الخميس، 26 ديسمبر 2024

الموت يغيب الشاعر و الكاتب المغربي محمد عنيبة الحمري صاحب ملحمة « الحب مهزلة القرون ، تَكْتُبُكَ المِحَن ٠٠!! » ٠ بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - كاتب و باحث و تربوي مصري ٠

 الموت يغيب الشاعر و الكاتب المغربي محمد عنيبة الحمري

صاحب ملحمة « الحب مهزلة القرون ، تَكْتُبُكَ المِحَن ٠٠!! » ٠
بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - كاتب و باحث و تربوي مصري ٠
-----
رحل الشاعر المغربي محمد عنيبة الحمري بالأمس القريب و ذلك في يوم الأربعاء الموافق ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م ، في إحدى مصحات الدار البيضاء، بعد معاناة مع المرض، عن عمر ناهز 78 سنة.
" أتغيب عني ليلة يا ملهما صور الخيال
مالبدر إلا مقلة لليل في أرق يزال
وحدي يعذبني اجترار حكاية عنا تقال
الرمل لأن أفسدته آثار خطوك لاتزال
وتركتني بالشط أعصر ما بكفي من رمال " ٠
٠٠٠٠٠٠
مازال مسلسل رحيل الشعراء في عالمنا العربي يحصد منهم الكثير ، و لا سيما في هذا العام المنصرم ٠
و هذا شاعرنا المغربي محمد عنيبة الحمري يودعنا مع نهاية هذا العام تاركا ً لنا إرثاً متنوع شعرا و نثرا و أبحاثا ذات نهج في الأدب العربي يصور الحياة بكافة معطياتها ، فجاء صوته قويا معبرا في نزعة التأمل و التمرد في كشف ماهيات الأشياء في سرد مطمئن النتائج دون تزيف أو تجميل ، فهو شاعر له بصماته و بطولاته حول الارتقاء هكذا ٠٠
أليس هو القائل في ديوانه( تَكْتُبُكَ المِحَن ٠٠!! ) :
«لا تكادُ تراهْ
أو يراكْ
هو خلفك لا يستقيم
بغير خطاكْ
تنحني ينحني
أو تميلُ يميلْ
تستديرُ لترقبهْ
ينسحبْ
للمرايا اتجهتَ لتنظرهُ
فاحتمى بالشعاعْ
أدِر الجسم للشمس كي يختفي
- إنك الآن لا ظلَّ لكْ».
* نشأته :
------------
ولد الشاعر و الكاتب و الباحث المغربي محمد عنيبة الحمري ، بالدار البيضاء سنة 1946، حيث تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي، قبل أن يحصل على الإجازة في الآداب سنة 1969، وعلى شهادة الكفاءة التربوية من المدرسة العليا للأساتذة بالرباط، وعلى دبلوم الدراسات المعمقة في دجنبر 1976 بالرباط. ثم عمل بقطاع التربية الوطنية، إلى حين تقاعده.
ليرحل عنا في يوم الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م ٠
= من مؤلفاته:
« المسنون».
ومن أبرز أعمال عنيبة الحمري الشعرية «الحب مهزلة القرون» (1968)، و«الشوق للإبحار» (1973)، و«مرثية للمصلوبين» (1977)، و«داء الأحبة» (1987)، و«رعشات المكان» (1996)، و«سم هذا البياض» (2000)؛ وصولاً إلى مجموعته الشعرية الأخيرة، بعنوان «تحتفي بنجيع القصيد» (2020). كما أن له كتابات في الشعر والأدب، بينها «في الإيقاع الشعري دراسة عروضية» (2002).
و كتابان جديدان في باب «أبحاث تراثية»، الأول تحت عنوان «إعدام الشعراء»، والثاني تحت عنوان «حين يخطئ الموت طريقه» ٠
و قد تم جمع ديوان أعماله الشعرية في سفر من جزئين كمرحلة أُولى ٠
* مختارات من شعره :
يقول الشاعر المتمرد محمد عنيبة الحمري في قصيدة ( إناء ) التي تحمل دلالات فلسفية تترجم لنا مراحل النشأة في اختصار من خلال رمز هذا الإناء الذي جمع هويته و شخصيته مع نموه و تطوره وسط عبقرية هذا المكان :
الإناءُ الذي كنتُ
أشربُ فيهْ
والذي كانَ ينضحُ قبلُ
بما يحتويهْ
والذي عاشَ في كنفِي
مذ وعيتْ
كلّما أمْسَكتهُ يدي
يكْتشفْ
أنني أرتجفْ
فيخافُ السقوطْ
ألتجي فِي المساءِ إليهْ
عندمَا يعتريني القنوْطْ
تلكَ سِيرتهُ
يمتلِي ليخفّْ
ساكبًا همَّهُ
غيرَ مُكثرتٍ بالصد فْ
كانَ قدْ ملَّ منْ رعشَتي
فانفلتْ
وتكسَّر في غفوةٍ
فانتبَهتْ
لم أجدْ بيدي منهُ
غيرَ بقايا :
خزفْ
فندمت!
رحم الله شاعرنا محمد عنيبة الحمري الذي جسد رؤيته في روح تمرد و نضال بالكلمة التي سافرت معه تغدو جمالا حول الأفق في تنوع تضيء درب الأمل ٠٠
و سيبقى بيننا بإبداعه فسلام على عنيبة في سجل الخالدين ٠
Peut être une image de 1 personne et texte


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق