الخميس، 20 مارس 2025

التقوى تدعو إلى الكرم؛ بقلم الإستاذ فراس ريسان سلمان العلي

 التقوى تدعو إلى الكرم؛

إن التقوى وسيلة عظيمة تدعو إلى الكرم والبذل والعطاء، فإذا عمل بهآ الملوك والحكام والسلاطين والأمراء وفق الشرع والدين، كانت خير رادع من الإنحراف إلى الطمع والجشع  فالحآكم المؤمن الغني المتقي يكون باراَ برعيته، حيث يراعي الحقوق لأفقر الرعية في المجتمع الإنساني، لان المال هو مال الله سبحانه وتعالى، فالأغنياء وما يملكون من المال فيه حقوق للفقراء والمساكين، وفضلة أموال الأغنياء المتقين هي من حقوق الفقراء والمحتاجين، والمتقون أكثر كرماَ من غيرهم للفقراء، قال الأمام علي عليه السلام؛ ((إن الله فرض في أموال الأغنياء أقوات الفقراء)) وقال أيضاَ؛ ((فما جاع فقير إلا بتخمة غني)).

فأكثر ما ينتج من تقوى الأغنياء هو الكرم، وقد جاء ت التقوى بمعنى الكرم في الكثير من أحاديث الرسول محمد ص الشريفة؛ عن الحجال قال؛ قلت لجميل؛ قال رسول الله محمد ص؛ ((إذآ أتاكم شريف قوم فأكرموه))

قال؛ نعم

قلت له؛ وما الشريف؟

قال؛ سألت ابو عبد الله الصادق عليه السلام عن ذلك فقال؛ الشريف من كان له مال (تفسير الحديث)

فقلت؛ ما الحسيب؟

قال عليه السلام؛ الذي يفعل الأفعال الحسنه بماله وغير ماله، قلت وما الكرم؟

قال؛ التقوى

الكافي الجزء ٨ الصفحة ٢١٩

تعتبر التقوى رأس كل الفضائل، لأنها تحث على عمل الخير واكرام الغير، والتنزه عن الطمع، واقرب ما تكون للرحمة، فهي تحث على البذل والعطاء، لان العمل بالتقوى، هو جزء من  العمل بطاعة الله وطلب مغفرته ورضوانه، روى الديلمي في الباب (٢١) من كتابه (أرشاد القلوب) عن الأمام علي بن الحسين عليه السلام قال؛ ((إن بين الليل والنهار روضة يرتعُ في كورها الأبرار، ويتنعم في حدائقها المتقون)) المنجد الصفحة ٨٤٥ الطبعة ٢٦

فالاحسان والكرم من أفضل صفات المتقين، قال الله سبحانه وتعالى؛ ((إن الله مع الذين أتقوا والذين هم محسنون)) فأهل الفضائل هم المتقون، منطقهم الصواب، وملبسهم الأقتصاد، ومهمآ كانوا أغنياء، يكرهون التفاخر على الفقراء، وبسطاء في حياتهم، كثيروا العطاء، باذلين أنفسهم في مشاريع الخير للفقراء، فالتقوى تدفعهم لتبرأة ما في ذممهم للناس الفقراء، وتنقية ضمائرهم بدفع ما فضل من أموالهم للفقراء والمحتاجين من الناس، ويكون خالصا لوجه الله سبحانه وتعالى وإيماناَ منهم أن التقوى مسؤولية تدعوهم إلى العمل الصالح وأكرام الفقراء والمحتاجين ومساعدة العباد في قضاء حوائجهم ورعايتهم،

والحمد لله رب العالمين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الإستاذ

فراس ريسان سلمان العلي

                 العراق



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق