السبت، 22 مارس 2025

تحليل نقدي بقلم مشترك للاستاذ الشاعر محمد الوداني والأديبة غزلان البوادي حمدي في قصيدة الشاعر طاهر مشّي ألشِّعرُ قارِبُ نجاةِ المُحبّين

 تحليل نقدي بقلم مشترك للاستاذ الشاعر محمد الوداني  والأديبة غزلان البوادي حمدي في قصيدة  الشاعر طاهر مشّي ألشِّعرُ قارِبُ نجاةِ المُحبّين


في هذه القصيدة، ينطلق الشاعر طاهر مشّي بسلاسة في نهر العاطفة المتدفقة، حيث يتحول الشعر إلى سفينة تبحر في بحر الأشواق، وتجسد الكلمات شغفًا متقدًا لا ينطفئ. يربط الشاعر بين الحب والشعر في صورة إبداعية تجعلهما كيانًا واحدًا، إذ يصبح الشعر نفسه امرأةً تتغلغل في وجدانه، توقظ في روحه الحنين، وتحرك في قلبه براكين العشق.


تتسم القصيدة بجمالياتها الإيقاعية وتدفقها الموسيقي، حيث تتناغم الأبيات بانسيابية تثير في النفس إحساسًا عميقًا بالشوق والوجد. ويظهر في اختياره للألفاظ قدرة فنية على تصوير المشاعر بدقة، فنجد تعابير مثل "هذا الحب يغرقني في بحر شوقها طوفانًا وإحراقا" تعكس مدى الغرق في العاطفة والانجذاب الحسي، بينما يرمز الليل والبدر والصبح إلى التناقضات الشعورية التي يمر بها العاشق بين الأمل واللوعة.


في بنية القصيدة، يعتمد الشاعر على صور بلاغية نابضة بالحياة، مستفيدًا من الاستعارات والتشبيهات التي تضفي على النص بعدًا عاطفيًا غنيًا، حيث تتجسد المرأة ككيان يجمع بين الحضور والغياب، وبين الغموض والوضوح، فتارةً هي همسة تشعل الحنين، وتارةً أخرى هي فيض من النور يضيء دروب القلب.


لا يسعنا في النهاية إلا أن نشيد بهذه القدرة الأدبية الفذة التي يتمتع بها الشاعر طاهر مشّي، حيث استطاع أن يصوغ من الحروف سيمفونية وجدانية تخترق القلوب. قصيدته ليست مجرد بوح شعري، بل هي لوحة إبداعية تنبض بالمشاعر وتختزل فلسفة الحب والشعر في وحدة متكاملة، ليؤكد بذلك أن الشعر كان وسيبقى قارب نجاة العاشقين.


مع تحيات ادارة مجلة غزلان للأدب والشعر والابداع الفني العربي للنشر والتوثيق والقراءة النقدية التحليلية الثقافية العربية


ألشِّعرُ قارِبُ نجاةِ المُحبّين

ااااااااااااا ااااااااااااا ااااااااااااا 

ما أجملَ الشعرَ ... للمشتاق أشواقا

بين الضلوع التي في الصدر أطباقا!


حواءُ ... فالشعر أدركناهُ قارِبَنا 

مَن يسكنِ القلب ... طول الدّهر مشتاقا 


ما غاب ذهني ... فلا أسبابَ يحملها

هذا حنيني لكُم ... أهديه توّاقا 


والليلُ ... كمُ بان فيه البدرُ مكتملاً 

والصبحُ ... لاحتْ به الأشواق إشراقا! 


اليومَ أدركتُ ...  أن الشعرَ إمرأةٌ 

دقتْ حصوني فباتَ النّبضُ سبّاقا!


ما صِبتُ قولاً ...  وهذا الحبُّ يُغرِقُني

في بحر شَوْقِها ... طوفاناً وإحراقا!


قد عدتُ والسيل يُغريني بِلا سببٍ

من همْسِها الدُّرّ ِ... بات الدمعُ رقراقا!


عادتْ ... تناجي ضياءَ البدر في وَلَهٍ

ما همَّها الليلُ ... هذا البوْحُ إشفاقا!


حواءُ عودي ... فكمْ بيْتٍ وقافِيَةٍ

نجوى لِشكواكِ ... صُغْتُ الشعرَ إحقاقا!

ااااااااااااا ااااااااااااا ااااااااااااا ااااااااااااا 

طاهر مشّي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق