من بنو القسّام سرايا القدس.
بنو القسّام هم خير الأنام
و هم في الرّوع فرسان الصّدام
و هم أوجاع أفئدة الأعادي
كسمّ في الشّراب و في الطّعام
و هم رعب بأنفسهم مريع
يقلّبها على مثل السّهام
فما في صحوهم يلقون أمنا
و لا فوق المضاجع في المنام
كذلك ما سرايا القدس إلاّ
حماة الحقّ و الحرم الحرام
على الأعداء هم ويل طويل
به يسقون من كأس الحِمام
فهم موت بأيدي الموت يأتي
إلى الأعداء في سجف الظلام
و في وضح النّهار و لا يبالي
بوجه واضح أو في لثام
فهم و الموت من نفس السّجايا
حِمام يرتدي زيّ الحِمام
أبابيل تغير على الأعادي
بسجّيل كأقباس الضّرام
بيوم الرّوع هم و معًا أجابوا
و كانوا النّور في حَلكِ الظّلام
رجال هم أسود من أسود
جبال هم ، و هم غيث الغمام
كأنّهم الصّحابة فرط تقوى
و عزّةِ أنفسٍ و علوّ هامِ
و أنفسهم تكاد تكون كونا
من الأنوار يسمو كلَّ سام
بأرواح إلى الجنّات تهفو
و تسعى للشّهادة في الختام
تَبارَكَ من حماهُم في حِماهم
و آخاهم مع الموت الزّؤام
و سلّطهم على الأعداء داء
و رعبا في القلوب و في العظام
و آتاهم كرامات لتبقى
شواهد أنّهم خير الأنام
هم الأرزاء تعصف بالأعادي
و تلقمهم أمرّ من السّمام
فدام الله يصحبهم بأيد
و تأييد على مرّ الدّوام
و مكّنهم و كاد لهم بكيد
يذلّ عدوّهم ذلّ الرّغام
بشير العبيدي...تونس
بشير العبيدي..تونس
سرايا القدس
و حرمة مكّة البلد الحرام
و حرمة سيّد الرّسل الكرام
و طيبة و البقيع و كلّ مغنى
هنالك في ذرا أعلى مقام
و حقّ القدس تاريخا و مجدا
و عنوان العظائم و العظام
بما أقسمت، أقسم من جديد
على أنّي المتيّم بالغرام
بغزّة من بها الدّنيا تغنّت
و كلّ الكون حيّا في احترام
لها وجّهت وجهي في حياء
لألقاها و قد عرضت أمامي
بدت كالشّمس في مغنى و معنى
جمالا في كمال في تمام
تردّ الطّرف هيبتها كليلا
فلا يقوى اللّسان على الكلام
و غزّة لم تزل من يوم كانت
منارا قام في قلب الظّلام
و سيفا صارما في الحقّ صلتا
من الأعداء يشرب و هو ظام
بنو صهيون هم صرعى ضُباه
بفلق الهام أو كسر العظام
و ما في الأرض من برّ و بحر
كغزّة للسّيادة و الذّمام
لقد جاز المدى شرقا و غربا
صداها في العلا بين الأنام
ألم يرفع بها الإسلام رأسا
كما قد كان في زمن الكرام ؟
أتى الأعداء ينوون انتقاما
فردّوا قد لقوا شرّ انهزام
و قد وسمت معاطسهم بذلّ
و باؤوا بالهزيمة في الصّدام
طغوا طغيان جبّارين كِبرا
وهم من قبل أعداء السّلام
بما أوتوا أتوا و عتوا و عاثوا
و لم يبقوا لشيء من قوام
فما في الأرض مثلهمُ عدوّ
لأهل الأرض من كلّ الأنام
يصبّ الحقد في الأرجاء صبّا
و يدخل كلّ شيء في القتام
و ظلّ معربدا ظلما و عدوا
على الأطفال و الحُرَم الحِرام
مروّعة جرائمه بغزّى
بظلم و اعتداء و انتقام
طغى طغيان أهل الشّر قِدما
فكان جزاؤهم سوء الختام
عليهم ما يزال اللّعن يترى
إلى يوم القيامة و القيام.
كذلك يا بني صهيون أنتم
قريبا تقلبون على السّخام
ستلقون التي أدهى و أنكى
و إنّ الله حقّا ذو انتقام
ألا فاصلوا جحيم بني حماس
و ذوقوا بأس فرسان الصّدام
بنو القسّام جاؤوكم بردّ
كما تسطو الصّقور على الحمام
فذوقوا يا بني الخنزير ذوقوا
عذاب الخزي حتّى في المنام
بنو القسّام كالأشباح تأتي
و لو من بين أطباق الرّكام
فتفتك بالعدا فتكا ذريعا
كفتك الأسد فتكا بالنّعام
فهم موت لهم لا بدّ منه
و هل يبقي الأكول على طعام
و حيّا الله أجناد المغازي
بني القسّام فرسان الصّدام
و حيّا الله هاتيك السّرايا
سرايا القدس سادات الأنام
بشير العبيدي..تونس
..الشاعر بشير العبيدي ..تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق