الأحد، 29 ديسمبر 2024

مشكلة السلطة السياسية في الوطن العربي بقلم د.بوخالفة كريم - الجزائر

 مشكلة السلطة السياسية في الوطن العربي


بقلم د.بوخالفة كريم - الجزائر 


السياسي له هدف والشعب له ظرف !

تحصل الكوارث عندما تفكر السلطة السياسية بعقلية ومزاج الشارع. كل هزائمنا وحروبنا ومغامراتنا هي فورات وردود افعال لمزاج منفعل.

للشارع عقل شعبوي، تحركه العواطف والشعارات والاناشيد الوطنية وفورات الغضب وردود الافعال. قصير النظر لا يفكر طويلاً في العواقب. ينفعل يتشاجر يرتكب الحماقات، ثم يهدأ. ومع هذا تبقى الاضرار محدودة قابله للاصلاح والتعويض.

اما العقل السياسي فشيء اخر، تهمه النتائج، والموضوع بالنسبة له ليس صراع بين حق وباطل، بل مشروع واهداف وخطط عليه تحقيقها في مجتمع دولي تهمه التحالفات والمصالح. ويدرك مسبقاً ان اخطاؤه مكلفة وتاريخية واصلاحها ليس ببسيط.

تعاني السلطة السياسية في مجتمعاتنا العربية من مشكلة مزدوجة: غياب الشرعية، وعدم قدرتها على ادارة مشروع وطني نهضوي. فقد استلمت القيادة اما بانقلاب او تزوير انتخابات، او حركات دينية ميليشياوية محتكرة للقرار السياسي، وشخصياتها في الغالب شخصيات مغامرة لم يتوفر لها التعليم والخبرة والنضوج على ادارة دولة. وللتخلص من هذه الورطة تقوم هذه السلطة بانتاج مشروع بديل، وهل هناك مشروع بديل جاهز وقادر على الاستيلاء على عواطف العرب العرقية والدينية اكثر من فلسطين؟

باختيارها لهذا المشروع ستربح السلطة الشارع، وستتوفر المبررات لقمع المعارضين، ويمكن تأجيل المشروع النهضوي الى وقت غير معلوم..

مشكلتنا ليست في السلطة فقط، بل ايضاً في الاجيال التي تخرجت من مدارس السلطة، اجيال اختزلت كل تاريخ بلدانها ومشاكلها المحلية الملحة بمشروع بديل، (وعلى نبل هذا المشروع) فهو متاهة ضاعت فيها ثلاثة اجيال ولا نعرف كم سيضيع فيها مستقبلاً.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق