الجمعة، 19 أبريل 2024

قصيدة ( جمر النوى يقصيه عتاب ) بقلم الشاعر جمال أسكندر

 قصيدة ( جمر النوى يقصيه عتاب )


الشاعر جمال أسكندر


فِي الْقَلْبِ آهَاتُ وَفِيكَ جَهَّالَةً

وَأَحْسَبُ إِلَّا أَنَّ يَكْوُنَّ عِقَابُ

وَقُلْنَا لَهَا قُرْبَا فَآلتْ بِعَكْسِهِ

أَلَا رُبَّمَا حَلِّ الصُّدُودَ جَوَابٌ

اُقْرُ بِأَنَّ الصَّفْحُ فِيهِ سَمَاحَةً

وَفِي كُلُّ طَبْعٍ زَلَّةُ وَصَوَابٌ

فَإِنَّ تَّرَدٍّ الْوَصْلِ الَّذِي اُنْتُ عَقَدَتْهُ

بِهَا الْوَدُّ مَاضٍ وَالرُّجُوعُ رِحابٌ

وَمَا مُذْنِبُ إِلَّا وَيُمْلِيهِ غَرِيمُهُ

وَأُثْقِلُ مَا يَقْسَى الْمُحِبُّ غَيَّابٌ


وَلَيْسَ جَزَاءُ الْهَجْرِ إِلَّا كَمَا تَرَى

سُهَادُ وَصَبُّ آسرُ وَعَذَابٌ

هِيَام بَعْدَ الْجَوْرِ فِيهِ عَدَالَةً

وَلَوْ غَالَ مَا يُذَكِّيهِ قِيلَ عِتَابٌ

وَحَسْبُ مُقَصِّرٍ أَلَا يُلَامُ بِزَلَّةٍ

وَلَا بَعْدَ دَمِ الْمُذْنِبِينَ حِسَابٌ

وَمَا هَذِهِ اللَّوْعَاتُ إِلَّا جَرِيرَةُ

وَمَا كَانَ مَرَجُوا لِذَاكَ صِلَابُ

 فَهَلْ لَنَا إِلَّا سِوَاكُمْ غَايَةً 

كَأَنِّي ثَمِلٌ وَالْغَرَامُ شَرَابٌ


أَمَّا تَخْشَيَنَّ اللهُ فِي مُتَعَبِّدٍ

وَإِنَّ كَانَ نَدَّا بِالْجَزَاءِ يُتابُ

فَقَربَكَ حِلُّ وَالْبِعَادُ حَرَامُ

فَالرَّوْحَ مِنْهُ جِيئَةٌ وَذَهَابٌ

فَلَيْتَكَ تَعْفُو وَالصَّبَابَةُ مَطِيَّةُ

فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْهلَّاكِ تَبَابُ

صِلِْ فَإِنَّ الْهَجْرَ لِي مِنْكَ قِتْلَةً

عُدَّ النَّأْي إثمُ وَالْوِصَالُ ثَوَّابٌ

فَكُلُّ ثَوَابٍ لِي الِيُّكَ مَآلَهُ

فَأَنَّ غِيَابَ الْعَهْدِ مِنْهُ يُعَّابٌ


وَضَعَتْكَ فِي عَيْنِيٍّ وَقَلْبِيِّ مَاكِثًا

فَكَأَنَّكَ مَعْبدٌ أَوْ كَأَنَّكَ مَآبٌ

وَلَا سُرَ لِي بَعْدَ التَّعَنُّتِ مَرْتَعٌ

فَمَا هِي إِلَّا عَتَمَةً وَخَرَابُ

أَفِي كُلُّ قَلْبِ غِلْظَةٍ وَسَمَاحَةٍ

يَغِيلُ هَوَاُهَا والأشواقُ غِلَّابٌ

أذهبتَ رَشَادِيٌّ فِيهِ فَالْبُعْدُ جِنَّةُ

فَإِنَّ جِهَادِيَّ فِي رِضَاِكَ سَرَابٌ

حَسِيبُ الى هَادِيكَ كَرِبَ نَدَامَةٌ

فَلِبَابِ رَبِّ الرُسْلِ لَيْسَ حِجَابٌ



كَلمةُ حَقْ بقلم /هادي مسلم الهداد /

 * ((   كَلمةُ  حَقْ .. ))*

  =====   ***  =====

   إن كانَ رأيكَ مُبهمًا فَتَجمَّلا

  فَالحكمُ عقلٌ واليَقينُ نَواهِلا! 


الحلمُ مَرسَىٰ للنَجاةِ من السّدىٰ

 والعدلُ نَصرٌ والنّكوصُ تَخاذُلا! 


 كم من بَريءٍ قد نَراهُ مُكبَّلا

من حقدِ هَذا أوهذَاكَ جَواهِلا! 


فَدع الضّميرَ معَ التّقاضي مَاثِلا

  إنَّ  الضّميرَ إذَا تَحفَّزَ قَاتِلا !!


    والله حقٌّ والحقوقُ نَوافِلا

 فَاخْتَرْ صََلاحاً فَالذّنوبُ نَوازِلا!


 إن كُنتَ في رَيبٍ وعسرٍ ذَاهٍلا

   نَاجي الإلهَ فليسَ إلّا نائِلا !


 خُذْ من زَمانكَ حكمةً مُتعجِّلا

فَالغيبُ يَسري والسُّراةُ غَوافِلا! 

.. 

  بقلم  /هادي مسلم الهداد /

الشارع الحزين بقلم عبد اللطيف المنصوري

 *********الشارع الحزين*********

أيها الشارع الحزين...

يامن عزفت

 على جراحك 

آهات السنين 

كيف تسعد الناس

 بالهدوء 

وانت اول الباكين

كيف تعلم الناس

 حب الحياة 

  وانت فى الحب

 اسوء العاشقين

وحيدا. وحيدا 

 وحيدا ..... 

  تحمل  بين ثناياك 

 اهات المحتجزين

 يسود  صمت

 اذا عزفت....      

 ويطرب لأهاتك

العاشقون 

فيصفق  الجميع

 لجمال عزفك   

الساحر 

الجميل 

ولا أحد   

يعي حزنك  الدفين    !!!!!!

عبد اللطيف المنصوري

الدار البيضاء المغرب

18/4/2024



لِمَ أسلمتني الحياة للدروب العتيقة.. للعشب ينتشي من شهقة العابرين..؟! بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 لِمَ أسلمتني الحياة للدروب العتيقة..

للعشب ينتشي من شهقة العابرين..؟!


الإهداء : إلى والدي ذاك الذي تجاوز الثمانين بخمس عحاف..والتهم الحياة قبل أن يلتهمه الموت ذات مساء دامع..

ونفس الإهداء يساق إلى فلذة كبدي..ذاك الفتى الوسيم الذي رحل في زمن مفروش بالرحيل..دون وداع يترك القلب أعمى.

أما أمي..التي يطل علي وجهها من شرفات القلب..فلروحها الطاهرة..ألف سلام


أيّها الموت:

كيف تسلّقت أيّها الموت فوضانا

وألهبت بالنزف ثنايا المدى

وكيف فتحت في كل نبضة من خطانا

شهقة الأمس

واختلاج الحنايا..

ثمّ تسللت ملتحف الصّمت مثل حفاة الضمير

لتتركَ الجدول يبكي

والينابيع،مجهشات الزوايا..؟!

أبي :

لِمَ أسلمتني للدروب العتيقة

للعشب ينتشي من شهقة العابرين..

لٍمَ أورثتني غيمة تغرق البحر

وأسكنتني موجة 

تذهل الأرض

ثم رحلت؟

فكيف ألملم شتيت المرايا..

ألملم جرحك فيَّ

وكيف أرمّم سقف الغياب

وقد غصّ بالغائبين؟

فهات يديك أعني..

لأعتقَ أصداف حزني

وهات يديك إلىَّ،أغثني

لأنأى بدمي عن مهاوي الردى

فليس من أحد ههنا،إبني

كي يراني..

في سديم الصّمت..

أقطف الغيم

وأزرع الوَجدَ

في رؤوس المنايا..

غسان :

إبني وكبدي:

ها أنا الآن وحدي

أضيء الثرى بين جرح وجرح

وأسأل الرّيح وهي تكفكف أحزانها:

الذي ظلّ لي !؟

غير كتب-رثيت- فيها موتايا

وآخر..

سأعصر فيه خصر السحابة كي تبوح:

كم خيبة لي في سماها

كم رعشة أجّجتها غيمة في ضلوعي

وألهبت فيَّ جمر العشايا

وكم مرّة ألبستني المواجع جرحها

وطرّزت دمعي وشاحا للقادمين؟

* * *

أمي:

ها أنا الآن وحيد

أستدرج الوحي للرّوح

وأسير على حلكة الدّرب فجرا

كأنّ العواصف تلاحقني

كأنّ الرّحيل جزائي

كأنّ الرحيل-تعويذتك-لروحي

كأنّي طريد

إبني:

ههنا يا إبني،ألتحف الصّمت

أقدّس سرّ هذا الزّمان

أتصفّح دفتر عمري

وأفتح ذراعيَّ للمتعبين

كأنّي تعبت قليلا

كأنّ عطرك قد تلاشى

كأنّي هرمت

ترى،هل أقول لقلبي:

كفَّ عن الحلم والنبض

ترى: 

هل يستجيب؟

أم أنّ الرهان الذي قد خسرت

سيظلّ يلاحقني في الدروب

كي أظلّ في كل درب شريد..!

أيا أبتي :

كم قطّرتك الثنايا..

لأشرب ضوءك

قم من سباتك وجُرَّ الفيافي لنبعي

لينتعش الظامئون بمائي

أنا ما ذبلت

ها أنا واقف في انحنائي

كأن تراني شامخا بالحنين

غير أنّي تأهّبت في الحزن

حتّى تهدّل منّي الشذا

وأسرجت دموعي بواحات وجدك

حتّى تراءى لي وجهك كطيف في حلمي

فكم ليلة سأظلّ أحلم..

كي لا يهرب الحلم منّي

وكم-يلزمني-من الدّمع كي أرى الجرح

أجمل

كي أراني..

كي أرى وجهك-ولو مرّة-في تضاعيف الهدى

يفاجئني ويغيب؟ 


محمد المحسن




الصّحَـافِيُّ... بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)

 الصّحَـافِيُّ... 

(من وَحْيِ تفشّي الرّداءة في الإعلام العربيّ)

إنِّـي خَبِيـرٌ فِي الصَّحَـافَـةِ لَامِــعُ

أَيْـضًا طَــمُوحٌ، بِالإِدَارَةِ طَـامِـعُ

رُكْنِي بِهِ الأَخْبَارُ، دَوْمًا، غَضَّةٌ

مِنْ "فُرْنِـهَا" تَأْتِيكَ فِيـهَا الطَّابَعُ

فَاقْرَأْ عَـمُـودِي، فِيـهِ رَمْزٌ نَادِرٌ

مِنْ كُلِّ قُطْرٍ، بِالحَقِيقَةِ، سَاطِعُ

فِي الـهِـنْـدِ فِيلٌ قَـدْ تَزَوَّجَ لَبْوَةً

فِي الصِّينِ فَحْلٌ قَدْ سَبَتْهُ ضَفَادِعُ

إِفْرِيـقِـيَـا فِـيـهَا الـثُّـلُـوجُ تَـرَاكَـمَتْ

والـزَّهْرُ فِي القُطْبَيـْن، دَوْمًا، يَـانِعُ

الـنِّـيـلُ عَـامَ عَـلَــى فِـرَنْسَا مَـاؤُهُ

والقِرْدُ فِي الصَّـحْرَاءِ، لَيْلًا، رَاتِـعُ

فِي دَوْلَةِ "البَاهَامِ" قُرْبَ جَـزِيرَةٍ

قَصْرُ"الخَوَرْنَقِ" لِلْخَوَارقِ جَامِعُ

أكْـلُ"الفَـلَافِلِ" لِلـرِّيَاضةِ نَـافِـعٌ

والـعِلـْـمُ، كَالـتَّــارِيـخِ، فَـنٌّ رَائِـــعُ

إِنَّ الـمَـصَــادرَ لَا تَـهُـمُّ فَـإِنَّ لِـي

حَدَسًا يُصِيبُ، فَلَا تَلُمْ يَا سَامِعُ

قَـالُوا فَـقُـلْتُ وتِلْكَ عَيْنُ حَقِيقَةٍ

واسْأَلْ، إِذَا أَحْبَبْتَ، تِلْكَ رَوَائِعُ.

حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس) 

"خواطر" ديوان الجدّ والهزل.



دستور الضجر بقلم الكاتب جلال باباي( تونس)

 دستور الضجر


          جلال باباي( تونس)


 تصدير:

" يا أيها التاريخ عد /  لأموت قبل أن أبكي غيابي / قبل أن أصف الدواء لنوم أمي الأخير / قبل أن أسطو على بيتي / وأسرق قلبي المنحوت من تعب وموسيقى / قبل أن تأكل الشاحنات ملهاتي /  فأهمس :موتا بسيطا يا أصدقاء  / موتا سريعا كي أنام بلا هزيمة / وأصحو بلا ضجر ، متشاغلا ، نزقا ، / خفيفا مثل طائر الحناء " .


🖊مرثية( طائر الحناء) للشاعر الفلسطيني( ناصر رباح)


لا تعجٌل بالرحيل 

ايها الليل الطويل 

فدمعي ساخن يجري منهمر 

قلبي قد صار عليلا 

يشتكي ممن غدر

ليتها تتلقفني يسراي سبيلا 

او يخلٌدني إسمي

طريقا او ممرٌ

اسمع صوت صهيل 

بالظلام مستتر 

ليته يلقى دليلا 

على خريطة السفر 

حملي قد صار ثقيلا

وشطر جسدي طال صبره

فأيٌها الليل الطويل 

لاتُعجٌل بالسفر 

إن مرضت او تمارضت

ستحمني الوسادة تارة

أو أختلي تارة أخرى

 إلى قلبي المنكسر

أتفاوض مع نصف الجسد الباقي 

عند اختفاء القمر

سوف اغلق كل المقاهي

واتفاوض مع اهل سومر

كي يفتحوا المسارح ، دير العبادة

وينحتوا بأصابع الحديد بطن الحجر

ساترك باب غرفتي مفتوحا

فلا تتردٌدوا في الغناء

والرقص فوق تراب من جمر

قد اختلف مع اشقائي الثلاث !

قد أبكي في السِرٌ

...ولكن لهذا المارد الذي

عبث بشطحات عشقي

لن..أعتذر

قد اعلن الجهاد المفتوح

و اريح الناس 

من هذا الفقر المستتر

لن أعير الربيع عطر الوردة

ساختار لدربي رصيفا 

أتكأ عليه كي أصطبر

لقد ضِقت ذَرعا بالغُبَارِ

وشعبا لا يفقه الفصل

 بين الثورة والثور

كرهت كلٌ الساسة

المتمسٌحين على أعتاب 

ساداتهم في الكرٌ والفرٌ

فلا داعي للوقوف أمام بيتي

و لينصرف من كان منكم

لم يَخْتَلِ بطقوس الضجر...!!

تبٌا لِلوَحْلِ المتراكم في الأزقٌة الضيٌقة

الوَيلُ للمُطمئنٌِين ،

ومن فاتهم شتاء بلا مطر 

ساعطيكم ما استطعت من فقري،

واقودكم إلى العراء

ايها النبلاء البررة

سوف اطردكم أيها الطٌُغاة من مملكة البشر

انتم من اغتصب أرضا مقدسة

 وأشعل النار في الحفر 

ساتبرٌأ من خيانتكم للمساكين

أياما أخر

فمن لا ينتمي لدستور ضجري

هو ساذج ، ميٌت كاليوم الثامن

 أو بالأحرى قد احسبه في الطريق

عثرة حجر

المجد لقلقي ، عزلتي ..

والرايات الخضر

بربٌكم لا تزعجوا هذا الطفل

المضرٌج بنبوءته

هو الآن معتكف بِحُجرَته،

... وقلمي مُخاتِلُُ ، مُتمرٌدُُ

ذا وَطني إثر الرٌماد

 أضحى حُرٌاََ..حُرٌ .


                🔘ابريل ٢٠٢٤



أُرجوحَةَ العيدِ بقلم الشاعرة ملك محمود الأصفر

 أُرجوحَةَ العيدِ

.........................................

طيري بنا طيري

أُرجوحةَ العيدِ

طيري إلى الأعلى

في فَرْحِنا زيدي

جِئْناكِ أَطفالاً

نلهو ونبتهجُ

نرسمُ أحلاماً

في الروحِ تختلجُ

..............

طيري بنا طيري

والفرحةَ اسقينا

أصواتنا تعلو

تحلو أغانينا

جئناكِ زواراً

في القلبِ أشواقُ

تصبو لرؤيتكِ

مهجٌ وأحداقُ

..............

طيري بنا طيري

فقلوبنا جذلى

والكلُّ يهواكِ

أهلا بكِ أهلا

اليومَ ضحكتنا

تعلو محيّانا

والكلُّ مبتهجٌ

والسنُ قدْ بانَ

......................................

ملك محمود الأصفر 

سورية  بقلمي

احتضنت دار المسرح و الفنون بمدينة دوز محافظة قبلي بالجنوب الغربي للجمهورية التونسية يوم الأحد 14 أفريل 2024 لقاء ثقافيا حضره نخبة من المثقفين و المهتمين بالأدب و التراث اللامادي و خاصة الشعر الشعبي تم خلاله الاعلان عن تأسيس جمعية مهرجان دوز الدولي للشعر الشعبي " شموع" تغطية الأستاذ عزالدين بالطيب

 احتضنت دار المسرح و الفنون بمدينة دوز محافظة قبلي بالجنوب الغربي للجمهورية التونسية يوم الأحد 14 أفريل 2024 لقاء ثقافيا حضره نخبة من المثقفين و المهتمين بالأدب و التراث اللامادي و خاصة الشعر الشعبي تم خلاله الاعلان عن تأسيس جمعية مهرجان دوز الدولي للشعر الشعبي " شموع" و قدم خلاله الأستاذ عزالدين بالطيب ،بصفته رئيسا لها ، أهدافها الأربعة  مثمنا دور المؤسسين و الهيئات السابقة وكافة الشعراء و المؤسسات الراعية و الداعمة و خاصة وزارة الشؤون الثقافية و المؤسسة الوطنية لدعم المهرجانات و التظاهرات الثقافية و المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بقبلي و الأهالي الذين يعتبرون  البيئة الحاضنة للمهرجان و الضامنة لاستمراريته .

أهداف الجمعية: 

1- المساهمة في تنظيم مهرجان دوز الدولي للشعر الشعبي 

2- المساهمة في المحاظة على التراث الشفوي اللامادي 

3 - تشجيع الشعراء الشعبيين والباحثين في التراث الشفوي على الانتاج و مزيد التعريف بهم وبإنتاجاتهم 

4- ربط علاقات  مع جمعيات مماثلة في الأهداف 

كما تحدث عن برنامج نشاطها لسنة 2024 ثم  أعطىيت الكلمة للحضور لاعطاء مقترحاتهم بخصوص برنامج الدورة القادمة التي ستكون خلال الأسبوع الأول من شهر نوفمبر 2024 و كذلك بعض المقترحات لتحقيق كل أهداف  الجمعية كما أكد أعضاء الجمعية على فتح  الانخراط بداية من الشهر القادم وقبل الختام تم تكريم الهيئات السابقة كما وقع الترحم على من ساهموا في تأسيس المهرجان و التحقوا بالرفيق الأعلى.

تغطية الكاتب عزالدين بالطيب





ضاع اخضرار العشق من دمنا..فافترقنا.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 ضاع اخضرار العشق من دمنا..فافترقنا..


الإهداء:.إلى تلك المنبجسة من اختلاجات العزلة..والمطلة على مهجة القلب..من خلف نوافذ الرّوح


عتمات الغروب..

        لها صمتها

يفيض به الصبر

حين يحطّ على ليل أوجاعنا..

          فنبلّل المدى بالصلاة..

 نعلن عشقنا للرّيح

والإنتماء..

ونردّد لغة لم تبح بسرّها

                كلّ المرايا..

***

ها هنا،يمتشق الوجد..

غيمة للهدى

ويرسي على ضفاف المدامع..

فتمضي بنا

على غير عادتها..

الأغنيات

آه من الرّيح 

          تنوء بأوجاعنا المبكيات..

وتسأل الغيم..

      عسى يغسل رغبتها بالندى..

عسى ينتشي البدر،ويعزف أغنية

يبتغيها..

الصدى

فيضيء الصمتُ البيوتَ..

             كي ننام عل ليل أوجاعنا..

نبكي الحصار..

           وما أفرزته الخطايا

  وما لم تقله المساءات للرّيح..

وما وعدته الرؤى

      برغيف،لم ينله الحصار..

كم لبثنا هنا..!؟

                    لست أدري..

وكم أهملتنا الدروب

وتهنا في أقاصي التشرّد

         وكم مضى من العمر..

وجع 

         يتلألأ في تسابيح العيون..

وكم ألقت علينا المواجع من كفن..

كي نعود إلى اللّه 

        وفي يدينا حبّة من..تراب

وطين يشتعل في ضلوعنا..

            ولا يعترينا العويل..

***

آه من زهرة أهملتها الحقول..

وضاع عطرها

            يتضوّع بين الثنايا..

كما لو ترى العنادلَ

        تمضي لغير أوكارها..

في المساء

تهدهد البحر كي ينام على سرّه

     كي تنام النوارس على كفّه

قبل أن يجمع أفلاكه 

للرحيل..

***

ها هنا في هدأة الليل

    نرفع أكفنا بالدعاء

     ونلهث خلف الرغيف

نعانق الصّوت 

      والصّمت..

       ويمضي بنا الشوق

والأمنيات تمضي..

            إلى لجّة الرّوح

  كي لا يتوهّج الجوع فينا..

       لماذا أهملتنا البيادر 

      ووهبت قمحها

للرّيح..؟!

لمَ لمْ تجيء الفصول 

        بما وعدتنا به

وظللنا كما الطفل نبكي-حصار المرارة-

                          -حصار الرغيف-

وألغتنا المسافات 

         من وجدها..

حتى احترقنا

وضاع اخضرار العشق من دمنا

فافترقنا..

تركنا زرعنا..

                   في اليباب

تركنا الرفاق..

ربّما يستمرّ الفراق طويلا

وربّما يعصرنا

 الحزن 

والجوع

والمبكيات..

ألا أيّتها الأرض..

اطمئني..

سينبجس من ضلعك

النّور..

 والنّار

ونعمّق عشقنا في التراب..

فيا أيّها الطير..

        يا طائر الخبز تمهّل

ولا تسقط الرّيش

          من سماء الأماني

سنبقى هنا..

نسكن الحرفَ..

  نقتل الخوفَ..

ونبحث فينا 

    عن الشّعر..

  ونبلّل قمحنا

          بالعناق

ونرى اللهَ 

في اخضرار الدروب

فكم رعشة أجّجتها المواجع 

في الضلوع

وهجعت على غير عادتها..

الأمسيات..


محمد المحسن



الخميس، 18 أبريل 2024

نجاح يشبه الفشل بقلم الكاتب رياض انقزو

 نجاح يشبه الفشل

مادتان وينتهي الاختبار. سأنجح بتفوّق كما خطّطت لذلك...سأدخل الجامعة التي كثيرا ما حلمت بها، وكثيرا ما كانت أمّي تتباهى بدخولي لها في حضور الجيران والأقارب من قبل أن ادخلها. سأنفخ فيّ روحا جديدة نقيّة من كلّ نظرات الازدراء والسّخرية التي كثيرا ما كانت تطاردني وتنفرد بي في زاوية قصية من مخيّلة تنبعث منها رائحة الرطوبة والركود.

أمسك ورقة الامتحان، اتفحّصها مليّا، أقرأ السّؤال مرّة، فثانية، فثالثة، اشعر براحة كأنّي ازيح حملا ثقيلا من على عاتقي. أتريّث قليلا، تتراء لي الإجابات نجوما تتلألأ في السماء تجلى ظلمتها. أشرع في الكتابة وفي مغازلة بنات أفكاري أنتقي أجملها. أعرف أنّي أعشق الجمال كما أعشق الكمال، ولا أقبل برتق إجابات قديمة ممجوجة، أعرف أنّي أبحث عن إجابات متوهّجة تطهّر الرّوح وتقارع العقل.

أخاف إن أنا أجبت أن أكون من النّادمين، فيحوّلني النّدم إلى هيكل بلا روح يتشظّى مع كلّ حرف يخطّه قلمي على ورقة الامتحان. اللعنة على هذا الكمال الذي أبحث عنه والذي كلّما ظننت أنّي أدركته ينبري إلى وهم يلتهمني بشراهة قاتلة في رحم الخيبة، أتراني أبعث بأحلامي إلى غياهب الفشل؟ أتراني أطلب ما لا يدرك، إجاباتا أخرى،  وأنا آخر ينثر ما تيسّر من نور بين النّجوم؟

مادتان وينتهي امتحان البكالوريا كما أعلمتكم سابقا. لكنّ الزّمن يتبدّد بكيفيّة مذهلة، هازئا بأحلامي التي تطبع الحيّز الفاصل بين إجابة وأخرى. لم يتبقّ من زمن الامتحان غير دقائق معدودة، وأنا ما زلت في القاعة أقلب الأوراق، وأجيل البصر بين سيؤال وآخر والبصيرة بين إجابة وإجابة. أضع قلمي وأتوه مع أحلامي هربا من فكرة الفشل التي كانت تراودني كلّما حضرتني صورة أمي تقف متباهيّة. كنت أودّ أن أضمّها حدّ الانصهار، وأن أرسم قبلة على جبينها، ولكن ما إن أمدّ يدي ينهرني الأستاذ المراقب، ويأمرني بالانضباط، فأعود إلى ورقة الامتحان وإليّ يكتنفني الخوف.

رياض انقزو


"أمني النفس". بقلم احلام العفيف تونس

 "أمني النفس"


عندما يأتي المساء

تُعزف أروع الألحان 

وتُنظم ابدع قصائد

تتغزل بامرأة حسناء

ويتفتح الياسمين 

لينثر عطره في كل الأرجاء 

ليتك تدرك حينها

مرارة ليلي 

لا قمر فيه،لا نجم ولا ضياء 

غير زفرات الحنين تثقل صدري 

كسماء مثقلة بالسحب ليلة شتاء 

أصارع شوقا لا حدود له 

يزيد وجع روحي حدّ البكاء 

موحشة هي ايّامي بعدك

لاشيء فيها غير انتظار ودعاء 

ونفس امنّيها انك عائد

كتائه في الصحراء 

يمني النفس بقطرة ماء


بقلمي احلام العفيف تونس


نحو تحقيق معادلة تربط،دون قسر،بين الذات والموضوع..بصورة شعرية واعية.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 نحو تحقيق معادلة تربط،دون قسر،بين الذات والموضوع..بصورة شعرية واعية..


 كيف يمكن ايجاد مصالحة بين الإنسان والفرح،في خضم التداعيات المؤلمة التي يشهدها الوطن العربي في محنته “الإغريقية”..؟

وكيف يستطيع الشاعر صياغة هموم وتطلعات أمته شعريا ؟

أليس بإمكان الشاعر الآن..وهنا تطريز المشهد الشعري بزلازل من الأسئلة الحارقة والمقلقة لهذا الواقع الممجوج والمتخم قلقا وألما،وذلك عبر لغة شعرية صافية تعتمد الأصالة والإضافة،وتنأى عن المحاباة والوصولية..تصالح ذهنية المتلقي وترتقي بحسه في هدأة الطريق إلى عوالم النص ؟

ألسنا إذا وضع يتسم بالقتامة والإنكسار،أفرزته ظروف تاريخية ما فتئت تمر بها هذه الأمة منذ أمد بعيد،وقد شهدت خلالها متغيرات حثيثة،في القيم الرئيسية لمسيرة التاريخ الإجتماعي-الثقافي للعرب،بما من شأنه أن يوظف الأدب،توظيفا واعيا بجدلية الصراع بين الكائن وما يجب أن يكون،ويجعله يقاوم التيار الكاسح،ويتحدى الأمر الواقع،ليصوغه في شكل جدل بين الهزيمة والمقاومة..!

ألم يواجه أدباء العالم في الحربين الكونيتين الأولى والثانية،وما استجد من حروب صغيرة هنا وهناك،ظروفا لا تقل وجعا عن التي نحن فيها،غير أنهم سَمَوا بأفكارهم إلى مستوى التحدي،فظهر أدب المقاومة ضد النازي،وهو الأدب الأمريكي و-السوفياتي-والفرنسي،بين العشرينات والخمسينات من القرن الماضي،وبعد أن خلقت الحربان آثارا حضارية قاسية،وآلاما نفسية جريحة وموجعة،انبجست الموجة الوجودية في أدب الغرب،كاحتجاج وتمرد بارزَين..؟

أفلم يكن من الأحرى بنا نحن العرب،الذين خضنا حربا مهزومة عام 67 وثانية بديلة عام 73 وأخرى أهلية عام 75،علاوة على مآسي أخرى،وتراكمات تاريخية مؤلمة،أفضت إلى إنتقاضة جاسرة،مازال يخوضها أطفال فلسطين بالنيابة عنا في أرجاء الوطن السليب والمستَلَب،أن يكون أدبنا موسوما بالرفض والمقاومة،ويؤسس في مضمونه للآتي في موكب الآتي الجليل.؟

أليس للنص الشعري دور ريادي في تفعيل واقعنا،والإرتقاء بحسنا الإبداعي إلى مراتب البلاغة والإبداع،بما يمنحنا سخاء في الرؤيا يتجاوز الذاكرة الحبلى،والحلم العذري،حس المأساة في خاتمة المطاف،وهي تصاغ في حوار مجلجل مع الجيل الشعري الرائد ؟!

إن تجاوب الأدب مع كل هذه التداعيات،وتحويلها لمادة للإنتاج،من شأنه أن يقوي الشعور بالوحدة،وبالرابطة القومية،ويذكي الوضع النفسي المتلائم مع القربى،والإنتماء الواحد،والمصير المشترك،ويضعف بالتالي الشعور الإقليمي،الذي يتكوّن تلقائيا في ظل أوضاع التجزئة،ويفتح ثغرة في جدار الحدود الإقليمية..

وقد جسّد شعراء بداية النهضة العربية هذا الدور على أفضل مما يقوم به شعراؤنا اليوم،ولعل في الأبيات التالية -للرصافي-عن تونس ما يؤكّد هذا القول :

أتونس،إن في يغداد قوما***ترف قلوبهم بالوداد

ويجمعهم وإياك انتساب***إلى من خص منطقهم بضاد

فنحن على الحقيقة أهل قربى***وإن قضت السياسة بالبعاد

إن حالة التردي التي يتسم بها واقع الأمة العربية بكل أقطارها،جعلت الراهن متخما بالمواجع،تتكالب عليه قوى الشر وتتحالف فيما بينها،بهدف اجهاض نقاط الضوء الثورية،التي نجحت في تخطي تخوم الإنكسار،واستطاعت بجهد غير ملول أن تجد لها طريقا بين جدران هذا الظرف،مما حدا بهذه القوى إلى احتواء تلك النقاط المشرقة لتصفيتها نهائيا،ولإشاعة جو اليأس والإحباط والتشاؤم بين أبناء الأمة..

وفي خضم-هذا الهم النبيل-وفي ظل تداعيات الوجع العربي بكل أبعاده الدراماتيكية،يقف-الشاعر-يستبطن أبعاد هذا الهم في الواقع الخام والمادة الأدبية،يتابع نبض الهزيمة وإيقاعها المأسوي،ويؤسس في ذات الآن للإنتصار،راسما في أشعاره علامات الزمن الخائب،واعترافات الجيل الضائع،من غير أن تكون الخيبة أو الضياع عنوانا أساسيا أو محورا متعمدا،بقدر ما هو قراءة للذات الراهنة،واستحضار للذكريات الماضية،واقامة جدل موضوعي بينهما في ضوء المدى المنظور..

هذا الضوء،هو-الجانب الجمالي-الذي يصوغ الأزمنة ويقيم الحوار معها،وفق-رؤيا-جديدة تؤسس لللآتي الجليل بأفراحه المرتجاة،وتجسد التخاطب الحي بين الهزيمة والمقاومة،وهذا يعني،أن للشعر فعلا موازيا للدور السياسي والعسكري في تضميد جراح هذه الأمة،واستشراف ضوء شموسها الآتي..

ومن هنا،تكون قضية ايجاد المعادلة الصعبة بين الهموم والتطلعات،وخلق المعادلات المعبرة عنها شعريا ضمن القصيدة،احدى نقاط الإرتكاز الأساسية التي يبحث عنها الشعراء،أثناء “المكاشفة الشعرية “فحالة الإنكسار التس يشهدها الوطن العربي من ناحية،وقضية الشعب الفلسطيني من ناحية ثانية،هما قطبان متلازمان في الخطاب الشعري الحدبث.

ومن البديهي أن تكون الهوية الفلسطسنية من جهة،والأرض المحتلة من جهة ثانية،مصدرا ملهما للشعر،فتتجلى المأساة عريا بوجه عام،وفلسطينيا بوجه خاص.

وقد لا يكون الأمر مفاجئا حين ينخرط الشعراء في البحث الدامي الدؤوب،عن مواقع الضوء في زوايا الواقع العرب،لأن الرؤيا التي أفرزتها-الإنتفاضة،هي الرؤيا المضادة لواقع الهزيمة،إنها الإستيعاب التاريخي لمعاناتنا جميعا،وهي العلامة الرئيسية لأدب المقاومة في مختلف تجلياته..

هذا الأدب الذي بات عليه أن يسبح ضد التيار الكاسح،ويتحدى الأمر الواقع،بإعتباره سيصارع تيار الهزيمة،ويتجاوز بذلك واقعها المترجرج،ويبحث في أدغالها وجذورها العميقة،عن تفاصيل وأسباب هذا-الواقع-المهزوم..

ومن هنا جاز القول،أن-الإنتفاضة الفلسطينية-بالأمس..واليوم..وبإسناد من المقاومة الباسلة،بدأت تؤسس للون شعري جديد ومتجدد،يتماهى مع الواقع،ويصوغه على نحو يجلو قيمه الجمالية،ويبرز أبعاده النبيلة التي هي مطمح كل فنان أصيل.

غير أن ما نرومه،هو أن لا تكون أشعارنا راشحة بالمرارة،طافحة بالحزن ومتخمة بالمواجع،بقدر ما هي مشعة بالفرح،تجسد الإنبهار بالحياة حد الشهادة،وتؤسس لروح الإنتصار عبر لغة تستكشف كنوز البيان وخبايا البلاغة،في تاريخية اللفظ والتركيب العضوي للكلمة،فيبوح النص الشعري بما يتضمنه من مفردات إبداعية،وبما كان سرا مستغلقا على الفهم ومستساغا للأذن في ذات الآن،بما من شأنه أن يحرر رقعة واسعة من الذوق التقليدي المتحجّر،ويكتسح مواقع الكلاسيكية عبر رؤيا تتفاعل مع عالم القصيدة الداخلي في ارتباط وثيق بالثورة الحضارية،وأن يتوصل في النهاية إلى ايجاد معادلات معبرة عن همومنا شعريا،بما يحقق تلك المعادلة الصعبة التي تربط،دون قسر،بين الذات والموضوع بصورة شعرية واعية..


محمد المحسن



بحث “ بقلم د .صالح وهبة

 “بحث “


بقلم د .صالح وهبة 


عنوان  البحث  "ضبط الفكر "


الكلمات المفتاحية


daydream  ….  over thinking

السرحان والتشتت  .. الإحباط ..راقب فكرك


المراجع


علم المشورة  ..من أقوال الآباء …مواقف حياتية حدثت بالفعل


الهدف من البحث ….

صوم الفكر  عن كل ماهو منكر  وتوجيهه للأفضل 


مقدمة البحث ……


الفكر يخرج من العقل ولا يفارق العقل  يلف حول العالم ويعبر مع الإنسان محيطات وقارات ولا يفارق عقله 

ولا يمكن إيقافه  أبدا ..

ويحضرني في هذا السياق قصة حدثت بالفعل ..


دخل معلم الفصل وقال لتلاميذه : الكل يكتف  إيديه، الكل يغمض عينيه ، الكل يعطي عقله راحة ولا يفكر في شيء ، لمدة خمس دقائق ومن غير ليه ..  


ومضت الخمس دقائق وكانها خمس ساعات عليهم لأنهم منتظرين السبب ايه ؟ 


وبعدها  مباشرة قال لهم المعلم : الكل يفتح عينيه  وكل واحد منكم يضع أمامه ورقة ويكتب عليها اسمه ويكتب الذي كان يفكر فيه في مدة الخمس دقائق التي عدت عليه …


ففعل الطلاب وكل واحد كتب الذي كان يفكر فيه ، انتظر المعلم برهة ثم قال : طبعا الكل كتب ولكن !!

أنا قلت لكم في البداية لا أحد يفكر في شئ ولكن هدفي أنني أريد أن أوضح لكم  معلومة هامة جدا  وهي : 

"أن العقل لا يتوقف أبدًا عن التفكير ، فالفكر نهر متدفق متجدد المياه دائما "


ولكن !!

يمكن ضيطه ..يمكن توجيهه  للأفضل… يمكن تصويمه عن كل ماهو منكر … وهذا هو موضوع درسنا اليوم وهو "صوم الفكر " 


والجدير بالذكر  : برغم إننا متفقون تماما على حقيقة أن الإنسان لا يستطيع إيقاف تفكيره لكن يستطيع تلجيمه وتصويمه  وضبطه …واستطرد قائلًا:

بعد هذه المقدمة الجميلة وقبل أن ننخرط في موضوعنا عن صوم الفكر، وجب علينا أن نتعرف على خطورة الفكر ومشاكله، فهيا بنا 


 "خطورة الفكر "……….


(١) الأشياء  الخطيرة تبدأ بأفكار صغيرة.


الفكر  غير المنضبط  الذي يحرك صاحبه يمينًا ويسارًا كقضية تحركها الريح ، يبدأ بفكرة صغيرة تكبر معه وتقوده لفعل أشياء كبيرة غاية في الخطورة 


بمعني : الذي يتعود على سرقة جنية واحد في طفولته عندما يكبر تكبر معه هذه الفكرة الصغيرة وممكن يصيح رئيس عصابة في سرقة بنوك كبيرة ..


(٢) "التشتيت والسرحان "


أثناء الصلاة ممكن يحارب الشخص بفكرة تراوده ولو للحظات …أو شخص يقوم بعمل عقلي وفجاة تأتي له فكرة تحوم حوله وتشغله ولو لحظات

لتقطع حبل تفكيره .


(٣) أحلام اليقظةday dreams 


مثل طالب ثانوية عامة فاتح كتاب الرياضيات أمامه ويقول لنفسه : ساقوم بحل كل مسائل التدريبات  وجميع الامتحانات السابقة لأحصل على أعلى الدرجات والتحق بكلية الهندسة قسم إنشاءات….  


وهو سارح الليل كله في الأحلام والصفحة كما هي  لم تتحرك لا يمين ولا شمال…. وأمه تدعي له وتقول له  :يا حبيبي يا ابني كفاية روح نام ..ده أنت  الليل كله سهران ..


وهي لا تدري إنه كان في رحلة ولا رحلة ماجلان ..عبر المحيط الهادي والأطلنطي كمان ….وسافر رأس البر ورجع لأسوان (وهو قاعد على الكرسي  ماتحركش والصفحة كمان ماتقلبتش  ) ….

أو شخص كان تعبان في وظيفته وشاعر  بأن زملاءه حاقدين عليه ودائما يضايقونه فيبدأ يحلم بأن صدرت له ترقية من الوزير فأصبح مدير عام ويتخيل أنه أصبح الآمر الناهي ويبدأ ينتقم من مضايقيه ..


(٤) الإحباط 

شخص تتسلط عليه فكرة تعشعش في دماغه  وتتسلط على تفكيره، ودائما تلازمه في صحوه وفي منامه ويصدقها فتصيبه بالإحباط وعدم الثقة( لا في نفسه ولا في الناس )


(٥) الشك والإلحاد 

ممكن التفكير غير المنضبط يوصل صاحبه الى الشك والإلحاد ولا سيما عندما يفتقر إلى ثقافة الرد من كثرة الأفكار التي تشتت ذهنه فينقاد  ويتم غسيل  مخه بسهولة ..


(٦) التفكير الزايد over thinking


مثل شخص يفكر بصفة ديمومية لدرجة تشعره أن دماغه سخنت من كثرة التفكير وممكن يصحو من نوم عميق منزعجا من هذه الأفكار المتزاحمة التي لا يستطيع إيقافها


كل ما ذكرناه عن خطورة الفكر  يحرك فينا رغبة التعرف على (ما الذي نحتاجه لضبط فكرنا وتوجيهه التوجيه الصحيح)  


وهذا يتأتى من جملتين ذهبيتين هما (راقب فكرك … اشغل وقتك  ) …


التشخيص ……


 راقب فكرك. (تسرح في ايه ؟)

لو  أنت أمين مع نفسك وعرفت الذي تسرح فيه، ستعرف هويتك ، (ستعرف أفكارك تعلن عن ايه؟ ) ….أفكارك ستفضحك وتكشف هويتك …


(٢) راقب أفكارك رايحة على فين ؟)

كنت ايه وبقيت ايه !! وكيف تغيرت 180 درجة  للأسوأ ..


مثل شخص متدين وبسبب اطلاقه العنان للأفكار، لم يعد قادرا على التحكم فيها وكانت النتيجة (تحول من حمل وديع  لذئب مفترس )


يحضرني في هذا الصدد قصة حدثت بالفعل …

أم عندها طفل في أولى ابتدائي قادها فضولها أن تفتش في حقيبته  فوجدت بها قلم رصاص من نوع مختلف تماما عن الأنواع التي اعتادت أن تشتريها له ..فسالته من الذي أعطاك هذا القلم ؟..


فقال الطفل :فتحت شنطة صاحبي وأخذته منها ، فصاحت في طفلها وبدأت تنصحه تارة وتعنفه تارة أخرى  وأن هذا حرام ..فجأة دخل الأب وسمع هذا الحوار ،  فقال لابنه :حد شافك ؟ قال الولد :لا

قال الأب برافو عليك …

ويحكى ان هذا الأب كان متدين جدا وتحول لشخص شرير بسبب استسلامه لأفكاره 


والجدير بالذكر ..لا يوجد أحد يتحول من قديس إلى إبليس في يوم وليلة ولكن يتحول بالبطيء (واحدة واحدة ولكن بتزايد خفيف ومستمر ليصيح ما هو عليه في اللحظة والتو) 


الهدف من ذلك :


عندما تراقب أفكارك رايحة على فين وقبل أن تغرق في بحورها… (انقذ  نفسك من هذا التدهور  الذي يلحق بك حتى لا يتغلغل ويعشعش في عقلك ووجدانك وبعدها يكون من الصعب التخلص  منه ..الحق نفسك )


كن مثل الطبيب الذي عندما يشك في تشخيص المرض يطلب من المريض عمل أشعة وتحاليل ليشخص المرض وبناء على هذا التشخيص يصف الدواء


فأنت طبيب نفسك عندما تحس بأعراض المرض بادر بعمل تحاليل وأشعة لنفسك بمعنى : اعرف أنت محتاج وقفة قبل أن تستشري  فيك هذه الأفكار وتتحول لكانسر  لعين يفتت كل شخصيتك ويدمرك …

يجب معرفة سبب المرض أولًا حتي يزول العرض ….

الأفكار تحتاج متابعة مستمرة حتى تعرف حقيقة مسارها (رايحة يمين أم رايحة شمال ..في مسارها الصحيح  أم حادت عن الصواب )


 (٣) راقب أفكارك (تتغذى على ايه ؟ )

الغذاء الذي تتغذى عليه سوف تجتره ) …فكل ما تفكر فيه ينجذب اليك  …فلو عقلك تغذى على أغاني ، تدندن  أغاني …لو تغذى على نظرات وشهوات     تنساق وراء الشهوات والنزوات . ..تغذيه على طعام به كولسترول التزمت والخصام يخرج لك كراهية وانتقام …


وفي سياق متصل ..

لو  واحدة متزوجة حديثًا ودخلت علىها جارتها  بحجة التهنئة ومعها وجبة دسمة من سموم وملوثات عن الخيانة الزوجية وعدم الأمان للأزواج الرجال بالذات وكم من الرجال الخائنين ….


وتقدم لها هذه الوجبة على طبق من فضة بكلامها الذي يدس السم في العسل ..فماذا تتوقع من هذه السيدة المتزوجة وخاصة عندما تعطى أذنيها لها وتنصت لها بكل جوارحها !!!


لكن العاقل هو الذي يتحكم ويمسك لجام هذه الأفكار الواردة سواء  من ذاته أو من آخرين فيتحكم فيها ويكبح جماحها  قبل أن تتوغل فيه وتحتاج لبلدوزر  لكي يخرجها وقد  لا يقدر على انتزاعها لأن جذورها عميقة 


 العلاج …


اشغل فكرك

بالسماويات ..اشغل فكرك بالصلاة والقراءات ..اشغل فكرك بالإيمان والتقرب إلى الله


اشغل وقتك بعمل يدوي تقتل فيه الفراغ .. 


احذر !!

الفراغ صمام أمان وكارت ضمان لوقوع الإنسان في فخ الشيطان وخبر عاجل لوجود مكان شاغر في عقل الانسان (فندق 5 نجوم واستراحة كبار زوار كمان)  ليبث فيها  الشيطان الأفكار والملوثات التي تدمر البنيان


النهاية …

الأفكار مثل الأرانب، لو كان عندك  اثنان وتعلمت  كيفية  التعامل معهما، ستحصل على دستة بعد وقت قصير ..


لذا  ……

راقب أفكارك قبل أن تصبح كلمات …راقب كلماتك  قبل أن تصبح أفعال ..راقب أفعالك قبل أن تصبح عادات ..راقب عاداتك  قبل أن تصبح طباع ..راقب طباعك لأنها هي التي ستحدد مصيرك وشخصيتك  ….


دمتم في سعادة وراحة بال ……



صرخت بقلم حكيم التومي

 صرخت


صرخت أين الحب

والوفاء

أين السعادة والصفاء

لما الأحزان لما الحروب

لما الدموع لما الدماء

لما تغيرت القلوب وعكفت

على البقاء الأسماء

صرخت أين البحث

لما الجمود

أين الشعراء عانقوا

الجفاء

حياتهم شقاء ومن

يقرأ ومن يسمع

النداء

مجموعات شعرية 

وأين التفاعل والحوار

أهو تصادم الحضارات 

أخطر داء

كم فنان كرموه بعد

الموت

وفي الحياة قلدوه

النسيان

ما أشقى أن يهمش

المبدع في هذا الوطن

صرخت أين الأخلاق

ذهبت بلا رجعة

فحل ركب الحروب

بين الأمم


حكيم التومي 

تونس



حين يناديني صوت الواجب النضالي..إلى ساحة الأدب المقاوم * بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 حين يناديني صوت الواجب النضالي..إلى ساحة الأدب المقاوم *


الإهداء: إلى الشهداء أكرم ما في الدنيا وأنبل بني البشر،وإلى الشرفاء الأحرار وزينة الحياة،وبناة المستقبل،وإلى حملة الأقلام الذين ارتقوا في الكتابة الحرة المقاومة


«إذا كنا مدافعين فاشلين عن القضية،فالأجدر بنا أن نغير المدافعين..لا أن نغير القضية». (غسان كنفاني)


-فلسطينية العينين والإسم/فلسطينية الأحلام والهم/فلسطينية الميلاد والموت (محمود درويش)


-الأدب روح تمرد،وامتداد مقاومة من ضفة الثورة على الجمود والتخلف والظلم والقهر إلى ضفة الاستشهاد تمرداً ومقاومة واستشهاداً من أجل العقيدة والهوية والانتماء والحرية والكرامة والعيش في ظل أمن من جوع وخوف..(الكاتب)


-الأدب روح تمرد،وامتداد مقاومة من ضفة الثورة على الجمود والتخلف والظلم والقهر إلى ضفة الاستشهاد تمرداً ومقاومة واستشهاداً من أجل العقيدة والهوية والانتماء والحرية والكرامة والعيش في ظل أمن من جوع وخوف..(الكاتب)


من منّا لايعرف عبر التاريخ أهمية الأدب المقاوم في مواجهة الاحتلال،وأهمية الشعراء الذين صدح صوتهم فاختلطت المعاناة بمشاعر التمرد،لمواجهة الاحتلال والظلم والاستبداد والتسمك بالهوية والأرض

وكما هو معروف بأن الأدب المقاوم مصطلح وضعه الأديب الفلسطيني غسّان كنفاني،ليصف الأدب الذي بدأ يُكتب في فلسطين المحتلّة عام 1948،بعد حرب النكبة حيث نادى بالوصول للحرية والاستقلال

نعم،المقاومة بهذا الفعل واجب وضرورة لأنه مفروض على كل إنسان إعلاء القيمة الحقيقية بالمقاومة والتعبير عن الوفاء للوطن

الحياة مقاومة للموت ولكل ما يشكل موتاً في الحياة من فساد وانحلال وضمور قيم وضمائر ومسؤوليات وملكات

الحياة مقاومة مستمرة،والفكر والأدب،في بعض الأوقات والحالات،نسغ تلك المقاومة الذي يسري في شعاب القلب والروح ليبعث الحيوية ويجدد الحياة ويحرّض على فعل المقاومة

وحين يتعرى القلب،وتتشقق جذوع الروح،وتقف هيكلاً عظمياً باهتاً مرمدّاً يقاوم الهلاك والتهالك والتهافت والسقوط،يسري سحر كلمة صادقة منقذة ليبدع الحياة ويبعثها إرادة حرة متوثبة،ولينعش هيكل الروح فيخضرّ ويخضَلّ ويزدهر ويقبِل على ما في الكأس من بقية،حتى وهو يغالب ترسبات الحنظل فيها.

والأدب روح تمرد،وامتداد مقاومة من ضفة الثورة على الجمود والتخلف والظلم والقهر إلى ضفة الاستشهاد تمرداً ومقاومة واستشهاداً من أجل العقيدة والهوية والانتماء والحرية والكرامة والعيش في ظل أمن من جوع وخوف.

ولو تلمّسنا في الأدب الرفيع والإبداع الذي يستحق اسمه،معالم الأهداف والمعاني والدلالات، لما وجدنا إلا مواقع القيم ومقوماتها مما يسترعي الاهتمام ويشكل خريطة الإبداع الحق

ومنظومات القيم في الأدب تكاد تشكل أهم مقوماته،من قيم الخير والحق والعدل والحرية إلى قيم الجمال والبديع والبيان الساحر والمنطق المسكوب حكمة وتعقلاً،وما تمثله المتعة العالية من حضور في قلب وعقل وروح تشكل السعادة لها هاجساً وتطلعاً وأملاً

ما أريد أن أقول ؟

أردت القول أن المقاومة ليست ورقة تذروها الرياح،بقدر ما هي شجرةٌ تضرب جذورها في الأرض عميقًا،ومهما اختلفت أشكال المقاومة إلا أنها بالنهاية تقود إلى هدف واحد،ولذا كان الشكل الثقافي في المقاومة بمثل أهمية المقاومة المسلحة،وهما عاملان مُترافقان يكمل أحدهما الآخر،وشكَّل أدب المقاومة على وجه الخصوص حلقة جديدة في سلسلة التاريخ بتطوُّره السريع الذي واكب متطلبات الوضع،ولكن الذي ميَّز الأدب المقاوم هو ظروفه القاسية بالغة الشراسة التي واجهها وتحداها

إن تناثر الكلمات الفلسطينية في الكتب عبر أرفف مكتبات العالم هي ليست حالة شتات الشعب الفلسطيني ذاتها لما بعد النكبة،وفي الواقع تعمل الحالة الأولى للكلمات كأنها قوى مضادة للحالة اللاحقة للشتات من خلال التأكيد على قوة تحمل الفلسطينيين والتعبير عنها

لقد تواتر الحديث عن الهوية الفلسطينية وضرورة الحفاظ عليها في ظل الاحتلال الإسرائيلي مع تزايد وتيرة أدب المقاومة والتوكيد عليه،علمًا أنه تشكَّل في الفترة ما بين نزوح الفلسطينيين عام 1948 وحرب الأيام الستة عام 1967،ما ميَّز الهوية الفلسطينية بطابع فريد منذ ذاك الحين،واستمر حتى الوقت الحالي.والرائع في أدب المقاومة هو التعبير بحرية دون خوف عن الأهوال والجرائم التي ترتكب في حق الشعب الفلسطيني من قبل المحتل الصه..يوني.وكان الكاتب الفلسطيني غسان كنفان-كما أشرنا-هو من قام بسبك مصطلح أدب المقاومة »وعرّفه بأنه الأدب الذي يقاوم القمع والاحتلال الإسرائيلي وينادي بالحرية والاستقلال،على الرغم من وقوع البلاد تحت طائلة المحتل.وفي كتابه «أدب المقاومة في فلسطين المحتلة»يؤكد غسان كنفاني أن أدب المقاومة في فلسطين يمكن اعتباره إلى حد ما ضربا من ضروب المقاومة المسلحة،وهو بمثابة حلقة في سلسلة تاريخ متواصل،لم يستطع أحدهم قطعه طوال نصف قرن من حياة الفلسطينيين،إلا أن نصف القرن هذا في عصر غسان كنفاني قارب في الوقت الحالي القرن من الزمان

وإذن؟

أن الأدب المقاوم إذا،يرتقي في معراج القيم إلى كل ما هو صاف ونبيل وسام لتحقيق كرامة الإنسان وحريته وطمأنيته،وفي ضوء ذلك فإن الناس قديماً وحديثاً شغفوا بأدب المقاومة وظهرت تجلياته بأنماط شتى ومضامين عدة،وما زالت عبقرية المبدعين تبتكر أنواعاً ومضامين جديدة تساير ارتقاء الحياة والحضارة،فهم يتوقون إلى هذا النمط الذي يؤكد التزامهم الثابت بقضايا مجتمعاتهم وهمومها وطنياً وقومياً وإنسانياً،وبهذا فإن الأدب المقاوم على الرغم انه ركَّز على المقاومة الفلسطينية المعاصرة يحمل في ذاته ملامح العام والخاص فضلاً عن أن طبيعته تتألق بروح الجذب والإثارة،ويتصف مضمونه بروح الجوهر المشرق والمثير للدهشة والمتعة، ويتصف بالثورة والتمرد على كل أشكال التقهر والظلم والاستبداد والاحتلال

لقد قال الشاعر الراحل محمود درويش: ما أعظم الفكرة وما أصغر الدولة .والاديب هو حامل الفكرة والمدافع عنها ومبدؤها الاول.وقد اتسعت رؤيا الأدباء الفلسطينيين بفعل انتمائهم،وبلغة الإبداع،لتحمل فيض التعبير عن الوفاء للأرض،وشكلت عباراتها وتعابيرها الخاصة الوجود الحتمي والفني،كما نرى في إبداعات الرعيل الاول،إبراهيم طوقان،عبد الرحيم محمود،حنا ابو حنا،هارون هاشم رشيد،يوسف الخطيب وغيرهم.وتجلت صوفية العلاقة التوحدية في معالم الوجود الفلسطيني،حتى غدت إشارتها الترميزية آفاقاً لحق التعبير عن الارض

والإنسان،بإبداعات معاني الحالات في رحلة روحية تتلخص فيها تجربة الحلول

واذا كانت الثورة في جوهرها ايمان بامكانية تحقيق العدل في هذا العالم كما يقول رجاء النقاش،فإن الثورة الفلسطينية عمقت تجربة الابداع بشمولية الفعل التراجيدي،ووحدته،مرتكزة حول الانا في مبدأ الوحدة،ليصبح حضور الكاتب الملتزم معادلا لموقف فني

على سبيل الخاتمة:

الأدب شعراً ونثراً ابن الذات المبدعة شعوراً ورؤية وخيالاً،فهو إلماعة ذهنيـة مـضمخة بالانفعـال الـذي يـرف علـى الـشجن الـدافئ..ويتربـع الأدب المقاوم على عرش هذا الأدب في كل زمان ومكان،لِما يتصف به من الانـدماج في كينونـة الجماعـة والأرض،ولاسـيما عنـدما تطـوف اللحظـة الزمانيـة في تمجيــد القــيم الأصــيلة الـتي يتواضــع عليهــا المجتمــع أو

تتعهدها الرسالات السماوية بالحفاوة توقيفاً وتوفيقاً كما هو حال المفهوم الإسلامي للشهادة أو النصر بوصفهما إحدى الحسنيين

فـإذا كـان الأدب عامـة فنـاً جمـيلا،فـإن الأدب المقـاوم يـصطبغ بهـذا الجمال في الوقت الذي يحمل رسالته ووظيفته في طبيعته الفنية

لهذا فإن إشراقات الأدب المقاوم ترتقي معراج القيم إلى مصافي التعبير عن كل ما هو نبيل وسامٍ لتحقيق كرامة الإنسان وحريته وطمأنينته،ما يعني أنها استكناه لأسرار الحياة الخيّرة وخلودها كل زمان ومكان لأنها تنبثق من مفهوم العزة والحرية والاستقلال والسيادة

وبهـذا فـإن الأدب المقـاوم-علـى الـرغم مـن أنـه ركـز علـى المقاومـة الفلسطينية المعاصرة- يحمل ذاته ملامح العـام والخـاص،فـضلا عـن أن طبيعته تتألق بروح الجذب والإثـارة، ويتـصف مـضمونه بـروح الجـوهر المشرق والمثير للدهشة والمتعة،لأنه يتصف بالثورة والتمرد على كل أشكال القهر والظلم والاستبداد والاحتلال و

وأخيراً أقول: حسبي أنني حاولت الاستجابة لصوت الواجب النضالي إذ ناداني إلى ساحة الأدب المقاوم رغبة تقرير مواقف الكرامة والبطولة خدمة للأجيال وللوطن والأمة،وحباً بهذا النمط من الأدب الصادق والرفيع

والله من وراء القصد.


محمد المحسن


*صغت هذا المقال تناغما مع عرس الملتقى العربي لشعر المقاومة (دورة أولاد أحمد..الدورة-13)..الذي يشرف عليه ويدير فعالياته بإقتدار الشاعر والصحفي القدير أ-عادل الهمامي،وتؤثثه كوكبة من شاعرات وشعراء ونقاد ومثقفين نصرة للقضية الفلسطينية ودعما للمقاومة بالكلمة باعتبار الشعر من أهم التعبيرات الفنية الذي يروج للقضايا الإنسانية العادلة.





مَشعلُ الأملِ في دروبِ الغدِ بقلمَ الشاعرةِ فاطِمَة اسكيفْ

 مَشعلُ الأملِ في دروبِ الغدِ 


 تلاشتْ الطرقُ وتلاشتْ تلكَ الأماني ، 

وكأنَ الظلمةَ اجتاحتْ ساحةَ الفكرِ ، 

و رغمَ ذلك …

لا تزالُ شعلةُ الأملِ تتلألأُ 

كالقمرِ في سماءِ الليلِ الحالكِ ، 

تُضيءُ دروبَ المسيرِ نحوَ المستقبلِ …

فلكُلِّ نهاية بداية ،

 كالشمسِ التي تغربُ لتشرقَ منْ جديدٍ ، 

و تضيءُ فجراً جديداً في سماءِ الأملِ …

 و تحملُ كلَّ نهايةً في طياتها بدايةً لفكرٍ جديدٍ ، 

كالنهرِ الذي ينحدرُ ليشكلَ مساراً جديداً ، 

يحملُ معهُ مياهَ الحياةِ المتجددةِ ، 

و الحياةُ ستبقى مستمرةً في تعليمِنا ، 

كمعلمٍ صبورٍ يَصقُلُ أرواحَنا منْ خلالِ التجاربِ والمحنِ ، 

فنكتسبُ منها الحكمةَ والقوةَ ، 

ونتعلمُ كيفَ نمضي قُدُما نحوَ المستقبلِ ، 

بِثباتٍ كالجبالِ الراسخةِ في أعماقِ الأرضِ ،

و نتعلمُ منْها كيفَ نحملُ الأملَ كالشعلةِ في عتمةِ الفكرِ ،

 نستنيرُ بها في ظُلماتِ الألباب ، 

و سنستمرُ في السيرِ نحوَ غاياتِنا ، 

لنرسمَ طريقنا بألوانِ التنويرِ على دروبِ المستقبلِ ، 

ونخطو بثقةٍ نحوَ أُفُقِ العلياء الذي يضيءُ أمامنا كالنجومِ الساطعةِ …


بقلمَ الشاعرةِ فاطِمَة اسكيفْ



تَوَهان بقلم الأديبة سامية خليفة

 تَوَهان

سامية خليفة 

العدْوُ خلف الظّلّ فيه الهلاكُ

يا ظلَّ اليومِ والأمسِ والغدِ

متى سندركُ ماهيَّتَكَ

تُموّهُ صورةَ وجودِكَ

لتكونَ الأثرَ الذي نلاحقُهُ

ولا نطالُهُ

نحتالُ في العثورِ عليه

رغم أنه ولد معنا وفينا

هو في الوجودِ اللاوجودُ

نحترقُ في لظى الشروقِ

نتلاشى مع برودة الغروبِ

نظنُّ أنَّنا ما بينَهما

في أحضانِكَ

تغيبُ، نبحثُ عنكَ، لا نكلُّ 

ّيا ظلّا يا شطراً مفقودا في الروح  

يا نصفَ الجسدِ الموؤدِ

كم ستطولُ فترةُ التّوهانِ

كم سنمضي بعدُ منَ العمرِ 

ونحن غرقى

في بحورِ  التَّنقيبِ عنكَ

الظل آه لو أدركوا ما الظلّ

لماتوا

لتمنوا الرَّحيلَ

قبل اقترابِ موعدِ القطار

في المحطة الأخيرة

كلٌّ منا ينتظرُهُ ظلٌّ

ليرافِقَه 

في رحلةِ توهانٍ جديدةٍ

لن نبحثَ حينَها عن ظلٍّ تعشَّقَنا 

فبحثنا عنْهُ خارِجَنا

هو سيبقى على انتظارنا 

في محطات قادمة.



مناجاة بقلم د. أسامه مصاروه

 مناجاة


منْ شُروق ٍ يا حبيبي للغسَقْ

ثمَّ نور ٍ واخْتِفاءٍ في الأُفقْ 

بتُّ أشكو في الليالي مِنْ أَرقْ 

واشتياقٍ وحنينٍ بلْ قلَقْ

دمويًّا قانيًا مثلَ الشَّفقْ

صارَ شعْري فوقَ أشلاءِ الورقْ 

مُنْذُ هجرانٍ فؤادي ما خفقْ

ولساني غيرَ عِشْقي ما نطقْ

يا حبيبي إنَّ نُكْري قدْ سَحَقْ

مُهْجتي بل وأحْشائي حَرَقْ

يا حبيبي كمْ جميلٌ مَنْ عتقْ

مُغْرَمًا يمشي سنينًا في نَفَقْ 

يا حبيبي من جُمودٍ أوْ زهقْ

صرتُ أمشي دونَ وعْيٍ في الطُرقْ 

يا حبيبي كانَ حُبّي كالْوَدَقْ

وكَرَيْحانٍ عاطِرٍ أو حَبَقْ

وفؤادي إنْ وعدْ دومًا صَدَقْ

ما طَغى يومًا وما وعْدًا خرَقْ

يا حبيبي بِاسْمِ أنوارِ الفَلَقْ

قَبْلَ أنْ أَبْلُغَ موْتًا أو رَّمَقْ

خُذْ بِروحي في فضاءٍ مثلَ بَرقْ

يقْطَعُ الآفاقَ مِنْ غربٍ لِشَرقْ

خُذْ بقلبي ٍ كسَفينٍ في سبَقْ

لا يُبالي بِانْكسارٍ أو غرَقْ

د. أسامه مصاروه



.. وقد كنّا هناك .. بقلم الشاعر... علي السعيدي ....

 .. وقد كنّا هناك ..

وكنّا هناك

وقد هرمنا

من أجل هاته اللّحظة التّاريخية

رفيقي

لن يمرّوا

وان عبروا

لا ولن يمرّوا

وطن الجراحات

لؤلؤة

خفقت ذات

فجر

ثم غابت

مّرة واحدة

ستزهرّ على شرفة

هاته  الأرض

من بقي منك ينبض

بين وقع الرّياح

وصرخة  الآه

يا وطن الآه

.. وقد كنّا هناك ..

...  علي السعيدي  ....



صمت الروح إنذار بقلم الكاتبة فكريه بن عيسى

 صمت الروح إنذار 

قبل العاصفة 

تفتت الخذلان

 جزيئات

 لتنقض على مرابع 

الآلم 

تدمر مركز الإحساس

 تروض الروح لغيبيات

 المجهول

 تستنبط معنى الوجود 

تتلمس بعض الحياة 

لجسد فقد نبض

 المشاعر 

تائه بين سحب السماء 

وشطوط النسيان 

فكريه بن عيسى



وَدع العشق...! بقلم الكاتبة ناهد الغزالي

 وَدع العشق...!


رأيت فيما يرى العاشق،

إمرأة بجناح فراشة هشّ

ترفرف حول فانوس الحبّ

فتحترق بلظى السهاد!

إمرأة بضفائر الصبر

 يُلوّن خدّيها شفق

الشوق!

تنزع ألوان الوصال

قرب بئر الحزن!

تتطهّر من كسوف

عينيه!


ورأيت ههنا 

في قرية الأقحوان،

رجل بلون المساء 

يعلّق سيّدة 

من أساطير الثلج

لكنها تشع دفئا!

يبدو أنه تاب من

رسم ملامح الفراق

في أحداقه!


و رأيتني في مدينة العشق

طفلة 

أضاعت قرط الحكاية!

وانساب شَعر

شوقها على كتف الليل...

محاطة بهالات الشوق

مدينتكم،

و صرير عجلات

النسيان صدئت!


يا عرافة،

ارمي ودع الحظ

واقرئي 

طالع اليوم،

أتراني أفرّ من قبضة 

الليل

أم أصير كحلا

لحكايات الساهرين


ناهد الغزالي



غَزَّةُ … العَنْقاءُ بقلم الشاعر محمود بشير

 غَزَّةُ … العَنْقاءُ


يا (عُرْبُ) قد جارَتْ بنا الأنواءُ

              قد جارَ فينا الدَّاءُ  والأعداءُ


كنا جيادا والجِيادُ أصولُنَا

                  كُنَّا نُجوماً بُرْجُنَا الجوزاءُ 


كُنَّا وكُنَّا واخْتَفَتْ آثارُنا

       غابَ المُسَمَّىٰ ضاعَتِ الأسماءُ


يا ويْلَنَا صارَ الغِيابُ مآلَنَا

             قد طالَ فينا النومُ والإغْفاءُ


من حولِنا الإعصارُ يمضِي عاصِفاً

                لمْ يصْحُ فينا نائمٌ مُسْتاءُ


لمْ يصْحُ فينَا من يُحَرِّكُ ساكِناً

   إنْ تَقْضِ (غزَّةُ) أو قَضَتْ (صَنْعاءُ)


صِرْنا غُثاءً والسُّيولُ تعافُنَا

                  صِرنَا غُباراً أرضُنَا جرْداءُ


لكنَّ (غَزَّةَ) أنْبَتَتْ أغصانَها

                     خُضراً فعمَّ الثّائِرينَ رجاءُ


غاضَتْ سُيولُ الثأرِ في جُنُباتِها

                قامَتْ يُثَوِّرُ جوْفَهَا شُرَفاءُ


شَبُّوا وهَبُّوا وانْتَهَتْ صولاتُهُم

                     عندَ العدُوِّ كأنَّها إسْراءُ


سامُوا العدُوَّ مرارَةً ألقَتْ بهِ

                في الأسْرِ أو حتَّىٰ أتاهُ فناءُ


ضجَّ الخُصومُ تكشَّفَتْ أحقادُهُم

           والحِقْدُ عندَ خصومِنا سِيماءُ


حشَدُوا لها ما قد تَنُوءُ بحِمِلْهِ

                         لكنَّهَا ما طالَها إِعْياءً


صمَدَتْ وما زالَتْ تَجُولُ بحِمِلِها

                  وكأنَّها في حِملِها العَنْقاءُ


ستَعُودُ تُعُلِي للجَمالِ معالِماً

                  ويَقَرُّ فيها الأهلُ والأبناءُ


محمود بشير

2024/4/18



الأربعاء، 17 أبريل 2024

لحظه غنوه من كلمات السيد الشهاوى

 لحظه 

      وحياتك وstop 

                   غنوه من كلمات 

                      الشاعر 

               السيد الشهاوى 


من فضلك لحظه وستوب

 قبل ما ادوب في هواك ياحبيبي 

والقاني غرقان وباطب 

انا  اصلا في هوايا اناني

 ماعرفش ابقي الحب التاني 

قول  كده يعني ذي فريك 

ما اقبلشي ويايا شريك 

        $$$$$$

   حبيبي ياللي انت القمر

 والناس نجوم حواليك 

ياللي انت احلى قدر 

العمر كله وهبته ليك 

روح وتعالي وخاصم وابعد 

 وادلع في هواك واتبغدد 

بس ان حنيت يوم لغرامي

وجيت ترسى علي شطي ونويت ياريتك تفهم بس ياريت 

 انا مقدرش ابقى ترانزيت

 انا عمري ماكنت ترانزيت  

$$$$$$$

   وحياتك لحظه وستوب

 قبل ما تيجي تقول حبيتك 

 اعرف قبله معني الحب 

لما تشوف روحك في مرايتك احلي كتير من كل النااس 

انت وبس وشايف غيرك

 لا قلوب ليهم ولا احساس 

وجمالك ياخدك وغرورك 

وتعشق روحك انت وبس 

والحب عمره ما كان كده 

دا الحب احلي من كده 

الحب رقه واحساس 

$$$$$$

اصحي بقي يا حبيبي وفوق واعرف قبله معني الشوق 

الحب مش بس امتلاك 

ولا اشوفك امير وملاك 

الحب دفا في عز البرد 

 ولو غبت عنك لحظه 

 تبعت تسال وتود 

الحب امان وعد وعهد 

لما تحس بدقات قلبك 

باتهز كيانك

 تاخدك من وقتك 

من روحك 

وتطير بيك كده فوق احلامك

 ساعتها تعرف معني الحب 

وادوب انا في هواك واطب 

انت صحيح  فارس وجميل 

 وانا مصري..... انا ابن النيل

لما باحب    ..... باحب بجد

واعرف  ازاي  اصون العهد 


            غنوه من كلماتي 

          السيد الشهاوى



أنا الحقيقة .بقلم سعدالله بن يحيى

 أنا  الحقيقة 

..................


أنا العذاب  والبلسم 

ونار الشوق  والحجب 

ورفعة العشق  والألم 

أنا الخليل لخليلته يكتب 

على وحشة الضياء مغرم 

أسأل ما فقدتها ولا أتعجب 

في باطن حبها  الأثر  والحلم 

دفائن الوداد قلب بحب  يصب 

أنا الأمان والإسم 

ملكت نوابغ االحروف لها  تطلب 

عظام القوافي بإسمها نغم 

فليس إلا إليها لحن عذب  يطرب 

أنا الحقيقة 

وعنها  أتكلم 

ملكت نبض لهفة بالألباب تضطرب 

إنها بروحي  أعلم 

وبصلاح عشق حبها  يهذب 

أنا لحبها الكريم من  شيم 

إذا سألت حنينا على الفور  تجب 

أنا المطلوب بالنداء 

عند رؤيتها بالفصيح  تبتسم 

إنها القصيد 

وأنا العذاب والبلسم. 

.

.بقلمي سعدالله بن يحيى



وكَأَنَّ حُلْما لمْ يَكُنْ بقلم الأديبة سنيا مدوري/تونس

 وكَأَنَّ حُلْما لمْ يَكُنْ


منْ دهشة الطّفل المتيّمِ بالحَكايا..

منْ غُبار الطّلعِ تنثُرُهُ الرياح قصيدَةً فَوْقَ المرايا..

منْ شِفاهِ الحرْفِ، منْ رَقَصاتِ سوسَنَةٍ

يباغتُها الرّبيعُ برغْبَةٍ في العُرْيِ،

تولدُ في هشيمِ الرُّوحِ آلافُ النّوايا..


حدْسٌ يُوسْوسُ للطُّيورِ تَحُطُّ في ذُعْرٍ

وتَغْرِفُ من غديرِ الوقْتِ كُنْيَتَها

وتمضي فجأةً، وكَأَنَّ حُلْما لمْ يَكُنْ

وكأنَّ ريحا بعثَرَتْ في الماءِ

خُصْلاتِ الصَّبايا..


سأمُرُّ منْ حيثُ انْتَهَيْنا بالخُطى

سأزجُّ بالقَدَرِ المراوغِ في سُجونِ المَقْتِ

أُشْرِعُها الخطايا..

سأمرُّ عَبْرَ النّارِ لا شيْطانَ يهْزمُني

أنا مَنْ قالَتِ الأسلافُ عَنّي

" طِفْلَةٌ رَقَصَتْ عَلى وَتَرِ الجراحِ قصيدَةً

وتوحَّدَتْ بالحَرْفِ حتّى أمْطَرَتْ نذُرًا

وكانتْ تَحْفُرُ الأحلامَ في سُجُفِ الخلايا...


أسْلَمْتَ سَرْجَكَ للعدوِّ فلا تقلْ إنّ المدينَةَ عاقرٌ

هل ترْتَجي مِنْ بئْر رغبتكَ ارتواءً؟

وحْدَهُ الحُزْنُ المكابِرُ يخنُقُ الأضلاعَ

يكْتُبُ بالدّماءِ لكَ الوَصايا..


سنيا مدوري/تونس



أزمة المثقف العربي.. في ظل إشراقات”الربيع العربي". بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 أزمة المثقف العربي.. في ظل إشراقات”الربيع العربي"


بعد عقد ونيف من اشراقات ما يسمى -تعسفا على الذكاء الانساني-ب”الربيع العربي”وانتشار عبق الثورة في أرجاء عديدة من الوطن العربي،تصح الاسئلة المتوالدة عن الثقافة والمثقفين في الوطن العربي،إذ ربما أو يمكن أن تكون مفتاحا لحل صحيح لما بعد تلك التضحيات،وتوضيح أبعاد الثقافة والمثقفين العرب فيها.

أين تكمن المسألة؟هل في الثقافة أم المثقف؟من أين البداية؟

هنا لابد من قراءة ما آل إليه المشهد الثقافي ودور المثقفين العرب فيه.وهو أمر لا تغطيه بالتأكيد مقالات ولا دراسات وحسب،وإنما يحتاج إلى ورش/ هيئات/ لجان عمل ثقافية أكاديمية لوضع الأصابع على الجروح الغائرة فيه،لاسيما بعد هبوب نسمات الحرية وانكسار بعض حواجز الخوف في المشهد السياسي العربي،والتأكيد على أن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ثقافة أساسا.

ابتدءاً من القرن الثامن عشر برز المثقّف كموجّه وصانع للرأي العام متحرراً من سلطة الدولة والكنيسة،مكتسباً مشروعيته أمام الرأي العام من خلال دفاعه عن القضايا العامة.هكذا يمضي جان بول سارتر في القرن العشرين حاملاً لواء الالتزام ومنظراً له من خلال مجلّة”الأزمنة الحديثة”التي أطلقت عددها الأول في سبتمبر/ أيلول 1944.وسرعان ما انتقلت قضية الالتزام هذه إلى مثقّفينا العرب،فأعلنت مجلة “الآداب” البيروتيّة منذ عددها الأول في كانون الثاني 1953 عن أنّ الأدب “نشاط فكريّ يستهدف غاية عظيمة هي غاية الأدب الفعّال..أدب الالتزام”.

وبدعوى الالتزام،وجد المثقّف نفسه أكثر فأكثر متورطاً في السياسيّ فكراً وممارسةً،مدفوعاً بحسن النوايا وبالرغبة في التأثير في الرأي العام والتغيير الاجتماعيّ،ومتمترساً خلف الشعارات الكبرى لمختلف الأحزاب والتيّارات السياسيّة.وربّما كان للإنتماء إلى خط سياسيّ تنظيميّ وحزبيّ معيّن دور كبير في رواج عدد من الأسماء الثقافيّة وتصديرها إلى شريحة واسعة خارج دائرة الثقافة النخبويّة.

لكن هذا التداخل بين المشروعين الثقافيّ والسياسيّ كان على حساب الأول،إذ أصبح الثقافيّ رهناً بالسياسيّ لا يتحرك إلا من خلاله وبتوجيه منه،مما أدى إلى سيطرة حالة من السياسوية التي لا ترى في أي نشاط إنسانيّ بما فيه الفكريّ والثقافيّ إلا بعداً وحيداً هو السياسيّ نظرياً وعملياً،ما أدى إلى بروز أزمة مزدوجة على الصعيدين المعرفي والسياسي،تمثلت هذه الأزمة سياسياً بحالة من الرومانسيّة أدّت إلى العجز عن ممارسة السياسة كفنّ للممكن،وبتلك الدوغمائيّة التي أوقعت التنظير السياسيّ في الأيديولوجيا من حيث هي وعي زائف عجزت عن التأثير الفعليّ في واقع الأشياء.

أمّا معرفيّاً،فقد أفصحت الأزمة عن نفسها من خلال فكر لم يعد قادراً على إدراك العام في الخاص،وعجز عن امتلاك البعد الفلسفيّ اللازم لتكوين المفاهيم الضروريّة للقبض على الواقع نظريّاً.وكانت النتيجة،أشباه من المثقّفين وأشباه من السياسيين أسهموا في فشل ذريع سياسيّاً وثقافيّاً.

واليوم..بعد ثورات وحراكات”الربيع العربي”،بانتصاراته وهزائمه،تدخل الدولة العربية ومعها المثقف العربي،حقبة أخرى بالغة التعقيد والمخاطر.بعد الحقبة التي همش فيها المثقف العربي واستسلم للعب دور المتفرج،وأحيانا الانتهازي الزبون،تطرح هذه الحقبة الجديدة على المثقف العربي سؤالا لجوجا لا مفر منه:أي دور يجب أن يلعبه المثقف العربي إبان هذه المرحلة التاريخية المتخمة بالغموض والمفاجآت والآمال والإنكسارات..؟

هناك توجه جديد لدى الكثير من الدول العربية للإعتماد في الخارج على شركات ومراكز العلاقات العامة،خصوصا الغربية منها،وفي الداخل على شبكات إعلامية رسمية أو خاصة مشتراة،من أجل تسويق شرعية وصحة إيديولوجياتها في السياسة والإقتصاد.وهي في هذه الحالة تشعر بأنها ليست في حاجة للمثقف كما كان الحال في الماضي.مما جعله

(المثقف العربي) خارج السلطة وخارج الشعب،وهو وضع بالغ السوء بالنسبة للعب دوره التاريخي في نهضة مجتمعه.

ومن هنا،فإن هناك حاجة ملحة لتأسيس علاقة جديدة متينة بالشعب،خصوصا بشبابه وشاباته. وهي علاقات تحتاج أن تبنى على أسس إبداعية جديدة تأخذ بعين الاعتبار الإفرازات الشعورية والتغيرات النفسية عند الجماهير التي حملتها نسائم الربيع العربي منذ خمس سنوات.

في الماضي كثر الحديث عن تجسير الفجوة بين المثقف العربي والسلطة،أما الآن،فبعد ما طرحته جموع غفيرة من الشعب العربي في ميادين أكبر العواصم العربية من شعارات وأحلام وتطلُعات،فإنّ تجسير الفجوة بين المثقف العربي والشعب يجب أن تكون له الأولوية.

ومن هنا،وعلى ضوء تجارب الماضي يحتاج المثقف العربي أن يحتفظ بمسافة معقولة بينه وبين السلطة،تسمح له قدرا ضروريا من الاستقلالية في التحليل والنقد والمساهمة في إنتاج فكر يتطور باستمرار.

هذه المسافة لن تعني العيش في صراعات ومماحكات مع سلطة الدولة،وإنما لممارسة الحرية التي بدونها لن يوجد فكر إبداعي مفيد..

إن كل ذلك يجب أن يسير جنبا إلى جنب مع وجود فئة خاصة من المثقفــــين التي تركز على توليد وحمل المعرفة اللازمة لصياغة رؤية عربية جديدة للعالم وللمجتــــمع العربي وللإنسان العربي تقترح بديلا عن الوضع القائم المتردي الذي تعيشه الأمة حاليا بســــبب تكالب المحن على مسيرة “الربيع”الذي أرادته لنفسها منذ خمس سنوات.إنها انحياز للحقيقة بدلا من الانحياز لمطالب القوة والعبث السياسي.إنها حمل لمهمة خلق المستقبل وليس فقط الإكتفاء بتحليل ونقد ما يجري في الحاضر.

لن تكون مهام المثقف العربي في المدى المنظور سهلة،ولكنه قدر يجب أن يقبله ويحمل مسؤولياته..

وهنا أختم: لم يسبق للمثقف العربي أن وضع على المحك كما يحصل الآن،في خضم الربيع العربي،ولم يسبق لمقولاته وقضاياه وآلياته أن تعرضت للإختبار وامتحان المصداقية المرير،كما تتعرض الآن،فمنذ إنجاز مشروع التحرر العربي،من الاستعمار،برزت وتبلورت مهمة جديدة للمثقف العربي،وهي النضال مع الجماهير العربية،التي وجدت نفسها مقصاة،ومحرومة من نصيبها في-كعكة- المغانم،التي ترتبت بعد الاستقلال.ولقد ارتبط مشروع المثقف بالنضال من أجل التغيير، ومقارعة السلطات المهيمنة المتسلطة على رقاب الناس ومقدراتهم،غير أن الشرارة الأولى التي أشعلت فتيل-الربيع العربي-لم تكن مصنوعة أو موجهة من قبل مجموعات من المثقفين، حتى إن جلهم بقي حائراً ومذهولاً أمام التداعيات الخطيرة،والمتسارعة للشرارة الأولى،ويبدو أن المثقفين لم يكونوا جاهزين لهذه اللحظة التاريخية،التي طال انتظارها عقوداً.ولقد أوقعت هذه التداعيات المثقف في أزمة هي الأعنف في تاريخه،وخلقت تناقضات ما زالت تتناسل في الساحة الثقافية،وتعرض نجوم الثقافة العربية للمساءلة والنقد عن دورهم،بل وعن جدوى مشروعهم الثقافي،في ظل التطورات الأخيرة،وتم توجيه أصابع الاتهام لهم بأنهم لا يفعلون شيئاً سوى التنظير المجرد،البعيد عن هموم الجماهير وطموحاتها،ولم تعد الجماهير تقبل أي دور لهم أقل من النزول إلى الشارع.

على هذا الأساس يمكن القول،أنّ المثقف-اليوم-في ظل ما يسمى ب”إشراقات الربيع العربي”بحاجة إلى أن يكتشف ذاته من جديد،ولن يكتشف هذه الذات من خلال تلك الإيديولوجيات التي جعلته غريباً عن ذاته ومحاولة التقرّب إلى المواطن والشارع والناس متناسيا الضغوط التي تمارسها عليه السلطة،وأن يطرح ما بجعبته من فكر حديث وحقيقي يتناغم مع ايقاع -الثورات العربية-و يساعد في الآن ذاته على النهضة والثورة والتقدم.


محمد المحسن



* لن تسقط من ثغري بسمةٌ بقلم الشاعرة روضة بوسليمي/تونس

 * لن تسقط من ثغري بسمةٌ 


وإن عجّ الصّدر وجعا

وتكاثر نزفُه

أُذِّن في أرجائه أن استتر 

وبالدّمع تطهّر

يا روحيَ الأبيّة، لا تنسَي

وعدك 

أن قسما بفقد الأحبّة 

لن تسقط من ثغري بسمة !!

أراني من العاشقين 

عشق الشّموس لصدق المرايا

 أجدنى من الصّادقين

صدق منارة نزقة 

غمزت سفينةَ لم يسعفها المنّ والسّلوى


أوصيك خيرا - يا عليّ المقام -

بقلب وجيف جريح بعدُ لم يندمل

بروح قلقة 

يسأل إغفاءة في هدأة قلب

آمن بالودّ فريضة 

بجسد حرّ إذا جاع

بقلب نابض إذا فّتن 

بوقار القمر 

بخجل عاشق يسترق النّظر 

بعينين نالا منهما السّهر


أقول وفي الحلق دعاء ورجاء

بأن تكون في رعاية الله...ثمّ قلبي

أسأل إلاها حالما استوى على عروشي

أن يحصيَ نقصاني 

ويعدّد  أمارات اكتمالي

و يكتب الثّبات لقصيد لا تهاب الصّراط

يا روحا زكيّة لا تغادر الذّاكرة  

لا شبيه لنقائك

ولو حجّت الأرواح قوافل 

وأخلصت في سعيها 

لن يُتقبّل طوافها، كما قبلت نواياي

وغفر لي ...

أطياف نبضي متناهية شفافيتها

وإن مالت إلى الرّماديّ معاطفها

أطياف كلماتي تجلّت أحزانها

كتبتها -شاعرة- ماتت قبل ميلادها

بنغمات جنائزيّة 

مازال يُسمع نحيبها 


--------------روضة بوسليمي/تونس



عهد العاشقين بقلم الكاتبة زينب عياري/ تونس

  عهد العاشقين 


نظرت الى النجوم تتلألأ أنوارها 

القمر تحت السحب أزال الظلام 

العسل ضاع بين البسمات 

وفي مهجتي ترك أثار وندبات 

يشتد العطش في الحلق 

يقلب غضب العواصف 

وهبوب الرياح ...

الذقن غروب أحدب 

لا يحدد الاتجاهات 

يمتزج الخسوف مع الكسوف 

على كتفيه يظهر قوي قزح 

يصطدم ببهجة محياه ....

فتتحرك رسومات ولوحات 

تشكيلية حائرة من جنون الفن ..

بين شرق وغرب ليس لها بالمثل 

فأي بهاء هذا اللون من ولع ..

كورد الفجر يحضنه الروض 

الماء دمعه والسحر معناه ..

يغير ثوب الشهوات 

والعطر شدواه ..

فمالك يا لائمي ومالي 

تضيف للشوق نار العتاب 

خلف الصبح تتراءى شمسه الموجوعة

والمطر أفرط في البكاء 

والليل عليلا ...

الحنين يحزم الظل 

والنور ضئيل ....

وعلى رصيف الجفن 

أمواجه الخجولة  ...

بقربي صحراء زفت أحزانها 

من كيد هبوب الريح غيرت مسارها 

الرمل تكوم بين الخد والوسادات 

يمتص خرير الدمع 

يكمد وجع الشهقات 

وناره السوداء لا تطفئها المواساة 

بين الشفاه رماد الكلمات 

والقلب الولهان إذا رأى الناس 

أخفى الضربات ....

تموت الروح الهائمة فداء النظرات 

تعاتب الدروب خوفها فيزول ....

ياسر النجوم لماذا لا تتحركين 

فنورك أطول من الايام 

وعمري قد لا يطول ...

كفرتِ عن ذنبك في السماء 

وأنا الخجول ....

كشفتِ عن أبجديتك عند البزوغ

وبان الخجل وجميل الجفون 

وكم مرّرتِ رسمك 

للخطوات كي لا تفوت ..

قرب الديار فأهلهم 

قد يقرعون الطبول ..

وأنا رهن عثرتي 

أترقبُ الوصول ....

فهد العاشقين 

مستحيل أن يخون  ............................


بقلمي زينب عياري/ تونس 



الحلقة الأولى.. دور السيميائية والسرد،في العمل الروائي. يكتبها لكم الشاعر الناقد /سامي ناصف.

 الحلقة الأولى..

دور السيميائية والسرد،في العمل الروائي.

يكتبها لكم الشاعر الناقد /سامي ناصف.

نتعرض أولا: لمفهوم السيميائية والسرد من حيث المعنى اللغوي،والمعنى الاصطلاحي.

وفي هذه الحلقة الأولى نتعرض لمفهوم،السيميائية من حيث المعنى اللغوي،والمعنى الاصطلاحي.

مدخل..

تمثل الرواية مكانة رفيعة بين الفنون الأدبية،وتُعدُّ الرواية أقرب الأجناس  الأدبية إلى حياة الناس،إذ تستطيع حصر أنماط الحياة في كل مجتمع لتساهم في تصويره تصويرا فنيا،إذ نرى للسيميائية  والسرد  دورا فعّالا في بناء الرواية الحديثة.

تعريف السيميائية لغة واصطلاحا.

أولا:التعريف اللغوي.

إن السيميائية لها جذور في معجم  العرب، إذ  وردت - سيمياء في- باب - الميم، فصل السين،من مادة- سوم- في القاموس المحيط،وهي بمعنى العلامة. 

أما في معجم-ابن منظور-السيميائية، مشتقة  من الفعل- سام  - الذي هو مقلوب من  - وسم-

ومن جهة أخرى: نرى  أن هذه المفردة  وردت  في القرآن الكريم،في سورة الفتح آية رقم (٢٩)يقول الله تعالى (سيماهم في وجوهم من أثر السجود).

في سورة  الرحمن آية (٤١) يقول الله تعالى (يُعرف  المجرمون  بسيماهم  فيؤخذ بالنواصي والأقدام).

وفي سورة الأعراف آية رقم (٤٨)يقول الله تعالى (ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم).

كما وردت لفظة  - سيميائية- في الشعر العربي في قول-أُسيد بن عنقاء الفزاري  - حيث يمدح عميله  حين قاسمه ماله قائلا:

غلام رماه الله بالحسن  يافعا.. له سيمياء  لا تشق على البصر.

فهي بمعنى الملامح الخِلْقِية  الظاهرة.

والسيميائية في الاصطلاح: 

أنه من المعلوم  أن يبقى  المعنى اللغوي  ، هو المنطلق الأساس  للمعنى الاصطلاحي،الذي يستمد منه  لُبُّه وجوهره.

والسيميائية، كغيرها من  المصطلحات التي لا يتعدى  في اصطلاحها عن المعنى  اللغوي،حيث يرى-دي سوسير- أن السيميائية،علم العلامات  العام.

ويرى فريق آخر  أن السيميائية، هي دراسة العلامات  التي تؤدي مهمة التواصل غير اللساني وعلى رأس هؤلاء العالم-إريك يويسينس-.

ويرى الإمام  -عبد القاهر الجرجاني  - مؤكدا،إن  العلامة  اللغوية إنما تؤدي  وظيفتها  الدلالية داخل  شبكة من الانتظام،لا معنى للعلامة  والسمة، حتى يحتمل الشيء ما جعلت العلامة دليلا عليه وخلافة.

ونرة  -الجاحظ - له منحى سيميائي  يظل على العلامة   اللغوية  وغير اللغوية،فجمع المعاني الضائعة،سواء كانت منها  الكائنات  أو المعاني  اللغوية:هو تأليفها ونظامها نظاما صائبا.

الحلقة القادمة نتكلم عن السرد،حتى نرى دورهما في الرواية.

كتبها لكم الشاعر الناقد /سامي ناصف



شعُبُنَا إذْ يصْمُدُ وينتصِرُ بقلم الشاعر محمود بشير

 شعُبُنَا إذْ يصْمُدُ وينتصِرُ


لَمْلِمْ جراحَكَ واكْتُمِ الأحزانَا

             فلقدْ بلغْتَ من العُلُوِّ مكانَا 


جابَهْتَ ظُلْمَ الظّالمينَ وأَدْتَهُ

          بالأُسْدِ قُمْتَ تُغالِبُ الطُّغْيانَا


بالكدِّ سطَّرْتَ الصُّمودَ مَلاحِماً

                 بالكَرِّ أصْلَيْتَ العِدَا نيرانَا


قارَعْتَ أقطابَ الضَّلالِ ولا تَنِي

           تُبْدِي الصَّلابَةَ تفضَحُ البُهْتانَا


يا شعبَنَا يا من قَحَمْتَ كمارِدٍ

                لا بَلْ كزِلزالٍ حَوَىٰ طُوفانَا


ما هَمَّكَ العسْفُ الشّديدُولاانْثَنَتْ

            يُمنَاكَ قد حاكَتْ لهُمْ أكفانَا


رغمَ الجِراحِ فقدْ شَرُفْتَ مكانَةً

          يُولِيهَا من مَلَكَ الحِجَا عِرْفانَا


يا شعبَناَ المِعْطاءَ أعْلَيْتَ الوَفَا

               قدْراً وقَلَّدْتَ الذُّرَىٰ تِيجانَا


اِنْعَمْ بنصرِكَ إنَّ نصْرَكَ ماثِلٌ

            في عِلْمِ مَنْ قد أبْدَعَ الأكْوانَا


فاخِرْ بهِ واعْلَمْ بأنَّكَ كوكبٌ

            في الكونِ يُبْهِرُ ضوؤُهُ دُنْيانَا


محمود بشير

2024/4/17



الثلاثاء، 16 أبريل 2024

تلك الأرض بقلم الشاعرة ليلى عريقات

 تلك الأرض

آهٍ أخي ذكّرْتَني ببلادي

تلكَ البراري استأثرَت بِودادي


أزهارُها من كلِّ لونٍ فتّحَتْ

ونسيمُها عذبٌ بذاكَ الوادي


 ومعي رفيقاتي نروحُ بثلّةٍ

ومعي بناتُ العمِّ مِن أندادي


 وتفتّحَ الحنّونُ كنتُ أُحبُّهُ

 وزنابقٌ كانت على ميعادِ


كم كنتُ بارعةً بنظمِ زهورِها

منها أساورُ أشرقتْ بزنادِ


 وكذاكَ تيجانٌ تَزينُ رؤوسَنا

نلهو نغنّي مثلَ طيرٍ شادِ


*   *    *

 أينَ الزّمانُ مضى الزّمانُ بأهلهِ

 وغدوْتُ نازحةً بغيرِ بِلادي


لكنّ ذكراها تجيشُ بخاطري

  ولَكَمْ همى دمعي يبلُّ وسادي


آهٍ أبوديسُ الحبيبةُ إنّني

ما طابَ لي شُرْبٌ ومُرٌّ زادي


 صِرْتِ السّبيَّةَ والجنودُ تغطْرَسوا

داسوا ثراكِ ودُجِّجوا بِعَتادِ


لكنّ أهلي ما استكانوا مرّةً

فالطفلُ سارَ مسيرةَ الأجدادِ


هم بالحجارةِ قاوموا واستأسدوا

غرزوا المُدى في أسْوَدِ الأكبادِ


أمُّ الشّهيدِ وفيّةً قد زغردتْ

لم تكتئبْ أو تنحني لحِدادِ


قد دوّنوا في صفقةٍ عُدوانَهم

يا ويلَهم تِلْكُم رؤى الأوغادِ


أهلي جبابرةٌ ويُرْدونَ الرّدى

والشّبلُ منهم سيّدُ الأسيادِ


لا لن تمرَّ وثائقٌ ومخطَّطٌ

 هم واهمون وضاعَ كلُّ رشادِ


إذ كيفَ ظنّوا أن تروحَ بلادُنا

 ولنا الهوانُ مجلَّلاً بسوادِ


 هبَّ الشّبابُ قويمةً عزماتُهُم

لن يرتضوا ثاروا كما الآسادِ


لو ظلّ شبلٌ واحدٌ لن نَنحني 

 قد قالها الختيارُ للرّوّادِ


ودِما الشهيدِ أنرتضي نزَفَت سُدىً

اللهُ أكبرُ للجهادِ تُنادي


 الله أكبرُ لن نضَيِّعَ قدسَنا

مسرى الرّسولِ بِهِ يعيثُ العادي


فلتُكْمِلوا .. أولادُ.. دربَ أبيكُمُ

ولْترْفعوا الرّاياتِ يا أحْفادي