الخميس، 20 مارس 2025

على شفا الجرف بقلم الكاتبة زبيدة كريم - تونس

 على شفا الجرف


المكان برده صفيق يدفئه فانوس عتيق يؤنس برد وحدها.

ترتعش الرسالة بين اناملها الزجاج مفعمة بالسؤال، تلوح بسنارة تقاوم قانون الجدب... تعيد قراءتها مرات 

ماذا لو قال الأمور ببساطة؟ ماذا لو اتخذت السنارة وضعها الصحيح لتعلق الحقائق جلية؟!

تدس الرسالة في صدريتها جهة القلب لعل  شيئا منه يدفئها..

لكن الخواء هنا و البرد فاغر...

تنكفىء على حزنها ترف  ثوبها و الدمع سكيب

حرقة الشوق لاذعة ...أخذ الشمس و غاب 

أخذ ملامحها و ذاب ..أذاب الوجود في العدم.

                       

يهتف الغريب من بعيد جاء يركب الغيم  يزف لها البشرى 

ستينع  ورود في المبسم فلا تجزعي ... الراحلون اختلت سننهم  اقدامهم حافية بلا ظل و لا افق

سيعودون انه قادم إليك

ترفع ناظرها و الجفن مثقل بالشجن

الدرب عسير و الله عليم  بصير

رأيت في المنام أنني احضن قدري

 فيورق ريحانا و ياسمينا

يفلت مني فجأة

ثم اراني أمسك بيدين مخضبتين بالحناء

رأسي خابية نصفها ملح و نصفها اوراق غار

امسكها بقوة اخاف ان تقع فيتهشم

واخاف الملح يأكل الخصب

كل الخصب..

هل يعودون حقا؟ هل يعود ؟

الراحلون إن عادوا عادوا اغرابا...


ليته يعود...  حتما سيعود

سيزهر النهار من جديد ...

يلسعها البرد يخرجها من غفوتها

تتحسس الرسالة 

البرد هنا موجع يسمر الأنامل

و هذا الثوب يتمدد... يتمدد... لا ينتهي...


زبيدة كريم - تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق