها هذه الأمة منذ أمد بعيد،وقد شهدت خلالها متغيرات حثيثة،في القيم الرئيسية لمسيرة التاريخ الإجتماعي-الثقافي للعرب،بما من شأنه أن يوظف الأدب،توظيفا واعيا بجدلية الصراع بين الكائن وما يجب أن يكون،ويجعله يقاوم التيار الكاسح،ويتحدى الأمر الواقع،ليصوغه في شكل جدل بين الهزيمة والمقاومة..!

ألم يواجه أدباء العالم في الحربين الكونيتين الأولى والثانية،وما استجد من حروب صغيرة هنا وهناك،ظروفا لا تقل وجعا عن التي نحن فيها،غير أنهم سَمَوا بأفكارهم إلى مستوى التحدي،فظهر أدب المقاومة ضد النازي،وهو الأدب الأمريكي و-السوفياتي-والفرنسي،بين العشرينات والخمسينات من القرن الماضي،وبعد أن خلقت الحربان آثارا حضارية قاسية،وآلاما نفسية جريحة وموجعة،انبجست الموجة الوجودية في أدب الغرب،كاحتجاج وتمرد بارزَين..؟

أفلم يكن من الأحرى بنا نحن العرب،الذين خضنا حربا مهزومة عام 67 وثانية بديلة عام 73 وأخرى أهلية عام 75،علاوة على مآسي أخرى،وتراكمات تاريخية مؤلمة،أفضت إلى إنتقاضة جاسرة،مازال يخوضها أطفال فلسطين بالنيابة عنا في أرجاء الوطن السليب والمستَلَب،أن يكون أدبنا موسوما بالرفض والمقاومة،ويؤسس في مضمونه للآتي في موكب الآتي الجليل.؟

أليس للنص الشعري دور ريادي في تفعيل واقعنا،والإرتقاء بحسنا الإبداعي إلى مراتب البلاغة والإبداع،بما يمنحنا سخاء في الرؤيا يتجاوز الذاكرة الحبلى،والحلم العذري،حس المأساة في خاتمة المطاف،وهي تصاغ في حوار مجلجل مع الجيل الشعري الرائد ؟!

إن تجاوب الأدب مع كل هذه التداعيات،وتحويلها لمادة للإنتاج،من شأنه أن يقوي الشعور بالوحدة،وبالرابطة القومية،ويذكي الوضع النفسي المتلائم مع القربى،والإنتماء الواحد،والمصير المشترك،ويضعف بالتالي الشعور الإقليمي،الذي يتكوّن تلقائيا في ظل أوضاع التجزئة،ويفتح ثغرة في جدار الحدود الإقليمية..

وقد جسّد شعراء بداية النهضة العربية هذا الدور على أفضل مما يقوم به شعراؤنا اليوم،ولعل في الأبيات التالية -للرصافي-عن تونس ما يؤكّد هذا القول :

أتونس،إن في يغداد قوما***ترف قلوبهم بالوداد

ويجمعهم وإياك انتساب***إلى من خص منطقهم بضاد

فنحن على الحقيقة أهل قربى***وإن قضت السياسة بالبعاد

إن حالة التردي التي يتسم بها واقع الأمة العربية بكل أقطارها،جعلت الراهن متخما بالمواجع،تتكالب عليه قوى الشر وتتحالف فيما بينها،بهدف اجهاض نقاط الضوء الثورية،التي نجحت في تخطي تخوم الإنكسار،واستطاعت بجهد غير ملول أن تجد لها طريقا بين جدران هذا الظرف،مما حدا بهذه القوى إلى احتواء تلك النقاط المشرقة لتصفيتها نهائيا،ولإشاعة جو اليأس والإحباط والتشاؤم بين أبناء الأمة..

وفي خضم-هذا الهم النبيل-وفي ظل تداعيات الوجع العربي بكل أبعاده الدراماتيكية،يقف-الشاعر-يستبطن أبعاد هذا الهم في الواقع الخام والمادة الأدبية،يتابع نبض الهزيمة وإيقاعها المأسوي،ويؤسس في ذات الآن للإنتصار،راسما في أشعاره علامات الزمن الخائب،واعترافات الجيل الضائع،من غير أن تكون الخيبة أو الضياع عنوانا أساسيا أو محورا متعمدا،بقدر ما هو قراءة للذات الراهنة،واستحضار للذكريات الماضية،واقامة جدل موضوعي بينهما في ضوء المدى المنظور..

هذا الضوء،هو-الجانب الجمالي-الذي يصوغ الأزمنة ويقيم الحوار معها،وفق-رؤيا-جديدة تؤسس لللآتي الجليل بأفراحه المرتجاة،وتجسد التخاطب الحي بين الهزيمة والمقاومة،وهذا يعني،أن للشعر فعلا موازيا للدور السياسي والعسكري في تضميد جراح هذه الأمة،واستشراف ضوء شموسها الآتي..

ومن هنا،تكون قضية ايجاد المعادلة الصعبة بين الهموم والتطلعات،وخلق المعادلات المعبرة عنها شعريا ضمن القصيدة،احدى نقاط الإرتكاز الأساسية التي يبحث عنها الشعراء،أثناء “المكاشفة الشعرية “فحالة الإنكسار التس يشهدها الوطن العربي من ناحية،وقضية الشعب الفلسطيني من ناحية ثانية،هما قطبان متلازمان في الخطاب الشعري الحديث.

ومن البديهي أن تكون الهوية الفلسطسنية من جهة،والأرض المحتلة من جهة ثانية،مصدرا ملهما للشعر،فتتجلى المأساة عريا بوجه عام،وفلسطينيا بوجه خاص.

وقد لا يكون الأمر مفاجئا حين ينخرط الشعراء في البحث الدامي الدؤوب،عن مواقع الضوء في زوايا الواقع العرب،لأن الرؤيا التي أفرزتها-الإنتفاضة،هي الرؤيا المضادة لواقع الهزيمة،إنها الإستيعاب التاريخي لمعاناتنا جميعا،وهي العلامة الرئيسية لأدب المقاومة في مختلف تجلياته..

هذا الأدب الذي بات عليه أن يسبح ضد التيار الكاسح،ويتحدى الأمر الواقع،بإعتباره سيصارع تيار الهزيمة،ويتجاوز بذلك واقعها المترجرج،ويبحث في أدغالها وجذورها العميقة،عن تفاصيل وأسباب هذا-الواقع-المهزوم..

ومن هنا جاز القول،أن-الإنتفاضة الفلسطينية-بالأمس..واليوم..وبإسناد من المقاومة الباسلة،بدأت تؤسس للون شعري جديد ومتجدد،يتماهى مع الواقع،ويصوغه على نحو يجلو قيمه الجمالية،ويبرز أبعاده النبيلة التي هي مطمح كل فنان أصيل.

غير أن ما نرومه،هو أن لا تكون أشعارنا راشحة بالمرارة،طافحة بالحزن ومتخمة بالمواجع،بقدر ما هي مشعة بالفرح،تجسد الإنبهار بالحياة حد الشهادة،وتؤسس لروح الإنتصار عبر لغة تستكشف كنوز البيان وخبايا البلاغة،في تاريخية اللفظ والتركيب العضوي للكلمة،فيبوح النص الشعري بما يتضمنه من مفردات إبداعية،وبما كان سرا مستغلقا على الفهم ومستساغا للأذن في ذات الآن،بما من شأنه أن يحرر رقعة واسعة من الذوق التقليدي المتحجّر،ويكتسح مواقع الكلاسيكية عبر رؤيا تتفاعل مع عالم القصيدة الداخلي في ارتباط وثيق بالثورة الحضارية،وأن يتوصل في النهاية إلى ايجاد معادلات معبرة عن همومنا شعريا،بما يحقق تلك المعادلة الصعبة التي تربط،دون قسر،بين الذات والموضوع بصورة شعرية واعية..

على سبيل الخاتمة :

حرص الشعراء والأدباء العرب على أن تتصدر القضية الفلسطينية أعمالهم الإبداعية، باعتبارها مصدرَ إلهامٍ لهم في مختلف الأزمان والعصور.

في هذا السياق يقام عرس بهيج بالعاصمة التونسية تحت عنوان: الملتقى العربي لشعر المقاومة وتحت إشراف الشاعر والصحفي التونسي السامق أ-عادل الهمامي..هذا العرس يؤثثه شعراء تونسيون لهم حضورهم المتميز داخل المشهد الشعري التونسي وتتسم قصائدهم-الغاضبة-وابداعاتهم الأدبية العذبة بروح نضالية تنتصر للقضية الفلسطينية وتؤسس لإرساء فكر نضالي يخلد البطولة والثبات على الأرض مهما غلت التضحيات،ويؤكد أن فلسطين ليست قطعة غيار ولا شقة قابلة للإيجار يسكنها الآفاقون وحفاة الضمير..

الشاعر والصحفي الألمعي-عادل الهمامي (مدير الملتقى العربي لشعر المقاومة) يرى أن الشعر عليه أن يخرج من خلف الستار ويقف مكشوف الوجه أمام كل هذا التخاذل العربي والعالمي..وأن يكون رصاصة قبل أن يكون كلمة تقال" مؤكدا أن المثقفين العرب عليهم واجب دعم المقاومة باعتبارها النهج المثمر في مواجهة المشروع الصهيوني وإسنادها بالكلمة المقاتلة وتحريض الجماهير التونسية والعربية على الصمود مهما ارتفع ثمن التضحيات ".

ونحن بدورنا نحذر من الخطر القادم والداهم من العدو الذي يستفرد اليوم بغزة،وسينتقل إلى أدوار أخرى للقضاء على أمتنا العربية والحضارة الإسلامية،ناهيكم أن الوجع العربي أكان متعلقا بقضيتنا الأولى فلسطين أو بقضايا الأوطان العربية الجريحة،يدفعنا دوما إلى إراقة الحبر على الورق تماشيا مع إراقة دم الأبرياء والمظلومين على الأرض..فالقصيدة على الورق أشبه بالجمر الذي يحرق الصمت والضعف الذي يسكننا..إنها تسير على صفيح ساخن نحو أمل يتعلق بالجميع ويتمناه الجميع بمن فيهم من لم يقرأ بيتا واحدا من الشعر..فهذه الأحداث الأليمة بغزة-أرض العزة- لم تفجر إبداع الشاعر،بل فجّرت الشاعر نفسه من الحزن..كما فجرت ينابيع إلابداع في هذا-العرس النضالي-(الملتقى العربي لشعر المقاومة-دورة أولاد احمد)

قبعتي..يا شاعرنا الفذ عادل الهمامي..


محمد المحسن




أنظري نحوي ـــــــــــ سهاد حقي الأعرجي


 .....أنظري نحوي.....

كاتب ومكتوب...
رصت حروفه وأصبحت...
كالجدار المتين...
تشكلت من مشاعر...
خطت بإتقان جميل...
وكيف لا أنقشها...
وقلبي الملتاع يناديها...
آه من وميض بعيد...
يتجلجل صوتها بأذني...
والنبض يسألها و يحاكيها...
ما بك. ما الذي أوصلك...
لهذا الحزن الكئيب...
أرجوك لا تحفريها داخل...
صندوق الظلمة فتباد...
ويخرس ثغرها...
بل اتركيها حرة...
حتى لو سقطت...
فوق لهيب صمتك...
بوحي واصرخي بقوة...
قولي. أحبك. أكرهك
ولكن لا تبتعدي...
لملمي جدائلك بكفيك...
ومشطيها برفق كي لا...
تتعقد فواصلها بل تبسمي...
والتفتي نحوي كي تقر...
عيني وتنطفئ شعلة...
البحث عنك...
أرجوك...
... بقلمي...
..... سهاد حقي الأعرجي.....
15/4/2024
الإثنين

الاثنين، 15 أبريل 2024

قال الوداع بقلم: الشاعر السيد الشهاوى

                                                    قال الوداع

الشاعر
السيد الشهاوى
دون ما كلمه عتاب
وكانما كان هوانا سراب
قال الوداع
وضاع الحب ضاع
ونحن في زمن غريب
زمن كئيب
كل شيء يشتري
وكل شئ يباع
نحن في زمن الضياع
قلما وجد الصديق
قلما وجد الحبيب

قال الوداع
احقا قالها.. كيف استطاع
اسكنته بكل الحب قلبي
وبثثت الفجر احلامي
وشدي الطير بلحني
عشقه يسري في دمي
واسمه غنوه في فمي
واضحي وكانه جزء مني
لا. انما كان كياني وكلي
توام الروح واقرب للروح مني

فلما ازهر الربيع في وجنتيه
وراقه لون الكرز في شفتيه
وسحر الهوى يداعب وجده
تناسي اني انا من زرعته
بدمي ودموعي رويته
رويته عشقا حتي اكتفي
فباع حبي واختفي
وضاع الحب ضاع
وارسل بعدها كلمه وداع
الشاعر

السيد الشهاوى   



     

عذبة أنت بقلم: الشاعر التونسي داود بوحوش

 ( عذبة أنت ))

عذبة أنت
و إن السّكّر عنك تأخّر
كلّما تزدادين مرارة
نعشقك أكثر
يا غزّة الإباء
ما عساني فيك أحبّر
مكلومة انت
متى وقفت بمحرابك
أصغر
ها العبد أنا
ضعيف إلى الله أفقر
ما استطعت أهديك
إذ التّواجد،
جنبك الجنب تعذّر
خصاةٌ همُ العرب
و حكّامهم قُصّر
فأيننا نحن
من قول رسولنا الأكرم
ذاك الذي به نفخر
لا خير في من نام
و جارَهُ الجوع يكسُر
كم كان منانا ان نعبر
لكن ما عسانا نفعل
و قد أوصد
في وجهنا المعبر؟
كم تمنينا ظمأنا نُطفئ
لا ماء بل
بعائدات نفطنا نظفر
نسدّ غائلة جوع أطفالنا
و ما دُمّر بالأمس
ذا اليوم نُعمّر
كم حلُمنا أن نكون أحرارا
على أجوائنا
و على أراضينا نزأر
لا أن تكون علينا وزرا
قواعد للعدوّ و منصّات
منها تُطلق الرّاجمات فنُقبر
وكر دعارة
أضحت أراضينا
للخسيس فيها حظ
و للخونة حظّ أوفر
ربّاه
كفروا بنعمتك
قتّلهم بلا شفقة
على قدر الخزي الذي نشعر
لعلّنا بمحقهم
نستعيد مجدنا
و من جديد نعلو و نكبر
ابن الخضراء
الاستاذ داود بوحوش
الجمهورية التونسية




ســــــــأقول بقلم الأديب سعيد الشابي

 ســــــــأقول....


ســأقول : لا للـــزمان

لن أحــــني الجبين ، وســـأمرّ

لئن ضرب سقف الحياة هامتي

فــــأنا ، ما انحنــــيت ، ولكن

سقف الحياة هـــوي الى التدني

بــــيدي سأرفعه وأمـــرّ

نـــــافخا في نـــايي تــارة

وطـــــورا ، أنــــشد وأغـــني

وتلك شــــويهاتي تتبعـــني

والجبال ثغاءها تردّد ، وصوتي

نحن من نصنـــع الحــياة

لا الحـــــياة التي تصنعــــنا

يــــوم نطـــمح أن نعيــــش

بالصـمود والعمل ، لا بالتمني


سعيد الشابي

وحشٌ تَجَنّى .. بقلم الشاعرة رفا الأشعل

 وحشٌ تَجَنّى ..


دَجَا سحابٌ على آفاقنا .. جمدا 

وبالمآسي رمانا الدّهر ما اقتصدا


أبكي على وطنٍ تجتاحهُ فِتَنٌ 

مجدٌ بناهُ أسودُ الأمسِ قَدْ فُقِدَا


مرّتْ رِياحٌ على قَوْمِي تُبَعْثِرُهُمْ

ساقَ الزّمَانُ علينَا الحُزْنَ والكَمَدَا


وحْشٌ تجنّى على قومي وينْهَشُهُمْ

على فلسطينَ صبّ الهمّ والنّكَدَا


فاهتزَتِ الأرضُ منْ ظُلْمٍ لهُ رَجفَتْ

لمّا رَأتْهُ لكلّ الشرّ قَدْ حَشَدَا


والبُومُ هبّ يغيثُ الوحشَ يَرْفدُهُ

معًا على غزّةٍ صبّوا شُواظَ ردَى


يا معشَرَ العربِ أصلتْ غَزّة حمَمٌ

دُكّتْ سقوفُ المباني .. أصبحتْ بدَدَا


واليّوم غَزّة تدمي القلب صرخَتُهَا

يبكي اليتامى أبًا والوالدُ الولَدَا


يقاومُ الرّيحَ والأنواء منكسرًا 

هوَ استغاثَ..  ولكنْ لم يجدْ أحَدَا


قَدْ قدّمَ الرّوحَ قربانًا ويخْذلُهُ

مَنْ كَانَ يحْسَبّهُمْ عندَ الأسى عَضُدَا


فَلَمْ يكونوا كأجْدَادٍ لَهُمْ سَلَفُوا

كانوا أسودًا .. لمن يحتاجُهُمْ سَنَدَا


وكيفَ يدفعُ مفجوع بلا سَندٍ

وحشًا وينثرُ منْ أشداقهِ زَبَدَا


هلّا أفقْتُمْ رُبوعُ الشّامِ داميَة

والكلّ فيها يلاقي الذلّ والنّكَدَا


حولَ الفراتَ .. الرّدى أشباحه رقَصَتْ 

شعبٌ تأذّى يعبّ القَهْرَ والصّهدَا


مهما تجنّى زماني ليس يقهرني

مهما انتظَرتُ ضياء الفجرِ مرتَعدا  


 مهما انتظرت (وسالت كلّ أوردتي )

على السّطور وجمر الآهِ ما خمَدَا


وكان همّي كما لو أنّ أهونهُ 

يغشى الجبالَ تروا مجموعها بِدَدَا 


لنْ يقتل اليأس ما في القلبِ من أمَلٍ

صبري على حادثاتِ الدّهرِ ما  نفدَا


وكلّمَا انتابني من دنيتي وَجَعٌ

ألوذ بالشّعْرِ كيْ أسْتَلْهِمُ الجَلَدَا


عذبُ القوافي تواسيني ..  تعلّلُني 

بالحرف أنْعَمُ يفني الهمّ والكمَدَا


إذا رأيت الدّجى حولي تلاطمه ..  

 يضيء حرفي كنجْمٍ في الدّجى اتّقَدا


                                                                                                      

             رفا الأشعل (على البسيط )

                 باريس (13/04/2024)

بني قومي أفيقوا .. بقلم الشاعرة / رفا الأشْعَلْ

 بني قومي أفيقوا ..


بني قومي .. أفيقوا من سباتٍ 

ونوم منهُ كلّ المُشْكِلاتِ


تمورُ السّحْبُ في الآفاقِ سودًا

وتغْمُرُنَا دياجي الحَادِثاتِ


وتجرفُنَا المَكَائدُ كلَّ يوْمٍ

لنخبط في البلاقعِ والمواتِ


ويصفعنا الزّمانُ على قَفَانَا

رمانا بالخطوبِ الموجعاتِ


ففي يمَن دواهي روّعتْهُمْ 

يطلّ الموتُ مَنْ كلّ الجِهَاتِ


عراقٌ يشتكي ذلاّ وقهرًا 

وأشباحُ الأسى حولَ الفُرَاتِ


وفي الدّينِ المَذاهِبُ حيّرتهمْ

أصيبوا بالتّفرّقِ والشَّتَاتِ


 ويضمرُ بعضُهُمْ للبعضِ شرًّا

وسيف الدّينِ يودي بالكُمَاةِ


أراضٍ في فلسطينَ استُبيحَتْ

وفيها العيش ظلٌّ للمَمَاتِ


أصابتْ غَزّة أمُّ الدّواهي 

ويفتكُ سيفها بالكائناتِ 


وفي الشّام الزّلازلُ والمآسي

وتُمطرهم غيومُ النّائباتِ


بِنَا يَجْري الزّمان بِدونَ أفقٍ

خيالاتٌ على درْبِ الحياةِ


 غَريبُ الدّارِ في وطنٍ تشظّى

أعيشُ الظّلمَ مَكْبُوحَ الشًكَاةِ


أسيرُ على الدّروبِ بأرض شوكٍ 

أعاني من جراحٍ   نَازِفَاتِ


وأوردتي تذوبُ على الثّنَايا

حروفًا قدْ حكَتْ أوجَاعَ ذاتِي 


بني قومي أفيقوا مَنْ سبَاتٍ

فقدْ نجد الطّريقَ إلى النّجَاةِ


سَلُوا التّاريخَ تُخْبِرُكُمْ سُطورٌ

بأنّ الحربَ تُكْسَبُ بالثّباتِ


ضياءٌ في فؤادي ليس يَخْبُو

وإنّ الفجْرَ بَعْدَ الليلِ آتِي


          بقلمي / رفا الأشْعَلْ

الأحد، 14 أبريل 2024

صوت من نار بقلم الكاتب. رياض انقزو

 صوت من نار

صوت من ذاك الذي يتردّد صداه

ذاك الذّي ينبعث فينا ويبعثنا

ذاك الذّي يجتاز جدار الصمت

دون أن يتوقّف عند بوّابات العبور

يجيء في الصّباحات وفي المساءات

في كلّ حين

ينفخ الرّوح في الرّوح

يستر عوراتنا حين فاوضنا وخنّاه

يطرق أبواب الليل ويسري بنا إلى الوجود

بأجنحة من نار وميض برق يشعّ نوره

على أراضينا على مآسينا

عذرا أيّها الصوت المتجذّر في الأرض

إذ صالحنا إذ رضخنا

وأضعناك

رياض انقزو

مساكن/تونس


عندما تكون مجهولا للبعض(@) بقلم د/علوي القاضي.

 (@)عندما تكون مجهولا للبعض(@)

بقلمي : د/علوي القاضي.

... عملت فترة ليست بالقصيرة في سفارة عربية بالقاهرة ، وكنت مسؤولا عن صندوق يسمى (الخدمة العلاجية) ، وكان منحة من الله لي ، لأنني من خلاله قدمت خدمات طبية (علاج وفحوصات وأجهزة تعويضية وجراحات ،،،، وغيرها) لكثير من المرضى المحتاجين ، بل وكنت مسؤولا عن تصميم وبناء المستوصفات الخيرية والوحدات الصحية بالتنسيق مع وزارة الصحة بل وتجهيزها وافتتاحها والإشراف عليها ، وأصبحت مشهورا فى العمل العام الخدمي الطبي من الأقصر حتى الإسكندرية ، وكانت الإتصالات لاتنقطع يوميا للتنسيق معي من مكاتب وزراء ، ومحافظين ، ووكلاء وزارة ، وصحف ومجلات ، وقنوات تليفزيونية ، للتنسيق فى الإفتتاحات أوالحصول على سبق صحفي 

... ورغم كل هذا لم أكن شهيرا لهذا الحد كالممثلين أوأبطال الرياضة ، لكني حصلت على قسط متواضع من الشهرة يسمح لي بان يرحبوا بي في بعض الأماكن التي يرتبط بها عملي 

... وبعد كل هذا النشاط خطر لي على سبيل النظرة المستقبلية ، أن أستقيل من العمل بالسفارة ، وأعود إلى أهلي وأحبابى وزملائي وجيرانى ، وأمارس مهنتى كطبيب ، وأفتح عيادتي الخاصة وازيح عنها غبار سنوات الإهمال ، وأحمل سماعتي الطبية واستعمل دفتر الروشتات الملقى فى درج المكتب منذ عشر سنوات يستجير من الوحدة ، وكذلك أخرج جهاز تخطيط القلب من كرتونته ، وارسلت الإعلان بالإفتتاح إلى المجلات الإلكترونية والمواقع ، وامتلأت الجدران باللافتات ، ووجدت ترحابا كبيرا منقطع النظير ، واستكمالا للخدمة الطبية التحقت بالعمل في التأمين الصحي تحقيقا للحكمة (إن فاتك الميري إتمرغ في ترابه) 

... وهنا ظهرت المعضلة والصراع مابين شهرتي فى المجتمع من خلال عيادتي الخاصة ، ونظرة المرضى لطبيب التأمين ، فأساتذتنا رحمهم الله وسامحهم نجحوا في توجيه الفكر المجتمعي وترسيخ فكرة أن طبيب التأمين لايفقه شيئا (درجة رابعة) في مهنته ولكنه أستاذ في التحايل الإداري ببراعة ، ليمنح أحدهم إجازة مرضية ، وبالتالى كان المرضى يزورون الأطباء في عياداتهم الخاصة ، ثم يتوجهون للتأمين لصرف العلاج ، ولادور للطبيب ، لافي الفحص ، ولافى الوصف ، وبذلك تحول طبيب التأمين تلقائيا إلى أمين مخازن فقط 

... الطريف في القصة ، أننى فحصت مريضا فى عيادتي وفوجئت أن نفس المريض حضر فى عيادة التأمين لصرف العلاج وقد نسى (شكلى وملامحى) ، أعطانى روشتتى وطلب منى أن أصرفها له ، فقلت له (مداعبا) من صاحب الروشته؟! فقال أكيد أستاذك إسمه د/علوى كشفت عنده وكتب لي العلاج ده وعايز أصرفه

... ولابأس ولالوم فأنا في نظره طبيب تأمين أي (أمين مخازن) ، وكما يسمونه العامة (دكتور أجازات) 

... الممتع في الحوار أن المريض ، إقترح على (كطبيب تأمين درجة رابعة) في ثقافته أن أقرأ روشتتاتي لأتعلم الطب والعلاج ، وكيف يمكنني وصف العلاج وأنواع الأدوية !

... وكان فى حالة ذهول حينما أعلمته أننى أنا د/علوي صاحب الروشته ، وشعر بخجل شديد مع قليل من الإعتذار وختم لقاءه بجملة (لامؤاخذة يادكتور اللي مايعرفك يجهلك)

... هذا الموقف ذكرنى بقصة مشابهه لتشارلي شابلن

... كان تشارلي شابلن في ذروة شهرته ، لكنه كان مجهولا عند قليل من الناس لأنهم لايعرفون شكله من دون شاربه ، وبذلته السوداء الرثة ، وقبعته 

... كان يمشي ذات مرة ، وجد إعلانا عن مسابقة لتقليد شارلي شابلن 

... إشترك في المسابقة ودخل المكان ، ولبس ثياب شارلي شابلن التي قدموها له ، وجاءت النتيجة ، ليكتشف أن ترتيبه بين المتسابقين الخامس !

... عندما تكون مجهولا للبعض تصير الحياة أصعب !

... تحياتى ...



**علمتني الفلسفة** بقلم الكاتبة سلوى ادريسي والي

 **علمتني الفلسفة**


علمتني الفلسفة، أن لا خيار أمامي سوى العيش..

علمتني أن الوجود  يفهم من خلال الشك  وليس من خلال المراقبة

علمتني أن أقف مع الكون كله في خط مستقيم ،لا يوجد شيء أو شخص أو كائن أقل درجة ..

علمتني أن المادة لا تصنع السعادة والخلود ،لذلك سأتخلى عن حصتي من الجنة لأحدهم..

علمتني أن العشوائية أو النظام لا يؤثران بأي شكل من الأشكال على إبداع الصانع..

علمتني أن أختار دائما ألا أكون بالنسبة  لكل ماهو كائن 

علمتني أن الوعي ليس حكرا على الإنسان ،وإنما هو البذرة 

 التي تحرك كل الكائنات لتستمر في الوجود 

علمتني أن أستبدل جملة ديكارت " انا افكر إذا أنا موجود" ب "أنا موجود إذا أنا واعي" أو "الوجود موجود لأنه واع "

علمتني أن التفكير خارج الصندوق مجرد وهم ، الصناديق في كل مكان ،العقل يحب الإطار ،لذلك تجد كل مخ تحيط به جمجمة ..

علمتني أن التطور والموت هما الحقيقة الوحيدة التي يمكننا البدء منها لنتعلم ..

علمتني أنه لا يوجد شيء اسمه الأسئلة المحرمة ، بل يوجد فقط أسئلة لم نجد لها جوابا بعد..الحرام هو الجهل

علمتني أن داخل كل شيء ،الشيء وضده لذلك لا معنى أبدا لمعظلة الشر او الخيرية التامة ..

علمتني أن أبحث دائما من منطلق أنني جاهل ،وليس من منطلق أنني ابحث عن الحقيقة..


سلوى ادريسي والي

دور الأدب الواقعي العظيم في تثوير الواقع..والدفاع عن مشاعر الإنسان..وعن القيم الفاضلة للانسانية بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 دور الأدب الواقعي العظيم في تثوير الواقع..والدفاع عن مشاعر الإنسان..وعن القيم الفاضلة للانسانية


إنّ الوحدة القومية للأمّة العربية يدعمها تراث زاخر من القيم الروحية والأخلاقية،صيغت إبان إشراقات النهضة العربية،تلك القيم تشكّل رافدا روحيا تتوحّد في ظلّه الأمة العربية،فتراثنا الحضاري وأخلاقنا العربية وقيمنا العليا التي ورثناها عبر العصور،هي من أقوى الروافد للأمة العربية،وتشكّل في جوهرها مادة خصبة تصلح لأن تكون موضوع مادة دراسة يتناولها الأدب بأسلوب مستساغ ينبّّه فيه الميول لتلك القيم والمثل العليا،فصياغة مشاهد من حياة المجتمع العربي قديمه وحديثه،والتقاط حوادث مهمة من التاريخ وتقديمها بصيغة أدبية هادفة،تنقل بصورة لا شعورية الإحساس المشترك بوحدة التاريخ وتغذي الشعور الوحدوي،ذلك أنّ تاريخنا العربي حافل بالإبداع ومفعم بالإرهاصات الأولى لقوميتنا العربية وهو بالتالي معين لم يغرف منه الأدب مثلما نريد أو كما يجب أن يكون،ولعل ما استطاع أبو تمامأن ينقله للعرب جيلا بعد جيل من صور أدبية رائعة لقيم الشهامة والشجاعة والدفاع عن الوجود القومي في قصيدته عما فعله المعتصم في يوم عمورية يشكّل مثالا جيدا لما نروم الإشارة إليه في هذا المجال..

إنّ النّفس البشرية عند الأديب تتماهى مع الواقع لتصوغه في شكل تجليات تعكس ما يمور داخل الوجدان العام من أحاسيس ومشاعر،ولهذا كان الأدب سبّاقا في سبر أغوار الأمة وفهم تداعياتها في حالتي الإنتصار والإنكسار بما من شأنه أن يشخّص الهموم ويحدّد ملامح المستقبل المنظور ويرتقي بمشاعر الإنسان إلى مرتبة الوعي والتحدي،ولذا كانت الثورات مسبوقة بنهضة أدبية وفكرية تستبصر آفاق الطريق وتؤسس للإنعتاق والتحرّر وتسمو بطموحات الأمة إلى الغد المنشود،مثلما حدث في الثورة الفرنسية والثورة الروسية،فلقد كانت مثلا روسيا القيصرية بلدا متخلّفا لكنّه أنجب في القرن عمالقة الرواية والمسرح والقصة القصيرة في العالم:دوستويفسكي،تولستوي،تشيكوف،غوغول..اخترقوا حصار التخلّف ونجحوا في صياغة الواقع:جدلا حيا مع الماضي والحاضر والمستقبل إقرارا منهم بأنّ أحدا لا يملك الحقيقة المطلقة،وأنّ آراءنا جميعها ليست أكثر من اجتهادات نسبية مهما استحوذنا على أدق أدوات التحليل،وبهذا استطاعوا كوكبة واحدة:نقادا وأدباء..-رغم أسوار التخلّف العالية-أن يكونوا طليعة الثورة الثقافية الروسية قبل فلاديمير لينيين،وكان ذلك عطاؤهم الحضاري للعالم الجديد،بالرغم-أكرّر من مطبات الركود والتخلّف..

فلمَ لا يكون لأدبنا في ظل أوضاعنا العربية الراهنة،الدور الفعّال في تثوير الواقع طالما أننا في أمس الحاجة إلى سبر أغوار النفس البشرية،ووصف ما يمور في خباياها من عواطف وأفكار تجسّد علاقة الإنسان بالأرض والوطن ولنا في تاريخنا المثخن بالمواجع أمثلة غنية:فحياة اللاجئين الفلسطينيين وعواطفهم ومشاعرهم أثناء مغادرتهم قسرا لأرضهم أو أثناء عيشهم في الشتات،ثرية بالمادة التي تصلح للإبداع بما من شأنه أن يبلور تلك المشاعر وينقل تفاصيلها للمواطن العربي،وهذا يعني أن قضية الأرض والوطن يجب أن تكون من ضمن التيمات الأساسية في أدبنا الحديث كي يكون-هذا الأخير-صادقا ومؤديا للرسالة التي نرومها،ومن هنا يجوز القول أنّ للأدب دورا فعالا في تغيير معالم الحياة التي نعيشها من خلال إعتماد رؤية شاملة تستشرف آفاق المدى المنظور وتعتمد في مقاربتها للواقع:الكشف الجارح،التحريض العميق..وبالتالي فإنه يهيئ امكانية لعملية التغيير تفوق امكانيات وسائل التغيير الأخرى..فمن أبرز سمات عصرنا،وبخاصة في المنطقة العربية،هي المحاولات التي لا تتوقّف من أجل تدمير الإنسان،وإهانته،وإلغاء دوره،ونفيه ماديا إذا اقتضى الأمر،تضاف إلى ذلك حالات الإستيلاب الإجتماعي والفكري،في الوقت الذي تفيض فيه ثروات النفط لتطغى على المؤسسات المالية في الغرب،ولتشكّل بطريقة إنفاقها مثلا صارخا على الإنحطاط والتردي وكل ما يرد من أفكار سوداء يروّج لها خصومنا.فماذا يمكن أن نفعل إزاء هذا الكم الهائل من التحديات،وإزاء هذه الموجة الصارخة من اللاعقلانية التي تسود الواقع العربي في المرحلة الحالية؟

أليس من ضمن مهام الأدب المؤثر المساهمة في وضع حد لهذه التجاوزات التي تجري بشكل صارخ في طول الوطن العربي وعرضه؟!

ألم يكن الإرتباط العاطفي والقومي الحميم بين الثورة والجماهير هو الذي شدّ في البداية قطاعات عريضة من النّاس لشعر محمود درويش وسميح القاسم ومعين بسيسو ومظفر النواب..وهو نفسه الأمر الذي تكرّر في الحرب اللبنانية،حيث انعكس هذا الإرتباط في شعرشوقي بازيغ وغيره..

ألم يتمكّن الراحل نزار قباني بشعره من تحرير مساحات لا بأس بها من أرض الوجدان العربي المحتل بالأمية والخوف والقهر،وهناك كثيرون غير نزار،ولكنه الأكثر شعبية..

أليس بإمكان أدبنا المعاصر واعتمادا على المناخ الذي أفرزته الإنتفاضة صياغة معادلة جديدة،من شأنها منع الإنغلاق أو التسيب،وتحديد الصيغ والعلاقات بين ما هو خاص وقطري،وما هو عام وقومي،وكيف يجب التصرّف في هذه الحالة أو تلك !.

وفي الأخير،هل قُدِّر لنا نحن أبناء الخيبات المتراكمة أن نعيش مرحلة أخرى تتسم بالإنكفاء على الذات والإستبطان العميق دون أن-نراجع-الأسس المشكّلة لمنظومة القيم والمبادئ العربية ودون أن ندرك:أي العناصر في الثقافة العربية تتسم بالأصالة ؟ وما الذي يحتويه التراث العربي الإسلامي من دروس وعبر قد تصلح للحاضر ويمكن توظيفها في شكل إشراقات إبداعية تنفض عنا غبار الإنكسارات وتؤسس لغد مشرق في المدى المنظور!؟

إننا من خلال هذه الأسئلة نروم استجلاء أفق جديد لأدب جديد يدرك الحاضر ويتشكّل به،لكنّه يرى المستقبل ويعمل على تشكيله،ذلك أن دور الفرد في الأدب يضاهي دوره في التاريخ: فبمقدار ما يعي الفرد الظرف التاريخي ويتجاوب مع منحاه يكون ممثلا ومحصلة لمجمل الظروف الإجتماعية.ولذلك،فبمقدار ما يعي الكاتب واقعه،أي ظرفه الإجتماعي،يكون محصلة لهذه الظروف،في الوقت نفسه معبّرا عنها،وممثّلا لها في الحقل الثقافي،يساهم في حركتها مثلما ساهمت هي-الظروف-في إيجاده.”فالأدب الواقعي العظيم منذ هوميروسو مرورا بشكسبير وبلزاك وغوته ومكسيم غوركي.وعبر مساره،كان يضع في أولويات توجهه الدفاع عن مشاعر الإنسان،وعن القيم الفاضلة للإنسانية،وذلك عن طريق تعرية الواقع وفضح الجوانب الظالمة،وإدانة قواه الغاشمة في هجمتها الشرسة والرعناء لتحطيم البناء الداخلي السامي للإنسان..“

ما أريد أن أقول:

أردت القول أنّ الأدب الجيّد هو الذي يكون في جوهره رافدا لدعم صمود القومية وحساسية الإنتماء وضمانا اتوجه المجتمع العربي نحو التحرّر والإنعتاق،فالذائقة الفنية للمتلقي العربي نزّاعة إلى التطوّر وتجاوز النموذج التراثي وهي بالتالي تستعجل الوصول إلى المحمول الدلالي والتأثر الجمالي لأسباب لها علاقة وطيدة بطبيعة المرحلة السياسية إن على المستوى القطري أو على المستوى العربي،لذا فإنّ الأدب في منحاه-الواقعي-عليه أن يتحدى الأمر الواقع ويصارع تيار الهزيمة ويتجاوز واقعها المستمر والمستجد،دون أن يكون“أدب“ النصر الشعاري،بل أدب الجدل المثمر بين الهزيمة والمقاومة،لا يكتفي بالإدانة والهتاف لثورة حتى النصر،بل يتوغّل في أدغال الهزيمة وشعيراتها الدقيقة وجذورها الدفينة،يعري انعكاساتها على الفرد والجماعة والوطن والعقيدة تعرية قاسية،ويكشف لنور الشمس كل الخطايا والحقائق الخافية تحت أدران من الأراجيف والإفتراءات،وبذلك يقابل التحدي التاريخي بإستجابة تاريخية ويصبح في حلبة صراع الأقدار في المنطقة،البطل الإيجابي للمرحلة بمدها وجزرها معا:لنقرأ لأحمد فؤاد نججم”اصحي يا مصر “و“ايران“وغيرهما..نجد هذا الشاعر الذي يكتب بالعامية المصرية-خارج قاعات الفنادق الفاخرة-ينجح في تحويل كلماته إلى فعل وانفعال بحركة النّاس العاديين البسطاء ورؤاهم،طموحاتهم واحباطاتهم،أحلامهم وأشواقهم،ويصبح شعره خروجا من أسوار الذات الفردية ودخولا ما في دائرة-الوجدان العام-دون أن يكون انفصالا بين الذات والمجموع،بل نوعا من التقارب وأحيانا الإلتحام وفي أغلب الأحيان الحوار مع النفس والجماهير والثورة أو القلق الإجتماعي الدافق،وبذلك أمسى جزءا لا ينفصل عن تيار الثورة القومية وطابعها الإجتماعي المتقدّم..لنقرأ لمظفر النواب نجد هذا الشاعر المهموم بقضايا أمته في نخاع العظم يجسّد في أشعاره هموم الشارع العربي ويلتحم بكلماته بالوجدان العام للشعب ويتمكّن من توظيف المعجم السياسي للشعر في ارتباط وثيق بقضية الثورة العربية،وفي المقدمة منها المقاومة الفلسطينية منطلقا من أغوار الذات ودهاليزها السرية إلى معروضات الحياة وشواهدها الظاهرة الحية.وبذلك استطاع أن يحرّر أجزاء واسعة من الوجدان العربي،خلقا وتذوقا،من الرواسب الثقيلة الوطأة في تراث المديح والهجاء والفخر والرثاء..

وإذن؟

هل يكون الأمر إذا مبالغة منّي إذا قلت أنّ الأدب في تجلياته المشرقة،عليه أن يكون أدب الرؤيا المضادة لجيل الهزيمة،الرؤيا التي تصوغ معادلة لا إنفصام فيها،تتلاءم مع الديمقراطية والتحرّر الوطني من ناحية والتحرير الإجتماعي من الناحية الأخرى،وتغدو بالتالي الإستيعاب التاريخي لتداعيات هذه الأمة،ذلك بعد أن أصبح الإنسان العربي يعيش لحظة كونية موسومة بكل ما يناقض الكلمة وينقضها في ظل عالم يشي بفساد الضمائر وسقوط القيم الجمالية بفعل سطوة-القاهر-ولهذا فهو يحمل في وجدانه هموم القومية وانكساراتها،واهتزاز الهوية واهترائها،وفقد تبعا لذلك،ومنذ مسيرة الثورة المضادة عام 79(معاهدة كامب ديفييد) المكونات الأساسية لشخصيته القومية الجمعية وهو الثأر واباء الضيم،إلا أنّه لم ينفصل قط عن تصعيد الدعوة الراديكالية لتغيير اجتماعي جذري،ولم ينفصل لحظة عن البحث الدامي الدؤوب عن الديمقراطية والإنفتاح والتطور..

فهل يُحقّ لنا في الأخير أن نتساءل: هل للأدب دور حاسم في تفعيل الوعي القومي ؟

والسؤال في الأغلب هو نصف الجواب..


محمد المحسن



القلب موطنهُ بقلم محمد يوسف الصلوي

 القلب موطنهُ

--------------------

القلب موطنهُ والعين ترعاهُ 

ونشوة الحبِ تسكر من محياهُ


هز الغرام بقلبي عند طلعتهِ

حتى أبحرت في سماء روحي شراعاهُ 


أنا الغريب الذي بالهجر أغرقني

وأحر قلباه ذكري ليس ينساهُ 


لقد ركبتِ براق البين وأبتعدت

روحي وهذا لهيب القلب ينعاهُ 


ضاقت بخارطتي الأزمان وأحتضنت 

روحي المأسي تغازل طيف ذكراهُ


تدنو لتشربَ منهُ الحور طامعةََ

بعض المحاسن من أفياء خداهُ 


آذا تكلم كان العزف همستهُ 

لحنُُ يداعبُ بالأنغام معناهُ 


رمى فؤادي بسهم الحب خلفني

صبُُ أعيشُ جنوني ضمن أسراهُ 


كان الربيعُ على خديهِ مضطجعاََ

والسحرُ يقطرُ من أطراف عيناهُ 


أنا الغريبُ بلا ماوى بلا وطنِِ

أنا اليتيمُ أعيش القهر لولاهُ 


قلتُ الممات بسيف الهجر يذبحني

أوأه من شدة الأهات أوأه


بقلمي محمد يوسف الصلوي


كيف كنا وكيف صرنا بقلم زهير زين الدين

 كيف كنا وكيف صرنا 

...

كنا متل طفلة وطفل صغير

ودربنا بالحب مفروشة حرير

وبلحظة متلها بعد ما صار

صارت الأخطاء كتيرة كتير

وأخطاءنا صاروا علينا كتار

ونحنا رفضنا نقبل التفسير

والحب فينا بذاتو احتار

والجهل صار بسرعة يسير

حتى وصلنا لنهاية المشوار

وحط النهاية سوء بالتفكير

ومشوار العمر صار صغير 

يا ريت ... يا ريت بقينا صغار

...

زهير زين الدين 

12/4/2024



فات القطار بقلم* أسامة صبحي ناشي

 (((   فات القطار )))*


لن ينال مني تراجع أو إنهيار  ....

سأحيط نفسي بكل الدفاعات  ....

سأبني بيني وبينك جسور وأسوار  ....

لن تزول مملكتي بغيابك  ....

سأظل أنا حاكمها وصاحب القرار  ....

دوما كنت وسأظل مهاجم ومقاتل  ....

لم أغادر الميدان يوم ولم ألوذ بالفرار  ....

وحتي إن كنت عزيزة وغالية  ....

فسأعتبرك إنتهيت وقضيت  ....

فالموت شيء مفروض  ....

لا يملك فيه أحد أي إختيار  ....

كم ضحيت في تلك الدنيا  ....

وكم فقدت فيها ونسيت  ....

من كان أعز علي منك  ....

من كان في السماء نجوم  ....

وفي الصباح شموس ..

 وفي الليال أقمار  ....

سأتمتع بطول الليل  ....

وبظلمتة إن كنت أنت النهار  ....

قضيتي بقسوة علي كل ما لديك عندي  ....

فلم أعد أحفر أسمك علي جزوع الأشجار  ....

ولم أعد أتمتم بك في صمتي ووحدتي  ....

ولم أعد أرسم وجهك علي كل جدار  ....

ولم أعد ذاك المراهق الذي  .....

كم إنتظرك تحت الشرفات  ....

ولأجل إبتسامتك ....

 عبر الحواجز وتسلق الأسوار  ....

ليتني فهمت وقد داهمني الفؤاد  ....

بألف تحذير وألف إنذار  ....

وهو الذي جعل من غرفة متحف  ....

يجمع فيه أثارك و مقتنياتك  ....

وجعل من شراينة معرض ومزار  ....

أنا الذي نثرت بذور نصف عمري  ....

وقضيت نصفة ألتمس الثمار  ....

ونسجت بكل قطرة من دمي  ....

ثوب حرير لمن عشقت  ....

وبقيت ألتحف الفضاء في الجوار  ....

وإمتلكت دفوع وأدلة إدانة  ....

لكني رفضت لوم حبيب  .....

فقمت منسحب صامت  ....

رافض للتفاوض  ....

تارك طاولة الحوار  ....

ومازلت محتفظ لك بقيمة  ....

لا أدري أكانت حق أم زيف  ...

عليها القلب ينفطر ويزود ويغار  ....

فأنا وقلبي متهمين بشأنك  ....

والجريمة ثابتة ولا يفيد الإنكار  ....

فكلانا صنعنا وهم وجسدناة فيك  ....

وخلعنا عليك كل جميل وقيم ورائع  ....

و نسجنا بلاد من الأوهام والأسرار  ...

وكنا رغم جدارتنا لك خاضعين  .....

كما عجوز متمسك بحورية  ....

يظن أنه رخيص فاتة القطار  .....

وكم واجهنا فيك عسرة و كبوة  ....

لكن الفؤاد هواك ولم يرضي بعودة  ....

وأبي إلا المواصلة والإستمرار  ....

والأن أجلس أنا وهو وحيدين  ....

نلتمس منك صوت ونتسمع الأخبار  ....

وكل يوم نكتب فيك قصيدة  ....

ونبدل المفهوم ونغير الشعار  ....

ويأت طيفك كغارات سلاح الجو  ...

يلقي بالقذائف فيهدم ويدمر  ....

حتي صارت النفس مهجورة  ....

تنتظر مساعدات وإعادة إعمار  ....

وكفي عتاب ولوم علي الفؤاد  ....

فقد أضر به الهجر وطول الإنتظار  ....


أسامة صبحي ناشي



ليل السهر بقلم د. غانم ع الخوري ..

 .        ليل السهر


ماذا لواتحداك ياليل السهر

حواء تزورني و تطرق بابي


لتكون خلّي ونديم الكاس 

بيدها تسكب خمرا تانشربِ/ي


شرب الطاس بيخمر الراس 

قاصد خليها تزيد و تتعب/ي


غمز باللمز عرفتك يانسناس

أنت غلاة الروح ياحب قلبي


أنا نسيت الماضي ع أساس

قاصد إرجع  بحضنها  ارتبي


ناوي ت انهل جرار الإحساس 

اعمل طفل وعم  يحبي حبي


بلهفة الأشواق وحر الأنفاس

يتبدل الحال وارتقي مرتبة/ي


 د. غانم ع الخوري ..


احرار غزة بقلم د.بلغيتي علوي مصطفى

 احرار غزة

أهل العزة غزة،

الفائزة غزة،

الساكنة في القلوب غزة،

الشعب المحبوب غزة…

الصهيوني لن يتوب ياغزة،

يحصد الذنوب يا غزة

الكرامة مصونة ياغزة

الجنة مضمونة ياغزة

الاستقلال آتي بالجهاد يا غزة

ابتسمي كالمعتاد ياغزة

النصر اتي في الميعاد ياغزة

هللوا بفرحة العيد أهالي غزة

فرحوا لكل شهيد أبناء غزة

غدا عهد جديد لسكان غزة…. ا

المناضل يبعد الاستيطان عن غزة،

الفرحه اكيد لمواطني غزة

الفرج قريب يا ناصر غزة

الله يستجيب  لمن لهم العزة،

شهداء التعذيب احرار غزة…

د.بلغيتي علوي مصطفى الحقوق محفوظة 

13/04/2024


.. طلة جميلة بقلم الشاعر.. وائل مسلم ..

 .. طله جميله .. وائل مسلم .. 

 ايتها الجميله ذات العيون العسليه ، 

مالي ارائكي تعيشين في احلاما نرجسيه ، 

فاخلعي  عنك رداء احلامك الورديه ، 

وعيشي الحب حقيقه،

ومتعي نظري بطله جميله ،

ولمسه حنان سحريه ،

حتي اكتب  فيكي قصه حب ابديه ، 

وارسم وجهك الجميل وضفائرك المخمليه ،

واعلني للعالم عن رواية عشق مكتوبة بحروف ذهبيه ،

فمشاعر الحب في عينك فلا تجعلها خفيه ،

فعلاقتي بك ليست وقتيه ،

بل علاقه عشق وهيام انسجها في ابياتي الشعريه ،

الكلمة الشعرية..في ظل المد الثوري الخلاّق بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 الكلمة الشعرية..في ظل المد الثوري الخلاّق


“ليس بين الدّم..والدمع مسافة..هذه تونس التي تتحدّى..وهذا الوعي نقيض الخرافة.. ” (مظفر النواب. بتصرف).


كيف يمكن للغة أن تنجو من لغوها،وهي يحك بعضها بعضاَ، في محاولة يائسة للتعبير عما انطبع وينطبع في الذات من مشاعر وخواطر، يثيرها ويركض أمامها حدث الروح التونسي الأعظم: الثورة؟!

وبعيدا عن التجريد المشخصن الذي آلت إليه كلمة “الثورة” وعن تصدرها قائمة أسهم الخطاب في بورصة العجز العربي الثرثار، بل بعيدا حتى عما تفجّره من تداعيات معنوية وحلمية، أجدني أميل إلى العودة إلى التجسيد، إلى القبض على الشيء والمعنى بالحواس المتأتئة، قبل أن تقتنصهما التسمية، وتحبسهما في أقفاصها الرنانة.

وما كنت لأجرؤ على مجازفة كهذه، لولا أنني كنت على الأرض التي انتفض لحمها البشري في السابع عشر من شهر ديسمبر/كانون الأول 2010، فشاهدت وشهدت، وإن كانت مشاهدة لم تخرج من حيز الشهود –أسفا – إلى فضاء الإستشهاد!

ثمة سؤال أبله يدور في خلدي، قد يصلح ليكون بداية،وإن كانت فجة، للملامسة المقصودة هنا: لماذا يجب على الشعراء (وأزعم أني واحد منهم) أن يكتبوا شعرا أو نثرا، عن الثورة؟!

هو سؤال أبله كما ترون، ولكنه، ككل أبله، يلح في طلب إجابة شافية، وككل أبله لن ترضيه الإجابات المخاتلة، أو تلك المبنية على الركون إلى البدهيات والأعراف.

والوجوب المفترض عن الشعراء – أو المفروض عليهم! – هو إما نابع من ضمير الشاعر نفسه، من ضيقه بما احتشد في وجدانه من مشاعر وانفعالات صاخبة، لن تهدأ حتى يخرجها كلمات على الورق، أو أنه نابع من إحساس الشاعر بواجبه في التعبير عن مشاعر وانفعالات الآخرين ممن حرموا القدرة على الكتابة، وفي كلتا الحالتين يراد منه أن يكون اسهاما في الفعل الذي جرى على الأرض – الثورة.

وكأني بالشاعر ما يزال يعتبر نفسه، ويعتبره الآخرون، صوت أمته، وضميرها الحي، الحامل لهمومها وأفراحها وآلامها، المعدّد لمناقبها، الممجّد لإنتصاراتها، الرائي لقتلاها، الشاتم لأعدائها. وربما هو كذلك، أو كان كذلك، في جاهلية انقضت (أو هكذا حسبناها !)، قبل أن تخرج الأمور عن مجرد نزاعات قبلية بالسيف والرمح عن مرعى وكلأ، وقبل أن تتعقّد العلوم والإختصاصات، فيتولى آخرون فيما بينهم تلك المهام التي كانت منوطة بلسان الشاعر وفصاحته، وأعني بهم علماء الإجتماع وعلماء السياسة وعلماء الإقتصاد وعلماء التاريخ وعلماء الحرب وعلماء النفس وعلماء الإعلام، حتى علماء الكلام!

لكن الناس ينتظرون من الشاعر،الشاعر وحده،أن يقول ويكتب! وهو في داخله يحس أنها مهمته هو، دون غيره! وكأنه راسخ في وهمه أنّ حركة التاريخ، وسيرورة الواقع، ورياح التغيير مرهونة بما سيسيل به قلمه على لوح الأقدار المكشوف، هذه المرة، لا المحفوظ! وكأننا ما نزال ننظر إلى وجودنا نظرة شاعرية، تستبدل الحركة والفعل الناتجين عن الدرس والتحليل والرصد الموضوعي، بانثيالات عاطفية، وتهويمات مدغدغة، وبلاغات لفظية، لا تعمل على تحويل الدم إلى حبر فحسب، بل أيضا على تحويل الشهادة إلى رمز، والألم البشري إلى مجاز، والفجائع اليومية إلى استعارات..!

والسؤال الأبله السابق يلد أسئلة أخرى ليست أقل بلاهة: هل تعد قصائد الشعراء وكتابات الكتّاب وخطابات الخطباء مشاركة في الثورة، أم أنها ليست سوى تعويض مرض عن العجز عن المشاركة الحقيقية فيها؟

وبسؤال مغاير أقول: هل من شأن هذه الكتابات أن تسهم في التأسيس للديموقراطية، الحرية والعدالة الإجتماعية،أم أنّ جدواها تقتصر على تحرير ضمير كاتبها من وطأة الإحساس باللانفع، وإراحة ضمائر متلقيه من الرهق الذين يرين عليها، بسبب ما تعانيه من شلل شامل؟!

وحين يستعمل أحدهم لغته لتصوير رمية حجر أو نظرة غضب أو مصرع شاب أو نواح أم.. هل يكون في روعه أنّ صوره أصدق وأبلغ وأبعد أثرا من صورة الحقيقة التي رآها عيانا، أو عبر ما بثته أجهزة الإعلام إبان المد الثوري الخلاّق؟!

وهل في ظن أحدهم أنّ أولئك البسطاء الواقعيين،ولا أقول الأسطوريين،الذين ثاروا على القهر، الظلم والظلام،قرؤوا قصائده،أو فهموها،أو اتخذوا من تكاثرها وتراكمها ذخيرة لهم في مواصلة نضالهم، وهم الذين ما انتظروها حين أشعلوا الثورة التونسية الخالدة واشتعلوا بها؟!

وإذا كانت هذه القصائد موجهة إلى بقية الشعب والجماهير والحكّام العرب وصنّاع القرار، أن”تنبهوا واستفيقوا أيها…” فلماذا لم تصل رسالتها بعد، على الرغم من تلال القصائد المتلّلة، التي تكرّر الفحوى ذاتها دون هوادة، بالألفاظ ذاتها دون هوادة، عبر خمس سنوات من عمر الثورة التونسية.. وأقل بقليل من عمر ما يسمى “بالربيع العربي”؟!

أما إذا كان يراد من هذه القصائد والكتابات أن تكون أعمالا فنية جمالية، تسعى، بأدوات دقيقة ومحترفة، إلى استلهام الحدث لتخليده، وجعله عبرة وراقة وجدانية أصيلة، تنفعل بها وتتعلّم منها الأجيال القادمة، فلعمري ألا تكفي قصيدة جيدة واحدة، أو بضع قصائد لتلبية هذا المطمح؟

أجل، إنها أسئلة بلهاء، لا أظنها ترد على خاطر كثير من الشعراء وغيرهم من ممتهني الحرف، وهم يحاولون صياغة تجليات الثورة في قصيدة شعرية ترقى إلى حجم الحدث؟

ولعل هذه أن تكون إحدى شؤون الثورة التونسية وغاياتها،أن تكشف فنيا بلاهتنا،وتفضح ادعاءاتنا وأكاذيبنا على صفحة مرآة صدقها الجارحة،وتثير فينا شهية،الثورة،بدورنا،على ما تواتر واستتب حتى أصبح أعرافا وتقاليد، وتحرّك فينا ما أسن من أفكار وأساليب، علها تتنفّس هواءها الطازج.


محمد المحسن



حين يكون جوهر المعركة الثقافية مع إسرائيل..النصر الكامل أو الهزيمة الكاملة..الوجود أو الانقراض لأحد الطرفين.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

حين يكون جوهر المعركة الثقافية مع إسرائيل..النصر الكامل أو  الهزيمة الكاملة..الوجود أو  الانقراض لأحد الطرفين..


قد لا أجانب الصواب إذا قلت أنّ ما دعاه-السادات-بالحاجز النفسي الذي توهّم أنّه يستطيع تحطيمه بزيارته المضادة للتاريخ،هو تعبير صحيح عن حالة”الرفض العقلي والوجداني” لقيام الدولة الصهيونية..لذلك لا حظ المؤرخون لكل الحروب العربية الإسرائيلية،أنّه بالرغم من الإنتصارات التي أحرزها عدوّنا،فإنّ”غصّة في القلب”كانت تشوب هذه الإنتصارات،نتيجة الرفض العربي من داخل الداخل،للتعايش المقهور مع هذا الكيان الغريب.وليس انتظار غولدا مائير* و موشي دايان** لصوت الهاتف القادم من القاهرة عام 1967 بعد الهزيمة،إلا انتظارا لإنكسار هذا الرفض..فقد كانوا يعلمون أنّ جمال عبد الناصر ليس حاكما عربيا،بل هو صوت ذلك الرفض الداخلي العميق في النفس العربية.وبالرغم من الهزيمة،لم يصل صوت عبد الناصر-عبر الهاتف-إلى آذان مائير ودايان.

بعد عشر سنوات،في العام 1977،ذهب حاكم مصر شخصيا في حركة مباغتة ضد التاريخ،ليسمع صوته لملايين الصهاينة في “إسرائيل”والعالم.وبالرغم من “النصر المغدور”عام 1973 فقد أدرك الإسرائيليون قبل غيرهم أنّ صوت السادات ليس هو الصوت الذي كانوا ينتظرونه على الهاتف عام 1967 ،ليس هو الصوت العربي ولا هو ضمير مصر.

لذلك كانت معركتهم الحقيقية قد بدأت،بمعاهدة الصلح المنفرد،ولم تنته.وهي المعركة التي اتخذت لها إسما رمزيا هو “تطبيع العلاقات”وفي مقدمتها العلاقات الثقافية.والذين راقبوا مسيرة التطبيع بين النظامين المصري والصهيوني خلال تلك السنوات لاحظوا بغير عناء أنّ الجبهة الفكرية والأدبية والفنية،هي الجبهة المشتعلة،في مصر بين الصهاينة والمصريين.فرغم الحرص الإسرائيلي التقليدي على الغزو الإقتصادي والسيطرة العسكرية والتدخّل السياسي،فإنّهم يولون”الثقافة”اهتمامهم الرئيسي والأوّل.ذلك أنّهم يرون-عن حق-أنّ الإنتصار في هذه المعركة هو الإنتصار الحقيقي والحاسم،فالقبول العقلي والوجداني بوجودهم،هو المقدمة الأولى لأي قبول آخر.هو أيضا الإنقلاب التاريخي الأوّل منذ الفتح العربي لمصر.

وقد لاحظ المراقبون أيضا على مسيرة التطبيع،أنّ -الحاكم-قد بذل غاية الجهد: في “الإعلام”لدرجة حذف الآيات القرآنية التي تمس اليهود،في “التربية”لدرجة وضع إسم “إسرائيل”بدلا من فلسطين في خرائط الجغرافيا العربية،ولدرجة حذف حقائق الصراع من كتب التاريخ العربي.في”الثقافة”لدرجة ترجمة مذكرات دايان ومائير وبن غوريون وايبان إلى العربية واصدارها بأسعار زهيدة بإعتبارها كتبا:”أدبية”ولدرجة استقبال”كبار”أدباء النظام من الحكيم إلى نجيب محفوظ للسفير الإسرائيلي في القاهرة.

ولكن الإسرائيليين أدركوا أكثر من غيرهم أنّ ذاك القبول هو قبول”الحاكم”لا قبول الصوت الذي انتظروه منذ تأسيس الكيان،والذي لم ينقله الهاتف إلى آذانهم في هزيمة 1967..لقد رصدوا التفاصيل الصغيرة في الحياة اليومية للمصريين،وشعروا في العمق بأنّ “لا” كبيرة كانت تستتر تحت الألسنة وخلف الشفاه الصامتة.لقد رصدوا الأعمال الأدبية والفنية للمنتجين الحقيقيين في الثقافة المصرية،لأدباء مصر غير المتقاعدين،لمثقفيها غير الموظفين،فإذا بذاك الإنتاج كلّه وأصحابه يقولون:لا.لا.لا.واستخلصوا من نبرة الصوت الصامت وايقاع الصمت الصارخ أنّهم مرفوضون،لازالوا مرفوضين،وسيبقى الرفض،هو الصوت الحقيقي لشعب مصر..حتى ينتصروا في معركة الثقافة،معركة العقل و القلب والإرادة والضمير.

هذه المقاومة في مصر هي ذاتها في كل قطر عربي منذ هزيمتنا العسكرية الأولى.ولكنّها مقاومة الفطرة العنيدة في مواجهةالشعور بخطر الإبادة،ومقاومة الوعي الصلب في مواجهة الإحساس بخطر الإنقراض.ولأنّنا أمّة غائرة الجذور الحضارية رغم آيات التخلّف التي تغمرنا،فإنّ الإبادة التي نستشعرها هي الإبادة الحضارية،والإنقراض الذي يؤرقنا هو الإنقراض الحضاري.

إنّ أحدا لا يستطيع أن يتهم تاريخنا بالتعصّب،واليهود بالذات لا يستطيعون الزعم بأنّهم عانوا بيننا طيلة القرون التي عاشوها في صفوفنا كمواطنين.ربما يكونون قد ابتلوا بإضطهادات مارسها الأجنبي عنا في حكمه لبلادنا،كما اضطهد غيرهم من مسيحيين ومسلمين.ولكنّهم لم يعرفوا اضطهادا خاصا بهم من جانب العرب،لا لأنّ العرب لهم طبيعة عرقية ضد التعصّب،بل لأنّ أفكارهم

الدينية الكبرى تخلو من العنصرية،فليس هناك”شعب مختار”في الإسلام أو المسيحية.

أما اليهود في ظل كيان صهيوني مقتطع من أرض عربية وعلى حساب شعب كامل هو الشعب العربي الفلسطيني،فإنّهم لا يغتصبون أرضا فقط ولا يطردون شعبا من أرضه فحسب،بل هم يقدّمون”بديلا حضاريا كاملا”لهوية المنطقة بأسرها.

هذا البديل يتخذ من “أرض الميعاد”ركيزة للدولة،ومن بعض اليهود القادمين من كافة أنحاء العالم”شعبا مختارا”.ولكن هذه “الدولة”وذلك”الشعب”ليس أكثر من نقطة انطلاق”للبديل الحضاري الكامل”وهو الهوية الصهيونية بأيديولوجيتها العنصرية.

هذا البديل،في الشرق الأوسط،لا يتوقف عند حدود الإجلاء والإستيطان والتوسّع العسكري،بل يعني أوّلا وأخيرا”سحق الهوية الحضارية العربية”وتسويد الهوية الصهيونية العنصرية..فالإسرائيليون لا يستهدفون من “التطبيع″تعايشا،بل يرومون انتصارا مطلقا وسيادة كاملة.

وهو الإنتصار الذي لا يتطلّب في المائة سنة القادمة أن يكون هناك حاكم اسرائيلي في الرياض أو الرباط،ولا أن يكون جيش “الدفاع″الإسرائيلي مرابطا في الجزائر أو الخرطوم..فهذا كلّه ممكن في ما بعد،أي بعد أن يكون”العقل الصهيوني”هو الحاكم السيد من المحيط إلى الخليج.بعد أن ينمحي شيء إسمه”العقل العربي”أو “الحضارة العربية” أو”الإرادة العربية”وتسود الهوية الحضارية البديلة.

في غير الشرق الأوسط، ربما تتخذ هذه الهوية أشكالا أخرى للسيادة،ولكن ما أقرب الشبه وما أبعده بين ما تمّ في أمريكا الشمالية،وما يراد انجازه في بلادنا.لذلك،فرغم أية ارتباطات اقتصادية أو عسكرية أو سياسية بين”اسرائيل”والولايات المتحدة،علينا أن نتذكّر دائما ذلك”الشبه”في مشروع ونشأة الدولتين.

المهاجرون الأوروبيون من اضطهاد”البروتستانتية”في أوروبا الكاثوليكية،هم غزاة أمريكا الشمالية التي لم تكن في أي وقت أرضا بلا شعب.كان المهاجرون متعددي الإنتماءات الوطنية الأصلية،وكان سكّان أمريكا من الهنود الحمر شعبا واحدا.وتوحّد المهاجرون تحت راية”البديل الحضاري الكامل”وانّهم الروّاد” لإكتشاف”العالم الجديد”البكر والمتخلّف.ودارت أبشع مذابح التاريخ البشري،بإسم “العنفوان”و”الهرب من الإضطهاد”و”الحضارة”وبالتدريج أصبح المهاجرون هم “البديل”المنتصر،وأضحوا هم الأمريكيين وغيرهم مجرّد”زنوج”.

هوية حضارية كاملة،حلّت مكان الهوية الأصلية،.وبمرور الزمن أصبح “الأمريكي الأسود”شاكرا لسيده الأبيض أنّه يسمح له بالبقاء”على قيد الحياة”ولو في أحياء بعيدة عن البيض،ولو في كنائس لا يدخلها البيض،ولو في مدارس لا يختلط فيها السود بالبيض.تحوّل الهنود الحمر في خاتمة المطاف إلى”فولكلور بشري”.

وقع ذلك في التاريخ،لا في الأحلام ولا في الكوابيس.ولم يعد أحد يذكره بسوء،بل العكس فالولايات المتحدة هي احدى أعظم الدول في التاريخ بأكمله..كما يكتبون.بل أصبحت المذابح والمجازر عنوانا كبيرا على”حق التقدم في هزيمة التخلّف”.وفي النادر ما يشير أحدهم إلى”العنصرية البيضاء في الولايات المتحدة”.

لقد استخدمت هذه العنصرية مكتشفات أوروبا في البارود والبخار والبندقية لتبيد على الملأ شعبا كاملا.ولكن قبل ذلك وأثناءه وبعده استخدمت الكتاب والصحيفة والبيانو واللوحة والتمثال والرقصة في تسويد”الهوية الحضارية البديلة”.ولا يهم بعد ثلاثة قرون ما إذا كان حاكم تكساس من السود،وحاكم كليفورنيا من البيض،فقد أصبح الأسود أكثر بياضا من البيض-ملكيا أكثر من الملك،نقول-حين أصبح مستعمرا حضاريا من الداخل،لا يهم بعدئذ أن يكون الأبيض هو السيد الإقتصادي والعسكري والسياسي،فهذه مجرّد نتيجة لسيادته..الثقافية.

طبعا،لسنا هنودا حمرا،ولن نكون.ولكن الإسرائيليين كالأمريكيين الأوائل،وأكثر.إنّهم قطعان من المهاجرين من أروبا مثلهم.وهم رأوا في فلسطين”عالما جديدا”ودعوها أرضا بلا شعب مثلهم.وهم قتلوا وذبحوا ولا يزالون،مثلهم.وهم”شعب مختار”لأرض موعودة،مثلهم.وهم يحملون”هوية حضارية بديلة”كالرسالة المقدسة مثلهم..هذه الرسالة لا تتوقّف بهم عندحدود احتلال الأرض،ومن الأرض لا تتوقّف عند حدود فلسطين.

إنّها الرسالة التي تدرك يقينا أنّها النقيض للوجود”الحضاري”العربي،نقيض”الهوية”الحضارية العربية،إنّها “البديل”المرشح لتحويل العرب جميعا إلى هنود حمر.

ولسنا هنودا حمرا،لألف سبب وسبب يشعر به ويحسّه المواطن العربي من طنجة إلى البصرة.هذا الشعور والإحساس يولّد الرفض الشعبي الفطري،عقلا ووجدانا،للغزو الفكري الصهيوني لمصر وغيرها.

ولكن الرفض الفطري شيء،والمقاومة الواعية بحجم التهديد والغزو شيء آخر.. الرفض الشعبي اللاشعوري شيء،والمقاومة المخططة الإستراتيجية أمر آخر.

ذلك أنّ الرفض يظلّ عملا سلبيا،تتضاعف سلبيته جيلا بعد جيل،بتنازلات الأنظمة العربية عن الأرض العربية وخذلانها للشعب الفلسطيني.

أما المقاومة الإستراتيجية فهي وحدها التي تعي أنّ المراد الصهيوني لا يعرف”الوسط”ولا التعايش،بل هو “البديل”لهويتنا الحضارية بمضمونها القومي.أي أنّ جوهر المعركة الثقافية مع “اسرائيل”هو النصر الكامل أو الهزيمة الكاملة.الوجود أو الإنقراض لأحد الطرفين.أما الأرض والإقتصاد و..و..فهي تفاصيل ونتائج المقدمة الأولى.. 


محمد المحسن



بحث في .. "قوةالشخصية " بقلم الباحث .. د .صالح وهبة

 بحث في .. "قوةالشخصية "


بقلم الباحث .. د .صالح وهبة 


عنوان البحث .. "روشتة ذهبية لتكون صاحب شخصية قوية"


الكلمات المفتاحية .. attractive…..sympathy ..

العقل والعاطفة …..of course ,I can .. ..الاهتمام .


مقدمة البحث..


عندما تفقد الثروة، لا يفقد شيء، وعندما تفقد الصحة يفقد شيء ما، وعندما تفقد الشخصية يفقد كل شىء .

شخصيتك ترجمة فورية لأفكارك ، سلوكك العقلي هو المفتاح الأكثر موثوقية لشخصيتك، صوتك العالي دليل ضعفك وتفاهتك ؛ لأن الأواني الفارغة هي التي تحدث صوتا،  فالمطر هو الذي ينبت الورد وليس الرعد….


تستطيع أن تتعرف على شخصية إنسان عما يقول  عن الآخرين وليس عما يقول الآخرون عنه ..

شخصيتك في .. "من تكون ؟ عندما لا يراك أحد" .

والمعالج النفسي الناجح هو الذي يهمه في المقام الأول شخصية المريض أكثر مما يهمه المرض الذي يحمله المريض. 


مظهرك الجميل وقوتك البدنية وشكلك ولبسك الأنيق ليس ترمومتر صادق أو مؤشر قوي لقياس قوة شخصيتك، فقد تكون النضارة ماركة والساعة ماركة والبنطلون ماركة والحذاء ماركة وشخصيتك تقليد .


بعد هذه المقدمة البسيطة سأطلق العنان لقلمي كي يسطر لكم روشتة ناجعة في تكوين شخصية قوية وهي «الحلم الوردي لكل إنسان على قيد الحياة» 

كتبت سطورها بحروف من ماء الذهب،  فتحكي لنا في بساطة شديدة عن تسعة محاور أساسية تدخل في بناء الشخصية القوية، واتشرف بعرضها ..

.

 الهدف من البحث ..

تحقيق الحلم في امتلاك شخصية قوية 


موضوع البحث ..

سنتناول بالتحليل 

المحاور  التسعة الأساسية التي تقوم عليها الشخصية القوية :


(١) الثقة بالنفس 


كونك تقلل من ذاتك وتشعر بالقلة سواء من ذاتك أو من المحيطين بك ودائما يراودك هذا الفكر "إنك لا تقدر"I can’t "  كل هذا يحرمك من النجاح 

وكما ذكرنا قوة الشخصية لا علاقة لها بالجمال ولا بالمال  فكثيرون يفتقرون الى الشكل والثراء والمظهر والجاه لكن ثقتهم بأنفسهم وصلتهم لأعلى المناصب والمراكز .


ثقتك بنفسك أقصر الطرق لنجاحك  واكتسابك شخصية قوية ومؤثرة .

صورتك الذاتيةعن نفسك هي التي تتحكم في كل حياتك، 

وفي هذا السياق تحضرني قصة الصحفية الشهيرة التي التحقت بجريدة وطلب منها كتابة مقال وهي لا تعرف خصائص كتابة المقالات، فلم تتزعزع وتذكرت وهي صغيرة الكلمات التي كانت ترددها وراء باباها وهي «of course I can» 


فكانت هذه الكلمات بمثابة  وقود يشعل بداخلها روح التحدي، ونجحت واشتهرت وأصبحت تحتل المراتب العليا في قوائم الصحفيات الشهيرات .


أنا شخصيا كنت قسم علمي ودراساتي الجامعية لا تمت للقسم الأدبي بصلة، ولكن دخلت عالم الصحافة «وأوحيت إلى نفسي بأن لا يوجد شي مستحيل» 

وفي أقل من سنتين بالتحديد تعلمت فنون الكتابة الصحفية وتميزت فيها 

وساعدني في ذلك تفوقي منذ الصغر في اللغة العربية والنحو والبلاغة  

بجانب تفوقي في الرياضيات التي ساعدتني في كتابة المقالات والأبحاث العلمية وعلمتني النظام والترتيب في الكتابة أيضا . 

واعذروني إن كنت تحدثت عن نفسي 

لأني لا أرغب في ذلك ولكن الموقف فرض نفسه لاننا نتحدث في هذا السياق.


وفي سياق متصل أتذكر قصة الفصل المهرج في مدرسة من مدارس الولايات المتحدة الأميركية لدرجة  أن المدرسين فشلوا في السيطرة عليه فقامت  المدرسة باستدعاء كبير الاخصائين النفسيين لهذا الفصل لإيجاد حل 


فاقترح عليهم أن يعلنوا  لجميع الفصول بوصول لجنة رفيعة المستوي ستأتي ومعها  امتحان  وستعطي جوائز قيمة للفصل الفائز  وفعلاً  أخبرت المدرسة كل الفصول بذلك 


و جاءت اللجنة ومعها الامتحان ثم غابت عدة أيام  وجاءت إلى المدرسة لإعلان نتيجة الفصل الفائز  وكانت المفاجأة هو الفصل المشاغب ولكن الحقيقية غير ذلك لكن هذه تمثيلية وخداع لهذا الفصل باعطائهم جرعة من الإيحاءات النفسية الإيجابية المشجعة 


وصدق هذا الفصل نفسه بأنه من المتميزين وزاد نشاطهم وعلقت المدرسة صورهم على ردهات المدرسة.

ولكن اللجنة قبل أن تغادر المدرسة وعدتهم بأنهم سياتون مرة أخرى لعمل امتحان آخر بمواصفات معينة لكل الفصول .


غابت  اللجنة ثم  جاءت بالامتحان في الوقت الذي تم تحديده وغابت عدة أيام وجاءت إلى المدرسة لإعلان النتيجة،

وكانت المفاجأة الكبري وهي فوز هذا الفصل المشاغب وكانت هذه المرة حقيقة ..


ويحضرني أيضا قصة العالم إديسون الذي أرسلت المدرسة لأمه خطاب يفيد بأن ابنها مستواه لا يليق أن يكون بالمدرسة ولكن الأم عكست الرسالة وقالت لابنها المدرسة تقول أن مستواك أعلى من أن تكون بالمدرسة 

ومشت وراء هذا العنوان وصدق اديسون هذا الكلام وأصبح عالم صاحب أكثر من ألف اختراع ومنهم المصباح الكهربائي.


إذن الايحاء الإيجابي حتى لو بالخداع قادر على صنع المعجزات .

هذا ما يفعله المحيطين بك من إيحاءات ايجابية وتعتبر مؤقتة،فما بالك لو هذه الإيحاءات ذاتية من داخلك وطبعا بصفة مستمرة اكيد النتيجة تكون أكثر فاعلية


 (٢) القدرة على الرد


قل "لا"عند الضرورة ، أكثر شيء يقلل من احترامك ويفقدك ثقتك بنفسك  إنك تكون متاح دائما ولا تستطيع أن تقول "لا" .

كثير من الناس يتسلقون على أكتافك ويستغلون إمكانياتك بسبب ذلك، ارفض الاستغلال والاستطياب ،هو  أن تكون طيب وتكسب الناس جميل لكن تصل لحد الاستغلال أمر مرفوض .


فكرة إنك تقول "لا" للمستغل يعلن قوة 

شخصيتك ويحررك من الرعب والخوف من إنك تقول لا ..

تقول مثلا  كلمة "لا" هتزعل الناس  مني !! وأنا لا أريد ذلك !


أقول لك العكس هو الذي يحدث ، عندما تكون شخصيتك قوية ، الناس تحبك وتحترم وجهة نظرك فأنت رفضت طلبه وليس شخصه والذي يحبك عندما تقول له "أيوه .. أيوه "  تأكد لا يحبك لشخصك لكن يحبك لأن مصالحه فيك .


أكيد ستسأل السؤال الذي يطرح نفسه وهو: 

كيف أقول" لا "دون أن يزعل مني أحد ؟

الإجابة : 

طبيعي كلمة" لا "تزعل ، لكن لو الشخص عاقل يكون شي طبيعي لكن لو مستغل سيكون زعله شديد وستستشعر ذلك منه  ومن ردة فعله وهذا يؤكد لك إنك كنت صح في كلمة" لا".


توجد طريقتان حتى لا تزعل آحد عندما تقول لا

(١) طريقة التعاطف (sympathy) وهي إنك ترمي له سؤال  استباقي مثل "ازاي متوقع أني أخدمك في طلبك هذا ؟

وهذا يحدث غالبا عندما يطلب منك مبلغ وأنت تعلم جيدا بأنه لا يرده !!   ، أو يطلب منك مشوار وأنت تعلم جيدا فيه ناس قريبة من مكانه ويسهل عليها المشوار .

(٢) تقول له كلمة آسف قبل كلمة لا  مثلا : آسف ما عنديش إمكانيات.

وبين (١) ، (٢)  اعط نفسك مساحة من التفكير «بين التعاطف وكلمة آسف» مثل سأرد عليك برسالة .

وهذا ليس منافي للذوق والأخلاق عندما تقول "لا"عندما لا تستطيع .

كونك تكون متاح ومستباح ومستطيب هذا يقلل من شخصيتك ويشعرك بالقلة والدونية .


 (٣) كن مبتسما ..


وليس المقصود أن الابتسامة تكون بصفة ديمومية، لكن المقصود أن يكون وجهك بشوش ومريح .


(٤) كن منصت جيد (good listener 


اعط مساحة للشخص الذي يتكلم ولا تقاطعه

"اسمع أكثر ماتتكلم وشجع الناس تتكلم .


(٥) الاهتمام


عندما يتحدث إليك شخص «بص في عينيه» بمعنى: اشعره بإنك مهتم به فلا تنظر إلى الساعة مثلًا أو تتصفح في الموبايل أو تنظر إلى السقف 

وذلك تقديراً واحتراماً له ، وكن خدوما مساعداً  للناس بحيث لا تكسر قاعدة "لا "التي تحدثنا عنها وحافظ على الأسرار وكن صاحب مباديء وأخلاق  ولا تعلي صوتك ولا تنفعل وتثور .


(٦) كن حازما 

كن حازما في قراراتك وادرس القرار  بعناية وادرس كل احتمالات الخطأ والصواب فيه ، الناس تحب الشخص صاحب القرار وليس المتردد المتذبذب كفشة في الماء تحركها الريح ،

لكن لا تأخذ القرار وأنت غاضب ولا تعطي وعوداً وأنت مبسوط فالفضيلة وسط بين إفراط وتفريط وكلاهما رذيلة .


(٧) لاتشحذ الاهتمام من أحد 


شخصيتك القوية تجبر الناس على تقديرك واحترامك فتجري الناس نحوك وتنجذب إليك وتهتم بك .

 كن على يقين "الاهتمام لا يطلب وإن طلب يقلل من شخصيتك " .


(٨) لا تقارن نفسك بأحد ..


من الخطأ الجسيم أنك تضع نفسك محل للمقارنة مع شخص آخر ، لأن أنت لك نقاط قوة غير موجودة فيه ولك نقاط ضعف غير موجودة فيه  وهو نفس الوضع  وفي النهاية الكمال لله وحده وستجد المحصلة صفر  .


 (٩) وازن بين العقل والعاطفة ..


للأسف العاطفة دائما تكون أسرع من استخدام العقل والمنطق  وتكون النتيجة غير مرضية، والإنسان الحكيم هو الذي يحدث توازن بين الإثنين . 


فمثلا عند ذهابك لشراء موبايل وكان هذا المحل به فصال، فأنت بمجرد أن تري الموبايل تنبهر به وتفخم فيه «كده وصلت رسالة لصاحب المحل إنك متمسك به» ، فيبدأ يرفع السعر 


لكن لو شغلت عقلك وتظهر له إنك «مش محتاجه له قوي» أكيد الوضع سيكون مختلف تماما .

لكن لو حسيت أن صاحب المحل غضب، عليك بتشغيل العاطفة وتحدث توازن بين الانبهار بالشىء والاحتياج له حتي تحقق ماتريد .


مثال آخر : 


تسرعت في اختيار شريكة حياتك وانبهرت بها (هذه هي العاطفة) 

وبعد فترة اكتشفت أنها غير مناسبة لك «هذا هو العقل»

تسرعك هذا سندفع ثمنه غاليا


لكن لو بعد فترة الانبهار مباشرة درست  أحوالها وشغلت عقلك كان هذا وفر عليك جهدا كبيرا 

بدل بعد ذلك تندب حظك وتلوم نفسك ويكون الوقت ليس في صالحك «it’s too late» .


يقول الحكيم : العقل رياضيات صعبة والعاطفة طفل ينبهر بلعبة، وعند تزاوج العقل مع العاطفة تكتمل الحكمة


 نتائج البحث..

بعد هذا العرض المستفيض توصلنا إلى:

(١)  كل العناصر التسعة السابقة هي جميعها المادة التي تتكون منها الشخصية القوية .


(٢) عزة النفس التي لا تصل للغرور هي المادة الحافظة للشخصية القوية .


(٣) تحمل الألم في اجتياز العقبات ومعالجتها والصبر عليها ومجاهدتها  كالأشجار العالية  الشامخة التي  تنبت بين شقوق الصخر  هي تاج عروس الشخصية القوية.


نصيحتي ..


لا تكن تابعا وكن صاحب قرار وعزيز النفس ولا تطلب الاهتمام  من أحد بل تجعل شخصيتك هي التي تجذب الانتباه والاهتمام..


انطلق واطلق العنان للإبداع وفكر خارج الصندوق وغرد خارج السرب ، لا تكن إمعي كن منفرداً  ومميزاً فلا تكون كاسفنجة تمتص دون تمييز وتخرج ما امتصصته دون إدراك..


اجعل لك تاريخ في هذه الحياة يخلد اسمك حتى لا تكن ميتا بين الأحياء .



إِغْضَب بقلم الكاتب سامي يعقوب . / فلسطين .

 الكِتَابَةُ بِأَبّجَديَةٍ ثُنَائِيِّةِ التَرقِيْم :


إِغْضَب .


أَولَادِي بَصَقُوا فِي وَجْهِي

و قَالوا عَنِّي مَا قَالوا

و بَالُوا فِي غُرفَةِ نَومِي

نَامُوا دَاخِلَ أَحْلَامِي

لِمَاذا لَم تَفْعَلُ شَيْئًا

لَمَّا غُيِّرَ أَمَامَكَ عُنْوَانَك

و ضَاعَ مَكَانَك

لَم تَفْعَل شَيْئًا يُرضِيْنَا

لَمَّا بَاعُوكَ أَسَامِيْنَا

و كَتَبُوا فَوقَ مَسَاجِدِنَا

تَصَهْيَنَ حُكَامُ الأُمَة

و تَصَهْيَنْتَ أَنْتَ كَمَا فَعَلُوا

لِمَاذَا لَم تَفْعَلُ شَيْئًا يُرضِيْنَا

لِمَاذَا تَرَكْتَ لَهُم وَطَنَك

مِن خَوفِكَ سَرَقُونَا عَن زَمَنِك

و زَرَعُوا فِي خَوفِكَ خَوفًا كَي تَنْسَى مَعْنَى أَوطَانَك

و لَا تُسْمِعْنَا كَلَامًا يُغْضِبُهُم

و تَنْسَى كَيْفَ سَنَتْلُوا مِن بَعْدِكَ قُرآنَك

سَاقُوكَ أَنْتَ و مَن نَامُوا قَطِيْعًا

أَفَلَا تَغْضَب كَي تُشْعِلَ فِيْنَا بُركَانَك

أَوَلَن تَغْضَبَ و تُغْضِبَ حُكَامَك

إِغْضَب كَي نُشْعِلَ فِيْهِم نِيْرَانَك

إِغْضَب كَي تَصْحُو فِيْنَا فَردًا و حُشُودًا

إِغْضَب لِنَعْرِفُكَ و تَعْرِفُنَا

و تَأخُذُنَا سَيْفَكَ و حِصَانَك

أَوَلَن تَغْضَب لِتَزْرَعَ فِيْنَا إِنْسَانَك

لِتَزْرَعَنَا حَرْفَ عُرُوبَتِنَا يَنْطِقُهُ لِسَانَك

أَلَا تَغْضَب

لِتَصْنَعَ مِن خَيْبَتِنَا عَرشًا سَيُقَاتِل خَوفَكَ

إِغْضَب 

فَالآنَ سَنَنْزَعُ مِن عَقْلِكَ نِسْيَانَك

سَتَتَذَكَرُ مَن أَنْسَاكَ و أَنْسَاكُم

مَن قَتَلَ فِي نَفْسِكَ إِخْوَانَك

أَيْقِظُنَا لِنَسْتَيْقِظُ جَمِيْعًا فُرسَانَك

أَيْقِظُنَا لِنُوقِظَ فِيْكَ عُرُوبَتُنَا

و تُوقِظَ فِيْنَا بُطُولَتُنَا مَا هَانَت يَومًا

تَقْتُلُ عَزِيْمَةُ أَفْرَاحِي هَزِيْمَةَ أَحْزَانِك

إِغْضَب عَلَى قَصَبِ هَيَاكِلِنَا

فَأَنَا و النَحْنُ جَمِيْعًا أَعْوَانَك

إِغْضَب لِنُقَاتِلُ سَيْفًا

و اعْرِف إِن كُنْتَ نَسِيْتَ و لَم تَعْرِف

لَا خَوفَ عَلَيْنَا أَيْدِيْنَا سُيُوفًا 

و لَا خَوفَ عَلَيْنَا لِنُقَاتِل

فَأَرْضُ ( فَلَسْطِيْنَ ) أَمَانٌ لِي

و أَرْضُ ( فَلَسْطِيْنَ ) أَمَانَك .


سامي يعقوب . / فلسطين .

* ناسْ .... وْ ناسْ * بقلم الشاعرة زهرة. الحواشي

 * ناسْ .... وْ ناسْ *

النَّاسْ ...وسْط النَّاسْ

و النَّاسْ بارْشا انْواعْ

بافْعالْها ... تنْقاسْ

موشْ لغْو عَا لاَسْماعْ


ثمَّه ناسْ ... مْلاحْ

يا سعْدْ منْ يعْرفْهمْ

مثْل الوردْ ...فوََّّاحْ

تتْمنَّى لوْ تقْطفْهمْ


وْ ثمَّه ناسْ ارْياحْ

يا ليتْ ما تعْرفْهمْ

في الوجْهْ زْيونْ سْماحْ

وْ في قْفاكْ يْبانْ قْرفْهم ْ...


ناس في عينِكْ رُوسْ

فِي الأبَّههْ ...رنَّانهْ

مثِّلتْها ... بشْموسْ

وْ هيَ ذْيولْ خَوَّانهْ


وْ ناسْ ... عزَّ النَّاسْ

متِّْواضْعه.. فِي رْزانهْ

في حضْرتكْ ... الْماسْ

وْ فيِ غِيبْتكْ صوَّانهْ


ناسْ بابكْ ... حْذا بابْهمْ

سيسَانْكم تِتْوالفْ

وْ كيفْ يتْلمُّو احْبابْهمْ

يْقولُو عْليكْ مْعارفْ


إذَا احْتاجُوكْ يتْفكّرُو

يْقولوُ ... فْلانْ يْدبِّرْ

وْ فِي دْلالْهمْ ما يْقصّرو

وْ صبْركْ عْليهمْ تُصْبرْ


وِاذا نْهار ْ...احْتجْتهمْ

وْ فكّرْت تمْنعْ بيهُمْ 

لا عادْ يَظْهرْ وجْههمْ

وْ لا بْقيتْ تسْمعْ بيهمْ


ناسْ طَبعْهمْ عَ الهمّهْ

وِينْ ما تْشبّْ تْصيبْهمْ

يتْفكّروكْ في اللَّمَّهْ

وْ نْصيبكْ مْع نْصِيبْهمْ


وْ ناسْ في خْوابيهمْ

في عْسولْهمْ و سْمنْهمْ

و ِاذا دخلتْ عْليهمْ 

يْغطُو عْليكْ صْحنْهمْ


ناسْ قلْت ... احْبابي 

وْصارحْتهمْ باسْراري

ثيَّقتْهم ... في غْيابي 

و أمَّنتْهمْ عا دارِي


عاشرْتْهمْ ... بالنِّيَّه 

وْ ساررْتهمْ في عرْضي

صبْحوا .... يذمُّو فياَّ 

وْ عايْروني بْمرْضي ... 

وْ ناسْ ... وْ ناسْ ... ...وْ ناسْ ... 

آه  يا ناسْ ...

زهرة. الحواشي

من •وشمات •



هي ذي الرغبات تمضي..وتسرج للشوق الأبدي افراسه الجامحات بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 هي ذي الرغبات تمضي..وتسرج للشوق الأبدي افراسه الجامحات


كنت في غربتي

                 أمزّق أشلاء صمتي..

وأرتق ما تبقى من الأمنيات

وأهيم على جثتي..

                    كأن لا يراني أحد

وكنت أرى الكلمات التي أورثتني

                عشق الرؤى..

                    والغرابة

تنأى..

وتدنو..

تعري الستائر

               كي تسكبَ ضوءها..

وتخرّب ضلع الخطايا

وكان القصيد

              يتجلى..

نورا وظلا..

كأن تضيء ظلال الغيوم..

                         المرايا

فينهمر الشوق..

    كما العاشقات اللواتي

يهيم الوَجد بهن..

ويوججن من غمرة العشق

                  جمرَ العشايا

وكنت أمضي..

كومضة إثر أخرى

                  والرغبات تمضي

وتسرج للشبق الأبدي

                  أفراسه الجامحات

وكنت في صمتك..

                 تعيدين الصلاةَ عني

عسى أن أعيدَ السؤال :

لمَ خذلتني القصيــــدة

لمَ العنادل تهجر أوكارها

               وتأوي بها الأحزان

بين أجنحة الرّيح

              وتكفّ عن الأغنيات..؟!

لكن العمر ضاع..

             سدى في الثنايا

وقد فاتني فرحي بالهديل

        يوم كان الحمام يغفو بحضني

ومازال قلبي

               يسقط الدمعَ على جثتي..

                يردّد حسرة في الدجى

                ويصلي..

عسى تتطهر الرّوح

                      من غربة الصحو

وتعيد للذاكرة

                       ألقَ..المفردات..


محمد المحسن