* تسابيح التباريح *
"""""""""""""""""""""""""
يادموعي لاتحولي بيني وبينه
فهو القاطنُ من القلب للشِغَاف
أحببتُه ومآقي تفاصيلي تُعاني
تهفو نَواظرُنَا وقلبانا يحلمُ بالزفاف
على حوافِّ الكأس تتراقصُ رشفاتُنا
والشوقُ باللذة يستطيبُ الشِفَاف
خِلعاً من ربيع لعُمرينا ارتقبناه
ترياقا لبغيض هَدْرٍ .. سُمُّه زُعاف
يادموعي لاتحولي بيني وبينه
فالحُلم للدهر .. يشكو الغياب
ذاك قلبي اصطلاه الوجدُ يَتَنَّهد
تَفُّتُ في أواصر نِياطه سِياطُ العذاب
ذاك قلبي أضناه نَحيبُ التلهف
تتلاطم أمواجُه؛ فيمخرُ العَتبُ العُبَاب
مبعوثُ تَيمِك إليَّ سِفرُ أُرَتِّلُه
أُزَمِّلُه أُُدَثِّرُه طَويته أَروقةَ الكِتَابِ
يادموعي لاتحولي بيني وبينه
فالثواني ساعاتُ في الليالي الطِّوال
سَكَنْتُ القصيدََ بيتاً أبثُّه شجني
بوحي أمسيةٍ خِلتها الفجرَ المُحال
للعُصفور إلفٌ على الأفنان يُناغيه
لغة يُعمِّدُها الطَرَبُ لها الغُصن مال
نعم إنها الحُظوظُ ياقَدرُ تُقَسَّمُ
ولتعلم أنها كما الحروب سجال
يادموعي لاتحولي بيني وبينه
السُنون أثخنتها ليت.. لاعزاء للجراح
هل صَافَحْتَ البُشْرى يوماً؟!
مات الغريبُ فينا دون رقصةٍ للنُواح
أو مَازَحتَ العهدَ عمداً قسراً ؟!
فتَطايرتْ أسبابُ السِّرِ المُباح
سألتك عني والخُبر لديك مَكْفُولُ
حديثُ مُطَّولُ له الصُبح لاح
يادموعي لاتحولي بيني وبينه
بالشُرود ضاق مُقامي وعَزَّ اللقاء
طَرَقتُ الدربَ باباً ألف مرة
أُنسِي قلبي الهَمَّ عزاء الغُربَاء
وسفيني تأبى الخنوع خلف الظلال
تبحر لا يثنيها عبث السفهاء
ما بال دولتي في الحب تثور !
تشجب تدين بأجراس أحداق الرقباء
يادموعي لاتحولي بيني وبينه
تعانقت يدانا؛ فأيقن الظِّلُ لافِكَاك
عناق توحَدَّتْ فيه الزفراتُ صعوداً
وتعالت في النبض الضحكات لاسِواك
أنا منك والكون مني لاسؤال لاجواب
كُلُّ المَدائِنِ تَطوافُ ظِّلَّانَا مُبْتغاي مُبتغَاك
تعاقبت الليالي وتدانت الأرجاء محفلا
وإصرار للبقاء قربانه لاتفارق يدي يداك
يادموعي لاتحولي بيني وبينه
هل تخيلت يوماً تلتقط صُورةً للشوقِ؟!
هل زاحمتك اللهفة وسافر حِيالها اللُّبُ؟
أم تاقت لك ياتوأم الروح رِبقةُ التَّوقِ
مَنْ قال أن العِنَاقَ يُؤطره اللقاءُ!!
آية العشق رهافة لازيف للذوق
حينها يسكن الخافق يهدهده الاحتواء
أبجديته إيمان لابَون بين تحت وفوق
يادموعي لاتحولي بيني وبينه
مآلي إليه..نَحِ العَذابَ عنِّي
الضوء حين يُولِّي النواظرَ شطره
يُجيب النبضُ.. سأقول لك إني
على حَيد التَصَاريفِ.. يدلف الصبرُ
يُعوسجُه التَشتّتُ ولسانُ حُزنِه يُغَنِّي
برغمك أيها المَارقُ بوريدي لن أزيد
على العهد سرنا فيه لن يخيب ظني
يادموعي لاتحولي بيني وبينه
ما لي أرى نبضا يبكي عليه أسفا ؟!
لله در الحكمة إن أصابت زُهدا
أو مالت دلالا أغصان طويتها أزفا
الذكرى وطن نسكنه ودماء الشوق
للبِلَى تنثالُ قطراتُه الولهى زفرا
إليَّ بعراجين النبض أُعَوِّذُها
ووتِينُ للنبض أُحَصِّنُه يمقتُ الصَلَفَ
يادموعي لاتحولي بيني وبينه
لا الذنب ذنبه ولا الحُظوظ تُلام
كفكفي الأوجاعَ عنه.. كَفَاه
ما صان ياحِبَّه من مِقَةٍ تُرام
لي من هيئته مايبوح بعطرينا
يُساق إلينا التَشَوقُّ سَوقَ مُستهام
قصائد يقرضها الصمت وعيون الصَّب
مقروءة ترجمان حالها للوجد سهام.
يادموعي لاتحولي بيني وبينه
مَركبنا التَّمَنِي وحنين لُبِّه مُسْتَطار
شِراع وحدته حديثُ مع الريح
يناجي نجم سريرته ضوء للفنار
تهدهد الشجوى تسابيح التباريح
بوحي فجر للحائرين مستشار
ورسول للبشرى يحيي التفاصيل
للقلوب رسل سلام وللعاشقين مزار.
بقلم/إكرام عمارة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق