لا تغضبي
لا تغضبي حبيبتي/ إن جئتِني كي نخرُجا
لستُ الحبيبَ المبهِجا / أو العشيقَ الأغْنجا
فالنسرُ يأبى سجنَهُ / لو بالعقيقِ سُيّجا
ما كنتُ يومًا آلةً / أو هيكلاً مُبرمجا /
إن قلتُ شيئًا نابيًا / أو كان ردّي هائجا
فالقلبُ قد ترينَهُ / غرًا وحتى ساذِجا
لكنّه في لحظةٍ / كالبحر يبدو مائجا
عندي خيال جامح / ا يرتضي أن يُسرجا
لم أبن قصرًا فاخرًا / بل كنتُ دومًا ناسجا
بضاعتي لا تُشترى / إذ لم تجدْ مروّجا
بالحبّ قلبي مفعمٌ / والحبُّ ليس رائِجا
فهل رأيتِ فارسًا / في عصرنا مدجّجا
بالحبِّ والتسامحِ / فمثله لا يُرتجى
في عصرِنا أقدارُنا / بالحبِّ لن تُعالجا
بالقتلِ والشبيحةِ / وكلِّ من تبلْطَجا
يبغي الزعيمُ اليعْرُبي / نصرًا له أو مخْرجا
لكنهُ لا يدركُ / إذْ عقلُهُ تشنّجا
أن لا نجاةَ تُرتجى / لظالمٍ وهل نجا
من قبلِ هذا ظالمٌ / حتى وإنْ تحجّجا
بألفِ عذرٍ باطلٍ / أو إنّه قد دجًجا
للقتلِ جيشًا خائنًا / والحقدَ أيضًا أجّجا
يا أخوتي هيّا اسمعوا / ما قالهُ أهل الحِجى
بعدَ الظلامِ الدامسِ / يأتي الصباحُ أبْلجا
د. أسامه مصاروه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق