السبت، 29 مارس 2025

خواطر ساهر بقلم الكاتب طه دخل الله عبد الرحمن

 خواطر ساهر 

 عندمـا تبـكي عيـون البـشــر عنـدهـا يطلـق القـدر تـلك الضحكة الصفراوية كـلـما اقتربت من فتـــح ذلـك البـاب المـوصــد أتــفـاجأ بأني قــد أضـعــت المفــتاح وبـعدهــــا أشـق طــريـقـي من جــديــد باحـث عنـه فتــبــدأ الرحلة بــطــريـق مستــقـيم وعلـى حافتيـه أرى كـل مـا هـو جمـيـل مـن ورود ،فعـلا أحتـار أيـها أجمل مـن الأخر فالـورود الحمراء في غاية الروعة والجمـال, لون أحـمـر جـذاب أخـذت أســتنشــق شذى تـلـك الــورود وفـكـرت في قــطــف أحـداها لتـكون معـي فـي رحلـتـي ولتـذكـرني بـأن هنـاك مـا هــو جميـل فـي هـذه الحياة احترت فـي أمرها. أي وردة حمـراء ستــــكون لـي آه وخـزتنـي شـوكـة رفـعــت رأسي لأمــســح أثـر الـدم عـن أصبـعي فإذا تــلـوح لـي ورود صــفراء حـيـث تـحلق الفراشات زاهـيـة الألوان فنسيـت ألمي ونسيت تلـك الـورود الحمـراء التي بهـرت بجمالــها لكـنها أدمتني بالأخـر توجـهت إلى تلك الناحية حــيث تتراقص الورود مع نسيـم الـربـيع وفوقها الفراشات بألوان زاهية وزقزقة العصافيـــر ســحرنـي ذلك المنظـر حيـث يســكن الجمـال والهـدوء رفعت قدمي لأكمل طريقي باتجاهها ولكن عندها تذكرت ما حصل لي من تلك الورود الحمراء فقلت في نفسي هنا الأمر مختلف فأسرعت في خطاي باتجاه الورود الصفراء متجاهل ذلك الصوت الذي يأمرني بالتراجع وتغير مسار لم اعر أي اهتماما لذلك الصوت مكمل طريقي نحـو جمال الطبيعة نعم لقد أمضيت وقتا رائـعا وأنا أركـض خلف الفراشات أحاول أن أمسك إحداها وفجأة وإذ بالفراشات تحلق بعيدا حيث يستحيل أن ألحقها وأمامي شجرة بلوط طويلة عندها أيقنت انه يكفينا من الطبيعة النظر لجمالها لإسعاد قلوبنا ولا يحق لنا امتلاكها جلست تحت ظل الشجرة لأحمي نفسي من لهيب الشمس منتظر أن يمر أحدا لأكمل معه طريقي لأجد المفتاح ومرت الساعات وأنا جالس أترقب الطريق بدأت الشمس بالمغيـب وأنا أنتظر من يأتي ويساعدني فأنا أخاف من ظلمة الليل وحلكته وضعت رأسي بين يدي وبدأت بالبكـاء إلا أن جفت دموعي رفـعت رأسي بحلة جديدة قررت أن اعتمد على نفسي وأن لا انتظـر المساعدة من أحـد عندها وقفت ،وسرت بخطى ثابتة شعرت بقوة في داخلي وفرح يغمرني قد حل الظلام وليس هناك ما يخيف بل على العكس تماما فالمنظر أكثر من رائـــع ليـــــل يسكنه الهدوء ,وقمـر يجلس متربعا وسط النجوم عندها عرفت أنه ليس علينا أن نطلق الأحكام على الآخرين إلا بعد التعامل معهم ومرت اللحظات وأنا أنظر لروعة الليل وأرسم خططي المستقبلية نعــــــم, علمتني الحياة أن الجمال ينبع من داخل الإنسان علمتني الحياة أن اعتمد على نفسي وان لا انتظر المساعدة من احد علمتني الحياة أن لا احكم على الأشياء من النظرة الأولى وعلمتني الحياة أن ارسم طريقي كما أريد وليس كما يريد الآخرون وفتحت عيني وأشعة الشمس تداعب وجهي ,رفعت رأسي فإذا بالمفتاح بجانبي عندهـا عرفت أنه ليس هناك مستحيل فالأبواب كلها مفتوحة أمامنا وان السعادة موجودة، كما أن الحزن موجود وأن النجاح موجود ,كما أن الفشل موجود أيضا والخير موجود والشر موجود وهنـــا يأتي دورنا كبشر في حسن الاختيار فكـن على قدر المسؤوليـة وتحمـل نتائج اختيارك .

 طه دخل الله عبد الرحمن


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق