سَلَبَت فُؤادي :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَتاةٌ بالحِمى سَلَبَت فُؤادي ...
وما شَكوايَ إلّا مِن سُعادِ
أبيتُ اللَّيلَ قُربَ الحَيِّ أشكو ...
فما خَرْطُ القَتادِ يُنالُ سَهلًا ...
ووَخزُ الشَّوكِ في كَفِّ الأيادي
وجُنحُ اللَّيلِ يَسكُنُ في ضُلوعي ...
وقد أمسي وأصبِحُ في رُقادي
وقَلبي في الظَّلامِ يُدِرُّ صَبرًا ...
وصَبرُهُ وافِرٌ وبلا نَفادِ
وصَبرُ القَلبِ قِنديلٌ بزَيتٍ ...
كمِثلِ النَّجمِ مَرفوعِ العِمادِ
ولَفحُ الجَمرِ يَملأُ صَدري ...
ودَخنٌ قد أحاطَهُ بالسَّوادِ
وصَدري كالبِناءِ وفيهِ نارٌ ...
ونارُ الحُبِّ دَومًا في اتِّقادِ
وما للنَّارِ دُخَّانٌ يُعالي ...
وقَلبي دونَ حَرقٍ كالرَّمادِ
وأغفو حينَ أتعَبُ في اللَّيالي ...
قَليلًا ثُمَّ أصحو دونَ زادي
ولي في الحَيِّ بَعضٌ مِن شُهودي ...
على صِدقي وصَبري في سُهادي
غَديرُ الماءِ يَجري في السَّواقي ...
وصَخرُ الأرضِ يُدلي بالجَمادِ
وضوءُ البَدرِ يَشهَدُ في الأعالي ...
بأنَّ الفِعلَ مَسلوبُ الرُّقادي
فَلَيسَ الحُبُّ مِثلَ المالِ سَلبًا ...
ولَيسَ الحُكمُ قَطعًا للأيادي
ولَيسَ السَّلبُ كُلُّهُ مِن حَرامٍ ...
فبَعضُ السَّلبِ حِلٌّ في الوِدادِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد جعيجع من الجزائر ـ 02 جانفي 2024م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق