بحث في .. "قوةالشخصية "
بقلم الباحث .. د .صالح وهبة
عنوان البحث .. "روشتة ذهبية لتكون صاحب شخصية قوية"
الكلمات المفتاحية .. attractive…..sympathy ..
العقل والعاطفة …..of course ,I can .. ..الاهتمام .
مقدمة البحث..
عندما تفقد الثروة، لا يفقد شيء، وعندما تفقد الصحة يفقد شيء ما، وعندما تفقد الشخصية يفقد كل شىء .
شخصيتك ترجمة فورية لأفكارك ، سلوكك العقلي هو المفتاح الأكثر موثوقية لشخصيتك، صوتك العالي دليل ضعفك وتفاهتك ؛ لأن الأواني الفارغة هي التي تحدث صوتا، فالمطر هو الذي ينبت الورد وليس الرعد….
تستطيع أن تتعرف على شخصية إنسان عما يقول عن الآخرين وليس عما يقول الآخرون عنه ..
شخصيتك في .. "من تكون ؟ عندما لا يراك أحد" .
والمعالج النفسي الناجح هو الذي يهمه في المقام الأول شخصية المريض أكثر مما يهمه المرض الذي يحمله المريض.
مظهرك الجميل وقوتك البدنية وشكلك ولبسك الأنيق ليس ترمومتر صادق أو مؤشر قوي لقياس قوة شخصيتك، فقد تكون النضارة ماركة والساعة ماركة والبنطلون ماركة والحذاء ماركة وشخصيتك تقليد .
بعد هذه المقدمة البسيطة سأطلق العنان لقلمي كي يسطر لكم روشتة ناجعة في تكوين شخصية قوية وهي «الحلم الوردي لكل إنسان على قيد الحياة»
كتبت سطورها بحروف من ماء الذهب، فتحكي لنا في بساطة شديدة عن تسعة محاور أساسية تدخل في بناء الشخصية القوية، واتشرف بعرضها ..
.
الهدف من البحث ..
تحقيق الحلم في امتلاك شخصية قوية
موضوع البحث ..
سنتناول بالتحليل
المحاور التسعة الأساسية التي تقوم عليها الشخصية القوية :
(١) الثقة بالنفس
كونك تقلل من ذاتك وتشعر بالقلة سواء من ذاتك أو من المحيطين بك ودائما يراودك هذا الفكر "إنك لا تقدر"I can’t " كل هذا يحرمك من النجاح
وكما ذكرنا قوة الشخصية لا علاقة لها بالجمال ولا بالمال فكثيرون يفتقرون الى الشكل والثراء والمظهر والجاه لكن ثقتهم بأنفسهم وصلتهم لأعلى المناصب والمراكز .
ثقتك بنفسك أقصر الطرق لنجاحك واكتسابك شخصية قوية ومؤثرة .
صورتك الذاتيةعن نفسك هي التي تتحكم في كل حياتك،
وفي هذا السياق تحضرني قصة الصحفية الشهيرة التي التحقت بجريدة وطلب منها كتابة مقال وهي لا تعرف خصائص كتابة المقالات، فلم تتزعزع وتذكرت وهي صغيرة الكلمات التي كانت ترددها وراء باباها وهي «of course I can»
فكانت هذه الكلمات بمثابة وقود يشعل بداخلها روح التحدي، ونجحت واشتهرت وأصبحت تحتل المراتب العليا في قوائم الصحفيات الشهيرات .
أنا شخصيا كنت قسم علمي ودراساتي الجامعية لا تمت للقسم الأدبي بصلة، ولكن دخلت عالم الصحافة «وأوحيت إلى نفسي بأن لا يوجد شي مستحيل»
وفي أقل من سنتين بالتحديد تعلمت فنون الكتابة الصحفية وتميزت فيها
وساعدني في ذلك تفوقي منذ الصغر في اللغة العربية والنحو والبلاغة
بجانب تفوقي في الرياضيات التي ساعدتني في كتابة المقالات والأبحاث العلمية وعلمتني النظام والترتيب في الكتابة أيضا .
واعذروني إن كنت تحدثت عن نفسي
لأني لا أرغب في ذلك ولكن الموقف فرض نفسه لاننا نتحدث في هذا السياق.
وفي سياق متصل أتذكر قصة الفصل المهرج في مدرسة من مدارس الولايات المتحدة الأميركية لدرجة أن المدرسين فشلوا في السيطرة عليه فقامت المدرسة باستدعاء كبير الاخصائين النفسيين لهذا الفصل لإيجاد حل
فاقترح عليهم أن يعلنوا لجميع الفصول بوصول لجنة رفيعة المستوي ستأتي ومعها امتحان وستعطي جوائز قيمة للفصل الفائز وفعلاً أخبرت المدرسة كل الفصول بذلك
و جاءت اللجنة ومعها الامتحان ثم غابت عدة أيام وجاءت إلى المدرسة لإعلان نتيجة الفصل الفائز وكانت المفاجأة هو الفصل المشاغب ولكن الحقيقية غير ذلك لكن هذه تمثيلية وخداع لهذا الفصل باعطائهم جرعة من الإيحاءات النفسية الإيجابية المشجعة
وصدق هذا الفصل نفسه بأنه من المتميزين وزاد نشاطهم وعلقت المدرسة صورهم على ردهات المدرسة.
ولكن اللجنة قبل أن تغادر المدرسة وعدتهم بأنهم سياتون مرة أخرى لعمل امتحان آخر بمواصفات معينة لكل الفصول .
غابت اللجنة ثم جاءت بالامتحان في الوقت الذي تم تحديده وغابت عدة أيام وجاءت إلى المدرسة لإعلان النتيجة،
وكانت المفاجأة الكبري وهي فوز هذا الفصل المشاغب وكانت هذه المرة حقيقة ..
ويحضرني أيضا قصة العالم إديسون الذي أرسلت المدرسة لأمه خطاب يفيد بأن ابنها مستواه لا يليق أن يكون بالمدرسة ولكن الأم عكست الرسالة وقالت لابنها المدرسة تقول أن مستواك أعلى من أن تكون بالمدرسة
ومشت وراء هذا العنوان وصدق اديسون هذا الكلام وأصبح عالم صاحب أكثر من ألف اختراع ومنهم المصباح الكهربائي.
إذن الايحاء الإيجابي حتى لو بالخداع قادر على صنع المعجزات .
هذا ما يفعله المحيطين بك من إيحاءات ايجابية وتعتبر مؤقتة،فما بالك لو هذه الإيحاءات ذاتية من داخلك وطبعا بصفة مستمرة اكيد النتيجة تكون أكثر فاعلية
(٢) القدرة على الرد
قل "لا"عند الضرورة ، أكثر شيء يقلل من احترامك ويفقدك ثقتك بنفسك إنك تكون متاح دائما ولا تستطيع أن تقول "لا" .
كثير من الناس يتسلقون على أكتافك ويستغلون إمكانياتك بسبب ذلك، ارفض الاستغلال والاستطياب ،هو أن تكون طيب وتكسب الناس جميل لكن تصل لحد الاستغلال أمر مرفوض .
فكرة إنك تقول "لا" للمستغل يعلن قوة
شخصيتك ويحررك من الرعب والخوف من إنك تقول لا ..
تقول مثلا كلمة "لا" هتزعل الناس مني !! وأنا لا أريد ذلك !
أقول لك العكس هو الذي يحدث ، عندما تكون شخصيتك قوية ، الناس تحبك وتحترم وجهة نظرك فأنت رفضت طلبه وليس شخصه والذي يحبك عندما تقول له "أيوه .. أيوه " تأكد لا يحبك لشخصك لكن يحبك لأن مصالحه فيك .
أكيد ستسأل السؤال الذي يطرح نفسه وهو:
كيف أقول" لا "دون أن يزعل مني أحد ؟
الإجابة :
طبيعي كلمة" لا "تزعل ، لكن لو الشخص عاقل يكون شي طبيعي لكن لو مستغل سيكون زعله شديد وستستشعر ذلك منه ومن ردة فعله وهذا يؤكد لك إنك كنت صح في كلمة" لا".
توجد طريقتان حتى لا تزعل آحد عندما تقول لا
(١) طريقة التعاطف (sympathy) وهي إنك ترمي له سؤال استباقي مثل "ازاي متوقع أني أخدمك في طلبك هذا ؟
وهذا يحدث غالبا عندما يطلب منك مبلغ وأنت تعلم جيدا بأنه لا يرده !! ، أو يطلب منك مشوار وأنت تعلم جيدا فيه ناس قريبة من مكانه ويسهل عليها المشوار .
(٢) تقول له كلمة آسف قبل كلمة لا مثلا : آسف ما عنديش إمكانيات.
وبين (١) ، (٢) اعط نفسك مساحة من التفكير «بين التعاطف وكلمة آسف» مثل سأرد عليك برسالة .
وهذا ليس منافي للذوق والأخلاق عندما تقول "لا"عندما لا تستطيع .
كونك تكون متاح ومستباح ومستطيب هذا يقلل من شخصيتك ويشعرك بالقلة والدونية .
(٣) كن مبتسما ..
وليس المقصود أن الابتسامة تكون بصفة ديمومية، لكن المقصود أن يكون وجهك بشوش ومريح .
(٤) كن منصت جيد (good listener
اعط مساحة للشخص الذي يتكلم ولا تقاطعه
"اسمع أكثر ماتتكلم وشجع الناس تتكلم .
(٥) الاهتمام
عندما يتحدث إليك شخص «بص في عينيه» بمعنى: اشعره بإنك مهتم به فلا تنظر إلى الساعة مثلًا أو تتصفح في الموبايل أو تنظر إلى السقف
وذلك تقديراً واحتراماً له ، وكن خدوما مساعداً للناس بحيث لا تكسر قاعدة "لا "التي تحدثنا عنها وحافظ على الأسرار وكن صاحب مباديء وأخلاق ولا تعلي صوتك ولا تنفعل وتثور .
(٦) كن حازما
كن حازما في قراراتك وادرس القرار بعناية وادرس كل احتمالات الخطأ والصواب فيه ، الناس تحب الشخص صاحب القرار وليس المتردد المتذبذب كفشة في الماء تحركها الريح ،
لكن لا تأخذ القرار وأنت غاضب ولا تعطي وعوداً وأنت مبسوط فالفضيلة وسط بين إفراط وتفريط وكلاهما رذيلة .
(٧) لاتشحذ الاهتمام من أحد
شخصيتك القوية تجبر الناس على تقديرك واحترامك فتجري الناس نحوك وتنجذب إليك وتهتم بك .
كن على يقين "الاهتمام لا يطلب وإن طلب يقلل من شخصيتك " .
(٨) لا تقارن نفسك بأحد ..
من الخطأ الجسيم أنك تضع نفسك محل للمقارنة مع شخص آخر ، لأن أنت لك نقاط قوة غير موجودة فيه ولك نقاط ضعف غير موجودة فيه وهو نفس الوضع وفي النهاية الكمال لله وحده وستجد المحصلة صفر .
(٩) وازن بين العقل والعاطفة ..
للأسف العاطفة دائما تكون أسرع من استخدام العقل والمنطق وتكون النتيجة غير مرضية، والإنسان الحكيم هو الذي يحدث توازن بين الإثنين .
فمثلا عند ذهابك لشراء موبايل وكان هذا المحل به فصال، فأنت بمجرد أن تري الموبايل تنبهر به وتفخم فيه «كده وصلت رسالة لصاحب المحل إنك متمسك به» ، فيبدأ يرفع السعر
لكن لو شغلت عقلك وتظهر له إنك «مش محتاجه له قوي» أكيد الوضع سيكون مختلف تماما .
لكن لو حسيت أن صاحب المحل غضب، عليك بتشغيل العاطفة وتحدث توازن بين الانبهار بالشىء والاحتياج له حتي تحقق ماتريد .
مثال آخر :
تسرعت في اختيار شريكة حياتك وانبهرت بها (هذه هي العاطفة)
وبعد فترة اكتشفت أنها غير مناسبة لك «هذا هو العقل»
تسرعك هذا سندفع ثمنه غاليا
لكن لو بعد فترة الانبهار مباشرة درست أحوالها وشغلت عقلك كان هذا وفر عليك جهدا كبيرا
بدل بعد ذلك تندب حظك وتلوم نفسك ويكون الوقت ليس في صالحك «it’s too late» .
يقول الحكيم : العقل رياضيات صعبة والعاطفة طفل ينبهر بلعبة، وعند تزاوج العقل مع العاطفة تكتمل الحكمة
نتائج البحث..
بعد هذا العرض المستفيض توصلنا إلى:
(١) كل العناصر التسعة السابقة هي جميعها المادة التي تتكون منها الشخصية القوية .
(٢) عزة النفس التي لا تصل للغرور هي المادة الحافظة للشخصية القوية .
(٣) تحمل الألم في اجتياز العقبات ومعالجتها والصبر عليها ومجاهدتها كالأشجار العالية الشامخة التي تنبت بين شقوق الصخر هي تاج عروس الشخصية القوية.
نصيحتي ..
لا تكن تابعا وكن صاحب قرار وعزيز النفس ولا تطلب الاهتمام من أحد بل تجعل شخصيتك هي التي تجذب الانتباه والاهتمام..
انطلق واطلق العنان للإبداع وفكر خارج الصندوق وغرد خارج السرب ، لا تكن إمعي كن منفرداً ومميزاً فلا تكون كاسفنجة تمتص دون تمييز وتخرج ما امتصصته دون إدراك..
اجعل لك تاريخ في هذه الحياة يخلد اسمك حتى لا تكن ميتا بين الأحياء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق