الاثنين، 15 أبريل 2024

وحشٌ تَجَنّى .. بقلم الشاعرة رفا الأشعل

 وحشٌ تَجَنّى ..


دَجَا سحابٌ على آفاقنا .. جمدا 

وبالمآسي رمانا الدّهر ما اقتصدا


أبكي على وطنٍ تجتاحهُ فِتَنٌ 

مجدٌ بناهُ أسودُ الأمسِ قَدْ فُقِدَا


مرّتْ رِياحٌ على قَوْمِي تُبَعْثِرُهُمْ

ساقَ الزّمَانُ علينَا الحُزْنَ والكَمَدَا


وحْشٌ تجنّى على قومي وينْهَشُهُمْ

على فلسطينَ صبّ الهمّ والنّكَدَا


فاهتزَتِ الأرضُ منْ ظُلْمٍ لهُ رَجفَتْ

لمّا رَأتْهُ لكلّ الشرّ قَدْ حَشَدَا


والبُومُ هبّ يغيثُ الوحشَ يَرْفدُهُ

معًا على غزّةٍ صبّوا شُواظَ ردَى


يا معشَرَ العربِ أصلتْ غَزّة حمَمٌ

دُكّتْ سقوفُ المباني .. أصبحتْ بدَدَا


واليّوم غَزّة تدمي القلب صرخَتُهَا

يبكي اليتامى أبًا والوالدُ الولَدَا


يقاومُ الرّيحَ والأنواء منكسرًا 

هوَ استغاثَ..  ولكنْ لم يجدْ أحَدَا


قَدْ قدّمَ الرّوحَ قربانًا ويخْذلُهُ

مَنْ كَانَ يحْسَبّهُمْ عندَ الأسى عَضُدَا


فَلَمْ يكونوا كأجْدَادٍ لَهُمْ سَلَفُوا

كانوا أسودًا .. لمن يحتاجُهُمْ سَنَدَا


وكيفَ يدفعُ مفجوع بلا سَندٍ

وحشًا وينثرُ منْ أشداقهِ زَبَدَا


هلّا أفقْتُمْ رُبوعُ الشّامِ داميَة

والكلّ فيها يلاقي الذلّ والنّكَدَا


حولَ الفراتَ .. الرّدى أشباحه رقَصَتْ 

شعبٌ تأذّى يعبّ القَهْرَ والصّهدَا


مهما تجنّى زماني ليس يقهرني

مهما انتظَرتُ ضياء الفجرِ مرتَعدا  


 مهما انتظرت (وسالت كلّ أوردتي )

على السّطور وجمر الآهِ ما خمَدَا


وكان همّي كما لو أنّ أهونهُ 

يغشى الجبالَ تروا مجموعها بِدَدَا 


لنْ يقتل اليأس ما في القلبِ من أمَلٍ

صبري على حادثاتِ الدّهرِ ما  نفدَا


وكلّمَا انتابني من دنيتي وَجَعٌ

ألوذ بالشّعْرِ كيْ أسْتَلْهِمُ الجَلَدَا


عذبُ القوافي تواسيني ..  تعلّلُني 

بالحرف أنْعَمُ يفني الهمّ والكمَدَا


إذا رأيت الدّجى حولي تلاطمه ..  

 يضيء حرفي كنجْمٍ في الدّجى اتّقَدا


                                                                                                      

             رفا الأشعل (على البسيط )

                 باريس (13/04/2024)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق