الأربعاء، 24 أغسطس 2022

 أنا والمرض...   //   نهيدة الدغل معوّض

 أنا والمرض... 


سنتان ونصف وأنا أعيش في صمت بيني وبين نفسي 

أخبئ بين حنايا قلبي سراً 

مخيفاً وكابوساً مرعباً 

إنه المرض الخبيث الذي لا 

يرحم بل يبقى متربصاً كوحش قاتل ينتظر اللّحظة المناسبة لينقض علينا بأنيابه 

لكن إيماني الكبير بالله جعلني 

أتمسك بحبل الصبر وأنتظر 

فأنا لا أريد أن أفضحه بين عائلتي وأهلي  وجيراني وأحبتي وقد كنت أكذب على نفسي بالصمت والسكوت 

وكنت أظن أني قوية كفاية 

علني أتغلب عليه بصمتي 

لكن الألم يقوى والخوف يزداد فأرتعد فجأة عندما أتذكر ذلك المرض الذي يستقر ويأخذ راحته يوماً بعد يوم 

وهنا أدركت لا مفر من الذهاب للدكتور الذي كنت أتحاشاه وأخاف منه 

لعنك الله أيها المرض الخبيث 

كيف تحطم بطريقك كل حياة وفرح وأمل وأحلام نكون بانتظار تحقيقها 

أنت أيها الخبيث تدك أسوار القلوب والأجساد بخبثك الذي تحيكه في الأجساد المليئة والنابضة بالحياة 

لكن أحبتي مهما خفينا وتظاهرنا بالقوة 

ومهما كابرنا واستقوينا 

نصبح ضعفاء في لحظة قصيرة كالأطفال 

نعم أخفيته وتظاهرت سنوات أني بخير وأني قوية 

والمرض كذبة وينتهي 

حتى جاء ذلك اليوم المخيف 

وقررت زيارة الطبيب بعد إلحاح من الجميع 

وهناك كانت الصدمة الموجعة 

حين دخلت مبتسمة كعادتي 

أضج بالحياة والفرح والأمل 

وخرجت منكسرة حين صُدمت بقول الطبيب حين قال النتيجة ليست مرضية 

صُدمت وشعرت بأني انتقلت من عالم إلى آخر بلحظة 

وشعرت أن حياتي قد انتهت 

والزمن قد توقف 

وشعرت بأني سأخسر

عائلتي وأحبتي وأصدقائي وصديقاتي 

ليت هذه اللّحظات المخيفة تكون كذبة وليس واقعاً 

لحظات نشعر بها بأن كل شيء كان كذبة 

وهنا تبدأ مرحلة جديدة من الإختبارات المؤلمة التي ينتظر فيها الإنسان نتيجتها بفارغ الصبر والخوف 

لكن لا بد من المواجهة بالصبر والإيمان ولنترك أمرنا بيد الرب الذي هو مخلصنا الوحيد 

وصلت إلى هذه المرحلة أحبتي 

لكن إيماني الكبير بالله وبكم وبصلواتكم ودعائكم 

فوجودكم بحياتي قوة كبيرة لي لمواجهته 

خسئت أيها المرض 

سأحاربك بصبري وألمي ومحبتي وبأصدقائي وصديقاتي 

طريق طويلة سأسلكها ولكن سأقطعها بإذن الله بالصبر والإيمان ومحبتكم 

فأنتم قوتي وصمودي 

وفراقكم صعب عليي 

هذه هي حياتي الآن 

وسأبتعد لفترة بعد إجراء العملية وبعدها مراحل لا أعلم نتيجتها 

لكنني سأتركها بيد الرب 

أحبكم وسأبقى على محبتكم 

وسأتغلب على المرض بإذن الله وبصلاتكم ودعواتكم 

لا أطلب منكم سوى الصلاة وعدم نسياني  ... 


صديقتكم التي تحبكم وستبقى على محبتكم إلى الأبد... 


    نهيدة الدغل معوّض



كبرياء بقلم محمد شداد

 قصة قصيرة جداً

**************

كبرياء

*****

كلما رأوها تسارعتْ خطى اللهفة، توددوا إليها، تمادتْ في سفر الغفوة و الأحلام، حين استيقظتْ... أوشك قطار الفصول تجاوز محطة الربيع.

*********

محمد شداد


 كم هو جميل !! بقلم د.سلوى  بنموسى 

 كم هو جميل !!

مقالة 


جميل أن نحذو حدو الصالحين ؛ ومن وصلونا أدبا وعلما وفكرا ..وبهم نرتقي ونتميز ونزهر 

أن نمنح لآخرين تزكية وتنويه وتشجيع ؛ حبا واعترافا بالجميل ؛ لما قدموه لنا من رقي وابداع ؛ أن نتطلع إليهم كابطال خارقين يجولون في طرز الكلام والتنسيق والتبليغ ..نتلقف انتاجاتهم ونحتوي آراؤهم ؛ ونشيد مركبهم بالتقة بالنفس ونعلي هممهم ونتبت اطروحاتهم وتنحني الرقاب والهامات لهم حبا وكرامة ؛ وكرد الجميل لهم نحلق بأسماؤهم وندونها بماء الذهب ؛ يكونوا قدوتنا وسر خلاصنا وبلسم لجروحنا وأحزاننا

يعيدون لنا ماء الحياة والامل والتفائل . ينيرون طبقاتنا على كل الجنبات والمستويات ونحن نتطلع إليهم كرسل الكلمة الصادقة وكنبراس للعلم الفائض وكتكريم لروح البشرية !!

ولكننا نعطي ونعطي ونعطي. ولكن إلى متى؟! وقد نفد رصيدنا وخزائنا وآبارنا ماءا حلوا ؛ يروي العطاشى ويدفئ القلوب الباردة ؛ ويلمع الوجوه الناظرة الحالمة ؟!

أما آن الاوان لنا أيضا أيضا أن ترسو سفينتنا في بحر الالهام والابداع ؟!

لم نفضل الآخر على أرواحنا حبا ويمنا وبركة 

وننسى انفسنا وكينونتنا ؟! وكأننا تابعون لهم جار ومجرور  ..نسير وراؤهم . 

 آن الوقت إذا لنبرز أقلامنا ثورة وربيعا يعيد لنا المجد والارتقاء ؛ ويقوي مزاعمنا ويفند كل المعضلات والاطروحات والعلل

أجل وجب أن نأخذ أيضا نحن زمام المشعل ؛ وأن ندلو بدلونا المتواضع.  ونكتشف الداء والدواء ؛ فدور المتفرج حان له الرحيل والانجلاء . ياتيه دور العمل ليجني ثمار مجهوداته وبسمة سهره وتعبه وكده . وجب ان نقول :

 ها نحن ذا وبالفم المليان  !! وأن نتطلع للأفق البعيد ؛ ونترك بصمتنا لجيلنا القادم ؛ يأخذ منا ما شاء وما تيسر. ويسير على النهج السوي ويتأقلم حسب الأوضاع والمواقف والأزمنة والأمكنة 

كم هو جميل !! أن نكون أنانيون بعض الشيء ؛ ونحب شخصنا وان نركب سلم المجد من أبوابه الواسعة 

ويصبح لنا رأي وكلمة ورسالة 

أن نصنع لأنفسنا مجدا خالدا تترقبه الأجيال القادمة ونسجل حضورنا و نبصم أثرنا ليسجل في سجل التاريخ 

الكمال لله وحده دون سواه ولكل مجتهذ نصيب ؛ وعليه فاقد الشيء لا يعطيه إذا ؛ لذا وجب ان نعطي ونعطي..  ايمانا منا بوجودنا وبتميزنا وبهويتنا وبشعاراتنا وتطلعاتنا والله المستعان !!

أحبوا أحبوا رجاءا أنفسكم فلنفسك عليك حق حقا 

سقط القلم !!


د.سلوى  بنموسى 

المغرب



 الرأي الآخر/ناريمان معتوق 

 الرأي الآخر/ناريمان معتوق 


يوجد الكثير على الصفحات

ممن يريد إظهار 

جماله،

مفاتنه،

ممن يريد إظهار قوته،

خبثه اللامتناهي،

وممن يريد إظهار

فكره الصلب،

آراؤه،

أهدافه،

لكل منا له طريقته الخاصة

ويأتي هنا الأسلوب 

وكيفية التعامل مع الواقع ومن حولنا

نحن بطبيعتنا أناس منفتحين 

إن كان على رأي الآخر

أم على الأهداف السامية التي نرجوها

التي تعبر من خلالنا كنور

تكسّر مرايا الوجوه

نصادف الكثير من

الآراء،

الإنتقادات،

منها ما هو بنّاء يحاول الغوص بأفكارنا أكثر

ليخرج درر كلماتنا،

ليخرج منا فكرنا الأم،

ليرسم لنا طريقاً من نور

ومسار يستفيد منه بعدنا

وهناك للأسف الرأي المستفز الهدّام،

الرأي المجبر على مجاراتنا في بعض الأحيان

ليس حباً فينا لكن خوفاً من إظهار فشلهم

في بعض المناطق المهمة في حياتهم

هم فقط عصا في طريق نجاحاتنا 

بعض حجارة كي تعيق تقدمنا

لكن للأسف أقول لهؤلاء

سنبني قلاعاً حولنا

سنحمي أنفسنا بأنفسنا

سنحمل بقلوبنا الحب الكبير ونتقدم

هدفنا هو مرضاة الخالق

هدفنا السير على خطى أنبيائنا والرسل

هدفنا هو إسعاد من حولنا

هدفنا التقدم نحو طريق النور

نرسم بأنامل الوجود ورود نعطر فيها صفحاتنا

وسأقول لكل هؤلاء..... 

الذين ينتقدون طائر أحلامنا

سنعلو أكثر وسنسافر عبر أيامنا

سنسكن جزر الخيال ونحو الأماني نصبو ونتقدم

سنرسم طائر الحب

وندعه يغرد على صفحاتنا

سنستمر رغم الحقد الدفين في قلوبكم

رغم السواد المنتشر الذي يسبق خطواتكم

نعم سنكبر،

ونتعلم،

ونمشي بخطى واثقة إلى الأمام

هدفنا أسمى من خوفكم المفتعل علينا

هدفنا أكبر من صرخة الوجع التي بداخلنا

نعم سنستمر رغم كل شيء

سنستمر،........

(الرأي الآخر)

24/8/2022

قاتلتي بقلم .. غانم ع الخوري ..

 .      قاتلتي


لمَّا  وافانا  عطرك الجميل

 يتهادى مع النسيم العليل


 حتى بان بديع سحرك

 بالوصف ليس له مثيل


 بمرورك اهتزت الأزهار 

 رقصت ثوانيا

 والطير غنى اللحن البديل


وتمايل الورد فرحاً

 تبعا تواليا

الحمائم ترنم غانيا

بأنغام الهديل

     

       وكنت أنا 

أنا أنا أنا .....أنا أنا أنا

    قتيل لحظك

    أسير سحرك

    الهائم بحبك

 أترجى قبلة ثغرك

 شفاء لقلبي العليل


جودي عليّا بالحب

 لالا لاااا  تبخلي

جودي عليّا بهمسة 

 لالا لااا تبخلي

جودي بما جاد الله 

      من نعمةٍ

   لالا لااا تبخلي


  و إذااا  ما زدت تكرما

 اسمحي لي بقبلة اللمى

 إني ألمح بثغرك الأنجما

    وخمراً ليس له مثيل


يا اللللله ياإلآااهي ياسما

 أنعم عليّا بنعمتك تكرما

وامنحني من الشجاعة القليل


إن في لحظ عينيها حساما

ساكن غمده قد صرع قلبي

 و أضحيت أنا القتيل


.. غانم ع الخوري ..



 اإلى س ( حروفي ) بقلم   أوهام جياد الخزرجي

 اإلى س ( حروفي )


*  أوهام جياد الخزرجي


أيُّ لقاءٍ في خطواتٌ مرتبكةٍ 

سرنا والشرودُ يحاكي الروحَ، كلُّ ما قرأناهُ كان أكذوبةً ،شتّانِ بينَ الروحِ والحياةِ ،أرتعاشةُ القلبِ عصفورٌ ،الأرضُ تجذبُنا والنهرُ بعيدٌ ،لا تمكث الأشياءُ معي،الفجرُ يغادرُ سريعاً ،وردةٌ تدلُّنا رحلتُنا وأحاديثُنا لا تكفي  مِنْ أيِّ الجسورِ نمضي ؟،أناوعشقي نمضي ونظل ندور.

24/7/2016



 ابتهالات في محراب العشق بقلم الأديب *محمد انور التركي*

 ابتهالات في محراب العشق

*******************

عشقي لك كشلال زاخر طفا بشغاف قلبي

أخــــذني الشوق اليك دون أن يستقر قـراري

أقرا فـــي عينيك لهيب الوجد فهل أنت تدرين

أخالك كصفحات كتاب أستجلي بينها وجداني

وأرسم فيها قلـــبا بــــه حـــــرفان لإسمينا

لنسمو بين نجوم الســــماء والفضاء العالي

نحلق فيه سويا وان أ نوار النـجوم تختفي

نحث سيرنا بعشق على سطح الهلال الساري

ونــدور فــي الفــضاء فلله در الغرام وهو يحفنا

كالـــفراشات الجميلة تحلق فوق الـغدير الجاري

فنهمس في أذن الشـــمس إنا بقدر عاشقان

فالحب أشرق نوره السني بيننا على جدار قلبي

وا بتسم لنا العشاق بشذا عطرهم عند كل مزار

وطربت لنا الطيورفي ا لـغابات وفو ق الأنــهار

فيامالكي العشق قد شدا الوجد في دجى الأسحار

أخط اليكم من الحب قصائدي وما تمليه الاقدار

فاليكم أيها العشاق المحبة و أكاليل من الازهار

***************************

*محمد انور التركي*



 *** لم أتغير *** بقلم ناجي الجويني الشاعر ..

 *** لم أتغير ***


اعتذر ..

لا تهتم ..

عُد .. امضي في طريقك ..

إحذر .. لا تكترث ..

.....

متعبٌ مني و من أناي..

تلاحقني الشكوك في كل شيء

متناقض حد النخاع

لم تكن أناي أنا 

منفصل عن وجوديتي

لا اجد طريقي أو خطاي..

لا جدوى ...

لم أتغير .. لكنّ شكلي 

مهترئ من تضاريس الوقت..

وقلبي لم يُشفى من طعنات الغادرين..

كُلّي يبحثُ عن بعضي

و بعض بعضي يرتدّ عني

أنا المُفْرَغُ تملأني الريح و ..

أصوات نحيب الليل

نحو السقوط تجرّني ...

وأنا أنا .. لم اتغير

لكن الصباح لم يرسم ملامحه في الأفق..

ما عاد يعبر..

لا غير هوّةٍ تترقب انهياري..

لكني سأكمل ما تسنى لي من لحن الأمل ..

و أعدُّ باقات من الياسمين 

لقادم الساعات..

ربما ستشرق الشمس على المقل


    ناجي الجويني الشاعر  ..

مكارم الأخلاق بقلم الدكتور محمود العسل

 "إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق"

الأخلاق النبيلة والسمعة الطيبة هي سفير الإنسان مدى العمر، وانحدار الأخلاق هو انحدار للقيم والمبادئ التي تنعكس سلبا على السلوك والأداء والإنجاز، فقد أرسى سيد الكونين والثقلين العنوان الأسمى للأخلاق بقوله صل الله عليه وسلم "إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق"، فلتكن أخلاقك عنوانك ولا تبخل على الأخرين بمكارم أخلاقك.

الدكتور محمود العسل

 هل يوجد في الجنة ماء بقلم الشاعرة كريمة الحسيني

 هل يوجد في الجنة ماء

___________


لا تقتربوا من آخر غيمة 

وآخر أمنية 

دعوا الفرح يهطل 

قبل أن يرحل البؤساء 

دعوهم يبتسمون ولو لمرة

دعوا أسنانهم الصفراء تصافح الضوء... 

يا ربيع الحزن افرح

انثر زهر حقولك وقمح بلدك 

قرب أعشاش الحمام

فالفراخ لا تنام 

وأم الحمام جاعت...

جاء رسول بلا نعل 

يبشر الجياع بالجنة

ضحك طفل مشاكس باستهزاء

هل طال الفقر الأنبياء!!!

صديقة لي كانت تلعب قرب النهر

ولم نجدها

قالوا رحلت لتسكن في السماء

هل يوجد في الجنة ماء!!! 


كريمة الحسيني



 قـبـسٌ مـن الـنـور بقلم الـشاعـرة نـسرين بدر

 قـبـسٌ مـن الـنـور

***************الكامل

لــمَّـا تَـلاقَـتْ بـالـعيونِ عـيـونُها

ألـفَـيتَني أدنُـو لـها فـي سِـحرِها


هَـذي الـصـغِيرةُ حِـينَما أدْرَكـتُها

نـادَيتُها تـنْسَى الأسَى في أمْرِها


فـتَتَابعت عَـيناي لـحـظَ عُـيونِها

ألـقـتْ بـأسـئِــلـةٍ تــدورُ بـفِـكْرِها


طـافتْ بـعَيني نظْرةٌ مِنْ حِيرتي

أدْنَـيـتُـها مِــنِّـي وكُنـتُ كَـبَـدْرِها


قَـبَّـلـتُـهـا  وأخـذتُــهـا وكَــأنَّـنِـي

حُـلـمٌ  يُـطـبِّبُ مـا يَدُور بـسـرِّها


وأخـذتُها وحَـجَبتُ دمْـعةَ عَـيْنِها

فــرأيـتُـها كَـغَــزالـةٍ فـي وكْـرِهـا


نـزفتْ بقَايا الـدمعِ مـنْ أحْداقِها

وسَـمِـعتُها تـشْكو الـحياةَ بـمُرِّها


قَـبسٌ مِـنَ النورِ انطوى في تُربةٍ

والـقـلبُ أثْـقَـله الـسِقامُ لـعُسْرِها


ظُـلـمُ الـليالي كَـمْ أطـاحَ بـحُلْمِنا

يــاأمـةً ذهـــبَ الـشـقاءُ بـكِـبْرِها


فَـمَتَى سَنصْحو منْ مَفارقِ كبوةٍ

ونُـصـافِـحُ الـدنـيـا نـمـرُّ بـنَـهْرِها


ونُلمْلمُ الأوْجاعَ في فَجْرِ الدُجى

فالعُسرُيفْنَى في الحَياةِ كَيُسرِها


ولـنَـتْـرُكِ الأيــامَ تُـنْـدي بـالصِــبا

وتُـغَـادِرُ الأسْـقامُ سَـاعةَ فَـجْرِها

الـشاعـرة نـسرين بدر



 خَـاطـرة.. الأديب. حمدان حمّودة الوصيّف. تونس.

 خَـاطـرة... حمدان حمّودة الوصيّف. تونس.

يَا سَامِعِيَّ، بِـحَـقِّـكُمْ، لا تَسْـأَمُوا

مِن وَضْعِنَا وعَلَى الوَفَـاءِ تَفَـرَّجُوا:

نَقْـضِي عَلَى أَهْـلٍ، نُـعِـيـنُ عَدُوَّنَا

ونَـقُولُ إِنَّـا، كَـالـخَـلَائِـقِ، نَـدْرُجُ.

أَحْـفَـادُ خَـالِـدَ لِلْقَـريبِ تَـجَنَّـدُوا

وسُلَالَـةُ الفَـارُوقِ أَهْـلًا أَخْـرَجُـوا

الــعَــارُ ،كُـلُّ الــعَــارِ، أَنَّـا أُمَّــةٌ

تَـبْـقَى عَلَى أَشْـبَاهِـهَـا تَـتَـفَـرَّجُ.



 نداء ...      بقلم الشاعرة ( روضة بوسليمي ) تونس

 نداء ...


حين يشتدّ بأس آغترابي

دفعة واحدة !!

أتعفّف ... 

واستجير بفصاحة النّاي 

ليتلوَ بياناتي السّبعة 


بيان أوّل 


يا من تذرع ثنايا قلبي

طولا وعرضا 

لك تضاريس برّي

 وموانئ بحري

 ولك أمداء أجوائي


بيان ثان 


أنا ، وفوادي

لا سلطان للمسافات علينا 

إذ نرتق الخرائط 

نركب الماء 

ونشدّ وئيدا شراع سفينتنا


بيان ثالث


قل للرّيح تأتي متى تشاء

لقد اشتدّت سواعد مجادفنا

وأدركت بوصلتنا جهة الشّروق 


بيان رابع


حبيبي الذي لأجله صرت من أهل الزّهد

لا تعجبوا لو مسح على جبيني

وهو البعيد !!

لا تعجبوا لو راقصني رقصة * الغجر 

حين يجثم على أهات وحدتي اللّيل البهيم 


بيان خامس 


يا من يستجدي طالعه في نقاء كفّي

تهجّ كيف يوارى الورد ...

واغنم صفاء اللّحظة

لتبصر بعض التّفاصيل في خجل 

- متى اقيمت خيمتك ها هنا ؟!.

وإلى متى باقون معا ؟!؟ -


بيان سادس


لأنّ الحياة قيم وأفكار وأمل

اعتنقت الصّمود دينا 

وآتخذت المحبّة دربا


بيان سابع 


ولأنّ ندائي متفرّد في الصّدق 

أردت لبياناتي ان تكون برائحة الخلود

 معمّرة كالزّياتين

نقيّة نقاء الأنوثة 

بيانات بصوت مطرّز بالحكمة

لا تتوقّف عن الجلجلة من حولي ...


                 بقلمي ( روضة بوسليمي ) تونس



 نَزيفٌ رِئَويّ .. بقلم الكاتب كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي

 نَزيفٌ رِئَويّ ..

...................


في صومعتي القصيّةِ تتقاطرُ حبّاتُ النَدىٰ معَ تراتيلِ الصباحِ تنقرُ علىٰ طاولتي المعتّقةِ بغبارِ ماتناثرَ من هُنا وهُناكَ تَنْسِلُ أفكاراً طينيّةً عصيّةً علىٰ التأويلِ تَفُكّ شَفَرات الوجدِ لوحاتٌ مؤطّرةٌ تحتضنُ العالمَ ستائرُ حجريّةٌ تحجبُ عنِّي الضجيجَ  أعوادُ ثُقابٍ تضطرمُ علىٰ الدوامِ كراريسُ من نورٍ ونارٍ تقطعُ الطريقَ ودخانُ سجائري الذي يملأ أرجاءَ فضاءآتي المعتمةِ يرسمُ خرائطَ الضوءِ أتنفسُ من رئةِ القلم تموّجات الصريرِ تزيدُ من حرارةِ رأسي وبرودةِ أطرافي أهيمُ في فضاءآتِ الشرودِ أغرقُ في بحرٍ من جمادٍ حريقٌ عالقٌ في حنجرتي مَنْ يطفِئ ألسنتها الملتهبةَ !؟ مَنْ يحملُ أوتارَها أنغاماً علىٰ حبالي الصوتيّةِ !؟ ياشهقة تبعثرُني يازفرة تنشرُني احملوني علىٰ دَكّتها المنتصبةِ اقطعوا حبلَها السرّي افطموني من رضاعها بمرارةِ الحنظلِ واكتبوني سطورَ شوقٍ في مراثي الهائمينَ بِلُغةِ المَوتىٰ فوقَ المقابرِ القديمة .


كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي

      العِراقُ _ بَغْدادُ



 حبوب منع الحمل بقلم الأديبة حبيبة محرزي 

 حبوب منع الحمل 

تفتح الباب تنزع جلبابها الاسود. تعلقه على مسمار دقّ خلف الباب. فراغ غريب يغرقها في أسى مقيت . أما يزال نائما؟  من عادته أن يصحو في هذا الوقت ويملأ الدنيا بكاء. قد تكون زوّدت له مشروب التنويم الذي نصحتها به مشغٌلتها الصيدلانيّة، كي لا يصحو أثناء غيابها ويقلق راحة أبيه الشيخ الستيني الذي يظل في الشرفة يعاقر الخمرة والجعّة التي يشتريها بما يفتكه منها بالعنف اخر النهار من جنيهات تتقاضاها عن المسح والكنس وغسل الاطباق والمواعين.

 .تتسمع فلا يصلها الا تجشّؤ الشّيخ وكحّه وعطاسه المفتعل .

شيخ متهدم قذفها والدها وزوجته بين أحضانه بعقد عرفيّ مهين وهي ماتزال صبية غضٌة لم تتعدً سنتها الرابعة عشرة .

 ثدياها المكوّران  ينزّان لبنا. أوجاع تخز الصدر والكتفين. ترفع بصرها إلى ساعة صغيرة على الجدار .لم يتبقّ لها الا نصف الساعة التي تمنحها لها مشغلتها بعد الظهر لتطوي الطريق جريا ترضع ابنها الذي لم يتعدّ الشهرين وتغيٌر حفاظاته..

تدخل المطبخ . يرتبك فكرها وهي ترى اكياسا من الغلال وآنية ملئت لحما على الطّاولة البلاستيكية المهترئة. قربها حفاظات وعلى الأرضية صندوق جعّة لم تنقص منه إلاّ بعض حقق.

 من اين كلٌ هذا وهو الشيخ العاطل السكّير؟ وصلها صوته المنكر المتعثر بين السّعال والتجشّؤ.

_عندك اللحم والخضار ..اطبخي لنا لقمة نأكلها. اشوي لنا اللحمة...

تصرخ وهي تغسل يديها من سطل جلبته البارحة من بيت جارتها بعد أن قطعوا عنها الماء لعدم الخلاص:

_لم تتبقّ الا نصف ساعة. سارضع منصف وأعود. ...

يقاطعها غاضبا:

_لا تعودي . لست في حاجة إلى العمل ...أنا جائع...

تمدّ رأسها تريد تفسيرا لهذا الهراء. يتامّلها وهو يلوح بحزم من الجنيهات يقبلها  من الجهتين في شبق مقيت.

يستبدّ بها الهلع . تمشي نحوه حافية في ارتباك كي لا تزعج الرّضيع النائم في الغرفة الوحيدة الموصدة .

يمدّ لها حزمة منها ثم يقول مقهقها:

_بإمكانك أن تجعلينا أغنياء، والا تعملي ابدا .تعالي جنبي نعش أيام العسل، نبدا مشروعنا المقبل .لا بد من تحسين وضعنا ...سنعيش وناكل ونشرب إن طاوعتني وكففت عن شرب حبوب منع الحمل ..تعالي في حضني. 

تشيح عنه بوجهها المرعوب. تدفع الباب الموصد فاذا الفراغ وبعض لحاف ولفائف قماط على فراش ينتحب. تنقضّ عليه وهي تصرخ:

_اين ابني؟ ماذا فعلت به؟

يدفعها بكلتا يديه حتى يشجّ رأسها على الجدار ويسيل الدم على صدرها مختلطا بلبنها الذي لن يجفّ الا بعد أسابيع من الالم والعذاب.

حبيبة محرزي 

تونس



 أحلام مهاجره بقلم الشاعر أحمد الشرفي

 أحلام مهاجره


هاتي من الثغر ما للثغر مولاتي

و قدمي خمره ريق بكاساتي


تلك الشفاه عناقيد مخمرة

عنابها مسكر مثل الزجاجاتي


فقدمي لي لماك العذب أرشفه

رحيق زهر كما سقيا الفراشاتي


صبي كؤوسك من ألوانه عسل

ومن لذاذته أشهى ملذاتي


وحلقي في شعوري بالهوى فبه

حلقت فيك شعور بالجناحاتي


قفري إلى غيمك الهطال مبتهل

فاسقي مواطنه غيثي معاناتي


لي ها هنا أحترقت جناته شوقا

عشقي و ذابلة الاحساس زهراتي


فعانقي أمسياتي حيث غايتها

من اللقاء نعيم ضم آهاتي


وكسري فوق صدري كل يابسة

لتحرثي خصب أحلامي و غايتي


و شجري حضنه بالعشق أدغال

من الهوى واستظلي فيئ غاباتي


متى تحط على صدري مهاجرة

إليه نهديك من تلك المسافاتي


أقيم أعشاشها سكنى لها وطن

بحضن عشقي لتأوي عش نشواتي


مزارع العشق تحوي كل فاكهة

من الغرام بأحضاني وقبلاتي


متى تدفق نهر هواك أورفها

و أغصنت و تدلى أكل جناتي


نطوف فيه بما نهوى جناه لنا

عشق و للعشق آمال و حاجاتي


توزع الوقت في أحضاننا قبل

لك الذي تشتهي ولي الذي آتي


لنا و لا غيرنا حظ به كلما

أسواره معصمينا ملك مولاتي


ما نال منه سوانا كل منتشر

به لعينيك أيامي و ساعاتي


وكله العمر في احساسها رغد

لعيش عشقك في كل اتجاهاتي


بقلم

أحمد الشرفي

 جفنه علم الغزل بقلم الشاعر التونسي الحبيب المبروك الزيطاري

 جفنه علم الغزل


يحتار عقلي في هواكم

و القلب في عقل يمنِّي


بالجفن قد خطفت فؤادي

يا رغدُ ما هذا التجنِّي


كم في دلال الحسن تاهتْ

ألباب من صارو بِسِنِّي


فانساقت الأنغام جذلى

هل راق للمحبوب فنِّي


أم إن قلبي لا يُجازَى

الَّا بٱهات التعنِّي


لو كان شيء مِن هواكم

لاكتفي صدري فإنِّي


لحامد مهما وهبتم

فلترفعو الأغلال عنِّي


بقلمي

الشاعر التونسي

الحبيب المبروك الزيطاري

تونس

23 اوت 2022

س 10.35




 فرح عابر بقلم الاستاذة باقي رزيقة

 فرح عابر

     شموع فرح زرقاء لا تنطفىء...ضوؤها يملأ الغرفة شدوا على أوتار البهجة ينثر رحيقا باذخا مترف الصفاء 

بكل الأرجاء..

وجهها الملائكي المتعب كبدر مكتمل في ليلة شتاء شاحبة يشع نورا وانتصارا وتقاسيمه تنسج للحاضرين أشرعة من سبائك الفرح المزدهر بالغرفة من غزارة التورد المرشوش فوق وجه ذاك الملاك الصغير الذي يتربع حضن أمه .

إقترب منها زوجهاوسط رمقات الحاضرين يتلمس شعرها الأسود الطويل المزين بشرائط زرقاء حريرية يقبلها على رأسها فتتقد الحياة بشرايينها ويضخ بالقلب نبضا كثير الإشراق عميقا ممتدا يمحو ألم كل تلك السنين التي حرمت فيها من الانجاب .

ثم هوى الزوج على تلك القطعة الصغيرة المتوردة حملها من بين أحضان أمها كان ولدا ملفوفا بوشاح حرير أزرق كان لون وجهه زهريا ،رائحته أحلى من الورد قبله بلطف....

فإذا بها تستفيق من منامها على صوت زوجها قائلا :"رتيل إعتدلي بنومك حبيبتي" وهو يحمل الوسادة  يهم بتسويتها تحت رأسها.

فعادت لنومها وهي مدركة أنه حلم من زمن بعيد عاد ليوقظ غصتها.


بقلم الاستاذة باقي رزيقة

الجزائر



 هكذا أنتَ...! بقلم الشاعرة فاطمة حشاد_تونس

 هكذا أنتَ...!


أتهجى ظلك في لغتي 

أتعلم الخطو 

على مجرة نحوك

أتعقب فراشات ربيعك 

على مشارف حقول صرفك

هكذا أنتَ .. 

مدرسة للشعر 

و المشاعر تلاميذ 

في فصول قصيدتك

أتصفح مذكراتي 

علي أعثر على بعض ملامحك

بين رفوف حنيني

و عبق أوراقي

يطفح من هسيس طيفك

أريج برزخ العشاق

تتناثر على صفحة جبيني 

حبات من ياسمين و ريحان

تراقص وجداني

قصائد الجلينار و البيلسان 

و أنتَ .. 

هكذا أنتَ ..

دوحي الممتد مابين الهند و السودان 

وشاحي المرتد على طرف تونس 

على جدائل فلسطين و خصر دجلة 

و عيون الشام 

هكذا أنتَ ..

وطن للعشق و السلام 


بقلمي فاطمة حشاد_تونس



 هَل الغَرَامُ بِكَافٍ بقلم الشاعر عزالدين الهمامي

 هَل الغَرَامُ بِكَافٍ

*****

أَفْنَيْتُ العُمْرَ مُعْتَكِفا مَعَ نَفْسِي

كَأنّنِي صُوفِي يَحضُنُ وَجدَهُ

حَتى تَذَوقتُ مِن ثَمرِ الهَوَى

فَسَكَبْتُ الشِعْرَ أَبْيَاتًا

أَغْـدِقُ مِنَ النَّظْمِ الْفَصِيحِ جَمِيلُهُ

أصُوغُهَا أبيَاتًا مِن أحَاسِيسِي

فَأنَا مُتَيّمٌ عَصَفَتْ بِهِ الأشْوَاقُ

لِفَاتِنَةٍ كَسَمَاءٍ بَدَتْ وَاسْتَعْصَت بِالبُعدِ عَني

تَعَلقَ بِهَا القلبُ حَتى طَافَ مَعَ الدُجَى

اعْشَقُهَا بِرُوحِ الصِبَا مُتَنَوّعُ الألوَانِ

ففِي سِنِين صِبَايَا عِشْقُهَا يُجَدّدُهُ الزَّمَان

تَجْرِي السِنِين وَكَأنّنِي مَا عِشْتُهَا

حتى َتملَّكَ بقلبي الحُبُّ كلَّ شِغَافٍ

أقسِمُ فِي كَبِدي نارُ اشتِياقِ كَأَنَّهَا

نَارٌ أُضرِمَت بِاِلبُعدِ أشدُّ حَريقِ

فَمُنذُ غَدَوتُ عَاشِقًا

هَاجَت شُجُونِي وَانفتَحَ كَلامِي

أصُـوغُه مِن إحسَاسِي سَحَابًا مَاطِرًا

فَهَل الغَرَامُ لِلقَلبِ المُحِبّ بِكَافٍ

وَهَل غَيرُ تَجَاوب الحَبِيبِ بِشَاف

*****

عزالدين الهمامي

بوكريم / تونس

24/08/2022

 ——-ناسك الزاوية  بقلم الأديبة فائزه بنمسعود

 ——-ناسك الزاوية


يا ناسك الزاوية

اراك تمسك القلم

وتلوث الورقة

حبرا اسود

بمجرد ما تمتصه ويتغلغل  في أوصالها يستحيل احمر قانٍ

كدم طريدة على ثلج ناصع البياض

يا ناسك الزاوية

عيناك ترقبان باب المقهى الزجاجي

الشفاف والمغلق والذي كتب على لافتة معلقة على جيده

مفتوح -ادفع-

فجأة رايت عينيك  حافظتا  على وضع الانفتاح دون اي حركة للرموش؟

حاولت اتباع مسار نظرك

رأيتك في حضرتها... وسمعتك عن بعد تهذي....

سامحكِ الله راودتِ عقلي قبل قلبي

وتسربت لمزاجي قطرة قطرة

وعلى نخبك تشرب حواسي نبيذ

الشبق المعتق

وهذا الليل المتكئ على روابي نهديك كمارد أسود يداعب فريسته بالموت الشهي

هلّا سمحت لأناملي بابعاده  قليلا الى ماوراء الشفق لتكتمل لوحة الأنثى النارية في ذهني

يا عذراء الجسد والاشواق يازنبقة الوادي

ها انت تتنهدين أنغاما  وتنسابين في عذوبات الزوال

هلمي الى حضني فانا شاعر

ألوّن الشفاه والنهود وأجعلها تنجذب الى ما في اعماق الصباح من طمأنينة

هلمي 

لا تاخذي المستقبل بذنب الماضي....

تعالي فالملاك الذي كنته ...وكنت تمقتينه ....مات البارحة فجرا ......


 فائزه بنمسعود

10/8/2022



 بِأَصدَائهِ والبَوحِ قَلبي تَسَهَّدا  بقلم الأديبة نهلة أحمد

 بِأَصدَائهِ والبَوحِ قَلبي تَسَهَّدا

وقد كان قلبي قَبلَ لُقياهُ مُوْصَدا


إذا هَزَّتِ الأشواقُ نَبضيِ بخافقي 

سَمعتُ بهذا النبضِ للحُبِّ مُنشِدا 


ويُسمِعني آهَ الجَوى بَوحُ حُبِّهِ

فيُطري لِسَمعِ الليلِ لَحناً مغردا


وتَرقصُ أطيافُ النجومِ على السما

فيَبدو جميلُ النورِ للقلبِ مُسْعِدا


وطَلٌّ اذا ما لامس الصبحَ زَهرتي 

تعطرَ سِحراً وارتوَى الزهرُ بالندى


ألا ليتَ شِعري هل أَبِيتنَّ ليلتي

أغازلُ روحاً تصدحُ الحَرفَ والصدَى


تَسيرُ شُجوني إنْ سَرى فِيَّ حُبُّهُ

بشريانِ قلبي إن سَرى بِتُّ أَسْهَدا


كَذبتُ إذا ما قلتُ لا لا أُحبُّهُ 

هوَ النبضُ مَنْ بالقلبِ دوماً تَفَرَّدا 


سَلامٌ عليه يومَ ألقاهُ جانِبي

وعيني بهِ تَغفو وتَصحو مع المَدى


فإنْ كانَ هذا البعدُ يُحسَبُ طاعةً

غيابٌ بروحي أنْ تغيبَ وتَبعدا


فما نالَ قلبٌ مِن جَوى الحبِّ جَنةً

ولكنْ هواكَ الجَمرُ فِيَّ توقدا


فأطفئْ بقُربٍ نارَ قلبي ولَوعتي

وكُنْ ماءَها السَّيالَ عَذبا لتُخمَدا


 نهلة أحمد



 ..حتى لا تكون أشعارنا راشحة بالمرارة،طافحة بالحزن ومتخَمة بالمواجع بقلم الناقد والكتاب الصحفي محمد المحسن

 ..حتى لا تكون أشعارنا راشحة بالمرارة،طافحة بالحزن ومتخَمة بالمواجع


    -هذا المقال مهدَى حصريا إلى الشعراء التونسيين: د. طاهر مشي،جلال باباي-وفائزة بنمسعود..اجلالا واكبارا لإبداعاتهم الخلاقة في الحقل الشعري..تونسيا وعربيا..


كيف يمكن ايجاد مصالحة بين الإنسان والفرح، في خضم التداعيات المؤلمة التي يشهدها الوطن العربي في محنته "الإغريقية".. ؟

وكيف يستطيع الشاعر صياغة هموم وتطلعات أمته شعريا ؟

أليس بإمكان الشاعر الآن..وهنا تطريز المشهد الشعري بزلازل من الأسئلة الحارقة والمقلقة لهذا الواقع الممجوج والمتخم قلقا وألما، وذلك عبر لغة شعرية صافية تعتمد الأصالة والإضافة، وتنأى عن المحاباة والوصولية..تصالح ذهنية المتلقي وترتقي بحسه في هدأة الطريق إلى عوالم النص؟

ألسنا إذا وضع يتسم بالقتامة والإنكسار، أفرزته ظروف تاريخية ما فتئت تمر بها هذه الأمة منذ أمد بعيد، وقد شهدت خلالها متغيرات حثيثة، في القيم الرئيسية لمسيرة التاريخ الإجتماعي-الثقافي للعرب،بما من شأنه أن يوظف الأدب،توظيفا واعيا بجدلية الصراع بين الكائن وما يجب أن يكون، ويجعله يقاوم التيار الكاسح، ويتحدى الأمر الواقع، ليصوغه في شكل جدل بين الهزيمة والمقاومة.. !

ألم يواجه أدباء العالم في الحربين الكونيتين الأولى والثانية، وما استجد من حروب صغيرة هنا وهناك،ظروفا لا تقل وجعا عن التي نحن فيها،غير أنهم سَمَوا بأفكارهم إلى مستوى التحدي، فظهر أدب المقاومة ضد النازي،وهو الأدب الأمريكي و-السوفياتي-والفرنسي،بين العشرينات والخمسينات من القرن الماضي،وبعد أن خلقت الحربان آثارا حضارية قاسية،وآلاما نفسية جريحة وموجعة،انبجست الموجة الوجودية في أدب الغرب،كاحتجاج وتمرد بارزَين..؟

أفلم يكن من الأحرى بنا نحن العرب،الذين خضنا حربا مهزومة عام 67 وثانية بديلة عام 73 وأخرى أهلية عام 75، علاوة على مآسي أخرى، وتراكمات تاريخية مؤلمة، أفضت إلى إنتقاضة جاسرة، مازال يخوضها أطفال فلسطين بالنيابة عنا في أرجاء الوطن السليب والمستَلَب، أن يكون أدبنا موسوما بالرفض والمقاومة، ويؤسس في مضمونه للآتي في موكب الآتي الجليل.؟

أليس للنص الشعري دور ريادي في تفعيل واقعنا، والإرتقاء بحسنا الإبداعي إلى مراتب البلاغة والإبداع، بما يمنحنا سخاء في الرؤيا يتجاوز الذاكرة الحبلى، والحلم العذري، حس المأساة في خاتمة المطاف،وهي تصاغ في حوار مجلجل مع الجيل الشعري الرائد؟!

إن تجاوب الأدب مع كل هذه التداعيات،وتحويلها لمادة للإنتاج،من شأنه أن يقوي الشعور بالوحدة، وبالرابطة القومية،ويذكي الوضع النفسي المتلائم مع القربى،والإنتماء الواحد، والمصير المشترك،ويضعف بالتالي الشعور الإقليمي،الذي يتكوّن تلقائيا في ظل أوضاع التجزئة، ويفتح ثغرة في جدار الحدود الإقليمية..

وقد جسّد شعراء بداية النهضة العربية هذا الدور على أفضل مما يقوم به شعراؤنا اليوم، ولعل في الأبيات التالية -للرصافي-عن تونس ما يؤكّد هذا القول :

أتونس، إن في يغداد قوما***ترف قلوبهم بالوداد

ويجمعهم وإياك انتساب***إلى من خص منطقهم بضاد

فنحن على الحقيقة أهل قربى***وإن قضت السياسة بالبعاد

إن حالة التردي التي يتسم بها واقع الأمة العربية بكل أقطارها، جعلت الراهن متخما بالمواجع، تتكالب عليه قوى الشر وتتحالف فيما بينها، بهدف اجهاض نقاط الضوء الثورية،التي نجحت في تخطي تخوم الإنكسار،واستطاعت بجهد غير ملول أن تجد لها طريقا بين جدران هذا الظرف، مما حدا بهذه القوى إلى احتواء تلك النقاط المشرقة لتصفيتها نهائيا، ولإشاعة جو اليأس والإحباط والتشاؤم بين أبناء الأمة..

وفي خضم-هذا الهم النبيل-وفي ظل تداعيات الوجع العربي بكل أبعاده الدراماتيكية، يقف-الشاعر-يستبطن أبعاد هذا الهم في الواقع الخام والمادة الأدبية، يتابع نبض الهزيمة وإيقاعها المأسوي، ويؤسس في ذات الآن للإنتصار،راسما في أشعاره علامات الزمن الخائب، واعترافات الجيل الضائع، من غير أن تكون الخيبة أو الضياع عنوانا أساسيا أو محورا متعمدا، بقدر ما هو قراءة للذات الراهنة، واستحضار للذكريات الماضية، واقامة جدل موضوعي بينهما في ضوء المدى المنظور..

هذا الضوء،هو-الجانب الجمالي-الذي يصوغ الأزمنة ويقيم الحوار معها، وفق-رؤيا-جديدة تؤسس لللآتي الجليل بأفراحه المرتجاة،وتجسد التخاطب الحي بين الهزيمة والمقاومة، وهذا يعني، أن للشعر فعلا موازيا للدور السياسي والعسكري في تضميد جراح هذه الأمة، واستشراف ضوء شموسها الآتي..

ومن هنا،تكون قضية ايجاد المعادلة الصعبة بين الهموم والتطلعات،وخلق المعادلات المعبرة عنها شعريا ضمن القصيدة، احدى نقاط الإرتكاز الأساسية التي يبحث عنها الشعراء،أثناء "المكاشفة الشعرية "فحالة الإنكسار التس يشهدها الوطن العربي من ناحية، وقضية الشعب الفلسطيني من ناحية ثانية، هما قطبان متلازمان في الخطاب الشعري الحدبث.

ومن البديهي أن تكون الهوية الفلسطسنية من جهة،والأرض المحتلة من جهة ثانية،مصدرا ملهما للشعر، فتتجلى المأساة عريا بوجه عام، وفلسطينيا بوجه خاص.

وقد لا يكون الأمر مفاجئا حين ينخرط الشعراء في البحث الدامي الدؤوب، عن مواقع الضوء في زوايا الواقع العرب، لأن الرؤيا التي أفرزتها-الإنتفاضة،هي الرؤيا المضادة لواقع الهزيمة، إنها الإستيعاب التاريخي لمعاناتنا جميعا،وهي العلامة الرئيسية لأدب المقاومة في مختلف تجلياته..

هذا الأدب الذي بات عليه أن يسبح ضد التيار الكاسح، ويتحدى الأمر الواقع، بإعتباره سيصارع تيار الهزيمة، ويتجاوز بذلك واقعها المترجرج، ويبحث في أدغالها وجذورها العميقة، عن تفاصيل وأسباب هذا-الواقع-المهزوم..

ومن هنا جاز القول،أن-الإنتفاضة الفلسطينية-بالأمس..واليوم..وبإسناد من المقاومة الباسلة، بدأت تؤسس للون شعري جديد ومتجدد، يتماهى مع الواقع، ويصوغه على نحو يجلو قيمه الجمالية، ويبرز أبعاده النبيلة التي هي مطمح كل فنان أصيل.

غير أن ما نرومه،هو أن لا تكون أشعارنا راشحة بالمرارة، طافحة بالحزن ومتخمة بالمواجع، بقدر ما هي مشعة بالفرح، تجسد الإنبهار بالحياة حد الشهادة، وتؤسس لروح الإنتصار عبر لغة تستكشف كنوز البيان وخبايا البلاغة، في تاريخية اللفظ والتركيب العضوي للكلمة، فيبوح النص الشعري بما يتضمنه من مفردات إبداعية، وبما كان سرا مستغلقا على الفهم ومستساغا للأذن في ذات الآن، بما من شأنه أن يحرر رقعة واسعة من الذوق التقليدي المتحجّر، ويكتسح مواقع الكلاسيكية عبر رؤيا تتفاعل مع عالم القصيدة الداخلي في ارتباط وثيق بالثورة الحضارية، وأن يتوصل في النهاية إلى ايجاد معادلات معبرة عن همومنا شعريا، بما يحقق تلك المعادلة الصعبة التي تربط، دون قسر، بين الذات والموضوع بصورة شعرية واعية..


محمد المحسن











قراءة في قصيدة "أنا الصمت" للشاعرة زهرة نابلي ثابت. بقلم الشاعر طاهر مشي

قراءة في قصيدة "أنا الصمت" للشاعرة زهرة نابلي ثابت.

 

القصيدة:

 

أنا الصمت

الخرافيّ اللامتناهي

أدثر صدى العناء

لأتوغل في الخلود..

 

أنهض من فوضى الكؤوس 

أمشي على بلور قلبي

ودوِّي الفراغ

يملأ زوايا السؤال،

أمد الخيال لسحابة

عالقة في مجرات السماء

علّها تمطر وحيا على

بقايا الأحلام..

 

أنا القابعة في حنجرة الريح

لا أملك غير صدى وجع

تنتفض له الحروف،

وليل لاواعي

إلاّ بوهم الشموس..

 

أَنا عصفورة الشجن

أسترق من كل نجم وميض لحن،

برفّة ريشة

أخطّ سطور الزمن

وأخيط من الشمس وشاحا

لصقيع السفر..

 

كلما اجتزت حزنا

تختزلني الفصول ربيعا،

أرتّق الغيم بخيط الريح

وارسم الرؤى

بجداول المطر،

لحني

أسطورة

ترقبها طفلة حزينة،

باتت على كل غصن

تعزف طقوس

السلام.

 

زهرة نابلي ثابت

 

"إذا كنت تبحث عن حقيقة ما، أبحث عنها في داخلك أوّلا"

 

طالما كان الصمت دويّا في الأعماق، يحكم داخلنا، ويشتت تفاصيلنا العميقة، آملين لحظة صمت تنتشلنا من غياهب الضجيج لنتبين الحقائق، فتتجلى الصورة التي نبحث عنها.

 

هكذا تجسدت الصورة في مخيلة الشاعرة  المتميزة زهرة نابلي ثابت، في قصيدة مرصّعة بالإبداع.

 

قصيدة " أنا الصمت "

 

لنسافر معها في صمت الوجود، هذا الذي يخلد ضجيج الذاكرة وضوضاء الحياة التي نعيشها.

 

قصيدة مليئة بالصور الشعرية، ورحلة في خفايا الذات.

 

لم تولد هذه القصيدة بدون مخاض، بل معاناة كاتب يأبى الصمت، فيكون القلم فارسا يجول ويصول بذاكرة مفعمة بالخصوبة، تروي القريحة من شتاة الحبر المنثور.

 

لقد تميزت هذه القصيدة بحسّ عالي، رسمته بصور مختلفة لتبرهن عن معاناة الأنا الداخلية، ظاهرها صمت، وباطنها صراع وضوضاء.

 

قالت:

 

أنا الصمت

الخرافيّ اللامتناهي

أدثر صدى العناء

لأتوغل في الخلود..

 

 لوحة متميزة اختزلت كل المعاناة.

يمكن للقارئ أن يتبين محتوى النص العميق بما ذكرت شاعرتنا المتميزة من دلالات ولوحات فنية رائعة.

 

تغوص بنا الشاعرة في ضجيج الذات لتعدّد شتى الصور لتبرز الضجيج الصارخ في أعماقها،

 

علّي أراها لوحات جميلة مرصعة بجمالية اللّغة وسلامة الأفكار، متجدّدة في قصيدة بلاغية منفردة، لتسافر بنا في فكرها الباطني حاملة في عبّها كل المفاتيح، لتلك المناهج المتعدّدة التي نجوبها.

 

أمد الخيال لسحابة

عالقة في مجرات السماء

علّها تمطر وحيا على

بقايا الأحلام..

 

تعالت الصرخات في ضجيج الذاكرة، لترسم الحلم الذي سعت إليه بجدية وإصرار،

 

فما تزال بقاياه في الوجود، وهنا إبداع آخر من وحي الذاكرة، تجسدت بحنكة وبلاغة لتكون اللغة أصيلة فيبرز فنّ الرسم بالكلمات وعمق الدلالات وبلاغة الخطاب.

 

لم تكتفي، شاعرتنا بنحت لوحة مبهمة التفاصيل، بل تعدّد الوصف، وتمدّدت في نحت تفاصيلها المخفية:

 

" أنا القابعة في حنجرة الريح"

" أَنا عصفورة الشجن"

 

تفاصيل لصمت طويل، وصورة فوضى في كينونة شاعرة مبدعة، تحسن الرسم، ولعبة الفرار من الصمت القاتل، لتخبرنا بوجودها الكوني ونبضها الصارخ في تفاصيل رسوم متعدّدة القراءات، لنعيش متعة الحرف وجمال القصيدة بكل تفاصيلها.

 

لقد تميز هذا النص عن غيره من النصوص، بما فيه من تسلسل للصور، وما شمل من جمال اللغة ببلاغتها وسلاستها، يحمل بين سطوره صرخة شاعرة مدوية، وقلب ينبض بالحياة،     مجموعة من الخلفيات الذاتية  والموضوعية ساهمت في بناء شخصية الشاعرة وصقلها لتولد القصيدة.

 

وشخصية الشاعرة لا تنفصل عن البيئة التي تنشأ فيها القصيدة فيكون المعجم المنتقى لنحت الصور مختار بعناية كبيرة فتصنف هذه المؤشرات المادة الخامة للقصيدة.

 

فنكتشف أغوارها بالغوص في أعماقها

ونحاول أن نرسم صورة للشاعرة

قصيدة جميلة تحمل في طياتها الإبداع يمكن أن تكون لها عدة قراءات ثرية ومتميزة.

 

فسلاما إلى قلبك ونبضك المبدع.

الشاعر طاهر مشي



  د. جبار فرحان العكيلي يكتب ( مريم خضراوي .    شاعرة الفاكهة وانتحار الجسد .. تعلن ثورتها...)

 ( مريم خضراوي .

   شاعرة الفاكهة وانتحار الجسد .. تعلن ثورتها...)


كتبها ؛

        د. جبار فرحان العكيلي ( دكتوراه إعلام صحافة 

ورئيس اتحاد الأدباء الشعبيين العرب والعراقيين)

     


            الإبحار في لجة الكتابة ، إبحار محفوف بالمطبات والتهويمات والأحلام ،والإقتراب من ضفاف الشعر إبحار مجاز للجميع ،لكن يتوقف ذلك على من يجيد لغة العوم وتفسير ثورة الأمواج .

الكثير من الذين امتهنوا واحترفوا تجارة الشعر قليل منهم يعرف كيف يطوع حروفه لمفهوم الشعر من حيث التضاد اللغوي والتماهي الجمالي لخليط من الاذواق قد تقترب أو تبتعد هنا وهناك؛ 

بعضهم يكون مجنونا ومهووسا بفن الكتابة،سواء كانت شعرا او سردا ، خلقا او ترميما لبناء سبق ان احتلته جيوش الذواقة . 

هذا الجنون او الهوس الشعري هو من ينتج لنا شعرا يمكن ان يتماشى مع ذائقة المثقف بشكل إيجابي يؤشر ضمن مساحة الشعر الحي ..

وشاعرتنا التونسية ( مريم خضراوي ) شاعرة تمتلك أدوات كتابتها تحت إطار معرفي وقصدي ..

ولجنا تجربتها الشعرية من خلال عدد من القصائد المنشورة على صفحتها ..

في أول خطوة في طريق القراءة ،أمسكنا بخيط الإبهار والإعجاب والتوقف عند تجربة غنية وناضجة لها حدود التثوير الذوقي على مسطحات القراءة العميقة ، كون الشاعرة لم تترك للقارئ فسحة من عبور مجسات أبياتها الشعرية ضمن القصيدة الواحدة لذلك انا أمام تجربة غنية بمفهومها القصدي والمعرفي من خلال صورها الشعرية أو طريقة بناء الجمل الشعرية المرهونة بتشبيهات وتوصيفات ربما يعتقد البعض أنها تتعامل برمزية حادة أو تغريب معين ، لكن حينما تدخل ميدان فروسيتها تكتشف أن في غبار عدوها هناك ذرات من ذهب الخيال . 

وهذا وحده يؤشر للمتصدي للشعر إمكانية الخلق المعرفي وبالأخص الشعر السردي الذي بدأ يحتل مساحة كبيرة من مساحات الشعر الحديث .

وحينما توغلت في الكثير من قصائد شاعرتنا ( مريم ) برزت لنا دلالات شعرية عديدة قد نتوقف عندها ونمر بها وبأهم محطاتها التي يجمع عليها النقاد ..

تجربة أي شاعر محكومة بيئيا بعناصر الخزين الثقافي المتنوع من حيث الرصيد المعرفي الزمنكاوي لقبل وبعد تجربته الحياتية . منطلقا من مفهوم ( التشبيك اللفظي ) لأي نص مكتمل الأبعاد أو لثيمة البيت الشعري منفردا بحيث يدرك الشاعر ماهية هذا التشبيك ومرجعياته اللغوية التاريخية ..

ومريم تدرك ليس بالحفظ الببغائي إنما بسليقة الرصد الثقافي المعرفي حتى أنها تدخل محتوى التشبيه الإطاري لمفهوم الشاعرة وليس لما يؤوله القاريء أو الناقد ..

وبهذا ترمي حجارتها في بركة الناقد ليقرأ دوائر المسطحات المائيةبمعاني ورؤية غير ما ذهبت إليه الشاعرة .

قد نقترب من المفهوم العام لكننا نجد بين سطورها حكايا ذاتية تعمم على ذائقة القاريء ..

تشطير الجملة لدى الشاعرة ليس تزويقا لفظيا إنما هو إدراك ذاتي لتناسق الجمل الشعرية في القصيدة الواحدة .. ومن هذا تنطلق بتناص جميل مع آيات وسور الكتاب المقدس لتصنع منها جملا شعرية دالة ..

وهذا لم يكن مصادفة إنما هي تعني ما تقول ..

لذلك تكررت في أكثر من قصيدة لغة شعرية قرآنية التركيب، وهذا ربما محاولة منها لتأكيد مرجعية العرب لنصوص مقدسة حافلة بالحياة ممنجهة ومن جهة أخرى إضافة هالة قدسية لما أنتجته من أفكار 

حياتية محسوسة ..

* اذا جاء فتح القلب

* قضى لقلبي ألا يمسسه حب غيرك

* فإذا جاء وعد المحبين

* سبحان من أسرى بقلبي .. وعرج إلي بقلبك

* ونحن نحب الحياة .. إذا ما استطعنا إليه سبيلا

* أصدقني من قلبك وتزكى .. قد أفلح من هوى ..

وهنا انتقل لدالة أخرى ذات علامة واضحة فيها استهجان وترغيب وتورية لغوية من خلال تكثيف بعض المفردات ااتي تتعايش معنا بأسلوب يحمل أكثر من معنى للرمز ..فهي قد يراها البعض بأنها شاعرة الفاكهة .بينما انا أراها شاعرة التورية الحياتية الغارقة بأدوات التشبيه التكويني لفصيلة تفاحة حواء، 

فهي تحاول أن تؤكد بأن جميع أنواع الفاكهة هي تمثل تفاحة حواء سواء من وجودها أو من نتائجها الحسية ..

ربما تحاول مريم أن تثأر من ذكورة الشيطان لبراءة حواء في كل الأزمنة ، وقد كانت موفقة جدا في استخدام الفاكهة كأسلحة للثأر...

* نقتسم زيتونة او ليمونة 

* بعد لم يخجل مشمش من شمس 

ولا احمرت خدود رمان

ما حان قطف ولا دنا خوخ

* ما استبحت يوما تين الحب 

ولا لمست تمر بلدنا 

* أتزوج التفاح عطر النار ... وفاكهة النار

* وهذا الزيتون الذي تعصرون 

وشهوة الرمان في غمد قاتله .

إن الشاعرة خضراوي لم تكتف بإشهار أسلحتها تجاه ذكورة الحياة فانتهجت أسلوبا دلاليا آخر ..ألا وهو شطب مجسات الجسد أحد نتوءات الضعف الانثوي بشهوة الجسد اليومية ، فصنعت لخطابها دلالية أخرى أكثر جرأة من فاكهة الشعر ، وكحق مكتسب سواء كان شعرا سرديا أم تكوينا إلاهيا فسيولجيا .. كذلك نجحت في طرحها فاستطاعت أن تؤشر خطوتها ضمن مضمار السباق الذاتي مع الزمن ..

* خذ بقاياك .. واترك لي أذرعا 

طالما تحملت أرق خصر .. تعود أسرك 

* وجهان نحن في شفة السماء 

نسقي ونملأ حلبتنا خمرة الارض 

* كأن العمر في حضنك 

* كل فلسفة تعنيني .. كل تراجيديا .. كل فن ..

ان لم يرسم ضمة سافلة .. وحنانا منحرفا 

* ازرع سجادتك على مصلى صدري 

* سنلتقي معا وتحتمي الشفاه بالشفاء 

* علينا ان نأثم ونحرق تائبين 

ليغتسل العذاب في جسدينا ..علينا أن نكفر معا

* يا فائزا بالشعر تطارح شهوتي

* سأقلق قناعة نهدك 

كل هذه الدلالات نتجت وبكل تاكيد من خلال ثورة الشاعرة التي أمسكت بصولجان تمردها على القوالب الجاهزة في عمق الخيال ..

* انا امرأة لا اخفي ثورتي 

* انا امرأة قررت ان ..

ابيع الضعف بالحرية 

اعيش الجرح واغني للقضية 

استهوتني القراءة فرحت استمتع بالصور الشعرية الباذخة ، فأنا أمام فسحة من قراءة شاملة لتجربة مكتملة الأدوات والعناصر تتمدد على بساط التاريخ وفق إضاءات شعرية محسوبة .. أجمل ما قرأت من الشعر السردي المبني وفق أطر السلاسة اللغوية دون الدخول في ترميزية الاشياء ..

مريم خضراوي صوت شعري محترم ليس ما بين حقيبة الشعر النسوي انما هي صوت شعري خرج من معطف التخصص الى التعميم بين إطار الكتابة الحية التي باتت تشكل علامة شعربة رائعة في وطننا العربي.

استطاعت الشاعرة أن تشكل دوائر ضوئية عبر التمدد الفكري لثيمة البيت الشعري في أهميته لتفعيل القصيدة كبناء فكري ومسؤولية أخلاقية . لم تكن عبثية الخلق إنما يبدو لي أنها تدرك حتى الحرف أن تفعله كمنجز ذوقي على الرغم من نزعتها الثورية الحالمة بالثأر من جسمانية حواء . لم تلعن التفاحة إنما أخذت منها شعارا للتمرد على ذكورية الشعر....

مريم شاعرة ومحطة فسحة للذائقة العربية وبالأخص ديوانها 

( أحاول ان اكتب عن السنابل )

هنيئا لنا بمريم شاعرة مهمة تستحق التفاعل والاختلاف....