الثلاثاء، 23 أبريل 2024

. القدر الرابع بقلم الأديب رضا الحسيني

 . القدر الرابع ... رواية / رضا الحسيني

.. ( غلطة هناء ) ( 11 )
وهكذا مرت جُملة هناء على خير أخيرا وعادت ضحكاتنا تملا المكان كعادتنا ، فنحن حين نجتمع تجتمع معنا كل ضحكات الحياة ، وخلال رحلة حياتنا معا نحن الأربع لم تحدث يوما ما مشكلة بيننا والحمدلله ، لذلك انتقلت العلاقة الجميلة التي بيننا إلى روح الأولاد كلهم ، كان من يراهم معا في أي مكان يعتقد يقينا أنهم إخوة ، لم تحدث أبدا ذات يوم أي مشكلة بين أي اثنين منهم ، كان فقط الهزار والممازحات التي تهدف للضحك وفقط ، هذه الروح لم يكن الأولاد يجدونها مع أولاد أقاربهم ، فالخيط الذي يربط بيننا نحن الأربعة استطعنا أن نجعله دائما يربط بين الأولاد الثمانية
( أعياد الميلاد )
وحتى لا يفوتنا احتفال أي منا بعيد ميلاد أحد الأولاد اتفقنا على أن نقيم حفلا واحدا لعيد ميلاد أولاد كل واحدة من صديقاتي الثلاث ، وأن يكون الحفل ببيتي دائما، وهكذا كنا نحتفل كلنا ثلاث مرات كل عام وكانت الطريقة التي نظمنا بها هذه الاحتفالات مبتكرة وعادلة ، ففي كل عام يكون حفل عيد الميلاد للأسرة الواحدة بحسب شهر ميلاد واحد من أولادها بحيث لايتعارض مع عيد ميلاد أحد أولاد الأسرتين الأخرتين ، وبالتالي فكل واحد من الأولاد نحتفل بعيد ميلاده هو كل عامين أو ثلاثة أو أربعة أعوام بحسب عدد إخوته ، وبالنهاية هي ثلاث حفلات عيد ميلاد فقط كل عام ، ولم يمر أبدا عيد ميلاد واحد بدون مفاجأة نُدبرها معا أنا وصديقاتي
كل شيء يجعل من علاقاتنا بالقوة والمتانة لم نتردد أبدا في تنفيذه ، وكنا نفعل ذلك بمنتهى السعادة ، نحن وأزواجنا والأولاد ، فاستطعنا أن نصنع لحياتنا نوعا مميزا من الجمال ، وهذا خلق بين الأولاد الكثير من المحبة والتقارب ، ولم أعرف أحببت مَن مِن الأولاد أكثر، ولا مَن مِنهم أحبني أكثر ، كان احتضاني لهم جميعا يزلزلني ويأخذني لأجمل المشاعر ، وكان بيتي يضيء بشموع قلوبهم حين يحتويهم مثل حضني
_ خالتو جميلة
_ نعم يازياد ياحبيب خالتو جميلة
_ يعني أنا حبيبك ياخالتو ولا أشرف ابن خالتو هناء مثلا ؟
_ بص يا حبيبي ، قلب خالتو جميلة جواه موجود ركن لكل واحد فيكم ، ومفيش ركن أكبر من غيره
_ يعني مكاني جوه قلبك قد مكانهم كلهم صح ياخالتو ؟
_ صح ياحبيب خالتو
_ طب بتحسي مين فينا كلنا بيحبك أكتر ياخالتو ؟
_ يعني عارف أهو إنكم كلكم بتحبوني ؟
_ طبعا ياخالتو ، ده احنا بنجيلك زي مابنكون بنطير من الفرحة
_ لالا انت كده تديني حُضن كبير أوي ، إيه الولد الجميل ده !
كان كلام زياد ابن شريفة معي يمنحني الشعور الذي لا يستطيع أي كلام وصفه ، ينسف بمنتهى السهولة كل أحاسيسي الصعبة التي تنتابني وأنا وحدي ببيتي أُقلِّب في ألبوم صوري ، فالأطفال يملكون قلوبا لا تعرف الكذب ولا النفاق ، وقلوبهم مثل الزهور لا تعرف أبدا إخفاء عطرها
انتظروا غدا متابعة القدر الرابع





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق