الثلاثاء، 31 ديسمبر 2024

الشاعر الفلسطيني القدير محمود فايز بشير : نجم.أضاء سماء حيفا وجنين والقدس..وسقط في الأفول بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 الشاعر الفلسطيني القدير محمود فايز بشير : نجم.أضاء سماء حيفا وجنين والقدس..وسقط في الأفول

بسم الله الرحمن الرحيم (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي)صدق الله العظيم.
رحل عنا إلى مثواه الأخير الشاعر الفلسطيني القدير الأستاذ محمود فايز بشير صاحب ديوان"رحلة الوجدان..القدس مستقرها"* دون أن يغادرنا.فشعره وأدبه وأبحاثه ودراساته تبقى حاضرة بيننا،تؤرخ لمناضل حمل القلم على شغاف القلب،واستلّ الكلمة دفاعاً عن قضية شعبه وحقوقه الوطنية..
لقد شكل الشاعر والأديب أ-محمود فايز بشير واحداً من كبار رواد الشعر العربي الحديث،وواحداً من كبار الأدباء الذين أسهموا في صناعة الأدب والفكر الفلسطيني التقدمي والثوري،واحتلّ على الدوام مكانته المميزة في عالم الأدب والفكر والشعر الثوري. ونحن نودع مناضلا كبيراً وشاعراً خالداً،نتقدم إلى أفراد عائلته، واخوانه،وأصدقائه ومحبيه،وإلى عموم أبناء الشعب الفلسطيني،وقراء العربية،وإلى الشاعرة الفلسطينية المغتربة الأستاذة عزيزة بشير بالتعازي الحارة،وكلنا ثقة أن ما خلفه لنا الراحل الكبير سوف يبقى يحتل المكانة المميزة والمتقدمة في الفكر والمكتبة العربية..
هذا الشاعر الراحل رغم مسيرته الحافلة بالعطاء في مجالات عديدة كالرياضة والتدريس( امتهن الرّياضة في شبابه وعرف كحارس مرمى متميز)،استطاع أن يجد ولو مساحة ضئيلة لنفسه ولشعره،فقد كان ينظم الأبيات الشعرية الملتزمة،ثم انطلق الشعر متدفقا من روح تحمل عشق فلسطين،وزفرة من قلب يحمل هموم الوطن،مؤكدا على قوة وصمود وثبات شعب جبار يرفض الإهانة ولا يقبل المساومة بالكرامة..
ولا أزعم أني اطلعت على جل إنتاجه الأدبي الإبداعي،ولكن أغلب قصائده التي مررت بها بعين الناقد،كانت تحمل بين طياتها الإنتماء والأصالة..قصائد شملت الكل الفلسطيني،وعرجت على قضايا وطنيّة وإنسانية في الوطن العربي الكبير على غرار قصيدة غزة المنتصرة،والقدس الصامدة،وحيفا.. إلخ.
قصائد تنقط حسّا مرهفا بلغة جميلة بعيدة عن التعقيد،قصائد تحمل عناوين موفقة تعكس ما جاء فيها.
وكان أجمل ما فيها القصائد التي خصصت للقدس،والتي يعتبرها الشاعر مستقرا-لرحلة الوجدان-
هي إذن،قصائد إنسانيّة بكل ما فيها،تحمل القيم التي يتمسك بها كل انسان حر في هذا الكون الفسيح..
لقد صدق شاعرنا الراحل،ستبقى حيفا وكرملها وفلسطين وقدسها،رغم كلّ شيء،المبتدأ والخبر.
وأخيرا،رحل ابن القدس،ابن حيفا،ابن الجليل،ابن يافا،ابن غزة،ابن الخليل،ابن كل الأرض الفلسطينية المفعمة بعطر الشهداء..رحل شاعرنا الفذ الأستاذ محمود فايز بشير..وستظل قصائده تنير دروب القادمين في موكب الآتي الجليل..
وداعا..يا شاعرنا القدير..وفي رحاب الله نلتقي.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
محمد المحسن
* ديوان "رحلة الوجدان" رحلة طويلة تمتد حروفها منذ النكبة حتى زمن الكورونا،رحلة فيها حروف تسكن المدن،بين القدس التي خصص لها الشاعر الراحل أ-محمود فايز بشير عدّة قصائد،وما بين غزّة الصمود،وإلى حيفا مسقط رأسه وحنينه إليها،وثمّ نحو بعض المدن الفلسطينية الصامدة (يافا،حيفا،بيسان، القدس،عكا،الناصرة وصفد) حيث جمعها في قصيدة واحدة..
هذا الديوان-في تقديري-يستحق ان يضاف لمنهاج اللغة العربية في المدارس العربية،لأنه شامل ويتحدث بصورة شاملة عن معظم القضايا بأسلوب جذاب.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق