جبر الخواطر
تجارة مربحة مكسبة للود بل و تتغلغل للاستيلاء على الأخضر واليابس في ثوب الحرير وعطر فواح ينقش على صفحة السماء إسما طيبا عبر بين الدموع و وردة رقيقة رست بقاع الأحزان ومصطلحا راقيا أعاد بناء الصرح من جديد.
فالقلوب تنبض بما دأبت عليه والخواطر باقة بجوارح هشة بقاع الذات تتلذذ بمن أكرمها وتسكنه أنور أركان المتحف الشخصي فبابتسامة ولو مصطنعة وبتصرف بسيط راق و لو عن غير قناعة تسهم بشكل فني في رأب صدع و تقويم عاطل و ترميم تحفة نادرة و تكشف الغطاء عن لوحة جميلة طمست بريقها الأحزان و هزت أركانها انكسارات دكت ذكريات جميلة فتسطع من جديد ناثرة أحجارها الكريمة على الأرض الفلاة.
إن جبر الخواطر عبادة راقية تبلغ صاحبها مصاف الصلاح و تكسب ممتهنها رضا الله من خلال رضا المحيط و تسمو بمعلمها لركب الخالدين الثقاة فتجد صاحبها يزرع في كل زاوية ثمرة و يخيط بالأبيض كل رداء ممزق و يصلح ببلاغة راقية كل جسر أتت سيول التفاصيل الحقيرة للحياة على مقوماته فإذا غاصت النفس في بركة السواد فإنها تتناسى قداسة العلاقات البشرية و تضرب عرض الحائط المشاهد الجميلة لتاريخ الأسرة و العائلة و أيام وحدة الجيران. فبقدر ما لكلمة بسيطة القدرة على تفكيك رباط إلاهي بقدر ما لها سحر إرساء إبتسامة بالقلوب و غبطة تدوس بفخر على قلاع الأحزان وتنسج من جديد رداء الصفاء والنقاء.
فالحياة تعبر بها أيام صعبة و تتغلغل بين دهاليزها جراح تنسي خطوات السعادة وحلقات الزمن الجميل و لكن بفعل وقفة أو خطوة و ابتسامة تشرق من جديد موانئ الحياة و تعود للدوران طواحين الفرح صانعة خبز الدار المعطر بتوابل جوهرها تقاسم الأحزان و الأفراح و ذوق الأخوة والوحدة و المصير المشترك ......فيالها من تجارة و ياله من درب عطر.
محمد بن سنوسي
سيدي بلعباس
الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق