تعلمت
تعلمت من خيانة العهد
الدوام على الود
و الإخلاص بجد
لمن يودني و لا يود
حتى ينفذ الجهد
ولو لم يتحقق الوعد
تعلمت من المحن
التشبث بالوطن
و التحلي بالخلق الحسن
رغم الحزن و الشجن
و امتداد الفتن
حتى يكل الجفن
من كثرة الوسن
دون نفاق أو جبن
تعلمت من النزاع
إشعال شعاع
الأمل في كل شراع
لتواصل السفن الغوص في القاع
للبحث و ابتياع
الغذاء للجياع
و لو طالت الرحلة في البقاع
و صارت مهددة بالضياع
تعلمت من همس الروح
تضميد جروح
الهاربين في السطوح
من تيارات فتن لا تبوح
بأسرارها لكل روح
مهما كانت ظروف البوح
تعلمت من الحنان
تخيل الجنان
و الغانيات الحسان
التي تربت على الوجدان
كلما همت الأحزان
بإفقادي الاتزان
للشدو على كل أوزان
بحور الشعر و الدعاء للأوطان
باليسر و راحة الأبدان
بعد كل عسر و خذلان
و بالله المستعان
وعليه التكلان
آمين ببركة نبينا العدنان
عليه وعلى آله وصحبه السلام
الخالص التام إلى يوم القيام
و الدرس الأهم تعلمته من الحمام
المنشد للسلام
حيثما يحل الظلام
و يصر القساة الظلام
على التسبب في الآلام
لكل من يضام
ما أروع الصدوع بكلام
الحق دون لف و دوران
مثل الحيتان
بحكمة فنان
لا يراوغ بقناع فتان
و يتقن مداراة الطعان
إلى أن يظهر للعيان
لشفاء غليل المضام
في كل مقام و لو في المنام
و عظم الله أجور الصادقين في الميزان
آمين يامجيب يا رحمان
رفيقة بن زينب *** تونس الخضراء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق