((لــــــيــــــلـــــة الـــــــــقــــــــدر))
أيــا خـاطـبًا ريـمَ الأواخـرِ فـي الـعَشر
ومـجـتـهدًا فــي نَـيْـلِهَا سـائـرَ الـشّـهر!
تـفـانـيتَ فــي تَـحْـصِيْلِهَا كــلَ سـاعـةٍ
وفـي لـيلِهَا يَـسري الـسّلامُ إلـى الـفَجر
سـعـيـتَ لــهَـا سـعـيًـا حـثـيـثًا بـهـمّـةٍ
وغـيـرُكَ مـحـجوبٌ تـعاظمَ فـي الـوزر
عـــروسٌ عــلـى أعـتَـابِهَا كــلُ سَـاجِـدٍ
لـهَـا مِــنْ مـرايـا وجـهِـهَا طـلـعَةُ الـبَدر
تــخـفّـت عــــن الأنــظــارِ إلّا لِأهـلِـهَـا
وحُـــــقَ لـــهَــا ألّا تُــجَــاهِـرَ بــالـسّـر
هـــيَ الـمِـنْحَةُ الـعُـظمى لـكـلِ مُـوَحِّـدٍ
هــيَ الـنِّـعْمَةُ الـكبرى لـمن فـازَ بـالأجر
حــوت كــلَ مـعنىً فـي الـجمَالِ وإنـهَا
عـروسَـةُ عـشـرٍ واسـمُـهَا لـيـلةُ الـقَـدر
فــإن كـنـتَ مـمـن هـيّجَ الـشّوقُ قـلبَهُ
وأضــرمَ فــي أحـشَائهِ الـوَجْدُ بـالجَمر
فــبـادرْ إلـيـهَا، واعـتـكفْ فــي قِـبَـابِهَا
ولا تـنـشـغـلْ عــنـهَـا بــزيـدٍ ولا بــكـر
وقــمْ لـيـلَهَا، واقـطِـفْ عـنـاقيدَ كـرمِهَا
وذبْ في حلاهَا وارتشفْ مِنْ لُمَى الثغر
وسـرْ فـي طـريقِ الـخيرِ وانـهلْ معينَهَا
فـمَنْ سـارَ فـي دربِ الـعُلا جـادَ بـالمَهر
عـــروسٌ تـحـلّت واسـتـباحت قـلـوبنَا
بـمـا جـاءَنَـا فـيهَا مِـنْ الـفضلِ والـذّكر
أهــيـمُ بــهَـا وجـــدًا، وأفـنَـى صـبَـابَةً
ويـجـهَلُهَا غـيـري وقـلـبي بـهَـا يَــدري
ســقـت كــلَ مـشـتَاقٍ بـشـهدِ رِضَـابِـهَا
وفـي ظـلمةِ الأسحَارِ كم لذ لي سُكري!
وقـد جـاءَ فـيمَا صـحَّ عـن سـيّدِ الورى
أحـاديـثُ تُــروى أنّـهَا فـي مـسا الـوِتر
فــيــا أيــهَـا الـمُـشـتَاقُ شــمّـرْ فـإنّـهَـا
سـحـائبُ سُـحٍ أجـرُهَا جـلَّ عـن حـصر
بـهَـا خـصّـنَا الـمَـولى، وأجــزلَ قُـسْمَنَا
وألـبـسـنَا تـــاجَ الـكـرامةِ فــي الـعَـشر
فـيـاربـنَـا وادفــــعْ بــهَـا كـــلَ كــربـةٍ
عــن الأُمّــةِ الـثكلى، ويـسرْ بـهَا أمـري
وأيـقـظْ بـهَا فـي سـاحَةِ الـحربِ هِـمّةً
تـذودُ عـن الأقـصى عـن الـنّهي والأمـر
وصــلِّ عـلـى الـمُختَارِ فـي كـلِ لـحظةٍ
صــلاةً بـهَـا يَـرقـى، ويـعلو بـهَا قـدري
وآلٍ وأصــــحَـــابٍ كـــــــرامٍ أئـــمـــةٍ
وكـــلِ تــقـيٍّ فـــازَ بـالـحَـمْدِ والـشّـكر
عـــبـــدالـــمـــلــك الـــــعـــــبَّــــادي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق