* حين يتأبّد المساء
لأنّ الذّكرياتِ ،على وضوحها
لا تعيد لي المشهد مكتملا
نابضا ...
كما ينبض الآن قلبي --
تَراني ، أعتبر ...
ولا أعتكف في محرابها
بذات الخشوع المقدّس في حضرة حلمي
لأنّ لي في ذاك الغراب مثلا
تَراني أواري في ذي الصّدر
وذي الفؤاد ، وجعي
لعلّ الأنين يتوارى خجلا من صبري
وتعلّق قصّتي على غصن نجمة
ساطعة تزاحم الأفلاك
لأنّي سمعت همس الحمام
لأغصان الزّياتين
أن باركوا ما لذّ من فاكهة الدّهشة
وما أينع من حزن في حناجر
الحساسين ...
تراني أبحر في وريدي
انبش عمّا لم يخطر ببال اللّغة من
أدعية ميامين
لأنّ الدّيك ما عاد يؤذّن
وقد أمست المدائن خرابا
تراني أكتفي بالشّعر شاهدا
وأستشرف موطئ قدم
هناك ...هناك على القمم
لأنّي ممّن يعظّمون شعائر السّفر إلى الذّات ...
وممّن ينشدون ما تقدّس من مواعيد
تراني أشهد تجمّع النّوارس على شواطئ النّبض ...
لأنّني أدرك جدوى الوقوف والتّوقّف
عند تفاصيل تحرّش الصّبر برعشة
الآهات ...
تراني أنصب خيمتي
أنتظر اللّيل ...
حتّى إذا ما دُقّت دفوف الرّجاء
وعلت مزامير الغناء
اِشتعلت القريحة
وانهمرت القصائد
وتأبّد المساء ...
••••••••••••••روضة بوسليمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق