《أوطانُنا تُغْتَالُ فِي رَمَضانِ》
1☆《رَمَضانُ هَلَّ》
رَمَضانُ هَلَّ فأیْنَعَتْ أغْصَانِي
وتَضَمَّخَتْ بعُطُورِهِ أکْوانِي
وبِفَیْئهِ الرََیَّانِ هَبَّتْ نِسْمَةٌ
فتَوَسَّدَتْ رَبْعَ السَّلامِ جِنَانِي
واؔعشَوْشَبَ الرَّوْضُ الجَدیبُ بِمُهْجَتِي
وتَفتَّقَ النِّسْرینُ في شِریَانِي
وَغَفَا العَبیرُ بمَضْجَعِي و وَسَائِدي
وعَلی زُنُودِ النُّورِ نَامَ زَمَانِي
وتَدَفَّقَتْ فِي خَافِقِي حُلَل السَّنَا
وَکَسَتْ شِغَافِي بُهْرَةُ الألْوَانِ
سَکَبَتْ کؤوسَ النُّورِ في جوْفِ الدُّجَی
فَتَرشَّفَتْ خَمْرَ الصَّفاءِ دِناني
وعَلَی جِدارِ الطُّهْرِ طالَتْ نَبْتةٌ
حَتَّی غدَتْ کَخَمَائِل البُسْتَانِ
وزَهَتْ لَیَالي الأُنْسِ في حِضْنِ التُّقَی
ورَسَتْ بُحُورُ السِّلْمِ في الشُّطْاؔنِ
عِطراً وطُهْرًا..رَحمةً وبَداٸعًا
مَمْهُورَةً بالهَدْيِ والإِیمَانِ
حَفَلَ الوُجُودُ بِنُورِها...فَتألَّقَتْ
کَسَبائِکٍ مِن عَسْجَدٍ وجُمَانِ
والشِّعْرُ عَرَّشَ فَوقَ تَلِّ مَواجَعَي
فَزَهَا القَصَیدُ بِنَشْوةٍ و بَیانِ
یَشدُو باؔلاءِ الإلَهِ ومَجْدِهِ
ویُذِیبُ رُوحَ الکوْنِ في الألْحَانِ
ویَحُوکُ مِن نَسْجِ الکَلامِ قَوافِیًا
رَسَمَتْ بَدَائعَ خَالِقٍ فَنَّانِ
شَهْرٌ سَبانِي بالنّسَائمِ هَبَّةً
مِغْدَاقةً مِن نفْحَةِ الغُفْرانِ
فِي خَافِقي..حَلَّتْ سَکینةُ نَشْوةٍ
وخَبَا لۭهِیبُ الحُزْنِ مِن نِیرَاني
فَتَحَوَّلتْ حِمَمُ اللَّظی مَعْزُوفةً
تَهْمِي کَما الأشْذَاءُ فِي البُسْتانِ
بَرْدًا..سَلامًا..نَفْحَةً من سُنْدُسٍ
مِن عِطْرِ ریحِ الخُلدِ والِإیمَانِ
2 ☆《أوطانُنا تُغْتالُ في رَمَضانِ》
لَکنَّنِي مِنْ نَشوَتي فِي حَسرةٍ
أکرَی مِدَادِي...تَاهَ نبْضُ لِساني
ماذَا أقُولُ ورِیشَتي مَثْلُومةٌ
والقَهْرُ والخُذْلانُ مِلء جَنانِي
ما عُدتُ ألقَى للکلامِ بدایةً
في مَطلعٍ يشْفي غليلَ بَنَاني
ما عُدتُ ألقَى للکَلامِ نِهايةً
في قَفْلةٍ تُنْهِي مَخاضَ بَیَاني
دَلْوِي بِلا حَبْلٍ وبئْري ناشِفٌ
وبِداخِلي غَيْلٌ مِنَ الأحزانِ
خَرَسَ القصیدُ بمُهجَتِي وتَحَنّطتْ
أوزانُهُ مِنْ حُرقةِ الوِجْدَانِ
يَا إخْوَةَ الأوْجَاعِ في کَونِ اللَّظَی
أوطانُنا تُغْتالُ في رَمَضانِ
صُهْیُونُ یَنْفُثُ سُمَّهُ في فَیْئِنا
ویَصُولُ في الأرْجاءِ کالثُّعبانِ
والجَوْرُ یَرْفُلُ زَاهِیًا مُتنَمِّرًا
في بِزَّةِ البَطلِ النّبِیلِ الحَانِي
ودَمُ الكَرَامةِ مُسْتَبَاحٌ مُهْدَرٌ
والجُرْحُ مَفْغُورٌ بِقَیْحٍ قَانِ
أضحَی الرَّدَی لَوْنَ الحَیاةِ بأرضِنا
وقَد اکتَسَتْ بالدّمِّ لونًا ثانِي
مَنْ لَمْ يَمُتْ بالقَصفِ مَاتَ بِجُوعِهِ
أو مِنْ جَوًى في مَهْمَهِ الأحْزَانِ
أو فَوْقَ أكْوامِ الرُّكَامِ مُهَشَّمًا
أو فِي هُوَی الإهْمالِ والخُذْلانِ
أو مِنْ فُلولِ الغَدرِ أو طَعْنِ
الخَسَاسةِ ..أوْ بَراثِنِ صَوْلةِ الغِربَانِ
مَا بيْنَ فَكَّي حَاكِمٍ مُسْتَأسِدٍ
أوْ خَاٸِنٍ لِكَرامَةِ الأوْطانِ
حُکَّامُنَا في شَهْوةِ الأجْسادِ لا
مِنْ جَذْوةٍ أو نَخْوةِ الوِجْدانِ
لا نُورَ في أروَاحِهم غیْر الدُّجَی
عَتْمًا وعُقْمًا في مَدَی الأزْمانِ
مَاذَا أقُولُ وکِلْمَتي مَکْلُومَةٌ
والعَجْزُ والإحبَاطُ مِلْء کِیانِي؟
هَذِي أنَا فِي جُرفِ أوْجَاعِ الجَوَی
مَصدُومَةٌ والنّبْضُ کالبُرْکَانِ
قَد جِئْتُ أحْمِلُ حُرْقَتِي ومَواجِعي
فِي أحْرُفِي وبِأضْلُعِي ولِسَاني
أدْعُو الإلَهَ بِحُرْقةٍ مَحْمُومةٍ
تُدْمِي الوَریدَ ..تَمِیهُ في الشِّریَانِ
وتُذِیبُ صَخْرَ الحِقْد في قلْبِ الأذَی
هَل یَا تُرَی تَلْقَی سَمِیعَ أذَانِ؟
3☆《اِسْبلْ جَناحَكَ》
ﷲُ..یا ﷲُ.. أطفِيءْ حُرْقتِي
وبِشَهْدِ نَهْرِ الخُلدِ فاؔرْوِ کِیاني
قَلْبِي بِِفَیْئِکَ مَرْتَعٌ وخَمائِلٌ
ومَرَابعٌ....یا رَوْعةَ الأکْوانِ
أنْتَ المَلاذُ وأنْتَ نَبْعُ صَبابَتِي
وهُوِیَّتِي..والمُنْتهَی عُنْوانِي
یارَبُّ.. هَذي أرْضُنا ثَمْلَی بِکَأس
الرُّعبِ والإرْهابِ والعِصْیَانِ
مَاهَتْ سُمُومُ الدّاءِ واؔنْتَحَرَ الوَفا
وغَدَا المَدَی نَهْرًا مِنَ الأَشْجَانِ
فَاؔسْبِلْ جَنَاحَکَ فَوْقَ قَوْمٍ عُزَّلٍ
قَد طَوَّقَتْهُم لَوْثةُ الغِرْبانِ
قَد أُجْهِضَتْ أوْطَانُهم بِیَدِ الأذَی
وتَمَنْطَقُوا بالذُّلِّ والخُذْلانِ
أَسْرِجْ قنَادِیلَ الهُدَی یَا خَالِقي
عَلََ القُلوبَ تُضِيءُ بالتِّحنانِ
وافْتَحْ مَغَالیقَ التُّقَی عَلَّ المَدَی
یَهْمِي عَلَی الاؔفاقِ بالإحْسَانِ
3☆《يَجْتاحُني أمَلٌ..》
هَذي حُرُوفي رُمْتُها أهْزُوجَتِي نَجْوی ابْتِهالي لِلَّذي سَوَّاني
قَدْ صُغْتُها مِنْ خَافقي بأنَامِلي
قَدَّمتُها مِنْ مُهْجَتي قُرْبانِي
یَجْتَاحُني أمَلٌ بِکَوْنٍ مِنْ صَفَا
العَدْلُ شَرْعِي والسَّلامُ رِهَانِي
فلَعَلَّ هَذَا الشَّهْرَ یُزْهِرُ في دَمِي
أمَلًا یَفِیضُ عَلی رُبَی الطُّغْیانِ
فأرَاکِ یَا وَطنَ المَظَالمِ نَجْمةً
تَزْهُو بآلَاءِ السَّنَی.. وأرَانِي
فِي فَيْءِ شِعْري غَیْمةً مِغْداقةً
تَهْمِي بِشَهْدٍ مِن جَنَی الألْحانِ
وأرَى السَّلامَ بِدَفْقةٍ مِنْ مَوْجةٍ
فَوَّارَةٍ یَرسُو عَلَی الشُطاؔنِ
وأرَی الوُجُودَ حَمامةً رَفْرافةً
تَشْدُو السَّلامَ وَصَحوَةَ الإنْسانِ
فمتَى نَنَامُ عَلى فِراشٍ مِنْ رضًى؟
ومَتَى سَتَصحُو نَخْوةُ الوِجْدانِ؟
《سعیدة باش طبجي☆تونس》
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق