الثلاثاء، 31 مايو 2022

قراءة لقصيدة "سكر اسود" للشاعرة الروائية والناقدة "حبيبة المحرزي" بقلم الكاتب محمود البقلوطي

 محمود البقلوطي

قراءة لقصيدة "سكر اسود" للشاعرة الروائية والناقدة
"حبيبة المحرزي"
عنوان القصيدة.. سكر اسود
إن العنوان باعتباره عتبة النص يبوح بكم من الإلغاز من شأنه أن يحرك في القارئ مشاعر تتراوح بين التعجب والاستغراب وتنتهي بمشاعر الإعجاب عند اكتمال قراءة القصيدة. هذا العنوان اللغز هو تكثيف واختزال لكلمات القصيدة وتناسق مع محتواها، انه المرآة العاكسة للمتن. عنوان غريب، صادم، يخلخل هدوء الفكر ويدعو إلى التفكير، يفصح عن تضاد وتناقض يصل حد التنافر الصارخ في المعنى مما يربك القارئ، جعلت الشاعرة السكر اسودا لترمز الي مرارة الواقع. هذا الجمع بين صفتين لا تجتمعان سكر/ اسود وكأننا ننزع عليه صفة الاصلية الحلاوة وكأننا نقول مرارة/العسل.. أو بياض اسود فكان العنوان معبرا عن مدار القصيدة وما تضمنته من معنى ودلالات وهو ما سيجعل القارئ مشتتا بين السواد وما يحمله من وجع والم وبين البياض وما يرمز اليه من بهجة وامل.
استعملت الشاعرة كلمات رمزية مجازية، تعانق مدلولها بالواقع الفاسد الرديء فتواتر لدى القارئ شعورالألم الممزوج بالنقمة على المتسببين في انحدار الوضع الاجتماعي الي الحضيض
إن المختارة لتصوير ما هو واقعي معيش احتاجت تصويبا فجاءت صادمة إلى الحد الذي يشعر فيه الانسان انه ينحدر إلى الدرك الأسفل. غاصت الشاعرة في متاهات الواقع بطريقة تفصيلية تنم عن اطلاع ومعرفة دقيقة لما يقع في محيطها.. وكلما توغل القارئ في مدلول الكلمات المستعملة في متن القصيدة وغاص في معانها شعر بنذالة القوى التي حطت على صدره وعملت على التحكم في قوته ومصيره لتمس من حريته وانسانية
دام براعك وبحر مدادك والق ابداعك صديقتي الكاتبة الشاعرة المبدعة حبيبة المحرزي.
القصيدة
**سكّر اسود**
قهوتي مرّة
كل حقول السّكّر احترقت،
كل نحلات العسل وُئدت
بمخالب دبابير الفساد
وثعابين السّواد،
كل نسمات الاكليل والزّعتر داستها خيول التّتار..
فكيف لا تكون قهوتي دون سكّر؟
وانا ابتلع المرّ والعلقم
في دروب فيها الدم يروي
الزّهور والورود
والياسمين والفلّّين
لتكون بلون النّحيب
ودمع الوليد
وصراخ ام الشّهيد..
فمن اين ساتي لقهوتي
بسكر ؟
وكيف سابعث الحياة في
نحلات العسل المقطّر؟
في زمن الدبابير... قهوتي
دون عسل وسكّر. .
حبيبة محرزي.
تونس


رَدّد لِما قال المؤذّنُ في النِدا... بقلم الشاعر محمد جعيجع

 رَدّد لِما قال المؤذّنُ في النِدا...

وَ سَلِ الوَسيلةَ بالجِنانِ لأحمدا
هي الصلاةُ على الحبيبِ محمّدٍ...
في كلِّ يَومٍ خَمسُ مرّاتٍ نِدا
هي الشفاعةُ من حبيبِ اللهِ في...
يَومِ القيامةِ نِلْتَ عِزًّا سُؤددا
صَلِّ الصلاةَ لمرَّةٍ تَنلِ الجزا...
ءَ بعَشرةٍ فيها إذا اللهُ هدى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد جعيجع من الجزائر – 31 ماي 2022
Peut être une image de texte


ستي بقلم الكاتبة نجاة وسلاتي خوالدي

 ستي

ستي اليوم أنا فرحانة... الشّميسة زرقت في السّماء مزيانة... لا صبّت مطر ولا فاضت وديان... اليوم نمشي نقرا وبابا عليّ مطمان... لايخاف من حمامل الواد تكركرني... ولا سماء تصبّ عليّ ماها وتحجّرني...
في كرتابتي كتبي وكرارسي حطّيت... وكلمترات على ساقيّ مشيت...باش نلقى سيّدتي...تعلّمني كيفاش نكتب بفيانة...وتعلّمني الّي الدّنيا مزيانة...تعلّمني الّي اللّون الأكحل في سماء حياتنا اليوم.... غدوة يولّي أبيض مهما كان غنج حموم... تعلّمني الّي الوطن قدره عالي... والّي الدّنيا غدوة تزهالي... تعلّمني الّي قرايتي راس مالي... نرفع بيها راس بابا الغالي...
ستي اليوم الامتحانات بدات... البارح سهرت نحفظ في المحفوظات... واليوم نخرج للسّبّورة نعرضها بالحركات... وأنت تفرح كاينّك أمّي وأنا وحده مالبنات... وتعطيني عديّد باهي يفرّح أمّيمتي كي ناخوا الكرنيّات
ستي مشروع القسم جبته بين ايديّه... وللبراعة بنيت دار أميلي الطّفلة الفرانساويّة...ستي نفرح كيف تقلّي راك طفلة ذكيّة...وتداعبلي شعري وتضحك عينيك لعينيّ...
ستي اليوم مالقيتش كرهبتك في الثّنيّة...مسّانسا تعرضني وتهزّني معاك تحنّ عليّ... زعمة أنا بكّرت والّا أنت وصلت للمدرسة قبلي بشويّة...أمّا باب القسم هاو مسكّر والتّابلو هاو مفسّخ وحتّى المدير ظهرلي متغشّش... زعمة أنت اليوم مريضة على هاذيكا غبتي علينا... موش مشكل إن شاء الله غدوة تشفى وترجع تقرّينا
ستي قالولي روّحي للدّار... لاثمّ قرايه ولا دفوار...هكّا قالوا التّلامذة الكبار....قالوا عليك مشيتي... ولتلامذتك خلّيتي...كلامهم خلاّني في حيرة نفكّر ...فكري تشوّش وبالي تعكّر...زعمة مشيتي لمدرسة المدينة... قربتي لدارك وبعدت علينا...
بدمعتي على خدّي روّحت... ولكرطابتي المليانة لوّحت...ستي الّي خلاّتنا غيابها غاظني...ومدرستي الّي حبّيتها فراقها كادني ...زعمة ترجع ستي تضوي علينا كالشّمعة... وتمسح من خدّي هالدّمعة
في أخبار الثّمانية قالوا خبر فجعني....وشفت تصويرة منها قلبي وجعني ...ستي ماعادش باش ترجعلي ...ستي كلاها الغول ياناس...خلّى كرارسها مطيّشة في الكيّاس... وجرنالها تحت العجل انداس
ستي خطفها غول الطّريق... وحطّها وصحيّباتها في صناديق... وليداتها ينادوا وهي ماتفيق... وخبر موتها شعّل فينا حريق...ستي الشّمس الّي تضوّي ثنيّتنا ...غابت علينا واليوم ظلامت دنيتنا...ستي أنا قطعت الواد باش نشوفك... باش نتعلّم أرقامك وحروفك...أمّا ياخسارة لا عاد حساب ولا عربيّة... كرارس ستي عفّستها كميونة في الثّنيّة....كميونة كبيرة يسوق فيها واحد مالبوجاديّة...غلبه النّوم ورقد في الثّنيّة
ستي غدوة باب مدرستي مسكّر سبّورتك الفارغة بسيرتك تذكّر .... المدير مهموم يفكّر زعمة الوزارة لها المدرسة تتذكّر ....الّي مشاو وجيعته عليهم كبيرة... والّي باقين وجيعته عليهم أكبر
ستي احنا في الأجبال مرميّن... ومن ذاكرة الوزارة مفسّخين ...وإذا جا نايب باش يقرّينا ....وتمرمد بين النّقل الرّيفيّ والكار والماشينة....وتسلّف من جاره باش يصرف عليه وعلينا... تزيد تكمّل على مرمّتوا وزارتنا الحنينة ...وتعقروا في فليّساتو فلوس الغبينة...تخلّصوا في شهر وتخدّموا مالأشهرة طزّينة...وبعد تقلّوا من خدمتك يزّينا...ربّي يفتح عليك وعلينا
ستي كانت شمعة في حياتنا واليوم طفات... ستي كانت بسمة على افّامنا واليوم ذوات... ستي كانت منامة حلوّة... أمّا ياخسارة هاي وفات... غدوة ما يقلّي حدّ راك ذكيّة ...مايشكرني حدّ ويقلّي راك عبقريّة...هذي قداير ربّي صحيح ...أمّا شكون ياخو حقّ ستي هاو الصّحيح...ياخذ حقّها مالطّريق.... ومن كماين الطّريق ومالّي شعّل في القلوب حريق... ملّي خلّى حياتنا ضيق وتزرزيق ...
بربّي يلّي تسمع فيّ... ركّز مع كلامي شويّة... ماتقولش هذي طفلة صغيرة تخرّف... وغدوة على ستي جديدة تتعرّف ...ستي ماننساها مهما كبرت ...ومهما في بحر العلم والحياة عمت ...هي الّي علّمتني نقرا الفاتحة والسّورة وعلّمتني نرسم الحروف عالسّبورة ...والّي يتعلّم الحروف ماعادش ينساها... والّي يقرا عند ستي محال ذاكرته تمحيها ...مالا باللّه هزّ هاك الايديّ واقرا فاتحة واترحّم على ستي البيّة
بقلم نجاة وسلاتي خوالدي
Peut être une image en noir et blanc de enfant et plein air


يأخذني ثوب الحزن بقلم الشاعرة منجية حاجي

 يأخذني ثوب

الحزن
إلى مدينة بعيدة
صرحها يناجي
أعالي السّماء
نورها حبّات لؤلؤ
تجتثُّها دموع
الثّكالى
ينبت في محاجرها
ريش العصافير
تأكله كؤوس التّفاح
الوارفة ظلالها على
أهداب حيفا.
منجية حاجي

مومياء بقلم الشاعر منذر قدسي

 مومياء

............
اتحسببن أنني عنتره
ام عروة او الشنفرة
صعاليك الشعر تجاور
سحقا لمقياس سطر
قد أكل الجراد ورقي
بت كاخفرع أو منقره
حتى هزل العقل مني
ونقب جسدي وأنبرى
فاستباح رياض فكري
فسال دمع العين مطر
ما باع يوما بائع سراب
إلا كما باع وهم اشترى
لقد أجتر الرأس شيب
والعمر بجود قد قصر
والمرض نهش حشائي
والكبد حويصل تضرر
أتحسبين أنني عنتره
هل كل من ينظر يرى
قد باع الوفاء جاره
شرا وغليل قد اضمر
استنسخ الشر وقاحة
التمر على شجر مرمر
حروف غطاها بسترة
حتى بات الشعر ثرثره
فتخلخل الفؤاد برهجة
والقلب من لهيب تجمر
أتحسبين أنني عنتره
سواد و زاده التراب عفر
كل العيون بكحل طبعت
و الندى نسي قبري وأنكر
حتى لم اسلم مكيد حاقد
رفع الخسيس مرفق وشمر
........ .
منذر قدسي
Peut être une image de 1 personne, barbe et océan


لا يوم على حيط الكذب نتكى بقلم الشاعرة هالة العويني

 لا يوم على حيط الكذب نتكى

و لا شكيت لا نتبكى
و لا نحط خشمي فالعفن و ندكه
لا يوم درت السيا
ولا نتركا هالدهر يلعب بيا
ونفتح ابوابي للقصدني بنيا
واللي نوالي الشر يمشي دكى
بنت اصل عندي صيط يا صاغيا
والجنب لي نرتاحلا نتكى
غالطين ديما معاي
فالوجه نعما وفي قفاي اعداي
و كل حد ناوي طعنتي في ڨفاي
يريد فمي نسكرا بالتكى
نحطاط ماللي يزيد خطوا قداي
لازم نقرى حسابي من هكه
نحطاط ماليقربني
ونحطاط ملي بكلمتا يطربني
نقول صاحبي تو نكسبا ويكسبني
يطلع موقف شوكتا كي البكه
يحساب روحا بعملتا يعذبني
وقدام رجلا راكعا نتبكا
مع تحيات هالة العويني

"إلى لا عنوان" بقلم الكاتبة ياسمين الشامي

 "إلى لا عنوان"

""""""""""""""""""""""
قبل أن تُوارى إلى مثواك الأول
تعال أحدثك عن أولادنا
الذي أنجبهم الغياب من بعدك
أما كبيرهم...
لا، لا، سأبدأ بحديثة الولادة
(ولدت بعد عمليات لا تعد ولا تحصى
من اجهاضات مبكرة ومتكررة للابتسامة)
وحيدتي...الدمعة
يشبهونها بملامحي عندما كنت أنبض بكَ
رقيقة الذرف،
بريئة من كل ذنب،
تكاد تفصح عن اسمك
لكل من يحاول لمسها
الشكر كل الشكر
أنها تعلمت الجريان قبل النطق.
أما أوسطهم...
(الكبرياء)
وما أدراك ما الكبرياء!
هل سمعت عن عقدة الوسط؟
يتقلّد اكسسوارات القوة في عنقه
ويحاول أن يفرد عضلاته
عندما تينع سنابل الفقد
وشم على صدره نزف الخفاء
ولا يقبل لومة غائب ولا شتيمة حاضر
وهو الآن أكبر من مثواك الأول بمثوى.
في العودة إلى أكبرهم...
(العناد)
أاااه، وألف أاااه
كل ليلة يكبر ألف مسافة
أرهقني... استنزف بقاياي
وكدت أتبرأ منه لولا أنه
دائما ما يذكرني بك
يغامر بي مغامرات مهلكة
دفعت ومازلت أدفع له ،(بدلا عنك)
ماتبقى من العمر مد وجزر.
لحظة!
لحظة، قبل أن تجف الحقائق
سأعترف لك بسر:
أخبرت أيتامكَ
أنكَ تراهم، وترعاهم على بعد حرف...لتهدأ سريرتهم
ويغشى الصبر ظلهم
و مازالوا ينتظرونك على عتبة الفجر لتأتي لهم بأعذارٍ جديدة... كلا على شاكلته.
وأخيرا.... وآخرا
النسيان كل النسيان لكَ.
ياسمين الشامي
Peut être une image de 1 personne et texte