لمّا قررت الغابة الرحيل، توضّأت بسرعة ولفّت شعرها الأشعث، ثم انتعلت تربتها وحزمت جذورها وأمرت جذوعها بالإقلاع.
لمّا استفاق الأمير ونهض إلى شرفته ككل صباح،
اندهش لِما رأى:
ما هذا الخواء؟!
كانت الشمس قريبة جدا جدا،
وكانت الريح تولول في كل الأرجاء
وكان ظل الأمير يرف وحيدا دون سواه.
صفّق الأمير وصاح:
أين الظلال؟ أين الأشجار؟
أين الورود؟ أين الأزهار؟
أين الغزلان؟ أين الأطيار؟
لم يسمعه أحد
أعاد التصفيق وأعاد النداء
لم يجبه سوى الصدى
فرك عينيه ليرى من بعيد
ذلك الطفل الذي كانه ذات هدوء
وصديقته الجميلة التي كانت تقضم كل تفاحة ترميها إليها الغابة حين اشتهاء...
مدّ يديه مبتسما وقال:
أشتهي تفاحة حمراء أيتها الغابة الفيحاء
فردّ الصدى:
انزع عنك ذاك الرداء
وعد إلى حلمك
عساك تدرك غابتك قبل الرحيل...
أحلام بن حورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق