● جديد الفنانة التشكيلية زينب الغول " تشوٌه الضمير "
" حين ينفصل الضمير عن الواقع ينقلب الجحيم مقبرة للوعي "
☆ الوجدان الثقافية:
تستمرٌ وبخطى ثابتة الفنانة التشكيلية زينب الغول رحلتها في التأسيس لتجربة تشكيلية ذات نزعة وجودية فلسفية تدعوك إلى التعمق في الوعي الإنساني و تجاوز الفهم السطحي للأشياء ،وضمن هذا المنزل تدعونا زينب الغول من خلال لوحتها المنجزة حديثا " تشوٌه الضمير" إلى إحكام العقل في تعاملنا مع المسائل الحياتية معتبرة أنٌ تشوه الضمير و انفصاله عن الواقع و القيم النسانية في محاولة لتجريد الوعي النسائي و جعله ملموسا بصفات وخصوصيات تشكيلية مستحدثة ضمن سياقات إبداعية نجحت الرسامة في تبليغها للمتقبٌل.
1- الخصائص التشكيلية:
لم يكن اختيار اللونين الأحمر و الاسود إعتباطيا بل عن قصدية ومعرفة بفعالية وجدوى الخط وإبراز انحدار ه و انكساره من اجل التوصل إلى إثبات هول هذا التشوه و قساوة الانحدار
فاستعملت الفنانة : زينب الغول الخط كوسيلة للتعبير الفني.
2- ثبات الشجرة رمز لإصرار المرأة على الحياة :
عند آخر المطاف يضحى تشوه الضمير الإنساني و ميله إلى اللامتناهي أقرب إلى البحث عن المعنى الوجودي او الوعي الإنساني الذي تاه في مفترقات العبثية وسرداب الفوضى لنرشح بالتالي لوحتها هذه ضمن معنى فكري حداثي يندرج تحت مصطلح " التعبير التجريدي" والسعي إلى التجديد ، كأن يقع الدمج بين المرأة و الشجرة في نفس المسألة الاخيرة عبر استعمال الشجرة للرمز لثبات المرأة و قوتها في امتدادها الحياتي و الكوني باستعمال الجذور كرمز للانتشار و القوة و الصمود و الإصرار على الحياة.
3- الألوان الحارة و سطوتها لتبيان درجة الخوف والقلق:
ذهبت الرسامة زينب الغول في اختياراتها اللونية إلى الصنف الحار والساخن مثل الأحمر يتقاذفه الأسود كانعكاس شعوري بهول الفجيعة وسطوة الخوف والقلق الذي يخيٌم على هذا التناول لتشوٌه الضمير الذي تعتبره الفنانة أقسى درجات الانحطاط الفكري لتستقيم أشبه بتراجيديا في سلٌم القيم الإنسانية في زمن متقلٌب.
بقلم: الكاتب جلال باباي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق